جلاء البصر في مسألة القنوت في الوتر
 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
أما بعد :فإن الوتر من أهم العبادات التي تؤدى كل يوم ، وقد حض النبي صلىي الله عليه وسلم على أدائها ، فقال: أوتروا يا أهل القرآن أخرجه أصحاب السنن.
وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أباهريرة رضي الله عنه أن لا ينام حتى يوتر ، وهذا في الصحيح.
وإذا كان الوتر بهذه المنزلة والأهمية فلا بد من معرفة صفتها الواردة في السنة ، وتتبعها من كتبها.
فقد وقع الخلاف في مواضع من مسائل الوتر ، لكن الذي يهمنا في هذا المكان محل قنوت الوتر ،وما ورد فيه من الآذكار.
أ: محل قنوت الوتر
قنوت الوتر يراد به الدعاء المخصوص في الصلاة في محل مخصوص من القيام في الركعة الأخيرة.
ومن الأدعية الواردة فيه ما روي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما ، قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر " اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ـ تباركت ربنا وتعاليت."
وأما مكان هذا الدعاء فإن الأرجح من حيث الدليل والأقرب إلى السنة النبوية أن يقنت قبل الركوع في الوتر ، وبعد الركوع في النوازل .
ورغم هذا فلا ينكر أن هناك روايات عن الصحابة رضي الله عنهم في القنوت في الوتر بعد الركوع ، لكنه إذا ثبت السنة النبوية فلا ريب أنها أولى بالتمسك، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
لا سيما وقد صح عن كثير من الصحابة إن لم يكن عن أكثرهم القنوت في الوتر قبل الركوع ، فقال علقمة : إن ابن مسعود وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقنتون في الوتر قبل الركوع. اخرجه ابن أبي شيبة ، وهو صحيح عنه،ـ وقال الشيخ ناصر الألباني : هذا إسناد جيد ، وهو على شرط مسلم .
وسيكون الكلام في هذه المسألة في السطور المقبلة على الأحاديث المرفوعة ، فقد تأكد أن الصحابة رضي الله عنهم اختلفوا في المسألة ، وبسبب اختلافهم وفع خلاف بين العلماء رحمهم االله فبعضهم رجح القنوت قبل الركوع ، وبعضهم بعد الركوع ، وآخرون رأوا الأمر واسعا في ذلك.
وإلى الأدلة.:::

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]