منتدى روضة القرآن

منتدى روضة القرآن (http://rawdatelquran.com/vb/index.php)
-   تراجم أمهات المؤمنين والصحابيات (http://rawdatelquran.com/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   حكم من سب أم المؤمنين عائشة رضى الله (http://rawdatelquran.com/vb/showthread.php?t=1295)

أم حفص 17th March 2012 02:26 AM

حكم من سب أم المؤمنين عائشة رضى الله
 
[align=center][tabletext="width:70%;background-color:silver;border:10px outset darkblue;"][cell="filter:;"][align=center]
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا،

من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

وبعد

حكم سب أم المؤمنين عائشة...
من سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه ، فقد أجمع العلماء انه يكفر .
قال القاضي أبو يعلي :
من قذف عائشة رضي الله عنها بما براها الله منه كفر بلا خلاف .
وقد حكي الإجماع على هذا غير واحد من الأئمة لهذا الحكم .
فروي عن مالك : من سب أبا بكر جلد ، ومن سب عائشة قتل . قيل له : لم ؟ قال : من رماها فقد خالف القرآن .
( الصارم المسلول ص 566 ) .
والأدلة على كفر من رمى أم المؤمنين صريحة وظاهرة الدلالة ، منها :
أولا :
ما استدل به الإمام مالك ، أن في هذا تكذيبا للقرآن الذي شهد ببراءتها ، وتكذيب ما جاء به القرآن كفر .
قال الإمام ابن كثير :
وقد اجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية ، فإنه يكفر ، لأنه معاند للقرآن .
راجع تفسير ابن كثير 3 / 276 ،


عند تفسير قوله تعالى
{ إن الذين يرمون المحصنات . . . }.
وقال ابن حزم - تعليقا على قول الإمام مالك السابق - :
قول مالك هاهنا صحيح ، وهي ردة تامة ، وتكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها .
( المحلي 11 / 15 ) .
ثانيا :
إن فيه إيذاء وتنقيصا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، من عدة وجوه ، دل عليها القرآن الكريم ،
فمن ذلك :
إن ابن عباس رضي الله عنهما فرق بين قوله تعالى
{ والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء }
وبين قوله
{ إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات } ،فقال عند تفسير الآية الثانية :
هذه في شأن عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة ، وهي مبهمة ليس توبة ،
ومن قذف امرأة مؤمنة فقد جعل الله له توبة . . . إلى آخر كلامه . . . قال : فهم رجل أن يقوم فيقبل رأسه من حسن ما فسر .
( انظر ابن جرير 18 / 83 ،
وعنه ابن كثير 3 / 277 ) .
فقد بين ابن عباس ، أن هذه الآية إنما نزلت فيمن قذف عائشة وأمهات المؤمنينرضي الله عنهن ، لما في قذفهن من الطعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيبه ،
فإن قذف المرأة أذى لزوجها ، كما هو أذى لابنها ، لأنه نسبة له إلى الدياثة وإظهار لفساد فراشه ،
وإن زنى امرأته يؤذيه أذى عظيما . . ولعل ما يلحق بعض الناس من العار والخزي بقذف أهله اعظم مما يلحقه لو كان هو المقذوف .
( الصارم المسلول ص 45 ، والقرطبي 12 / 139 ) .
وكذلك فإيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر بالإجماع .
قال القرطبي عند قوله تعالى
{ يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا } :
يعني في عائشة ، لأن مثله لا يكون إلا نظير القول في المقول بعينه ، أو فيمن كان في مرتبته من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، لما في ذلك من إذاية رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرضه وأهله ، وذلك كفر من فاعله .
( القرطبي 12 / 136 ، عن ابن عربي في أحكام القرآن) .
ومما يدل على أن قذفهن أذى للنبي صلى الله عليه وسلم ، ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما في حديث الإفك عن عائشة ، قالت :
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر من عبد الله بن أبي سلول ،
قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر - : يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي . .
كما جاء في الصحيحين .
فقوله : من يعذرني
أي من ينصفني ويقيم عذري إذا انتصفت منه لما بلغني من أذاه في أهل بيتي ، والله أعلم .
فثبت أنه صلى الله عليه وسلم قد تأذى بذلك تأذيا استعذر منه .
وقال المؤمنون الذين لم تأخذهم حمية :
مرنا نضرب أعناقهم ، فإنا نعذرك إذا أمرتنا بضرب أعناقهم ، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على سعد استئماره في ضرب أعناقهم .
( الصارم المسلول ص 47 ) .
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب :
ومن يقذف الطيبة الطاهرة أم المؤمنين زوجة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ،
لما صح ذلك عنه ، فهو من ضرب عبد الله بن أبي سلول رأس المنافقين .
ولسان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يا معشر المسلمين من يعذرني فيمن أذاني في أهلي .
{ إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا مبينا } . .
فأين أنصار دينه ليقولوا له : نحن نعذرك يا رسول الله )) .
(الرد عل الرافضة 25-26 ) .
كما أن الطعن بها رضي الله عنها فيه تنقيص برسول الله صلى الله عليه وسلم من جانب آخر ، حيث قال عز وجل :
{ الخبيثات للخبيثين .. } .
قال ابن كثير :
أي ما كان الله ليجعل عائشة زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهي طيبة ، لأنه أطيب من كل طيب من البشر ، ولو كانت خبيثة لما صلحت له شرعا ولا قدرا ، ولهذا قال تعالى { أولئك مبرءون مما يقولون }
أي عما يقوله أهل الإفك والعدوان .
( ابن كثير 3 / 278 )
حكم سب بقية أمهات المؤمنين...
اختلف العلماء في قذف بقية أمهات المؤمنين ، والراجح الذي عليه الأكثرون : كفر فاعل ذلك ،
لأن المقذوفة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
والله تعالى إنما غضب لها ، لأنها زوجته صلى الله عليه وسلم ، فهي وغيرها منهن سواء .
( البداية والنهاية 8 / 95 ) .
وكذلك فيه تنقيصا وأذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقذف حليلته .
وقد بينا ذلك عند كلامنا عن حكم قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
أما أن سب أمهات المؤمنين سبا غير ذلك فحكمهن حكم سائر الصحابة على التفصيل السابق .
لوازم الـسـب...
تيقظ السلف الصالح رضوان الله عليهم لخطورة الطعن في الصحابة وسبهم ، وحذروا من الطاعنين ومقاصدهم ،
وذلك لعلمهم بما يؤدي إليه ذلك السب من لوازم باطلة تناقض أصول الدين ،
قال الإمام مالك رحمه الله عن هؤلاء الذين يسبون الصحابة : إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يمكنهم ذلك ، فقدحوا في أصحابه ، حتى يقال رجل سوء ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحون .
( رسالة في سب الصحابة ، عن الصارم المسلول ص580 ).
وقال الإمام أحمد رحمه الله :
إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام .
( البداية والنهاية 8 / 142 ، وأنظر المسائل والرسائل المروية عن أحمد في العقيدة الأحمدية للأحمدي 2 / 363 ، 364 ) .
وقال أبو زرعة الرازي رحمه الله :
فإذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلم انه زنديق ، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق ،
والقرآن حق ، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى وهم زنادقة .
( الكفاية للخطيب البغدادي 97 ) .
وقال الإمام أبو نعيم رحمه الله :
فلا يتتبع هفوات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزللهم ويحفظ عليهم ما يكون منهم حال الغضب والموجدة إلا مفتون القلب في دينه
( الإمامة لأبي نعيم 344 ) .
ويقول أيضا :
لا يبسط لسانه فيهم إلا من سوء طويته في النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والإسلام والمسلمين .
وتحذير العلماء هنا عام يشمل جميع الصحابة ، وتأمل قول إمام أهل السنة :
يذكر أحدا من الصحابة بسوء ، وقول أبي زرعة :
(( ينتقص أحدا )) ،
فحذروا ممن ينتقص مجرد انتقاص أو ذكر بسوء ، وذلك دون الشتم أو التكفير ، ثم في واحد منهم وليس جميعهم ، فماذا يقال فيمن سب أغلبهم ؟!
وإليك أختي إيضاح لبعض لوازم السب :
يتبع ذلك الطعن في حكمته عز وجل ، حيث اختارهم واصطفاهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ،
الإمساك عما شجر بينهم...
قال صلى الله عليه وسلم :
إذا ذكر أصحابي فامسكوا ، وإذا ذكر النجوم فامسكوا ، وإذا ذكر القدر فامسكوا .
( أخرجه الطبراني في الكبير 2 / 78 / 2 ، وأبو نعيم في الحلية 4 / 108 ،
وفي إلأم من حديث ابن مسعود ، وقواه الألباني بطرقه وشواهده - السلسلة الصحيحة1 / 34 ) .
ولذلك فمن منهج أهل السنة والجماعة الإمساك عن ذكر هفوات الصحابة وتتبع زلاتهم وعدم الخوض فيما شجر بينهم .
قال أبو نعيم رحمه الله :
فالإمساك عن ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر زللهم ، ونشر محاسنهم ومناقبهم ، وصرف أمورهم إلى أجمل الوجوه ، من أمارات المؤمنين المتبعين لهم بإحسان ،

الذين مدحهم الله عز وجل بقوله :
{ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ).
إذا فالإمساك المشار إليه في الحديث الشريف إمساك مخصوص يقصد منه عدم الخوض فيما وقع بينهم من الحروب والخلافات على سبيل التوسع وتتبع التفصيلات ونشر ذلك بين العامة ، أو التعرض لهم بالتنقص لفئة والانتصار لأخرى .
ونحن لم نؤمر بما سبق
وإنما أمرنا بالاستغفار لهم ومحبتهم ونشر محاسنهم وفضائلهم ، وإذا ظهر مبتدع يقدح فيهم بالباطل فلابد من الذب عنهم ، وذكر ما يبطل حجته بعلم وعدل .
( منهاج السنة 6 / 254 ) .
وهذا مما نحتاجه في زماننا ، حيث ابتليت الأمة المسلمة في جامعاتها ومدارسها بمناهج - يزعم أصحابها الموضوعية والعلمية - تخوض فيما شجر بين الصحابة بالباطل دون التأدب بالآداب التي علمنا إياها ربنا عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم .
وكذلك وللأسف وصلت هذه العدوى إلى بعض الإسلاميين ، حتى إن بعضهم يجمع الغث والسمين من الروايات حول الفتنة التي وقعت بين الصحابة ، ثم يبني أحكامه دون الاسترشاد بأقوال الأئمة الأعلام وتحقيقاتهم .
وأخيراً
أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
@@@@@@@@
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]




أم البشر 20th March 2012 06:09 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
لايخفى على الكثير منا في هذا الزمان والذي خرج فيه أناس سولت لهم أنفسهم سب حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
الطاهرة العفيفة أمنا أم المؤمنين
كذلك لايخفى الخوض في الحادثة التي اتهموها بها قديما وهي بريئة منها وعادت لتتجدد في هذا الزمان من ذوي النفوس المريضة والذين نسبوا أنفسهم للإسلام وهو منهم براء
حبها من حب النبي صلى الله عليه وسلم ...فمن أحبها فقد أحب النبي صلى الله عليه وسلم
فضلها لايخفى على أصحاب العقول
نسأل الله أن يجمعنا بها وأمهاتنا أمهات المؤمنين
جزاك الله خيرا عى هذا الموضوع الطيب

ديني يقيني 11th June 2012 10:29 AM

جزاكِ الله الجنة على هذا الموضوع الرائع والقيم
سلمت يداكِ حبيبتي .. أم حفص
توضيح وشرح وافي
ولا شك في برائتها رضي الله عنها وأرضاها
اللهم إجمعنا بالطاهره العفيفه أمنا عائشة أم المؤمنين
بارك الله في مجايبك يالغالية
رعاك الله

نسيم الصبا 11th June 2012 12:18 PM

بارك الله فيك أم حفص

كفيتي ووفيتي ماشاءالله ,,,

أم محمد 27th October 2012 10:26 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك
أ سلوبك الراقي وتالقك
وااللهم إجمعنا بالطاهره العفيفه
أم المؤمنين

الطالبة لرضا الله 28th May 2013 05:42 PM

جزاكى الله كل خير وجعلة فى ميزان حسناتك

أم محمد 9th August 2013 11:55 PM

اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك
وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك


الساعة الآن 06:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. MTWER

mamnoa 2.0 By DAHOM