دراسات في الجمع والتفريق (2) (أبو الوازع «الراوي عن ابن عمر» وأبو الوازع «الراوي عن عاصم بن ضمرة»)
 

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه، وبعد...
فقد قال البخاري: زهير بن مالك أبو الوازع، سمع عاصم بن ضمرة قوله- ويقال: النهدي الكوفي- روى عنه إسرائيل، كناه يحيى بن آدم. [التاريخ الكبير (3/ 429) (1425)]
وقال أيضا: أبو الوازع، سمع ابن عمر، روى عنه الثوري وابن عيينة. [التاريخ الكبير (9/ 78) (746)]
قلت: كذا فرق البخاري بينهما، وسمى الأول منهما «زهير بن مالك».
وتبع البخاري على ذلك: مسلم وابن حبان.
قال مسلم: أبو الوازع زهير بن مالك، سمع عاصم بن ضمرة، روى عنه إسرائيل. [الكنى والأسماء (2/ 865) (3501)]
وقال أيضا: أبو الوازع النهدي، سمع ابن عمر، روى عنه الثوري. [الكنى والأسماء (2/865) (3503)]
وقال ابن حبان في «التابعين»: أبو الوازع، يروي عن ابن عمر، روى عنه الثوري وابن عيينة. [الثقات (5/ 584)]
ثم قال في «أتباع التابعين»: زهير بن مالك أبو الوازع، يروي عن عاصم بن ضمرة، عداده في أهل الكوفة، روى عنه إسرائيل. [الثقات (6/ 338)]
قلت: لم يفرق بينهما: يحيى بن معين، وخليفة بن خياط ، وأبو داود السجستاني، وأبو حاتم الرازي، والفسوي، وابن عبد البر، والذهبي.
ومن مجموع كلامهم يتبين أنهما واحد، وأنه أبو الوازع النهدي الكوفي، اسمه زهير بن مالك، روى عن ابن عمر وعاصم بن ضمرة، وروى عنه الثوري وشريك وإسرائيل. [ينظر تاريخ ابن معين (رواية الدوري) (3/360، 428، 515) (1748، 2095، 2515)، (4/168) (3754)، ومعرفة الرجال ليحيى بن معين (رواية ابن محرز) (ص 194، 301، 310، 362) (689، 1138، 1208، 1509)، وطبقات خليفة بن خياط (ص 265) (1137)، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد (رواية ابنه عبد الله) (1/504) (1176)، (3/89) (4316، 4317)، والمعرفة والتاريخ (3/191)، وسؤالات الآجري لأبي داود (ص 183) (1178)، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/586) (2666)، والاستغنا لابن عبد البر (2/ 988) (1211)، وتاريخ الإسلام (3/ 579) (403)، والمغني في الضعفاء للذهبي(1/ 241) (2216)]
قال ابن أبي حاتم: زهير بن مالك أبو الوازع النهدي، كوفي، روى عن ابن عمر وعاصم بن ضمرة، روى عنه الثوري وإسرائيل وشريك، سمعت أبي يقول ذلك. [الجرح والتعديل (3/ 586) (2666)]
وذكر نحوه ابن عبد البر، والذهبي. [الاستغنا لابن عبد البر (2/ 988)، وتاريخ الإسلام (3/ 579)]
وذكر يحيى بن معين أن «أبا الوازع النهدي» كوفي، اسمه «زهير بن مالك»، روى عن ابن عمر، وروى عنه سفيان الثوري وإسرائيل وشريك. [تاريخ ابن معين (رواية الدوري) (3/360، 428، 515) (1748، 2095، 2515)، (4/168) (3754)، ومعرفة الرجال ليحيى بن معين (رواية ابن محرز) (ص 194، 301، 310، 362) (689، 1138، 1208، 1509)]
وكذا جعل «أبا الوازع» الراوي عن ابن عمر هو «زهير بن مالك»: خليفة بن خياط، وأبو داود السجستاني، والفسوي، والذهبي. [طبقات خليفة (ص 265) (1137)، والمعرفة والتاريخ (3/191)، وسؤالات الآجري لأبي داود (ص 183) (1178)، والمغني في الضعفاء للذهبي(1/ 241) (2216)]
تنبيهات:
الأول: تناقض ابن حبان في الجمع والتفريق بينهما:
فقد تابع البخاري في التفرقة بينهما كما تقدم.
لكنه ترجم ترجمة ثالثة قال فيها: زهير بن مالك أبو الوازع الراسبي، يروي عن ابن عمر، روى عنه إسرائيل. [الثقات (4/ 264)]
فجعل «زهير بن مالك» الذي روى عنه إسرائيل هو «أبو الوازع» الذي روى عن ابن عمر.
وقال في نسبته «الراسبي». وأبو الوازع الراسبي راوٍ آخر اسمه جابر بن عمرو. [ينظر تهذيب الكمال (4/ 456)]
الثاني: قال مسلم في «الكنى»: أبو الرواع زهير بن مالك. [الكنى والأسماء (1/324) (1152)]
قلت: كذا ذكره مسلم في «باب أبو الرواع»، بالراء ثم الواو ثم الألف، والصواب-كما تقدم- أنه «أبو الوازع» بالواو ثم الألف ثم الزاي. [وينظر الإكمال لابن ماكولا (7/ 388)]
الثالث: قال البخاري في ترجمة أبي الوازع زهير بن مالك: ويقال: النهدي الكوفي. [التاريخ الكبير (3/ 429) (1425)]
قلت: كأن في هذا إشارة إلى من وحد بين «أبي الوازع زهير بن مالك» و«أبي الوازع النهدي الكوفي».
وقال البخاري في «التاريخ الأوسط»: اسم أبي الوازع زهير بن مالك النهدي الكوفي، كناه يحيى بن آدم. [التاريخ الأوسط (3/ 305) (482)]
قلت: جزم البخاري هنا بأن «زهير بن مالك» هو «النهدي الكوفي»، وكأنه لا يفرق بينهما.


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]