4th March 2019
|
|
هل حكى الإمام الشافعي الإجماع على تقديم عثمان على علي؟ وقفة مع الحافظ ابن حجر
قال ابن حجر رحمه الله في (فتح الباري) (11/33): (ونقل البيهقي في الاعتقاد بسنده إلى أبي ثور عن الشافعي أنه قال: أجمع الصحابة وأتباعهم على أفضلية أبي بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي).
قال مقيّده - عفا الله عنه - :
نصّ البيهقي في (الاعتقاد) (ص522): (وروينا عن أبي ثور، عن الشافعي أنه قال: ما اختلف أحد من الصحابة والتابعين في تفضيل أبي بكر وعمر وتقديمهما على جميع الصحابة، وإنما اختلف من اختلف منهم في علي وعثمان، ونحن لا نخطئ واحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما فعلوا).
وقال البيهقي عقبه: (وقد ذكرنا أسانيدها في كتاب الفضائل، وروينا عن جماعة من التابعين وأتباعهم نحو هذا، وبالله التوفيق).
وهو يعني بكتاب الفضائل: (مناقب الإمام الشافعي) حيث ذكر الأثر هناك (1/434) بسنده إلى أبي ثور قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت علي بن أحمد بن إبراهيم الفارسي يقول: سمعت أبا عبد الله: محمد بن حفص، قال: سمعت عبيد الله ابن أحمد، بالرَّمْلَة، قال: سمعت داود بن علي الأصبهاني يقول: سمعت أبا ثَوْر، فذكره.
وفقد تضمن هذا النصّ أمرين:
الأمر الأول: حكاية الإجماع على تقديم أبي بكر وعمر رضي الله عنهما على سائر الصحابة، وقد نقل شيخ الإسلام هذا النص عن الشافعي في (منهاج السنة) في مواضع. انظره (7/286، 368-369).
والأمر الثاني: حكاية الاختلاف في علي وعثمان، وليس فيه حكاية الإجماع على أفضلية عثمان على عليّ كما نقله ابن حجر، فيكون نقله عن الشافعي قوله: (أجمع الصحابة وأتباعهم على أفضلية أبي بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي)، ليس صحيحًا، والله أعلم.
المصدر...
|