11th February 2019
|
|
رد القرآنيين على حديث الأريكة
رد القرآنيين على حديث الأريكة.
[[COLOR="Blue"0 - الأطروحة.
ينسب للنبي محمد عليه السلام في "سنن أبي داوود" في الحديث رقم 4606 الكلمات التالية
"ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السبع ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه".
قال الرسول "أوتيت الكتاب ومثله معه" يعني أنه أوتي القرآن ومعه السنة النبوية. ثم تحدث وحذر من أن يدعي المسلم الإكتفاء بالقرآن في التشريع. ووضح أن في السنة النبوية ما ليس في القرآن من أحكام. مثل تحريم لحم الحمار الأهلي. ففي هذا دلالة واضحة على بطلان وحدانية القرآن كخطاب تشريعي وحجية السنة النبوية.
إضافة إلى أن كلام الرسول ينطبق تماما على جماعة منكري السنة. فهو قد تنبأ بظهورهم. وحذر منهم ورد عليهم. وهذا إعجاز تاريخي يدل على صدق الحديث وصحته. ومنه دلالة أخرى على حجية السنة.
1 - مقدمة وملاحظات هامة.
كما يلاحظ حسب طرح السنيين لهذه الحجة. فإنها تقوم على دليلين أساسيين. "الإعجاز التاريخي في الحديث" و"الدلالة المباشرة للحديث على حجية السنة". وقد خصصنا نصوصا في الكتاب للرد على كل الأدلة من النوعين المذكورين. إلا أن هذا الحديث بالذات يبدو أنه - ولسبب ما - يتمتع بخصوصية لدى السنيين. ولذا كان من الأولى مناقشته في نص مستقل.
يعتبر هذا الحديث دليلا وباعثا إيمانيا عميقا لدى السنيين. حيث يرى السني من حوله ظهور جماعة القرآنيين ودعوتهم إلى الإيمان بالقرآن وحده. ويجد من جهة أخرى في كتبه حديثا للرسول عن جماعة يدعون بدعوة معينة. وإذا هي بالضبط دعوة هؤلاء القرآنيين. فيبتهج وتفيض روحه من الإيمان ويقول في نفسه "ها قد تحققت نبوءة رسول الله وظهر القرآنيون فعلا". فيزداد يقينا وثقة بالأحاديث. ويمضي في تكذيب جماعة القرآنيين دون أي تردد.
2 - مناقشة صحة الأطروحة
1.2 - الإستدلال المباشر بالحديث.
بالنسبة إلى الإستدلال بنص الحديث القائل بحجية السنة. فهذه القضية قد أشبعتها كلاما وتوضيحا. وقلت أن هذا يعتبر مظهرا من مظاهر الإستدلال الدائري الخاطئ.
فالقرآنيون يكذبون الأحاديث ولا يعترفون بنسبتها إلى الرسول. فكيف تستعملون حديثا لتثبتوا به حجية الأحاديث أمام القرآنيين. والسني الذي يفعل ذلك يريد فقط أن يخدع نفسه ويخدع المستمعين إليه.
وعموما بدون الكلام عن القرآنيين أو السنيين. إذا أردنا أن نتحقق من صحة قضية ما. لا يجوز أن نبني إستدلال يقوم على صحتها. حتى نصل إلى صحتها.
فنحن نريد التحقيق في صحة الأحاديث والسنن. فكيف نتحقق منها بإلإستدلال بحديث ؟
2.2 - الإعجاز التاريخي في الحديث.
إعجاز الحديث المدعى يكمن في عبارة "من الذي أخبر الرسول بظهور هذه الطائفة مستقبلا ؟".
أولا وبادئ ذي بدء. إذا صدقنا فرضية أن "الرسول تنبأ بظهورنا مستقبلا" وهممنا بمناقشتها. فقد حكمنا نحن القرآنيين على فكرتنا بالموت. لأن ذلك معناه أن ديننا لم يكن موجودا في العهد النبوي وأن الرسول لم يكن لديه القرآن فقط كخطاب تشريعي. معناه أننا مخالفون لدين رسول الله.
وردا على قضية الإعجاز. أقول أن هذا الحديث لا يحمل في طياته أي إعجاز تاريخي. ولأثبت ذلك. يكفي أن أعطي تفسيرا لإشكالية "من الذي أخبر الرسول بظهور هذه الطائفة مستقبلا ؟".
لقد أوضحنا من قبل أننا نؤمن بأن أول قرآني في التاريخ هو النبي محمد عليه السلام. ونؤمن تبعا لذلك أن صحابته ومجتمعه لم يتلقوا عنه شيئا في الدين إلا القرآن. وأنهم لم يعرفوا ما يسمى بالأحاديث في عصره. وإن حدث وتناقلوا عنه كلاما فإنه سيبادر بردة الفعل وينكر عليهم ويذكرهم بالتمسك بالقرآن وحده. أي أن المجتمع كله كان قرآنيا في عهد النبي (بغض النظر عن درجات الإيمان والنفاق).
ولذلك سنقول عن هذا الحديث أنه ليس تنبئا بحدث مستقبلي. والحقيقة أن الناس كلهم كانوا قرآنيين (الإسلام الحقيقي). ولكنه كلام ألفه مخترعو السنة النبوية والأحاديث ونسبوه إلى رسول الله - كالعادة - ليجعلوه دليلا على صحة إختراعهم. وليجعلوا المسلمين الحقيقيين طائفة شاذة (ومتكئة على أريكتها) ... .
وبالتالي فالسني يستدل بهذا الحديث لأنه يؤمن أساسا بوجود أحاديث للرسول. فهو يحاول تفنيد ديننا وإثبات صحة دينه بناء على إيمانه بصحة دينه. خادعا نفسه وأتباعه بهذا الإستدلال الدائري.
ولكن حتى لا نغوص في وحل "النسبية". ونتخبط فيما يؤمن به هذا ويكفر به ذاك. ولكي أكون أكثر إقناعا. سأنطلق من النقاط التي يتقاطع فيها القرآنيون والسنيون.
السنيون أنفسهم يعترفون بأن إنكار السنة ظهرت خيوطه الأولى مع ظهور الخوارج. وظهر مرة أخرى في القرن الثاني للهجرة حيث ذكر "محمد بن إدريس الشافعي" مناظرة له مع أحد القرآنيين. وسأسلم جدلا بصحة هذا الإدعاء. هذا معناه أن منكري السنة ظهروا قبل عصر التدوين وأئمة الحديث. أي بمدة قصيرة بعد رسول الله. أي أنهم زامنوا فترة تأليف الأحاديث (قبل التدوين). إذن حديث الأريكة معرض لتهمة كونه مؤلفا من طرف السنيين السلف لأجل التعرض إلى طائفة كانت قد ظهرت فعلا. فأي ثقة وأي إعجاز بقي في هذا الحديث ؟
من المؤكد أن بعض السنيين لا يعلمون بما قلته عن ظهور إنكار السنة في القرن الثاني. لكن البقية من المطلعين يعرفون ذلك. والبعض من هؤلاء يستعملون الحديث بمنتهى الخبث. فإذا قالوا أن أول منكرين للسنة ظهروا في القرن الثاني أو قبل ذلك. فإن حجة الحديث ستضعف إلى واحد بالمئة. لشبهة كونه مؤلفا كما أوضحت. ولذلك هم يخفون هذه المعلومة تماما. وكبديل لها. يذكرون نهضة "أحمد خان" القرآني الهندي في القرن التاسع عشر. يذكرونها على أنها أول ظهور للقرآنيين. ثم يقفون وهم خادعون لأنفسهم ومتعجبون من الإعجاز التاريخي المتوهم في الحديث ويقولون "سبحان الله. ها قد ظهر القرآنيون. وصدق رسول الله".
وأريد أن أهمس في أذن القارئ بهذه الكلمة.
لقد شرحت لك قبل قليل كيف يحتمل أن يكون هذا الحديث مؤلفا ومكذوبا عن الرسول. والآن أحب أن أنبهك إلى أمر ستدركه ببصيرتك.
توجد أحاديث متعددة تشبه حديث الأريكة في محتواها. وقد قسمتها إلى مجموعات.
المجموعة 1. تنبأ الرسول بظهور قوم في أمته يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم وفيهم صفات معينة. وأمر الرسول بقتالهم وقتلهم. وأخبر أنهم سيخرجون من العراق (أو المشرق).
المجموعة 2. تنبأ الرسول بنشأة قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم وسيخرج فيهم الدجال.
المجموعة 3. تبنأ الرسول بخروج الدجال من خوراسان (أصفهان) بالمشرق يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة.
المجموعة 4. قال الرسول أن الدجال سيتبعه سبعون ألف يهودي.
المجموعة 5. قال الرسول أن الفتنة منبعها من المشرق.
المجموعة 6. أخبر الرسول عن أقواما يدعون حب علي وأهل البيت ويرفضون الإسلام. يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم لا يشهدون جمعة ولاجماعة ويطعنون على السلف الأول. يقال لهم الرافضة.
المجموعة 7. قال الرسول أن القدرية مجوس الأمة الإسلامية لا تجوز عيادتهم ولا تعزيتهم وأنهم شيعة الدجال وأتباعه. وأنهم والمرجئة ليس لهم في الإسلام نصيب.
إذا حللنا المجموعات الخمس الأولى نجد أنها تصنع ترابطا بين خروج الدجال ومعه اليهود. وخروج قوم أشرار ينبغي قتالهم. وحصول كل هذه الفتن في خوراسان أو العراق (المشرق). أما أتباع الدجال الذين تشبه وجوههم المجان المطرقة. فهذه الصفة تنطبق على الترك المغول وسكان شرق آسيا.
وفي المجموعتين المتبقيتين. تسمية صريحة لـ"الرافضة" وطعنا في مذهبهم على لسان الرسول. كما إستهدفت الأحاديث فرقتي القدرية والمرجئة.
وهذه الأحاديث كلها مشابهة لحديث الأريكة. عندما تفكر فيها لا بد أن يراودك ذلك الشك. هل تنبأ رسول الله فعلا بهذه الطوائف وأماكن ظهورهم وسماهم بأسمائهم ؟ أم أن حقيقة الأمر غير ذلك ؟
إن لاحظت بدقة ستكتشف أن هذه الأحاديث تصب في موضوع الصراع بين أهل السنة والشيعة وسائر الفرق. هي ليست تنبؤات أنطق الله بها نبيه. وإنما كلام يخترعه أهل السنة وينسبونه للنبي. كسلاح من نوع آخر يهاجمون به الطوائف التي تختلف معهم. كالشيعة والمعتزلة وأهل الإرجاء ... . فلا يجدوا إلا أن يخترعوا كلاما على لسان النبي فيه تكفير لهذه الطوائف. وبما أن هذه الطوائف لم تكن في عصر النبي فإنهم يجعلون الأحاديث المنسوبة إليه بالصيغة المستقبلية الغيبية. ويأتي بعد ذلك في عصرنا من يقلب فهم الأحاديث. فبدل أن يعترفوا أنها أحاديث طائفية قد فضحها مضمونها. لا بل ويقلبون العيب نقطة قوة. فيجعلوا الكذب إعجازا تاريخيا.
لو وجدنا مجالا لتخيل القصة في عصرنا الحالي فستكون بهذا الشكل. "زرت ولاية عنابة بالجزائر. فغشني أحد الباعة هناك. فقلت له . ثم يأتي من بعدي من هو أغبى مني فيقول ".
ولقد نجحت تلك الأحاديث في تحقيق بغية أصحابها. إذ يجد أهل السنة العوام اليوم تناغما بين العلاقة العدائية بين أهل السنة والشيعة. وتلك التنبؤات المستقبلية عن ظهور الفتن من بلاد الشيعة.
وحديث الأريكة هو حلقة من سلسلة الأحاديث المفتراة هذه.
صحيح البخاري 2543 - 3344 - 3610 - 3611 - 4351 - 5057 - 5058 - 5296 - 6930 (باب قتل الخوارج والملحدين) - 6931 - 6934 - 7432 - 7562.
صحيح مسلم 1063 - 1064 - 1064 - 1064 (باب التحريض على قتل الخوارج) - 1066 - 1067 - 1068 - 2937 - 2942 - 2944.
موطأ مالك 0478.
سنن النسائي الكبرى 02359 - 03564 - 03565 - 03566 - 03986 - 08087 - 08088 - 08089 - 08090 - 08559 - 08563 - 08568 - 11221.
سنن الترمذي 2149 - 2188 - 2237 - 2240.
سنن إبن ماجه 0062 - 0168 - 0170 - 0172 - 0174 - 3748 - 4072.
سنن أبي داود 4013 - 4693 - 4694.
مصنف عبد الرزاق 1119.
هذا وعلما أن نسبة قليلة من الأحاديث التي ذكرتها منكرة (ضعيفة) عند أهل السنة. ولكن هذا لا يمنع منطقيا من إدراجها والإستدلال بها. بل ضعفها وإنكارها يزيد حجتي قوة. لأنه يكشف عن وجود تلك النوايا والمحاولات لتأليف أحاديث طائفية كما قلت. ويبث الشك في صحة سائر الأحاديث حول هذا الموضوع.
3.2 - تدقيق في ألفاظ الحديث.
أولا. كان يجدر بي أن أقول "الأحاديث" وليس "الحديث". فحديث الأريكة تمت روايته بعشرات الصيغ المختلفة. وهذه من الظواهر السلبية في كتب الحديث. ولن أتسرع في الإدعاء بأن هذه روايات مختلفة وبالتالي مكذوبة. فقد حفظت من السنيين حجتهم بأن الرسول نطق بالحديث في مواقف متعددة كل مرة بتعبير مختلف.
الصيغة 1 - سنن أبي داوود 4606. "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول "عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه" ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السبع ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه".
الصيغة 2 - سنن إبن ماجه 0012. "يوشك الرجل متكئا على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول "بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام استحرمناه" ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله".
الصيغة 3 - سنن أبي داوود 4607. "لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول "لا ندري ما وجدنا فى كتاب الله اتبعناه"".
الصيغة 4 - سنن إبن ماجه 0021. "لا أعرفن ما يحدث أحدكم عني الحديث وهو متكئ على أريكته فيقول "اقرأ قرآنا" ما قيل من قول حسن فأنا قلته".
الصيغة 5 - سنن الترمذي 2664. "ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته فيقول "بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالا استحللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه" وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله".
في الصيغة 3. بالتركيز في رد هذا الرجل صاحب الأريكة. نجد أن كلمة "لا ندري" معناها أن هذا الرجل لا يعرف إلا القرآن ولم يسمع في حياته بأحاديث منسوبة للرسول. أو أنه لا يبالي بها ويهملها. أو أنه عنيد ولا يريد الإلتفات إليها بالمرة. وكل هذه المواقف لا تنطبق على القرآنيين. فالقرآني - وخصوصا من إختار أن يكون كذلك - يعرف الأحاديث جيدا ويحسب ألف حساب لحجج السنيين وردودهم. وتجده مستغرقا في التفكير بشكل دائم. وشعب القرآنيين على عمومه في حالة إستنفار للكتابة والتأليف والإنتاج الفكري. ولإثبات صحة عقيدتهم أمام العالم الإسلامي. ولذلك هم أبعد ما يكون عن أن تنطبق عليه لفظة "لا ندري" الدالة على الجهل أو التجاهل.
في الصيغ 2 - 3 - 4 - 5. بتحليل الروايات نجد أن موقف صاحب الأريكة هذا لا يتجلى إلا في تلقي الحديث ثم رده والإحتماء بالقرآن. بينما القرآنيون اليوم ليس هذا شغلهم الشاغل بتاتا. فهم يبتدرون بدعواتهم وطرح القضايا والإشكاليات ومناظرة السنيين. وهم ماضون بإندفاع في إتجاههم العقائدي. ولا ينحسر عملهم في الركون إلى نقطة الدفاع والإكتفاء بردة الفعل كما في وصف الحديث.
في كل الصيغ يلاحظ ذكر "الأريكة". وصاحبها الذي يتكئ عليها. وكأن قائل الحديث يريد السخرية منه. كما يلاحظ أيضا أن المعني بهذا الحديث في كل مرة هو رجل واحد. وهذا ما يخالف حال القرآنيين اليوم وعملهم الجماعي. وهم فئة قليلة وكادحة لا تكاد تسلم من مضايقات وضغوطات العملاق السني. مما يبعد عنهم تماما صفة "متكئ على أريكته".
بعد هذه الإستقراءات يمكننا الخلاص إلى أن أوصاف أحاديث الأريكة لا تنطبق على جماعة القرآنيين من الأساس. وهذه الأخطاء في دقة الوصف لا تصدر عمن يعلم السر وأخفى. مما يدل على بشرية المصدر.
والأهم من ذلك أن كل هذه الروايات دون إستثناء عبرت بصيغة الإفراد "رجل واحد" وبصفة واحدة ثابتة "متكئ على أريكته". مما يستدعي الشك في أمر أكثر خطورة. وهو أن هذه الأحاديث موجهة للنيل من شخص ما بعينه. لعله قد عرضت عليه أحاديث فردها فتم تأليف الحديث ضده كما شرحت في قضية الإعجاز.
خصوصا وأن الشيعة بالذات يرددون إتهمات بحق الصحابي "أبي بكر" لرغبته في محو السنة والصحابي "عمر بن الخطاب" لقوله .
4.2 - نقد للحديث.
1.4.2 - مجرد ملاحظة.
إن السلاح الأقوى لدى السنيين لإثبات حجية السنة والأحاديث. هو إستغلال غياب تفصيلات الصلاة في القرآن. لأجل القول بأن السنة شارحة للقرآن.
يفترض أن يكون الرسول أكثر عبقرية وفصاحة في الحجاج والمناظرة من كل السنيين. وأكثر إحترافا في إثبات حجية السنة. فإن كان هو قائل هذا الحديث. فلماذا فاته أن يذكر على الأقل ذلك الدليل حول تأدية الصلاة ؟ خصوصا أنه حذر من قضية خطيرة. وتنبأ بظهور منكري السنة. فلماذا لم يذكر ذلك الدليل البسيط ضدهم ؟
2.4.2 - "ومثله معه".
042 - الشورى
11 - فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
017 - الإسراء
088 - قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا
لا يمكن لأي إنسان مهما أوتي من علم أن يماثل الله جل وعلا في علمه. بل لا تصح أساسا المقارنة بين علم المخلوقات مجتمعين وعلم خالقهم.
ومن منطلق أن الله ليس كمثله شيء. إستحال على كل المخلوقات أن يأتوا بكلام يماثل كلام الله جل وعلا. لا من ناحية الهداية. أو البلاغة أو الإعجاز ... .
لكن صيغ الأحاديث يمكن محاكاتها وتقليدها. فالفصاحة البشرية ضعيفة مقارنة بمستوى لغة القرآن. أي أن السنة النبوية يمكن الإتيان بمثلها. وحسب ما ذكر في الحديث فإن السنة "مثل" القرآن. وهذا ما يناقض كون القرآن لا يماثله شيء من كلام البشر.
3.4.2 - "يعقبهم بمثل قراه".
يقضي الحديث في نهايته بأن الضيف إذا زار قوما فمن واجبهم أن يستضيفوه وينفقوا عليه. وإن لم يفعلوا فمن حقه أن يأخذ منهم (بالقوة مثلا) مقدار ضيافته.
وهذه القاعدة تفضي إلى فساد كبير. لقد جعل الله جل وعلا لأبناء السفر وطارقي الأبواب حقا في أموال الناس
017 - الإسراء
026 - وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا
070 - المعارج
24 - والذين في أموالهم حق معلوم
25 - للسائل والمحروم
معناه أن ضيافة الضيف والبذل لأجله هي حق قد خصصه الله له. وعلى المضيف أن يؤدي هذا الحق. ولكنه ليس كسائر حقوق الإنسان التي يقاتل ليدافع عنها أو ليأخذها. أو يرفع الأمر إلى الدولة حتى تأخذها له. أي أنه يبقى متعلقا بمدى إستجابة العبد لهذا الفرض الإلهي والتي هي مسألة تقع بينه وبين ربه مباشرة. فإلم يؤدي هذا الحق فسيواجه عقوبة الله جل وعلا. وليس للضيف في أي حال أن يأخذ حقه بالإجبار أو القوة.
كما أن مبدأ أن يأخذ الضيف مقدار ضيافته فهذه عقلية الصعاليك المتوحشين الذين يحاربون أقواما مسالمين لأجل كسب الرزق من أموالهم. وإلا فإن المسلم العزيز يترفع عن خوض حرب مع بخيل لم يعطه حقه كضيف.
والله أعلم بالغرض من وراء حديث كهذا يعطي الإمكانية للضيف بإغتصاب حقه.
وإذا مارسنا هذه العقلية فسنفتح على أنفسنا بابا جديدا للفتن والإقتتال. ولعلنا سنجد من يستغل هذه السياسة لإختلاق الصراعات والنهب والسرقة بحجة "حق الضيف".
3 - الخلاصة.
من خلال "1.2 - 2.2 - 3.2" نستنتج أن الإستدلال بالحديث على حجية السنة خاطئ منطقيا. كما أن الحديث لم يتضمن أي إعجاز تاريخي وأخطأ في وصف القرآنيين بدقة. ويبدو أن المعني به هو رجل واحد من خلال الصياغات.
من خلال "4.2" نستنتج أن الحديث إحتوى على أخطاء تستدعي نقضه. مثل إدعاء تماثل السنة مع القرآن وتمكين الضيف من أخذ حقه بالقوة.
إذن حديث الأريكة لا يمكن أن يكون دليلا على حجية السنة بأي وجه من الوجوه. [/COLOR]
المصدر...
|