منتدى روضة القرآن - عرض مشاركة واحدة - لماذا لستِ سعيده؟
عرض مشاركة واحدة

 
  #1  
قديم 11th January 2012
الصورة الرمزية ام عمار بن ياسر
غير موجود ألآن ام عمار بن ياسر غير متواجد حالياً

 
 
افتراضي لماذا لستِ سعيده؟

بسم الله الرّحمن الرّحيم




الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله




لماذا لستِ سعيدة؟



أختي الحبيبة، من فينا لا تتمنّى أن تكون سعيدة ؟ من فينا لا تريد أن تتجاوز آلامها وأحزانها؟ لكن من التي تمنّت فوصلت إلى مرادها؟





أسألك يا أمة الله ما الذي يحول بينك وبين الحياة الطيبة ؟





فكري وأجيبي ، ثم أقبلي لنزيح تدريجيا كلّ تلك العوائق التي تتحدثين عنها...





تقولين أنّ الذّنوب هي التي تحول بيني وبين السّعادة، فأقول لك : ألم تسمعي قول الله (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الآية 53 من سورة الزّمر





احذري أيتها الحبيبة أن تقنطي من رحمة الله فتقعي في كبيرة من الكبائر،مهما عظمت ذنوبك،مهما كثرت وتنوّعت ، ذلك لأنّ الله سمّى نفسه بالعفوّ الغفور الذي لا يتعاظمه ذنب أن يغفره،فأبشري أيّتها الغالية واعلمي أنّ سعادتك في توبتك وحسن ظنّك بربّك، بل إنّ ذلك من تمام الإيمان لأنّك علّقت قلبك بمعاني أسماء الله الحسنى وصفاته العلا، وتأمّلي هذا الحديث القدسي الذي هو بلسم كلّ من جرحته الذّنوب ،وأنأته عن الفرح بفضل الله ، يقول الله تعالى (من عمل قراب الأرض خطيئة ثم لقيني لا يشرك بي شيئا جعلت له مثلها مغفرة و من اقترب إلي شبرا اقتربت إليه ذراعا و من اقترب إلي ذراعا اقتربت إليه باعا و من أتاني يمشي أتيته هرولة) صححه الألباني







اقرئي هذا الحديث القدسي وتدبّريه،وانظري بعدها أستظلّين في قوقعة الاستسلام ، أم أنّك ستقومين إلى الله تائبة مستغفرة مستبشرة تسألينه أن يبدّل سيئاتك حسناتك،وتذكري دوما أنّك تعاملين الله ذي الفضل والكرم، الله الذي سبقت رحمته غضبه، الله الذي يُحبّ التوابين





فمن تريد أن تفوز بحب الله ؟ من تسبق السّابقين بتوبتها ؟








أو لعلك تقولين أن ّالخطاطيف على الطرّيق هي التي تحول بيني وبين السّير في طاعة الله الموصلة إلى برّ الأمان!





دعيني أكون عليك شديدة بعض الشيء وأقول لك أن الخطاطيف التي تتحدّثين عنها ما هي إلا ركام مشاكلك الإيمانية، التي كثرت فتجمّعت فيما بينها وغدت كما قلتِ " خطاطيف" تعوقك عن المسير وتقذف بك يمينا وشمالا عن الطّريق...





من كان همّها الآخرة هانت عليها الدّنيا، فلاقت كلّ هم وكل ابتلاء بصبر واحتساب،وأيقنت أنّ اللهمعوّضها خيرا ممّا فاتها ، والموقنة بالله إذا جمع لها الناس كيدهم ليمنعوها من تطبيق شرع الله ، كانت كالجبل في ثباتها وحسن ظنّها بربها،وأدركت أنّ الله ناصرها لا محالة إن هي جاهدت فيه حق جهاده بصبرها على طاعته واجتناب معصيته ،والمحبّة لدينها والتزامها إذا عرضت عليها الفتن والشهوات ،صارت أكثر تمسّكا بشرع الله ،والتفتت عن تلك الملذّات وصرخت بصوت الرّسوخ والثّبات" فإنّهم عدوّ لي إلا ربّ العالمين"





فيا أيّتها المسلمة اثبتي فإنّ نصر الله قريب ولتفرحي في كلّ يوم يمر عليك وأنت تؤذين في الله ذلك دأب الأنبياء و الصّالحين ، واحذري كلّ الحذر أن تكوني من الذين قال الله فيهم (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ) الآية 10 من سورة العنكبوت



اصدقي الله ، أنت طالبة دارِ القَرارِ ، لا دار الغرور!








أوأنك أيتها الحبيبة الغالية تقولين أنّ ضعف همّتكهو السّبب في عدم ولوجك في الحياة الطيبة ، تعالي لأسألك كيف تقضين يومك؟وفيما تصرفين وقتك؟راجعي نفسك، فإذا تبيّن لك أن يومك يمر في القيام بما عليك من مسؤوليات فذلك إن شاء الله خير إن أنتِ احتسبت





وماذا عن وقت فراغــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـكِ ، أين يذهب؟





كوني صادقة ألا تقضينه في التفاهات ؟





بما تُراك تشغلينه أبالذكر والتفقه في الدّين والدّعوة وأعمال البر أم في القيل والقال وكثرة السّؤال؟





ثمّ إنّ السبب الرئيس في ضعف همّتك هو عدم وضوح هدفك ، بعبارة أخرى تشتّتكِ!





ومختصر القول أنّ الدّنيا في قلبك ، لا في يدك!





إذا لم تعبدي الله وتتقرّبي إليه فلماذا تعيشين إذا لم يكن همّك رضا الله فلماذا تصبحين وتمسين؟





أنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتِ مسافرة إلى الله منـذ أن ولدتِ، وما هذه الدّنيا إلا مطية، هل بحق إذا انتهى يومك تشعرين أنّك تقدّمتِ بخطوة إلى الله؟





إن لم يكن هكذا أمرك فاعلمي أنّك إمّا قد انحرفت عن السّبيل وإمّا أنّك في رجوع إلى الوراء!


فإلــــــــــــــــــــــــــى متــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــى؟



أيّتها الغالية، انظري إلى شراك نعلكِ ، أتدرين أنّ الموت أقرب إليكِ منه؟ أفليس من حق الله عليك بعد أن اصطفاك أن يراك مسارعة إلى الطّاعات ، تتقلّدين المراتب الأولى في استباق الخيرات ؟





استعيني بالله ولا تعجزي ، تبرّئي من حولك وقوّتك ، وأكثري من الدّعاء...







سؤال أخير : أتريدين الجنّة؟





تقولين " نعم"





همسهْ :عالية الهمّة طالبة السّعادة السّرمدية لا تريد الجنّة وكفى ، بل بُغيتها الفردوس الأعلــــــــى!







ختاما أيّتها الحبيبة،يا من تريدين أن تعيشي حياة طيبة ،إنّما هي أمور ثلاثة احرصي عليها أشدّ الحرص :التّوبة و الصّبر والدّعاء.





والأهمّ من ذلك كلّه،أخلـــِـــــــــــــــصي تتخلّصـــــــــــــــي!


منقوووووووووووووووووول

 
آخر مواضيعي

رد مع اقتباس مشاركة محذوفة