منتدى روضة القرآن - عرض مشاركة واحدة - الجنة .... اللهم إجعلنا من أهلها.. آمين
عرض مشاركة واحدة

قديم 14th March 2012   #42
افتراضي

الفوز بنعيم الجنة لا يستلزم ترك متاع الدنيا







ظن الرهبان وكثير من عباد هذه الأمة أن نعيم الآخرة
لا يمكن أن ينال إلا إذا رفض العبد طيبات الدنيا وملاذها
ولذلك ترى هؤلاء يعذبون أجسادهم، ويشقون على أنفسهم فيديمون الصيام والقيام
وقد يحرم بعضهم الطيبات من الطعام والشراب واللباس
وقد يتركون العمل والزواج وهذه فكرة خاطئة
فإن الله خلق الطيبات للمؤمنين، وذم من حرم زينة الله التي أخرج لعباده :
( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق
قل هي للذين ءامنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة )
[ الأعراف : 32].

والدنيا تذم إذا كانت شاغلاً عن الآخرة، أما إذا جعلها العبد معبراً
ومدخلاً لنيل الآخرة، فالأمر ليس كما يظن بعض الناس.




آخر دعواهم




يمر المؤمنون في الموقف العظيم بأهوال عظام، ثم يمرون على الصراط
فيشاهدون هولاً ورعباً
ثم يدخلهم الله جنات النعيم بعد أن أذهب عنهم الحزن
فيرون ما أعد الله لهم فيها من خيرات عظام، فترتفع ألسنتهم تسبح ربهم وتقدسه

فقد أذهب عنهم الحزن، وصدقهم وعده
وأورثهم الجنة
(وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور *
الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصبٌ ولا يمسنا فيها لغوب )
[فاطر: 34-35]

( وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض
نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين )
] الزمر : 74].

وآخر دعواهم في جنات النعيم : الحمد لله رب العالمين
( دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام
وءاخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين )
[ يونس : 10].



أصحاب الأعراف





أخبرنا ربنا تبارك وتعالى عن قوم يكونون في يوم القيامة على الأعراف
والأعراف هو السور الحاجز بين الجنة والنار .

وعلى هذا لسور يحبس أقوام بين الجنة والنار
ومنه يشرفون على أهل الجنة وعلى أهل النار.

وأصحاب الأعراف – كما يقول ابن كثير –
قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، ذلك أن الله أخبرنا أن من ثقلت موازينه
فهو من أهل الجنة المفلحين، ومن خفت موازينه
فهو من أهل النار الخاسرين ( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون *
ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون )
[المؤمنون: 102-103]

وسكت النص عمن استوت حسناته وسيئاته.

وفي أصحاب الأعراف يقول رب العزة: ( وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون * وإذا صرفت أبصرهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين * ونادى أصحاب الأعراف رجالاً يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون * هؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ) [الأعراف : 46-49].


والتمعن في هذه الآيات يدل على ما يأتي :

1- أن أهل الأعراف ليسوا بكفار قطعاً، لأن الكفار يدخلون النار لا شك في ذلك ، إذ مصير الكفار النار.

2- أنهم يطمعون في دخول الجنة، وهم يدعون ربهم أن لا يجعلهم مع القوم الظالمين أهل النار.

3- أنهم ينادون أصحاب الجنة مسلمين عليهم طامعين في صحبتهم، ومنادين أهل النار مبكتيهم ذاميهم.

4- أن الموقع الذي هم فيه موقع مشرف، يشرفون منه على أهل الجنة وأهل النار، ومن هنا سمي الموضع الذي هم فيه بالأعراف، فالأعراف جمع عرف، والعرب تسمي كل مرتفع من الأرض عرفاً، ومنه قيل لعرف الديك عرفاً لارتفاعه.

5- أهل الأعراف أحسن حالاً من بعض المؤمنين الذين خفت موازينهم، فأدخلوا النار بذوبهم ، ثم يخرجهم الله من النار بإيمانهم وتوحيدهم، فأهل الأعراف لا يدخلون النار، وإن تأخر دخولهم الجنة.




يتبع إن شاء الله .................

من مواضيعي

  رد مع اقتباس