لو نظرنا في كتب الحديث ، وكذلك في كتب السيرة والتاريخ ؛؛ لا نجد ما يثبت
أن النبي
صلَّ الله عليهِ و سلّم أذّن لأي صلاة من الصلوات !!
وما ثبت حقاً أنه
صلَّ الله عليهِ و سلّم كان يؤم بالصلوات فقط .
إذن : كان إماما ولم يكن يوما مؤذناً .
ترى .. ما الحكمة في ذلك ؟؟؟
جاء في كتاب (نور الأبصار) للشبلنجي ، قال النيسابوري:
الحكمة في كونه (
صلَّ الله عليهِ و سلّم ) كان يؤم ولا يؤذن؛ أنه لو أذن لكان من تخلف عن الإجابة كافرا.
وقال أيضا: ولأنه كان داعيا فلم يجز أن يشهد لنفسه.
وقيل:
لأن الآذان رآه غيره في المنام فوكله إلى غيره.
وأيضا ما كان الرسول يتفرغ إليه من أشغاله.
وأيضا قال الرسول(
صلَّ الله عليهِ و سلّم) : "الإمام ضامن والمؤذن أمين". رواه أحمد وأبو داود والترمذي،
فدفع الأمانة إلى غيره .
وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام:
إنما لم يؤذن؛ لأنه كان إذا عمل عملا أثبته [أي جعله دائما] وكان لا يتفرغ لذلك؛ لاشتغاله بتبليغ الرسالة.
وهذا كما قال عمر:
لولا الخلافة؛ لأذنت.
وجاء في (نيل الأوطار) للشوكاني:
خلاف العلماء بين أفضلية الآذان، والإمامة، وقال في معرضه استدلال على أن الإمامة أفضل،
قال:
إن النبي (صلَّ الله عليهِ و سلّم) والخلفاء الراشدين بعده أمُّوا ولم يؤذنوا، وكذا كبار العلماء من بعدهم.
والله أعلم .
بتصرف من فتوى للشيخ عطية صقر رحمه الله تعالى .
ولمزيد بيان ::
قد يقول قائل :
قد جاء في حديث أخرجه الترمذي (411) عن يعلى بن مرة وفيه ( فأذن رسول الله
صلَّ الله عليهِ و سلّم وهو على راحلته) ؟؟
والإجابة على هذا :
جاء تفسيره في مسند احمد (4/173) فامر
صلَّ الله عليهِ و سلّم المؤذن فأذن وأقام ،
فكأن نسبته إليه من باب أنه أمر به
وعلى كل حال فهذا الحديث لايثبت فيه عمرو بن عثمان لايعرف ،
و
قد ضعف هذا الحديث الترمذي والبيهقي وابن العربي وغيرهم .
وقد يقول قائل آخر ::
روى أبو داود في سننه ( 5105 ) والترمذي ( 1514 ) من طريق عاصم بن عبيدالله عن عبيدالله بن أبي رافع عن أبيه قال:
رأيت رسول الله (
صلَّ الله عليهِ و سلّم ) أذّن في أُذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة.
والجواب :
الحديث ضعيف
رأيت رسول اللهصلَّ الله عليهِ و سلّم أذن في أذن الحسن بن علي ، - حين ولدته فاطمة - بالصلاة .
الراوي: أبو رافع المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1514
خلاصة حكم المحدث: ضعيف
وهذا الإسناد أشد ضعفاً من سابقه، فالحسن بن عمرو كذبه البخاري وقال الحاكم: "أبو أحمد متروك الحديث".
ومن كلام الشيخ العلوان حول هذا الموضوع ::
ولا يصح في الباب شيء فيصبح الأذان في أذن المولود غير مستحب.
والله تعالى أعلم وأحكم .
§§§§§§§§§§§§§§§