قصة أصحاب الجنة واصحاب السبت
بسم الله
1-قال الله تعالى: (إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين.ولا يستثنون.فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون.فأصبحت كالصريم.فتنادوا مصبحين.أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين.فانطلقوا وهم يتخافتون.أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين.وغدوا على حرد قادرين.فلما رأوها قالوا إنا لضالون.بل نحن محرومون.قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون.قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين.فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون.قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين.عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون.كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون) [ القلم: 17 - 33 ].
وهذا مثل ضربه الله لكفار قريش فيما أنعم به عليهم من إرسال الرسول العظيم الكريم إليهم فقابلوه بالتكذيب والمخالفة كما قال تعالى: (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار.جهنم يصلونها وبئس القرار) [ إبراهيم 28 - 29 ].
2-قال ابن عباس هم كفار قريش فضرب تعالى لهم مثلا بأصحاب الجنة المشتملة على أنواع الزروع والثمار التي قد انتهت واستحقت أن تجد وهو الصرام (الصرام: يقال قد صرم العذق عن النخلة، وأصرم النخل إذا حان وقت صرامه، أي قطعه وقطاف ثمره.) ولهذا قال: (إذ أقسموا) فيما بينهم (ليصرمنها) أي ليجدنها وهو الاستغلال (مصبحين) أي وقت الصبح حيث لا يراهم فقير ولا محتاج فيعطوه شيئا فخلفوا على ذلك، ولم يستثنوا في يمينهم، فعجزهم الله وسلط عليها الآفة التي أحرقتها وهي السفعة (العين ; المراد بها هنا عذاب، وقيل إن الطائف هو جبريل فاقتلعها فأصبحت الجنة كالصريم ; وقال الكلبي: إن الله ارسل عليها نارا من السماء فاحترقت وهم نائمون.) التي اجتاحتها ولم تبق بها شيئا ينتفع به ولهذا قال: (فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون. فأصبحت كالصريم) أي كالليل الاسود المنصرم من الضياء وهذه معاملة بنقيض المقصود (فتنادوا مصبحين) أي فاستيقظوا من نومهم فنادى بعضهم بعضا قائلين: (أغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين) أي باكروا إلى بستانكم فاصرموه قبل أن يرتفع النهار ويكثر السؤال (فانطلقوا وهم يتخافتون) أي يتحدثون فيما بينهم خفية قائلين: (لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين) أي اتفقوا على هذا واشتوروا عليه
3-(وغدوا على حرد قادرين) اي انطلقوا مجدين في ذلك قادرين عليه، مضمرين على هذه النية الفاسدة.وقال عكرمة والشعبي: (وغدوا على حرد) أي غضب على المساكين، (فلما رأوها) أي وصلوا إليها، ونظروا ما حل بها، وما قد صارت إليه من الصفة المنكرة بعد تلك النضرة، والحسن والبهجة فانقلبت بسبب النية الفاسدة فعند ذلك (قالوا إنا لضالون) أي قد نهينا عنها، وسلكنا غير طريقها ثم
قالوا: (بل نحن محرومون) أي بل عوقبنا بسب سوء قصدنا وحرمنا بركة حرثنا (روى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والمعاصي إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به رزقا كان هيئ له - ثم تلا - (فطاف عليها طائف من ربك))
(قال أوسطهم).قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد هو أعدلهم وخيرهم
(ألم أقل لكم لولا تسبحون) قيل يستثنون، وقيل تقولون خيرا بدل ما قلتم من الشر
4-(قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين. فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون.قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين).
فندموا حيث لا ينفع الندم، واعترفوا بالذنب بعد العقوبة، وذلك حيث لا ينجع وقد قيل: إن هؤلاء كانوا أخوة وقد ورثوا هذه الجنة من أبيهم، وكان يتصدق منها كثيرا، فلما صار أمرها إليهم استهجنوا أمر أبيهم، وأرادوا استغلالها من غير أن يعطوا الفقراء شيئا، فعاقبهم الله أشد العقوبة ولهذا أمر الله تعالى بالصدقة من الثمار، وحث على ذلك يوم الجداد كما قال تعالى: (كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده) [ الانعام: 141 ] ثم قيل كانوا من أهل اليمن من قرية يقال لها ضروان وقيل من أهل الحبشة والله أعلم
قال الله تعالى: (كذلك العذاب) أي هكذا نعذب من خالف أمرنا ولم يعطف على المحاويج من خلقنا (ولعذاب الآخرة أكبر) أي أعظم وأحكم من عذاب الدنيا (لو كانوا يعلمون) [ القلم: 33 ].
5-وقصة هؤلاء شبيه بقوله تعالى: (ضرب (سورة النحل الآية 112 ونصها: (وضرب الله..) قالوا فيها: ضرب الله مثلا لاهل مكة لما خرجوا إلى بدر حلفوا على أن يقتلوا محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وإذا رجعوا إلى مكة طافوا بالكعبة وشربوا الخمور، فأخلف الله ظنهم فقتلوا وأسروا كأهل هذه الجنة لما خرجوا عازمين على الصرام فخابوا.وقيل هو وعظ لاهل مكة بالرجوع إلى الله لما ابتلاهم بالجدب لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ; (انظر تفسير القرطبي - تفسير الرازي) الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون.ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون) [ النحل: 112 – 113
قيل هذا مثل مضروب لاهل مكة وقيل هم أهل مكة أنفسهم ضربهم مثلا لانفسهم ولا ينافي ذلك والله أعلم اه.
-قصة أصحاب أيلة الذين اعتدوا في سبتهم
1-قال الله تعالى في سورة الاعراف: (واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون.وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون.فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون.فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين) [ الاعراف: 163 - 166 ]
2-وقال تعالى في سورة البقرة: (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين.فجعلنا نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين) [ البقرة: 65 - 66 ]
3-وقال تعالى في سورة النساء: (أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا) [ النساء: 47 ].
4-قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وقتادة والسدي وغيرهم هم أهل ايلة.زاد ابن عباس بين مدين والطور.
5-قالوا وكانوا متمسكين بدين التوراة في تحريم السبت في ذلك الزمان، فكانت الحيتان قد ألفت منهم السكينة في مثل هذا اليوم، وذلك أنه كان يحرم عليهم الاصطياد فيه وكذلك جميع الصنائع، والتجارات، والمكاسب، فكانت الحيتان في مثل يوم السبت يكثر غشيانها لمحلتهم من البحر، فتأتي من ههنا وههنا ظاهرة آمنة مسترسلة، فلا يهيجونها ولا يذعرونها (ويوم لا يسبتون لا تأتيهم) وذلك لانهم كانوا يصطادونها فيما عدا السبت قال الله تعالى: (كذلك نبلوهم) أي نختبرهم بكثرة الحيتان في يوم السبت (بما كانوا يفسقون) أي بسبب فسقهم المتقدم فلما رأوا ذلك احتالوا على اصطيادها في يوم السبت بأن نصبوا الحبال والشباك والشصوص وحفروا الحفر التي يجري معها الماء إلى مصانع قد أعدوها إذا دخلها السمك لا يستطيع أن يخرج منها
6-ففعلوا ذلك في يوم الجمعة، فإذا جاءت الحيتان مسترسلة يوم السبت علقت بهذه المصايد، فإذا خرج سبتهم أخذوها فغضب الله عليهم ولعنهم لما احتالوا على خلاف أمره، وانتهكوا محارمه بالحيل التي هي ظاهرة للناظر، وهي في الباطن مخالفة محضة فلما فعل ذلك طائفة منهم افترق الذين لم يفعلوا فرقتين.فرقة أنكروا عليهم صنيعهم هذا واحتيالهم على مخالفة الله وشرعه في ذلك الزمان.
وفرقة أخرى لم يفعلوا ولم ينهوا بل أنكروا على الذين نهوا وقالوا: (لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا) يقولون ما الفائدة في نهيكم هؤلاء وقد استحقوا العقوبة لا محالة فأجابتهم الطائفة المنكرة بأن قالوا: (معذرة إلى ربكم) أي فيما أمرنا به من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فنقوم به خوفا من عذابه (ولعلهم يتقون) أي لعل هؤلاء يتركون ما هم عليه من هذا الصنيع فيقيهم الله عذابه ويعفو عنهم إذا هم رجعواواستمعوا.
7-قال الله تعالى " فلما نسوا ما ذكروا به) أي لم يلتفتوا إلى من نهاهم عن هذا الصنيع الشنيع الفظيع (أنجينا الذين ينهون عن السوء) وهم الفرقة الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر (وأخذنا الذين ظلموا) وهم المرتكبون الفاحشة (بعذاب بئيس) وهو الشديد المؤلم الموجع (بما كانوا يفسقون).ثم فسر العذاب الذي أصابهم فبقوله: (فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين).
8-والمقصود هنا أن الله أخبر أنه أهلك الظالمين ونجى المؤمنين المنكرين وسكت عن الساكتين. وقد اختلف فيهم العلماء على قولين: فقيل إنهم من الناجين وقيل إنهم من الهالكين، والصحيح الاول عند المحققين وهو الذي رجع إليه ابن عباس إمام المفسرين وذلك عن مناظرة مولاه عكرمة فكساه من أجل ذلك حلة سنية تكرمة.
قلت وإنما لم يذكروا مع الناجين لانهم وإن كرهوا ببواطنهم تلك الفاحشة، إلا أنهم كان ينبغي لهم أن يحملوا ظواهرهم بالعمل المأمور به من الانكار القولي الذي هو أوسط المراتب الثلاث: التي أعلاها الانكار باليد ذات البنان، وبعدها الانكار القولي باللسان، وثالثها الانكار بالجنان.فلما لم يذكروا نجوا مع الناجين إذ لم يفعلوا الفاحشة بل أنكروها.
9-وقد روى عن ابن عباس وحكى مالك: ما مضمونه: أن الذين ارتكبوا هذا الصنع اعتزلهم بقية أهل البلد ونهاهم من نهاهم منهم، فلم يقبلوا فكانوا يبيتون وحدهم، ويغلقون بينهم وبينهم أبوابا حاجزا لما كانوا يترقبون من هلاكهم فأصبحوا ذات يوم وأبواب ناحيتهم مغلقة لم يفتحوها وارتفع النهار واشتد الضحاء فأمر بقية أهل البلد رجلا أن يصعد على سلالم، ويشرف عليهم من فوقهم، فلما أشرف عليهم إذا هم قردة لها أذناب يتعاوون ويتعادون ففتحوا عليهم الابواب فجعلت القردة تعرف قراباتهم ولا يعرفهم قراباتهم، فجعلوا يلوذون بهم ويقولون لهم الناهون: ألم ننهكم عن صنيعكم فتشير القردة برؤوسها أن نعم.
ثم بكى عبد الله بن عباس وقال: إنا لنرى منكرات كثيرة.ولا ننكرها ولا نقول فيها شيئا.وقال ابن عباس: صار شباب القرية قردة وشيوخها خنازير.و: أنهم لم يعيشوا إلا فواقا ثم هلكوا ما كان لهم نسل
وقال ابن عباس أنه لم يعش مسخ قط فوق ثلاثة أيام، ولم يأكل هؤلاء ولم يشربوا ولم ينسلوا،
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
===================الداعى للخير كفاعلة==============
===============لاتنسى===================
=======جنة عرضها السموات والارض======
====== لاتنسى ======
======سؤال رب العالمين ======
=======ماذا قدمت لدين الله======
====انشرها فى كل موقع ولكل من تحب واغتنمها فرصة اجر كالجبال=======