شرح حديث حذيفة "أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال"
شرح حديث حذيفة "أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال"
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
عن حُذيفةَ بن اليَمَانِ رضي الله عنه قال: "حدَّثَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين، قد رأيت أحدهما، وأنا أنتظر الآخر: حدَّثَنا أن الأمانة نزَلتْ في جَذْرِ قلوبِ الرجال، ثم نزل القرآن فعَلِموا من القرآن، وعَلِموا من السُّنة، ثم حدَّثَنا عن رفع الأمانة فقال: ((ينام الرجل النومة فتُقبَض الأمانةُ من قلبه، فيظلُّ أثرُها مثل الوَكْتِ، ثم ينام النومة، فتُقبَض الأمانةُ من قلبهِ فيظلُّ أثرها مثل المَجْلِ، كجمرٍ دحرَجتَه على رِجلِك، فنَفِطَ فتراهُ مُنْتَبِرًا وليس فيه شيء))، ثم أخذ حصاةً فدحرجه على رِجلهِ ((فيصبح الناسُ يتبايعون، فلا يكادُ أحدٌ يؤدِّي الأمانة، حتى يقالَ: إن في بني فُلانٍ رجُلًا أمينًا، حتى يقال للرجل: ما أجْلَدَه، ما أظرَفَه، ما أعقَلَه! وما في قلبه مثقال حبةٍ من خردلٍ من إيمانٍ))، ولقد أتى عليَّ زمانٌ وما أُبالي أيكم بايعتُ: لئن كان مسلمًا لَيَرُدَّنَّهُ عليَّ دِينُه، ولئن كان نصرانيًّا أو يهوديًّا لَيَرُدَّنَّهُ عليَّ ساعيه، وأما اليوم فما كنتُ أُبايع منكم إلا فُلانًا وفُلانًا" متفق عليه.
قوله: "جَذْر" بفتحِ الجيمِ وإسكان الذالِ المعجمةِ: وهو أصلُ الشيء. و"الوكت" بالتاء المثناة من فوق: الأثر اليسيرُ، و"المَجْلُ" بفتح الميم وإسكان الجيم، وهو تنفظ في اليد ونحوها من أثرِ عمل وغيره. قوله: "منتبرا": مُرتفعًا. قوله: "ساعيه": الوالي عليه.
قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلِّف رحمه الله تعالى فيما نقله عن حُذَيفةَ بن اليمان رضي الله عنه: قال: "حدَّثَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين، قد رأيت أحدهما، وأنا أنتظر الآخر"، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحدِّث أصحابه أحيانًا بما يراه مناسبًا، والنبي عليه الصلاة والسلام إذا حدَّث أحدًا بشيء، فإنه حديثٌ له وللأمَّة إلى يوم القيامة.
وحذيفة بن اليمان رضي الله عنه يُقال له: صاحب السِّرِّ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حدَّثه عن قوم من المنافقين، عَلِمهم النبي صلى الله عليه وسلم فأخبَرَ بهم حذيفة، وكانوا نحو ثلاثة عشر رجلًا، سمَّاهم بأسمائهم.
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لشدة خوفه من الله، يلتقى بحذيفة فيقول: أنشُدُك الله، هل سمَّاني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم مع من سمَّى من المنافقين؟ هذا وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي هو أفضل هذه الأمَّة بعد نبيِّها وأبي بكر رضي الله عنهم أجمعين، فهو الثاني بعد الرسول عليه الصلاة والسلام في هذه الأمة، وله من اليقين والمقامات العظيمة ما هو معلوم، حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((إن يكن فيكم محدَّثون فعُمرٌ))؛ يعني: إن كان فيكم أحد ملهَم للصواب فهو عمر، يمدحه ويُثني عليه لموافقته للصواب، وإيمانُه رضي الله عنه معروف مشهور، ومع ذلك يقول: "أنشُدُك الله هل سمَّاني لك رسول الله مع من سمَّاهم من المنافقين؟"، فيقول حذيفة: لا، ولا أزكِّي بعدك أحدًا.
فذكر رضي الله عنه ما حدَّثه به النبي صلى الله عليه وسلم من نزع الأمانة من قلوب الرجال، فقوله صلى الله عليه وسلم: ((أن الأمانة نزَلتْ في جَذْرِ قلوبِ الرجال)) يعني في أصلها، ثم أُنزل عليهم من القرآن والسُّنة ما يثبِّت ويؤيِّد هذا الأصل، فجاء القرآن والسنة مؤيِّدًا للفطرة التي فُطِر الناس عليها، وعَلِموا من كتاب الله وسنة نبيِّه صلى الله عليه وسلم، فازدادوا بذلك إيمانًا وثباتًا وأداءً للأمانة.
ولكن أخبر بالحديث الثاني أن هذه الأمانة سوف تُنزَع من قلوب الرجال، والعياذ بالله، تُنزع فيصبح الناس يتحدَّثون أن في بني فلان رجلًا أمينًا، يعني أنك لا تكاد تجد في القبيلة رجلًا واحدًا أمينًا، والباقي كلهم على خيانة، لم يؤدُّوا الأمانة.
ولقد شاهَدَ الناس اليومَ مِصداقَ هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنك تستعرض الناس رجلًا رجلًا حتى تبلُغ إلى حدِّ المائة أو المئات، لا تجد الرجل الأمين الذي أدَّى الأمانة كما ينبغي في حقِّ الله ولا في حقِّ الناس.
قد تجد رجلًا أمينًا في حق الله، يؤدي الصلاة، يؤدي الزكاة، يصوم، يحُجُّ، يذكُر الله كثيرًا، يسبِّح، لكنه في المال ليس أمينًا، إنْ وكل إليه عملٌ حكومي فرَّط وصار لا يأتي للدوام إلا متأخرًا، ويخرج قبل انتهاء الوقت، ويضيِّع الأيام الكثيرة في أشغاله الخاصة، ولا يبالي، مع أنك تجده في مقدمة الناس في المساجد، وفي الصدقات، وفي الصيام، وفي الحج، لكنه ليس أمينًا من جهة أخرى.
كذلك تجد الرجل أمينًا في عبادة الله، يقيم الصلاة، ويؤتى الزكاة، ويصوم، ويحج، ويتصدق، لكنه ليس أمينًا في وظيفته، يعرف أنه لا يجوز للموظف أن يتاجر أو يفتح محل تجارة، ولكنه لا يبالي، ويفتح محل تجارة، إما باسمه صريحًا، أو باسم مستعار، وإما برجل أجنبي يجعله في هذا الدكان، وما أشبه ذلك، فيكذب، ويخون الدولة، ويأكل المال بالباطل، ويكون هذا المال الذي يَكسِبه من كسبٍ حرام مانعًا من إجابة دعوته، والعياذ بالله.
قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((إن الله طيِّبٌ لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسَلين؛ فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [البقرة: 172]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51]، ثم ذكَرَ الرجل يُطيل السفر، أشعَثَ أغْبَرَ يمُدُّ يديه إلى السماء: يا ربِّ يا رب، ومطعمُه حرام، ومشربه حرام، وغُذِيَ بالحرام، فأنَّى يُستجاب لذلك؟!)).
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنَّى يُستجاب لذلك؟!)) بعيدٌ أن يستجيب الله لهذا الرجل، الذي هو أشعث أغبر، يمدُّ يديه للسماء: يا رب يا رب، ومع ذلك يبعُد أن الله يستجيب له؛ لأنه يأكل الحرام.
هذا الذي يكون موظفًا، بمقتضى عقد الوظيفة فإنه يُمنع من مزاولة التجارة، ثم يزاول التجارة، فكلُّ كسبٍ كَسَبَه من هذه التجارة فهو حرام عليه، سُحتٌ والعياذ بالله، ولا يبالي، نقول لمثل هذا: أنت الآن بالخيار؛ إن شئت أن تبقي على الوظيفة فاترُكِ التجارة، وأن رأيت أن التجارة أنسَبُ لك وأكثر فائدةً فاترك الوظيفة.
أمران لا يجتمعان حسب العهد الذي بينك وبين الدولة، أنت تعرف أن الدولة تمنع من مزاولة التجارة، فلماذا تتاجر؟
قال الله تعالى: ﴿ أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ [المائدة: 1]، ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 34]، يتعلَّل بعض الناس فيقول: كيف تمنعوني من التجارة وهناك وزراء يتاجرون بالأراضي وعندهم شركات كبيرة؟ فنقول: إذا ضلَّ الناس لم يكن ضلالُهم هًدى، وإذا كانوا هم ضالين ظالمين بما صنَعوا، فلا تضلَّ أنت، فإذا قال مثلًا: هذه النظم جاءت من تحت أيديهم، هم الذين شرعوها، فكيف يخالفونها؟ نقول: حسابهم على الله، سيكونون هم أول من يحزن ويتحسَّر على ما صنع يوم القيامة، حيث لا مال عندهم يَفْدُونَ به أنفسَهم، ولا خدم ولا حراس يحجُزون عنهم، ولا نسَبَ ولا قرابة تنفعهم، فأنت لا تتخذ من مخالفات الناس دليلًا وسُلَّمًا لمعصية الله، ولكن عليك بالوفاء بما عاهدت غيرَك عليه، وإن كان غيرك يخالف ذلك، فليس لك أن تخالفه أنت.
نسأل الله لنا ولكم الهداية، وأن يجعلنا وإياكم من الأمناء المؤدِّين للأمانة في حق الله وحق عباده.
صدر حديثا على موقع ارشيف تقنية تمكنك عند السماع اونلاين لاي مصحف او اي صوتيات
يمكنك 2 ميزة
الميزة الاولى___ستجد رسمة الساعة اعلى الصفحة على اليمين__هذه الرسمة لتسريع الصوت
فيمكنك تسريع الصوت لاي مصحف بمقايييس مختلفة للسرعة للسماع حدر اونلاين لاي مصحف
وقبل ان اذكر لك الميزة الثانية اليك الرابط
هنا آلاف المصاحف مرفوعة على ارشيف مع الترتيب للاحدث فتابع الجديد يوميا هنا https://archive.org/search.php?query...rt=-publicdate
____الميزة الثانية ____رسمة البطة___ستجدها اعلى الصفحة على اليمين ايضا بجوار سور المصحف الصوتية في جدول السماع
اذا ضغطت على رسمة البطة ستحول الشكل الى مشغل صوتيات مع خاصية الكوليزر الرهيبة للسماع اونلاين
بجودة صوت خيالية مع تغيير الكوليزر حسب ذوقك في الاستماع للحصول على صدى صوت وتقنيات رهيبة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://archive.org/download/akhtaaa...ng-of-hafs/pdf
واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة في الاية رقم 3 والسورة رقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت
ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
والهدية الرابعة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلمة محبة لدينها وأمتها
وهي على مذهب أهل السنة والجماعة
ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط
دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطاً بميزان الشرع المطهر