الستر جزءٌ من العِفَّة، بل من أهم أجزائها، ومن مظاهر هذا الجزء لدى المرأة المسلمة؛ الحجاب والنقاب، فما ستَرت امرأة مسلمة جسدها كما يرضى الله ولأجل الله؛ إلا دلَّ على ما في قلبها من تقوى لربها، وتعظيمٍ لشريعته وشعيرته، كما يدل على مبلغ عِفَّتها وطُهرها، حيث لم ترضَ لجسدها أن يكون مرتعًا لعيون كل من هبَّ ودبَّ، ولا لألسنتهم ولا لشهواتهم، بل تحفظ جسدها كما تحفظ روحها ودينها.
أيتها الفتاة: أنت جوهرة مصونة، جعلك الله محل الجلال والجمال، وقْدركِ وقيمتك على قدْر سترك الظاهر والباطن، أما إذا أصبحت مَشَاعًا لا حِرز لكِ ولا ستْر؛ فما مثَلكِ إلا كمَثلِ صاحب المال الذي يضعه على قارعة الطريق فيُسرق، ثم يشتكي ويولوِل، وما كان الخطأ إلَّا خطؤه، وما كان التقصير إلَّا تقصيره، ولو كان عاقلًا حريصًا لأحرزه بحِرزٍ يليق به وبماله، وأنت يا فتاة؛ فلتعلمي أنك أنْفَس من كل نفيس، وأغلى من كل مال، فلا تُرخِصي جوهرك بإهماله، ولا تُرخِصي جسدكِ بإدلاله.
هذه لمحة أردت أن أهديها إليك، ولي بعدها بعض التنبيهات والملاحظات، فاسمعيها وعيها:
1- سمعتُ عن فتاة مسلمة كانت مقصِّرة في الستر والحجاب؛ فانتبهتْ لجوهرها وأرادت صيانته، وحيث همَّتْ بذلك مَنَعها أهلها، وربَّما أبوها وأخوها، فيا للعجب! كان الأحرى بهم الفرح بها ولها، وبذْل الدعم والتشجيع؛ إذْ هي شرفهم وعرضهم وبؤبؤ عيونهم، وإيمانها بالستْر من ذاتها طُهرٌ وتوفيق، وقناعتها بذلك أمانة ورزانة وعين العقل، فلماذا تثعلَبتْ أسودُها وغدتْ منهم أجدر وأغير وأعقل وأفضل؟
هذه الفتاة أقول لها: عليكِ بما هداكِ إليه مولاك، فهو أحق أن تخشيْه، وأبارك لك ما وصلت إليه من توفيق وقناعة وإيمان، وهو دليل على حب الله لك، فلا تتراجعي أو تحيدي أو تتأثري بأقوال ومواقف قريبٍ أو بعيد، فالمبادئ لا تقبل المساومة، والثوابت لا مفاوضة فيها، ولو كانوا أهلكِ وأقرب أحبائك، ولكن عليك بسلوك الطريق المناسبة، فلا تشعليها ثورة، بل اسلكي سبيل الرفق والإقناع بالحجة، واستعيني في ذلك بالله أولًا، ثم بمن تثقين بهم من أقاربك والمؤثرين على من يمنعكِ من أهلك، وأنت في كل محاولاتك تلك؛ ابقي بالستْر متمسِّكة، وجاهدي صابرة في معركتك حتى تنجحين، وبإذن الله ستنجحين.
2- يقول بعض الناس من النساء والرجال: كم هناك من مُحجبة أو حتى مُنقَّبة ليست كما تُرى، ولديها من الزلات والغفلات والسلوك ما ليس من الدين وما لا يناسب سترها أو يحاكيه.
ولهؤلاء أقول: ليس الستر والحجاب سُبَّة أو منقصة أو عيبًا، فإذا كانت المرأة مقصِّرة في جانب من الجوانب وهي مع ذلك حريصة على الحجاب؛ فأين المشكلة في الحجاب؟ ولماذا تحمِّل تقصيرها في تلك الجوانب على الحجاب والستر؟ هل الأفضل بنظرك أن تقصِّر وهي متكشِّفة! هذا مثل من يقول لمذنب رآه يصلي: لا تصلي... مَن يقول هذا ولمن يقوله! هل أنت ملك من الملائكة الكرام حتى لا تقصِّر ولا تذنب! أم أنتَ من جعلك الله حاكمًا على أعمال عباده وعلى سلوكهم ومُصدِرًا للأحكام!
الستْر والحجاب طُهرٌ وفضيلة، وعلى المرأة المسلمة التمسك به وعدم التقصير فيه، ومع ذلك عليها أن تسلك في باقي سلوكها طريق الصالحات المؤمنات، وما أحلاكِ يا حواء مدرسةً للفضائل الظاهرة والخفية، تراقبين بها كلها ربك اللطيف بك، والخبير بحركاتك وسكناتك، فكوني أمَةً لائقةً بمولاها، متصالحةً مع قلبها، منسجمةً مع مبادئها، متكاملة الأوصاف مع حجابها الذي يضم تحته كل فضيلة.
3- هناك من يقول: بعض النساء تلبس حجابًا أو غطاءً؛ بقاؤها بلا حجاب أستر وأجبر؛ إذْ هو بحد ذاته واصفٌ أو كاشفٌ أو جاذب.
وهنا أقول: نعم، هذا كلام فيه صواب، ودورنا أن نبيِّن وننبِّه، وحينما أشرت في البداية إلى أن الستر والحجاب دليل على ما في القلب من تقوى وتعظيم للشريعة والشعيرة، وأن جمال وكمال المرأة المسلمة وعفافها وطُهرها يكتمل باهتمامها بظاهرها وباطنها؛ فقد قصدتُ بذلك أن لا تُغفِل جانبًا على حساب آخر، وأن تنتبه من خطوات الشيطان وتزيينه وترغيبه لأمورٍ مُعيَّنةٍ لها، حتى تحسبها من الخير وهي من الخير بعيدة، وما شُرِع الحجاب إلَّا للستْر، فإذا لم يتحقق من الحجاب هذا المقصد؛ فأين معنى الحجاب لديك؟ بل إن ارتديتِ يا حواء حجابًا كاشفًا أو واصفًا أو جاذبًا؛ فقد قلبتِ مقصد الحجاب إلى ضده، واستهدفتِ الفضيلة من أوسع أبوابها، وهي بذلك داخلة في الأصناف التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن أبي هريرة: «صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما بعد: نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، على رؤوسهن أمثال أَسْنِمَة الإبل، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها...» (مسلم 2128) أفلا تريْن إلى نصِّ حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي قال الله له: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59]، وأنتِ اليوم؛ هل تدنين عليك جلبابك وغطاءك حتى يستر جسدكِ، أم تلعبين على نفسك وتخادعيها بلبس ما يشِفُّ أو يجذب، وبذلك تكوني حقيقة (كاسية عارية)، أي: أقنعتِ نفسكِ بأنك وضعتِ شيئًا على جسدكِ، ولكن الآخرين يرونك بلا غطاء، بل ربما تلتهمك أعينهم أكثر من تلك التي تخرج بلا غطاء!
أيتها الفتاة: أنتِ جوهرة في كل حالاتك، داخل البيت وخارجه، لا يُرى منكِ إلا كل ما يليق بطهُرك وعفافك، ولا يُسمع منك إلا كل ما يحافظ على قدْرك وقيمتك، ولا يصدر منك إلا كل ما يُرضي ربك وضميرك، وفي سبيل ذلك حماكِ الله بشريعته التي جعل لكِ من خلالها سوارٌ من نور، وتاجٌ من وقار، وفيما يلي أسرد لك بعض المواقف والآيات، التي أرجو أن تقفي معها وقفة جادة واعية، بل قفِي عند كل كلمةٍ منها وعبارة ومعنى، وإذا تعسَّر عليكِ فهم شيءٍ منها فعودي إلى تفسيرٍ يبيِّن لك معناها حتى تصل الرسالة، ويظهر لك مقصدها باستيعاب المقصود.
في العفة واللباس والاحتشام؛ قال الله لك: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31].
حتى النساء الكبيرات في السنِّ؛ قال لهن المولى -حبًا وحفظًا وكرامة-: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور: 60].
وفي الكلام والأخذ والرد مع الآخرين: قال تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [الأحزاب: 32].
وفي الحياء: ما أجمل ما قصَّه الله لنا في سورة القصص، من موقف بنتَيْ شعيب عليه السلام، في إشارةٍ لكل فتاة مسلمة على مبلغ الفضيلة وجمالها، حيث تمثَّلتْ لديهما في هذه القصة في خُلُق (الحياء)، والذي يُعد أبرز صفات المرأة المسلمة، بل تكاد أن تكون هي الصفة الأساسية لصاحبة الفضيلة والأخلاق.
واعلمي أنه إذا فُقد الحياء من المرأة؛ أصبحت كالوردة التي تفقد رائحتها من كثرة شمها، وأن الحياء دليل الخير، والمرأة زينتها الحياء، وأفضل حياء هو استحياء الله، والحياء له ثلاثة أوجه: إما أن يكون حياء من الله، أو يكون حياء من الناس، أو يكون حياء من النفس، فإذا اتصف بهم الشخص؛ كان حقًا كامل الحياء والعفة.
ولتعلمي ختامًا -أختي الكريمة - أن شريعة الله ليس فيها تخيُّر واشتهاء وآراء ومزاج، بل هو الدين القيِّم، والذي خلقكِ هو أرحم بك حتى من نفسك، وألطف بكِ من أبيك وأمك، وأخبر بما يصلحك في الدنيا والآخرة، فتذكري: قال تعلى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: 36].
صدر حديثا على موقع ارشيف تقنية تمكنك عند السماع اونلاين لاي مصحف او اي صوتيات
يمكنك 2 ميزة
الميزة الاولى___ستجد رسمة الساعة اعلى الصفحة على اليمين__هذه الرسمة لتسريع الصوت
فيمكنك تسريع الصوت لاي مصحف بمقايييس مختلفة للسرعة للسماع حدر اونلاين لاي مصحف
وقبل ان اذكر لك الميزة الثانية اليك الرابط
هنا آلاف المصاحف مرفوعة على ارشيف مع الترتيب للاحدث فتابع الجديد يوميا هنا https://archive.org/search.php?query...rt=-publicdate
____الميزة الثانية ____رسمة البطة___ستجدها اعلى الصفحة على اليمين ايضا بجوار سور المصحف الصوتية في جدول السماع
اذا ضغطت على رسمة البطة ستحول الشكل الى مشغل صوتيات مع خاصية الكوليزر الرهيبة للسماع اونلاين
بجودة صوت خيالية مع تغيير الكوليزر حسب ذوقك في الاستماع للحصول على صدى صوت وتقنيات رهيبة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://archive.org/download/akhtaaa...ng-of-hafs/pdf
واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة في الاية رقم 3 والسورة رقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت
ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
والهدية الرابعة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلمة محبة لدينها وأمتها
وهي على مذهب أهل السنة والجماعة
ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط
دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطاً بميزان الشرع المطهر