إن الغاية من خلق الإنسان هي طاعة الله تعالى، وعمارة الأرض وَفْقَ المنهاج الذي أنزله الله جلَّ شأنه لحركة الحياة. ومعنى الطاعة: الدينونة الشاملة لله جلَّ ذكره في كلِّ شأن من شؤون الحياة. وهذا يعني تسيير شؤون الحياة وَفْق شرع الله تعالى وأحكامه، وابتغاء مرضاته.
والتكليف يشمل جميع الأعمال الإرادية سواء كانت قلبية أم سلوكية أم قولية. وبذلك يستوعب جميع الشؤون والأعمال التي لها علاقة بالعقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق وأعمال القلوب.
إن الأوامر والنواهي التي جاءت في القرآن الكريم تهدف إلى بناء المجتمع الصالح للوصول به إلى أعلى درجات الكمال البشري والسمو الروحي؛ لأن بناء الإنسان في الإسلام هو الأهم؛ وذلك ليحفظ المؤمن نفسه ودينه وعِرضه، ويُنَمِّي عقله على الفضيلة والإحسان، ويتعلَّم ما يجب فعله وما يجب تركه، لينفع نفسه وأسرته ومجتمعه.
ومن يقرأ السيرة النبوية الشريفة، يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تخرَّج من مدرسته جيل فريد من المؤمنين حازوا قصب السبق في ميادين العلم والعمل الصالح معاً، واستمرت سيرتهم امتداداً لسيرة النبي عليه الصلاة والسلام في الاهتمام بالعلم والعمل به، وفِقْه الدين، ففتحوا القلوب والأفئدة، ونقلوا للناس هدي نبيهم صلى الله عليه وسلم ماثلاً. فكانوا بذلك قدوة للتابعين وتابعي التابعين في الاعتقاد الصحيح والسلوك المستقيم. فما انقضى عصرهم حتى أظهر الله جلَّ ثناؤه دينه على العالمين، ودانت لسلطانه أمم الأرض، إلا من اعتصم وراء البحار، وعاش بعيداً في الأحراش والأدغال.
وبذلك صار المؤمنون السابقون رموزاً شامخة، وأعلاماً هادية، وقدواتٍ سامقةً، ينبغي للأجيال المسلمة في كل العصور أن تتأسَّى بهم في ميادين العلم والعمل، والتربية والسلوك، والعقيدة والعبادة، والمعاملات والأخلاق، والصدق مع الله تعالى والإخلاص له.
على أن الفساد المتفاقم اليوم في جميع المجالات والمرافق الحيوية في بلدان المسلمين على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإداري والأمني والثقافي والإعلامي؛ هو فساد مستشرٍ في الشعوب، ومدعوم من الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي.
وإزاء هذا الواقع القاتم والمظلم، فإن الإصلاح الحقيقي ينبغي أن يُرَكِّز على بناء الأفراد، والأسر، ومن ثَمَّ بناء المجتمعات الإسلامية وفق المبادئ والقيم، والتعاليم والتوجيهات الواردة في القرآن العظيم والسنة الشريفة. وهذا يحتاج إلى:
غرس مفاهيم الإيمان في النفوس بأبعاده القلبية والقولية والعملية، والعناية خاصة بأعمال القلوب، وما يترتب عليها من رسوخ القدم في الإيمان، وصدق العزيمة، والإخلاص، والشجاعة في الحق، والصبر على الطاعات، والصبر عن المعاصي، والصبر على أذى الخلق، والتزود بالتقوى، والزهد في حطام الدنيا الفاني، والتحصن بمكارم الأخلاق، والتقيد بالمعاملات الشرعية، والوقوف عند حدود الله تعالى فيها، والحرص على ما عند الله تعالى.
وكذلك التركيز على الجانب العبـادي وتكثيفه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يربِّي عليه أصحابه: من قيام الليل والذكر وتلاوة القرآن، والتربية على الزهد في الدنيا، وإنشاء همِّ الآخرة، وانتظار موعود الله تعالى فيها.
والتربية الجادة للنفوس، وإحياء السلوك الإسلامي، وأخلاق السلف الفاضلة، والقضاء على الرواسب والأخلاق الرديئة. وهذا يحتاج إلى صبر طويل وجهد تربوي كبير يتحمله العلماء والدعاة.
وتوسيع نطاق الدعوة إلى الله جلَّت عظمته، والبلاغ العام ليشمل كافة الشرائح والفئات الاجتماعية، وتعرية الباطل باللسان والبيان.
ويحتاج أيضاً إلى تربية المسلمين على الإنفاق في سبيل الله، والتضحية بالغالي والنفيس ابتغاء مرضاة الله تعالى، وتخليص النفوس من الشح والبخل وحُبَّ الدنيا.
وتخلية قلوب الناس من الولاءات القَبَلية والعشائرية والعرقية والحزبية، وجمعهم حول الإسلام، الدين الذي ارتضاه الله تقدست أسماؤه للمؤمنين.
وإعداد النفوس للجهاد في سبيل الله إذ هو ذروة سنام هذا الدين؛ فالجهاد هو ثمرة الفهم السليم والقصد الصحيح والصبر الطويل، فلا يمكن أن يتخلص المسلمون مما يعانونه من ذلٍّ ومهانة، ووهْن وضعف، إلا أن تحيا معاني الجهاد في قلوبهم. قال النبي صلى الله عليه وسلم «إذا تبايعتم بالعِينة، وأخذتم بأذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلَّط الله عليكم ذُلّاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم»[1].
إن التغيير الإيجابي في المجتمعات الإسلامية لتتحول من واقع شِرْكي وبدعي إلى واقع إيماني، ينبغي أن يكون على المنهاج الذي سار عليه الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام في دعوتهم إلى الله تعالى. فهم قدوة المؤمنين وأسوتهم في كل زمان ومكان.
ذلك أن الله سبحانه وتعالى أراد البدء بدعوة الناس إلى عبادته وتوحيده، وخَلْع كلِّ ما يُعبَد من دونه لا شريك له، حتى إذا امتلأت قلوب الناس بمعرفة الله تعالى وتوحيده وخشيته، جاءت الأوامر والنواهي، والأحكام والنظم، وقد استعدَّت النفوس لقبولها، وأذعنت لتفنيدها: {إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد: ١١].
فمن منطلق هذه السُّنة الثابتة ترتفع وتنخفض المجتمعات، وعلى أساسها يكافئ الله جلَّ ذكره ويعاقب. فهي المدخل لتغيير واقع المجتمعات الإسلامية من سيئ إلى أحسن، وهي مفتاح النصر والتمكين في الأرض.
ولأجل ذلك، فإن عملية تغيير المجتمعات ليست بالسهلة؛ إنها تحتاج إلى وقت طويل وصبر مرير. ذلك أن العلماء والدعاة إلى الله تعالى، وهم يعملون وَفْقَ المنهاج المسطَّر في الكتاب والسنة، ويقومون بتربية الناس على التحلي بالصفات الواردة في القرآن الكريم: من الإيمان، والتوحيد، والسلوك الرصين، وأداء العبادات والمعاملات على الوجه الكامل، والتزُّين بأخلاق السلف الفاضلة؛ لا بد أن يصبروا على العقابيل والشدائد والعوائق التي تعترضهم في هذا الطريق؛ لأن الباطل سيحشد أجناده لصدهم عن سبيل الله، فلا بد أن يضحُّوا بالغالي والنفيس من أجل الدعوة، ويصبروا على ما يصيبهم في سبيلها، والله تعالى المستعان.
إنه لا يمكن إقامة الدولة الإسلامية بمفهومها الشامل، بحيث تكون الشريعة هي المصدر الوحيد للتشريع في كل شؤون الحياة ومجالاتها، إلا إذا استقرت العقيدة الصحيحة في قلوب المسلمين، وتخلصوا من ركام الشرك الأكبر والأصغر بشتى صوره وألوانه، ومن حظوظ النفس والأهواء والمعاصي. إذ لا قيمة لنظام إسلامي يقوم (إن قام) والناس الذين سيحكمهم هذا النظام لم يستعدوا بَعْدُ لقبوله، ولم يتخلصوا من رواسب الجاهلية، والأهواء والشهوات والشبهات، ولابستهم المعاصي والذنوب[2].
فلا مخرج من الواقع المزري الذي يعيشه المسلمون، إلا بالسير في طريق النجاة والفلاح الذي رسمه لنا القرآن الحكيم، وأوجز معالمه في سورة العصر. قال تعالى: {وَالْعَصْرِ 1 إنَّ الإنسَانَ لَفِي خُسْرٍ 2 إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِـحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْـحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: ١ - ٣].
فمن خلال هذه السورة الكريمة يتبيَّن لنا أهمية الاجتماع والتكتل والتراص، والتعاون على البر والتقوى؛ لأن الحق لا ينتشر ولا يسود بين الناس إلا بجماعة مؤمنة محتسبة صادقة مخلصة، تبذل الجهود المشتركة في تعلم الحق ونشره بين الناس، والصبر على تكاليفه؛ لأن هذا الأمر، أمر التمكين للدين يحتاج إلى زمن مديد، وجهد كبير، وصراع مرير مع الباطل وأهله: {وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 104].
وذلك حتى تتهيـأ النفـوس لنصر الله تعالى في وقتـه الـذي يختـاره جل شـأنه: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ} [الحج: 40].
[1] عبد العزيز الجليِّل: وقفات تربوية في ضوء القرآن الكريم (متى نصر الله)، 1/235 - 242 (بتصرف). والحديث أخرجه أبو داود في سننه، كتاب البيوع، برقم 3462: 3/274 - 275.
[2] عبد العزيز الجليل: وقفات تربوية في ضوء القرآن الكريم (فبهداهم اقتده)، 3/134 (بتصرف).
صدر حديثا على موقع ارشيف تقنية تمكنك عند السماع اونلاين لاي مصحف او اي صوتيات
يمكنك 2 ميزة
الميزة الاولى___ستجد رسمة الساعة اعلى الصفحة على اليمين__هذه الرسمة لتسريع الصوت
فيمكنك تسريع الصوت لاي مصحف بمقايييس مختلفة للسرعة للسماع حدر اونلاين لاي مصحف
وقبل ان اذكر لك الميزة الثانية اليك الرابط
هنا آلاف المصاحف مرفوعة على ارشيف مع الترتيب للاحدث فتابع الجديد يوميا هنا https://archive.org/search.php?query...rt=-publicdate
____الميزة الثانية ____رسمة البطة___ستجدها اعلى الصفحة على اليمين ايضا بجوار سور المصحف الصوتية في جدول السماع
اذا ضغطت على رسمة البطة ستحول الشكل الى مشغل صوتيات مع خاصية الكوليزر الرهيبة للسماع اونلاين
بجودة صوت خيالية مع تغيير الكوليزر حسب ذوقك في الاستماع للحصول على صدى صوت وتقنيات رهيبة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://archive.org/download/akhtaaa...ng-of-hafs/pdf
واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة في الاية رقم 3 والسورة رقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت
ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
والهدية الرابعة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلمة محبة لدينها وأمتها
وهي على مذهب أهل السنة والجماعة
ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط
دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطاً بميزان الشرع المطهر