وهو الذي عرف الإله بقلبه ** من بدء نشأته بلا حجات إذ أنه قد كان يكره من صبا ** ه عبادة الأوثان بالفطرات وبعقله عرف الإله وزاد فيه يقينه بمجرد الفكرات وغدا يفكر كيف يرضي ربه ** أم كيف يدرك واجب الطاعات حتى اهتدى لسبيله وغدا يرا ** قبه بجنح الليل في الخلوات من دون أن يدعى لهذا بل ولم ** يك ثم داع للعلي الذات والكل كانوا يعبدون اللات والعزى ولم يتصوروا الميقات حتى النصارى واليهود لدينهم ** قد غيروا ومضوا مع الشهوات بل إنهم طمسوا الحقائق عندما ** هم حرفوا الإنجيل والتوراة وبرغم ذا لم يخطئ الهدف الذي ** قد رامه في تلكم الأوقات إذ لم يشكك في حقيقة ربه ** فيظنه كالخلق في الهيئآت وهو الذي لم يأته أمر الرسا ** لة وهو منصرف إلى الرغبات بل إنما قد جاءه وحي السما ** ء وقد تفرّغ للعلي الذات فانكب يعبده ويهجر في هوا ** ه الناس بل والأهل واللذات بل والبلاد بأسرها وغدا بغا ** ر حراء منفرداً عن النسمات يدعو وضرع في يقين ثابت ** ببلوغه ما رام من غايات حتى استجاب له الإله وجاءه ** جبريل بالبشرى وبالآيات
وهناك زاد يقينه بل صير الإ ** يمان عدته لدى الشدات وسلاحه في كل معترك وسر ** نجاحه وبلوغه الذروات ويقينه في صدقه وإلهه ** وبما أتى منه من السورات لم يبق ثمت منفذاً لتردد ** في نفسه بالنصر والعزات ولذاك جاهد في سبيل الله حق جهاده لم يحذر الخيبات وغدا يذل الصعب أو يأتي المحا ** ل بقوة في قلبه وثبات وغدا يزاول في طلاب الحق ما ** قد سنه المولى من الطرقات من دون أن يشتد في طلب الوصول لقصده بخوارق العادات إذ كان يعمل للإله ويحتمي ** في عمه كي يأمن الهلكات وقد احتمى من بعده بسواه ممن كان يكفر بالعلي الذات حتى أتته بشارة المولى بأن الله يعصمه من النسمات وهنالك استغنى عن الأغيار إلا أنه قد تابع الخطوات وأبى خروجاً عن تقاليد الحياة ** لكي يسن لقومه الخطات فأتى المدينة في الخفاء مهاجراً ** لبناء جيش كامل العدات كي يرهب الأعداء ممن رامه ** بالسوء حتى يبلغ الدعوات أو إنه بعبارة أخرى ليهدي المهتدي بالعقل والحجات ويذيق من رام العناد جزاءه ** ويصون من قد قدم الطاعات وبذاك لم يأخذ بريئاً بالمسئ وكان يرجو الخير في الفلذات والله أيده على هذا وصا ** ر يعينه في ساعة الأزمات بالنصر منه وقد تؤيده ملا ** ئكة السماء بأشرف الساحات لتشجع المتخوفين من القتا ** ل فيدركون النصر بالقوات والله أخبره وأكد أنه ** دوماً على حق بلا مريات وقد استقام طريقه فليلتزم ** ما جاءه في محكم الآيات وليتبعه وقومه متوكلين على الإله بخالص النيات فمضى رسول الله ينشر دينه ** بين الأنام بقوة وثبات ويحثهم دوماً على الإيمان بالمولى بلا شك ولا ريبات إذ أنه هو أس مقصده ومبعث ** هديه ووسيلة الجنات وهو الذي إن ما تشربت النفو ** س به سيرفعها إلى الذروات وهو الذي إن ما تغذى القلب من ** ـه فلا يبالي قط بالشدات ولذاك قال لهم فلا تدعوا مع المولى سواه وحاذروا السقطات فالله يرزقكم وليس سواه ينفعكم وينقذكم من الهلكات والله يرزقكم ويؤتيكم جميع الطيبات وكافة الحاجات فتمسكوا بسبيله يرعاكم ** ويدلكم دوماً إلى الخيرات وتضرعوا دوماً له ينجيكم ** من كل ما تشكون من بلوات وتأكدوا من نصره إذ تنصرو ** ه وأيقنوا بإجابة الدعوات وبأنه هو من يحقق قصدكم ** فالكون بين يديه كالريشات وهو المقلب للقلوب محول الأحوال وهو مسير الدفات وهو الذي دوماً يدافع عن جميـ ** ــــع المؤمنين بوافر القوات هو وحده من يكسب النصر المبين ويملك التصريف في السلطات هو من إليه الأنبياء دعوا ومنه قد استمدوا العون والنصرات وبه نجوا من كل سوء بل وبا ** ء خصومهم بالذل والنقمات لا غرو إن وثقت صحابته بذا ** ففدوه بالأموال والمهجات وغدوا جميعاً مهتدين بهديه ** وملازمين طريقه بثبات بل واثقين بأنهم دوماً على ** حق يوصلهم إلى الغايات بشريعة الهادي التي ستدلهم ** بضيائها لأحسن الطرقات وبأنهم بإرادة المولى الأعز ** ة في الورى من سائر النسمات وبأنهم هم خير من قد أخرجوا ** للناس حكاماً برغم عداة إذ يأمرون الناس بالمعروف ينهون الورى عن منكر الفعلات وكذاك هم شهداء من مولى العبا ** د عليهم في معرض الحسنات وهم الذين تفضل المولى فلم ** يجعل عليهم أيما كلفات وهم الذين تعهد المولى بنصرتهم وأنهم بلا ريبات في هذه الدنيا الأئمة وارثون الحكم بين الناس بالنصفات وهم الذين قد اجتباهم ربهم ** ليجاهدوا فيه بلا رهبات والأرض للمولى سيورثها العبا ** د الصالحين بأمر عالي الذات والنصر عند الله يؤتيه لمن ** يرضاه لا بالجيش والعدات والله مولى الكل غالبهم وإن ** جهلت أناس هذه الغلبات ولذاك سار صحابة المختار ** وفق مراده وتأكدوا العزات وسعوا لأن يتبوأوا تلك المكا ** نة كي يقودوا الناس في الظلمات ويعلموهم ما تلقوه عن الهادي من الإيمان بالمهجات حتى يكون الدين مرفوع الجناب ويبلغ الأتباع للذروات فأتاهم ربي المراد وأرضخوا ** أمما لأمر الله عالي الذات وتضاءل الإيمان بين الناس لما أن تزلزل كامن النيات وتدهور الأتباع مذ ضعفت نفوسهم ولم يتأكدوا النصرات
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلمة محبة لدينها وأمتها
وهي على مذهب أهل السنة والجماعة
ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط
دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطاً بميزان الشرع المطهر