الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فعندما يقترب موسم الامتحانات تعلن حالة التأهب، وترفع درجة الاستعداد، ويسيطر القلق والاضطراب على النفوس، ويشعر الآباء والأمهات بالخوف وخاصة إذا كان الامتحان من الامتحانات التي يسمونها امتحانات المصير.
ففي يوم معلوم ستعقد لجنة الامتحان ليسأل الطالب أمام اللجنة، وسيسطر بقلمه لا بقلم غيره إجابته، وترفع أوراق الإجابة لتقدير الدرجات، ثم تعلن النتيجة، والطلاب بين ناجح سعيد بنجاحه، وبين راسب ينعى حظه، ويقرع سنه، ويعض أصابع الندم.
من أجل ذلك يجتهد طلاب العلم في المذاكرة، ويبذلون الوسع في المراجعة، ويسعون في التحصيل نهاراً، ويسهرون في الاستذكار ليلاً، ومن قصرت به آلة الفهم استعان عليه بدروس خاصة، ومن وراء الأبناء آباء وأمهات يعلنون النفير، ويضجرون من التقصير، ويتابعون الكبير والصغير.
وهذا الاهتمام من الجميع بطلب العلم طاعة لله إذا خلصت النوايا واستقامت الطريقة، لكن ينبغي أن نتعلم من الامتحانات دروساً تنفع السالك إلى الله، عساه أن يوفق في مسيره، فيدرك بعد الخوف مأمناً.
فالدنيا لجنة امتحان كبيرة زمنها العمر، وكل يوم صفحة من كراسة الإجابة، والعبد مسئول عن النقير والقطمير، عليه شهود هم ملاحظو أعماله، ملكاه (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)(ق:18)، وجوارحه (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(النور:24)، (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ)(فصلت:21)، والأرض التي يمشي عليها (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا)(الزلزلة:4)، وإذا سأل: متى ينتهي الامتحان؟ فلا يستطيع أحد أن يجيبه، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل.
وليس لذلك علامة، فقد يمد للشيخ الفاني، ويعجل للصغير الغالي، ويطال للسقيم، ويقصر للسليم، ومن جاءت ساعته انتهى وقت إجابته (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ)(الأعراف:34)، ورفعت صحف أعماله (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)(فاطر:10)، فإذا طلب زيادة في الوقت لاستدراك ما فرط فيه فلا يجاب (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ . لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)(المؤمنون:99-100)، وإنما يقال له: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ)(فاطر:37).
وأحياناً نسمي بعض الامتحانات امتحانات مصيرية، فامتحان المصير الحقيقي ساعة خروج روحك، والتوفيق الحقيقي يوم يختم لك بالشهادة أو بعمل صالح، يقال لك بعده: (أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان) رواه أحمد، وصححه الألباني.
ليس امتحان المصير هو ذلك الامتحان الذي يحدد على أي مقعد في الجامعة ستجلس، وإنما الذي سيحدد في أي مقعد سيكون مآلك، (انظر إلىمقعدكفي النار قد أبدلك الله بهمقعداًمنالجنة) متفق عليه، أو "هذا مقعدك من الجنة لو أنك أطعت الله قد أبدلك الله به مقعداً في النار".
ليس امتحان المصير هو ذلك الامتحان الذي لا يكون في قاعة من قاعات الدرس، فتحت نوافذها بالنهار، أو أضيئت مصابيحها بالليل، وإنما هو ذلك الامتحان الذي يعقد في حفرة ضيقة مظلمة، فراشها التراب والحصباء، أبوابها مؤصدة، وهي: "إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار".
ليس امتحان المصير هو ذلك الامتحان الذي يخلو فيه الطالب مع ورقة الإجابة، أو يتولى فيه توجيهَ الأسئلةِ معلمٌُ رحيمٌ، هيئته مألوفة، ولغته معروفة، وإنما هو ذلك الامتحان الذي يجلس فيه وحيداً بين ملكين لم يرهما من قبل، صورتهما ولغتهما منكرة.
ليس امتحان المصير الذي يوقن الطالب أنه سيجيب على أسئلة تدرب عليها مراراً، وأجاب مثلها تكراراً، إنما امتحان المصير الذي توجه فيه أسئلة معلومة (من ربك؟ وما دينك؟ وما تقول في الرجل الذي بعث فيكم؟) رواه أبو داود، وصححه الألباني، ثم لا يقطع بأنه سيجيب فالمثبت من ثبته الله، فكم من فصيح أخرس عند الجواب لسانه، وكم من عيي فصح عند السؤال خطابه (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)(إبراهيم:27)، اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
ليس امتحان المصير الذي يحدد المعهد العلمي الذي سينتقل الطالب إليه، أو الدرجة العلمية التي سيحصل عليها، أو الوظيفة التي تنتظره، إنما امتحان المصير هو الذي يحدد أي الدارين ستكون مقره، فالعبد إما إلى جنة ونعم عقبى الدار، وإما إلى نار وبئس القرار.
ليس امتحان المصير الذي يتدارك الفشل فيه بامتحان آخر في الدور الثاني، وربما كان خيرها في غيرها، إنما امتحان المصير الذي لا يدخله المرء إلا مرة واحدة (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ . فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ . خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ . وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ)(هود:105-108).
ليس امتحان المصير الذي قد يحصل فيه الطالب على درجاته بالغش والخداع، وإنما هو ذلك الامتحان الذي يقال للمرء فيه (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)(الإسراء:14).
ليس امتحان المصير الذي يخاف الطالب من تقدير خطأ لإجابته، فيدعي أنه ظلم، وأن حقه قد هضم، وإنما امتحان المصير هو ذلك الامتحان الذي لا يظلم فيه المرء مثقال ذرة أو أصغر منها (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)(الأنبياء:47).
ليس امتحان المصير امتحاناً في اللياقة البدنية، يحدد قبول الطالب في كلية رياضية أو عسكرية، هل يجوز الحواجز أو يقفز في البحر أو غيره، وإنما امتحان المصير يوم ينصب الجسر على شفير جهنم، فينظر أيمر أو تتخطفه كلابيبها، فتهوي به في قعرها، وما من نبي إلا يقول: يا رب سلم، يا رب سلم.
وإذا كنا نخاف من الامتحان قبل وقوعه، فأين خوفنا من الموت قبل حلوله، ومن القبر قبل نزوله؟!
وإذا كنا نخاف من الرسوب والفشل، فأين خوفنا من الخسران والزلل؟!
وإذا كنا قد سهرنا الليل من أجل النجاح، فأين قيام الليل ليوم الفلاح؟!
وإذا كنا قد حرصنا على مواعيد الدروس، فهل حرصنا على مواقيت الصلاة بالخصوص؟!
وإذا كنا قد حرصنا على إيقاظ أبنائنا وبناتنا من أجل المذاكرة، فهل أيقظناهم من أجل صلاة الفجر والهاجرة؟!
وإذا كنا قد حفظنا القوانين والمواد والشعر والنثر من أجل الدرجات، فكم حفظنا من كتاب الله لمحو السيئات؟!
وإذا كنا قد أقبلنا على الله أيام الامتحانات، فهل سنُعرض عنه إذا ظهرت الشهادات؟!
فنصير كمن:
صلى وصام لأمر كان يطلبه فلما انقضى الأمر لا صلى ولا صام اللهم وفق طلاب العلم لما تحبه وترضاه، واستعملهم في طاعتك، ونسألك لأنفسنا ولأبنائنا ولجميع المسلمين النجاح في امتحانات الدنيا والآخرة.
صدر حديثا على موقع ارشيف تقنية تمكنك عند السماع اونلاين لاي مصحف او اي صوتيات
يمكنك 2 ميزة
الميزة الاولى___ستجد رسمة الساعة اعلى الصفحة على اليمين__هذه الرسمة لتسريع الصوت
فيمكنك تسريع الصوت لاي مصحف بمقايييس مختلفة للسرعة للسماع حدر اونلاين لاي مصحف
وقبل ان اذكر لك الميزة الثانية اليك الرابط
هنا آلاف المصاحف مرفوعة على ارشيف مع الترتيب للاحدث فتابع الجديد يوميا هنا https://archive.org/search.php?query...rt=-publicdate
____الميزة الثانية ____رسمة البطة___ستجدها اعلى الصفحة على اليمين ايضا بجوار سور المصحف الصوتية في جدول السماع
اذا ضغطت على رسمة البطة ستحول الشكل الى مشغل صوتيات مع خاصية الكوليزر الرهيبة للسماع اونلاين
بجودة صوت خيالية مع تغيير الكوليزر حسب ذوقك في الاستماع للحصول على صدى صوت وتقنيات رهيبة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://archive.org/download/akhtaaa...ng-of-hafs/pdf
واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة في الاية رقم 3 والسورة رقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت
ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
والهدية الرابعة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلمة محبة لدينها وأمتها
وهي على مذهب أهل السنة والجماعة
ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط
دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطاً بميزان الشرع المطهر