الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فقد أقبل الصيف... واشتد الحر... وورد الناس لدفع ذلك موارد شتى، وصدق الله: (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى)(الليل:4)، فمنهم من يهرع لشراء المراوح ومكيفات الهواء لكسر سورة الحر، والتخفيف من حدته، ولا حرج على المسلم في التمتع بما أحل الله -تعالى- له.
ومنهم من يسافر إلى بلاد الكفار ليقضي شهراً أو أكثر هناك حيث يُعصى الله -تعالى-، ويُضيَّع الدين، وتـُدفن الفضيلة -والعياذ بالله تعالى-، وغفل عن وقوفه بين يدي ربه، ومسئول عن ماله ونفقاته وعمره وأوقاته (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا)(الإسراء:36).
ومنهم من يقتصد في نفقاته- وربما فعل ذلك منذ فصل الشتاء- ليقتطع جزءًا من راتبه المحدود ليستمتع لمدة شهر أو أكثر على الشواطئ وفي المتنزهات، حيث تنتشر المنكرات، وتضيع الصلوات، وغير ذلك من الموبقات.
وأما العبد الرباني وأهل الاستقامة فأمرهم مختلف، وشأنهم غريب، فارقوا الناس في الدنيا ليفارقوهم في القيامة، علموا أنهم يقضون أياماً في سجن الدنيا القصير مهما طال، فهان عليهم هرباً من سجن الآخرة الطويل أو الدائم!!
فهموا ذلك كله واستحضروه، فأعدوا للأمر عدته، وجهزوا للسؤال بين يدي الله جواباً.
حالهم مشَرِّفة في الدنيا والآخرة، جعلوا الدنيا مزرعة للآخرة، وقطعوها بأحسن ما عندهم، وربطوا بين الدنيا والآخرة، بل أخذوا من كل ما حولهم عظة وعبرة.
وإن رأوا البرق وسمعوا الرعد خشوا العذاب والهلاك، قدوتهم في ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ فِى وَجْهِهِ. قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ فَرِحُوا، رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَ فِى وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةُ. فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ مَا يُؤْمِنِّى أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ؟ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا: (هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا) متفق عليه.
بأبي أنت وأمي يا رسول الله ومصطفاه، قد بلغ منك الخوف منتهاه!
هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخشى أن تأتي الريح بعذاب، بل يعرف ذلك في وجهه ويذهب ويجيء. إنه يخاف الهلاك!
هو يخاف العذاب، ونحن معاشر العصاة في أمن من مكر الله؟
هو يخاف العذاب ونحن معاشر المفرطين نلهو ونغفل عن طاعة الله؟
وأين من تزيده الآيات تذكرة وقرباً ممن تزيده عصياناً وغفلة؟
وكان ابن الزبير -رضي الله عنه- إذا سمع الرعد ترك الحديث، وقال: سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، ثم يقول: إن هذا لوعيد شديد لأهل الأرض. رواه مالك في الموطأ، وصحح الألباني إسناده موقوفاً.
فبالله عليك أخي، أي زمن وأي قوم أولى بذلك الخوف؟ أذلك المجتمع المبارك الطاهر، أم مجتمع كَثُرَ فيه الخبث؟؟ يا لغفلتنا! ويا لقسوة قلوبنا!!
وتذكر أن موسمنا -موسم الصيف- نفس من جهنم!! وهذا مستفاد من حديث أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ رَبِّ أَكَلَ بَعْضِى بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِى الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِى الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ فِى الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ)
وإذا كان الأمر كذلك، فهل يهرب العبد من حر الدنيا ليسقط في حر جهنم؟
هل يترك العبد الصلوات ويرتكب المحرمات هرباً من الحر ليقحم نفسه في نار جهنم... هل هذا فعل العقلاء؟
هل تضييع الصلوات يبعد العبد عن النار أم يقحمه فيها؟
هل العورات التي تكشف تبعد العبد عن النار أم تقحمه فيها؟
هل النظرات والهمسات واللمسات التي تقع في هذه الأماكن تقرب العبد من النار أم تبعده عنها؟
هل الأوقات التي تهدر والأموال التي تنفق، والمجهودات التي تبذل هل يبذل مثلها في التعلم والتعبد والدعوة، لاسيما وقد اشتدت الحملات والهجمات في هذه الأيام على الإسلام ونبي الإسلام؟
ثم وإن تمتع العبد بكل شهوات الدنيا ومتعها، وكان من أكثر أهل الأرض نعيماً... أليس غمسة واحدة في النار تنسيه كل ذلك؟ بلى والله.
إذا كان نفس واحد من جهنم تسبب في كل هذا الحر في كل الكرة الأرضية، فكيف بحرها لمن عاينها وسقط فيها؟
فهل يتهاون العبد في التزامه بالدين بحجة الترفيه والترويح، ولربما يوقعه ذلك في جهنم؟
وهل أتاك نبأ الرجل الواحد من أهل النار؟
اسمع معي لهذا الحديث العجيب: يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لو كان في هذا المسجد مائة ألف أو يزيدون وفيهم رجل من أهل النار فتنفس فأصابهم نفسه لاحترق المسجد ومن فيه) رواه البزار، وصححه الألباني.
إذا كان هذا نفس لرجل قد أحرقته جهنم، فكيف بجهنم ذاتها؟ أعاذنا الله من النار!!
أخي الحبيب، من كان لا يصبر على حر الشمس في الدنيا، فكيف سيصبر على حر النار يوم القيامة؟
إذاً فليجتنب العبد من الأعمال ما يستوجب له دخول النار، وليأخذ مما حوله عظة وعبرة، وليكن له في سلفه أسوة وقدوة، فلقد روي أن الصديق -رضي الله عنه- كان يصوم في الصيف، وأوصى بذلك عمر -رضي الله عنه- ولده، وعدَّ ذلك من خصال الإيمان، وكانت عائشة -رضي الله عنها- تصوم في الحر تبادر بذلك الموت. وتعلل ذلك بعض العابدات فتقول: "إن السعر إذا رخص اشتراه كل أحد". انظر للفقه والحرص على القرب.
إنه الري يوم القيامة تتجهز به من هنا.. من الدنيا.. إنه ماؤك في يوم العطش... إنها الراحة وليست التعب. نعم، من أراد الراحة فارق الراحة، والنعيم لا يدرك بالنعيم!
وكان أبو الدرداء يقول: صوموا يوماً شديداً حره لحر يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور.
أحبتي في الله: لما صبر الصائمون لله في الحر على شدة العطش والظمأ أفرد لهم باباً من أبواب الجنة، وهو باب الريان، اسمه يدل على محتواه! من دخل شرب، ومن شرب لم يظمأ بعدها أبداً، إذا دخلوا أغلق فلا يدخل منه غيرهم، فكم يكون مقدار حسرة العبد إذا أغلق دونه ذلك الباب؟
ألا فلنجعل صيفنا بل عمرنا قربى إلى ربنا، ولا نغفل عن أوقاتنا فهي ذخرنا، ولنحذر طول الأمل؛ فبه سوء العمل... ولعل الموت قريب (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ)(لقمان:34).
فهذه أسرة تستقل السيارة لقضاء الصيف على أحد الشواطئ، وفي الطريق ووسط فرحة الجميع تسقط السيارة في حفرة على عمق سحيق فيموت الجميع ويلقوا ربهم!.
وشاب نزل في أعماق البحر يمارس هواية السباحة والغطس، وبينما هو في نشوة الفرح، مستغرقاً في اللعب، إذ بالماء يتسرب فيكاد يموت لولا لطف الله به! والعجيب أن ذلك كان في وقت صلاة الجمعة والناس قد هرعوا لأداء الصلاة، أما هو قد هرب مع أصدقائه تحت المياه!! ولولا رحمة الله لكان من الهالكين!! وكان ذلك الموقف بداية لرجوعه إلى ربه -سبحانه وتعالى-.
وأخيراً...المسئولية مشتركة بيننا جميعاً، كل مسلم عليه دور في مواجهة تلك المنكرات بكلمة طيبة.
كلنا في صف واحد لمواجهة تلك المخالفات.. كلنا ركاب سفينة واحدة، فإن بذلنا واستفرغنا وسعنا وإلا ربما تغرق السفينة!! نسأل الله أن يهدينا وكل المسلمين سواء السبيل، وأن يلهمنا رشدنا ويقينا شر نفوسنا، إنه بالإجابة جدير، وبكل جميل كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
صدر حديثا على موقع ارشيف تقنية تمكنك عند السماع اونلاين لاي مصحف او اي صوتيات
يمكنك 2 ميزة
الميزة الاولى___ستجد رسمة الساعة اعلى الصفحة على اليمين__هذه الرسمة لتسريع الصوت
فيمكنك تسريع الصوت لاي مصحف بمقايييس مختلفة للسرعة للسماع حدر اونلاين لاي مصحف
وقبل ان اذكر لك الميزة الثانية اليك الرابط
هنا آلاف المصاحف مرفوعة على ارشيف مع الترتيب للاحدث فتابع الجديد يوميا هنا https://archive.org/search.php?query...rt=-publicdate
____الميزة الثانية ____رسمة البطة___ستجدها اعلى الصفحة على اليمين ايضا بجوار سور المصحف الصوتية في جدول السماع
اذا ضغطت على رسمة البطة ستحول الشكل الى مشغل صوتيات مع خاصية الكوليزر الرهيبة للسماع اونلاين
بجودة صوت خيالية مع تغيير الكوليزر حسب ذوقك في الاستماع للحصول على صدى صوت وتقنيات رهيبة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://archive.org/download/akhtaaa...ng-of-hafs/pdf
واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة في الاية رقم 3 والسورة رقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت
ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
والهدية الرابعة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلمة محبة لدينها وأمتها
وهي على مذهب أهل السنة والجماعة
ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط
دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطاً بميزان الشرع المطهر