إنّ من سماتِ الشريعةِ الغَرَّاءِ عنايتَها بشأنِ الإيجابيةِ ذاتِ العملِ المثمرِ، ورعايتَها أسبابَها الدالةَ عليها والموصلةَ لها، والذي يأتي في مُقَدَّمِها فتوحُ اللهِ التي يفتحُ بها على العبدِ أبوابَ الخيرِ في الدينِ والدنيا، ويُبارِكُ له فيها؛ فيرى فيها التيسيرَ والتوفيقَ والإعانةَ والنتائجَ الطيبةَ، دون أنْ تُكدَّرَ بمقارفةِ الحرامِ، أو تكونَ سببًا في الإعراضِ ونسيانِ الدارِ الآخرةِ.
إنّ ذلكمُ الفتحَ الربانيَّ المباركَ قد نال من عنايةِ الشرعِ ووصيةِ السلفِ الصالحِ وتصديقِ تجاربِ العقلاءِ ما جعلَه محلَّ وصيةٍ بالملازمةِ والمثابرةِ وعدمِ المبارحةِ؛ لغدقِ عطائه، وحسنِ عاقبتِه، وهناءِ عيشِه، وسهولةِ مراسِهِ، ومواءمتِه سنةَ تيسيرِ اللهِ خلْقَه لما خُلِقوا له. يقولُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَصَابَ مِنْ شَيْءٍ؛ فَلْيَلْزَمْهُ» ( رواه ابنُ ماجه وحسَّنه العراقيُّ). وقال عمرُ بنُ الخطابِ –رضي اللهُ عنه-: مَن كان له رزقٌ في شيءٍ؛ فليلزمْه، وقال بعضُ السلفِ: مَن بورك له في شيءٍ؛ فليلزمْه، وقال آخرُ: إذا فُتح لأحدِكم رزقٌ من بابٍ؛ فليلزمْه حتى يتغيرَ أو يتنكَّرَ، وقال بعضُهم: أيُّ موضعٍ رأيتَ فيه وَفْقًَا؛ فأقمْ، وقال بعضُهم: مَن خُضِّرَ له في شيءٍ؛ فليلزمْه، وقال إبراهيمُ النخعيُّ: كان يُكره للرجلِ إذا رُزِقَ في شيءٍ أنْ يرغبَ عنه، وقال القاضي أبو يعلى: ويُستحب إذا وجدَ الخيرَ في نوعٍ من التجارةِ أنْ يلزمَه، وقال أحدُ الحكماءِ: مِن علامةِ إقامةِ الحقِّ –سبحانه- لك في الشيءِ إدامتُه إياك فيه مع حصولِ النتائجِ.
عبادَ اللهِ!
إنّ من حكمةِ اللهِ ورحمتِه بعبادِه أنْ فاوتَ بينهم في القدراتِ والاهتماماتِ والفتوحِ والأرزاقِ؛ تحقيقًا لسنَّةِ تسخيرِهم لبعضٍ وتكميلِهم بعضًا، كما قال تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون} [الزخرف: 32]، وإظهارًا لمزيةِ الاصطفاءِ والاجتباءِ إنْ كان الفتحُ في بابِ طاعةٍ يحبُّ اللهُ إقامةَ عبدِه في رحابِها وملازمةِ عتَبَتِها.
قال ابنُ السبكيِّ: وهكذا رأينا مَن لزمَ بابًا من الخيرِ؛ فُتحَ عليه –غالبًا- منه؛ ولذلك يقولُ أهلُ الطريقِ: إنّ مَن فُتح عليه في ذِكرٍ ينبغي أنْ يلزمَه؛ فإنَّ منه يتوالى عليه الخيرُ. قِيلَ لِعَبْدِاللَّهِ بنِ مسعودٍ –رضي اللهُ عنه-: إِنَّكَ لَتُقِلُّ الصَّوْمَ؟ قَالَ: «إِنَّهُ يُضْعِفُنِي عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ». قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ: وقد يكونُ العملُ المفضولُ أفضلَ بحسبِ حالِ الشخصِ المعيَّنِ؛ لكونِه عاجزًا عن الأفضلِ، أو لكونِ محبتِه ورغبتِه واهتمامِه وانتفاعِه بالمفضولِ أكثرَ؛ فيكونَ أفضلَ في حقِّه؛ لما يقترنُ به من مزيدِ عملِه وحبِّه وإرادتِه وانتفاعِه، كما أنّ المريضَ ينتفعُ بالدواءِ الذي يشتهيه ما لا ينتفعُ بما لا يشتهيه وإنْ كان جنسُ ذلك أفضلَ. ومن هذا الباب صار الذكرُ لبعضِ الناسِ في بعضِ الأوقاتِ خيرًا من القراءةِ، والقراءةُ لبعضِهم في بعضِ الأوقاتِ خيرًا من الصلاةِ، وأمثالُ ذلك؛ لكمالِ انتفاعِه به، لا لأنه في جنسِه أفضلُ.
أيها المؤمنون!
ولئن كان هذا فقهَ السلفِ الصالحِ للفتحِ الربانيِّ في أمور الدينِ علمًا وعبادةً ودعوةً؛ فكذلك هو فقهُهم فيما يَفتحُ اللهُ على العبدِ في أمورِ الدنيا من الأرزاقِ والأخلاقِ، فكان حقيقًا بالملازمةِ والاقتصارِ عليه دونَ إضافةٍ إنْ كانت تلك الإضافةُ تؤثِّرُ سلْبًا عليه حتى يُرى تغيُّرٌ في وجوه برَكتِه.
روى ابنُ ماجه بسندٍ ضعيفٍ أن نافعًا قال: كنتُ أُجَهِّزُ إلى الشامِ وإلى مصرَ، فكان اللهُ يَرزقُ خيرًا كثيرًا، فجهّزتُ إلى العراقِ فلم يرجعْ رأسُ مالي، فدخلتُ على عائشةَ –رضي اللهُ عنها-، فقالت: يا بُنيَّ، الزمْ تجارتَك؛ فإني سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إذا فُتح لأحدِكم رزقٌ من بابٍ؛ فليلزمْه». قال الحارثُ بنُ يعقوبَ: كنتُ عند سهلِ بنِ سعدِ الساعديِّ –رضي اللهُ عنه-، فقال رجلٌ عنده: أنا الضعّافُ؛ اشتريتُ كذا وكذا، وبعتُ بكذا وكذا، اشتريتُ بكذا، وبعتُ بربحِ كذا، فقال له سهلٌ: اشترِ وتوكلْ؛ فإنّ الفائزَ مَن بوركَ له.
وكان عبدُالله الدَّيْرانيُّ مِن أزهدِ أهلِ زمانِه، وجعَلَ الصيدَ دَأَبًا له، فلا يأكلُ ولا يلبسُ إلا منه، فقيل له: يا شيخَ، إنك كبرتَ وقلَّ بصرُك، والناسُ يرونَ أنْ يُتْحِفوك بما يغنيك عن الصيدِ، فقال: لا واللهِ لا أفعلُ ولا أرضى؛ فلولا الصيدُ وملازمتُه لم أَصِلْ إلى ما أنا فيه مِن هذا الأمرِ، وقد رزقني ربي الرزقَ الحلالَ والعملَ الصالحَ، وقد قيل: «مَن بورك له في شيءٍ؛ فليلزمْه». وقال ابنُ عثيمينَ: فالمهمُّ أنّ الإنسانَ ينبغي له أنْ يحافظَ على العملِ، وألا يتكاسلَ، وألا يدعَه، بل يستمرُّ على ما هو عليه. وإذا كان هذا في العبادةِ فهو -أيضًا- في أمورِ العادةِ؛ فينبغي ألا يكونَ للإنسانِ كلَّ ساعةٍ وجهةٌ، وكلَّ ساعةٍ فكرٌ، بل يستمرُّ ويبقى على ما هو عليه ما لم يتبينْ الخطأُ، فإنْ تبيّنَ الخطأُ فلا يُقِرُّ الإنسانُ نفسَه على خطأٍ، لكنْ ما دامَ الأمرُ لم يتبينْ فيه الخطأُ؛ فإنّ بقاءَه على ما هو عليه أحسنُ، وأدلُّ على ثباتِه، وعلى أنه رجلٌ لا يخطو خطوةً إلا عَرَفَ أين يضعُ قدمَه وأين ينزعُ قدمَه.
وبعضُ الناسِ لا يهتمُّ بأمورِ العادةِ، فتجدُ كلَّ يومٍ له فكرٌ، وكلَّ يومٍ له نظرٌ، وهذا يفوّتُ عليه الوقتَ، ولا يستقرُّ نفسُه على شيءٍ؛ ولهذا يُروى عن عمرَ بنِ الخطابِ -رضي اللهُ عنه- أنه قال: «مَن بورك له في شيءٍ؛ فليلزمْه»؛ كلمةٌ عظيمةٌ، يعني: إذا بورك لك في شيءٍ، أيَّ شيءٍ يكونُ؛ فالزمْه ولا تخرجْ عنه مرةً هنا ومرةً هنا؛ فيضيعَ عليك الوقتُ ولا تبني شيئًا. وقال ابنُ سعديٍّ: العاقلُ يسعى في طلبِ الرزقِ بما يَتَّضِحُ له أنه أنفعُ له وأجدى عليه في حصولِ مقصودِه، ولا يتخبطُ في الأسبابِ خبْطَ عَشْواءَ؛ لا يَقَرُّ له قرارٌ، بل إذا رأى سببًا فُتحَ له به بابُ رزقٍ؛ فليلزمْه، ولْيثابرْ عليه، ولْيُجْمِلْ في الطلبِ؛ ففي هذا بركةٌ مجرَّبةٌ.
صدر حديثا على موقع ارشيف تقنية تمكنك عند السماع اونلاين لاي مصحف او اي صوتيات
يمكنك 2 ميزة
الميزة الاولى___ستجد رسمة الساعة اعلى الصفحة على اليمين__هذه الرسمة لتسريع الصوت
فيمكنك تسريع الصوت لاي مصحف بمقايييس مختلفة للسرعة للسماع حدر اونلاين لاي مصحف
وقبل ان اذكر لك الميزة الثانية اليك الرابط
هنا آلاف المصاحف مرفوعة على ارشيف مع الترتيب للاحدث فتابع الجديد يوميا هنا https://archive.org/search.php?query...rt=-publicdate
____الميزة الثانية ____رسمة البطة___ستجدها اعلى الصفحة على اليمين ايضا بجوار سور المصحف الصوتية في جدول السماع
اذا ضغطت على رسمة البطة ستحول الشكل الى مشغل صوتيات مع خاصية الكوليزر الرهيبة للسماع اونلاين
بجودة صوت خيالية مع تغيير الكوليزر حسب ذوقك في الاستماع للحصول على صدى صوت وتقنيات رهيبة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://archive.org/download/akhtaaa...ng-of-hafs/pdf
واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة في الاية رقم 3 والسورة رقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت
ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
والهدية الرابعة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلمة محبة لدينها وأمتها
وهي على مذهب أهل السنة والجماعة
ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط
دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطاً بميزان الشرع المطهر