عيلة الله وعيلة الانزع البطين

عيلة الله وعيلة الانزع البطين
في الخيال الرافضي تجد السحر الشرقي متواجدا وبقوة فهناك الحوريات مع النياق وهناك قماش الحرير مع التراب يمكنك ان تتخيل نفسك في مضارب بني عبس لكن هذه المضارب في ديار مهراجا هندي فهناك البخور والعطور وهناك ابوال الابل ، هذا مثال ترى فيه التناقض الذي تَجمع في روايات الرافضة ، والحقيقة ان هذا التناقض ما كان ليتم ويظهر الا بوجود شخصيات ذات خيال واسع فهي تأخذ الصورة العربية كبيئة وجد فيها اهل البيت ومعروف ان هذه البيئة اما صحراء او قرى زراعية وتضيف عليها او تحورها الى بيئات اخرى ظاهر الثراء فيها والمصحوب بالسحر والبخور، واعتقد ان هذا سببه هو ان كلمة شيعة يمكن ان تعكس وتصبح بمعنى تعيش فهم يعتاشون من هذه الروايات مع انها تخدم المذهب لكن في بدايات هذا الوضع كان يجلس القصاص وينسجون من الخيال قصصا وهمية مثل حمزة البهلوان والف ليلة وليلة وسيف بن ذي يزن وعنتره بن شداد وأبو زيد الهلالي وقصص أخرى منها قصة علي بن ابي طالب

هذا الخيال الرافضي في نفس الوقت اوجد لنا عائلتين الاولى هي عيلة الرب والثانية هي عيلة علي بوتر السحرية، اوجد بينهما علاقات حسنة وقوية وربما لو ترك الامر على ما هو عليه ولم يمت الرسول لوجدنا الله زوج بناته او حورياته من الحسن او الحسين لكن الله سلم كما في رواية فاطمة انها نزلت عليها ثلاث حوريات سلمانة ومقدادة ودره ولو عاش الرسول اكثر لنزل الله بعرشه للأرض وعقد قران الحسن والحسين على حوريات خلقهن الله لهما.

في هذه العلاقة بين عائلة الله وعائلة علي هناك ابطال الشرف ، كما تعرف في المسلسلات والافلام السينمائية يوجد شخصيات شرفية لا تظهر الا في مشهد واحد فقط وليس لها دور يعني لو حذفت هذا المشهد لن تتأثر قصة الفيلم او المسلسل ، كمثال هنا لدينا النصارى واكيد انت تعرف قصتهم في قولهم بالأقانيم الثلاثة التي هي الآب والابن والروح القدس، فالآب هو الله والابن هو عيسى ولكن قبل ان يقولوا الروح القدس كانوا يعبدون مريم ايضا لكن لما شنع الناس عليهم في مريم قالوا بالروح القدس هم مصرين على الثالوث لكن لما تأتي للروح القدس لتدرس حالته هنا وما علاقته بالأقانيم الاخرى تجده ضيف الشرف ليس له دور اخر غير الدور الوحيد وهو كلامه مع مريم ومع هذا يعبده النصارى وهناك فرقة المريمية هؤلاء رفضوا عبادة الروح القدس وبقوا على الديانة الاصلية وهي الله والابن والزوجة اقروا بالثالوث، واكيد بعد هذا تكون قد فهمت ما هو دور الشرف الذي وضحته لك بسيدنا جبريل في الاقانيم المسيحية

في الادب الرافضي هنا نجد اسرة كونها رجل واحد وهو علي وقصته لابد وان تكون مصحوبة بصورة قدسية تتمثل بولادته في الكعبة التي ينشق لها الجدار لتدخل فيها امه والتي يبحث عنها قومها ويخبرهم بعض الناس انها دخلت في الكعبة بعدما شقت لها ، وهناك ولدت علي وحضرت سيدات نساء العالمين كدايات يساعدن امه على ولادته وفي نفس الوقت بقى قوم ام علي خارج الكعبة ينتظرون خروجها لمدة ثلاثة ايام وكل العالم عرف ان ام علي دخلت الكعبة لتلده وظلوا منتظرين فقط وتعطلت الحركة في مكة وتلك الفترة كانت الاصنام حول الكعبة واينما تذهب تجد صنما يعبد وزائرا يطوف لكن في هذه الايام الثلاثة بقت الكعبة خالية من زوارها والطائفين حولها وحول اصنامهم ينتظرون الخروج المبارك ، وطبيعي ان يكون هذا الحدث حديث اهل البلد فتجد نساء بني زهرة يتحدثون عن هذا ونساء بني هاشم تقول احداهن للأخرى الم تخرج زوجة ابو طالب من الكعبة فتقول لها الاخرى كلا وهكذا صارت هذه الولادة وهذا الولد وهذه الام حديث اهل مكة ولم تغر سيدات قريش من هذا الامر ولم تتمنى احداهن ان تلد مثل فاطمة ، وهكذا يريد ان يوهمنا مؤلف القصة ان حدث كهذا صار في مكة ولم تتسامع به نساء قريش ولم تأتي أخرى في يوم ما وهي حامل تطلب مفتاح الكعبة لتلد فيها ابنها وتسميه ابن الكعبة.

وبعد ولادته هذه كانت قبل بعثة الرسول لابد وان تُصف ايضا بشيء من القداسة فنجده يخرج ساجدا رافعا راسه للسماء يقول عن نفسه انه ولي الله ولما اتى الرسول صلى الله عليه وسلم ليبارك لوالده هذا الولد نجده يعلن عن نفسه كما اعلن عيسى عن نفسه من صغره واخبر قومه انه نبي، فنجده يخبر من كان حاضرا بنبوة الرسول وكان قد تلا سورة المؤمنون كاملة قبل ان تنزل على الرسول بل قبل ان تنزل النبوة على الرسول هذا الاعلان القوي هو مدخل الادب الرافضي في علي.

لن نطيل في الكلام فالمقصد هو ايضاح وتبيان ان علي بوتر هنا هو اسرة اراد مؤلف قصته ان يجعلها اسرة موازية او قل مماثلة لأسرة الرب، ولكن علي لديه تواضع قليل مع انه اله اخر.

فهنا علي وهنا الرب وهنا مؤلف القصة فالمؤلف كتب قصة علي من ولادته بل قبل ولادته وقصة الله معه بمعنى اخر ان هنا لدينا قصة وهناك ابطال لهذه القصة وجودهم ضروري او قل هذه الشخصيات حقيقية وهناك شخصيات اخرى وجودها شرفي مثلا الله وجوده كوجود جبريل او الروح القدس عند النصارى قام بدور واحد فقط والله هنا له دور واحد فقط وهو انه اختار طينة علي وبنيه وخلط هذا الطين بيده لهذا اكتسبت هذه الاسرة هذه الصفة اللاهوتية او صاروا الهة وبدون سبب الا رغبة المؤلف كاتب القصة ان يجعلهم هكذا وهذا الجعل احدثه بأن الله عرك طينتهم بيده ، وهذا العرك للطينة لا علاقة له بخلق ادم من طين فطين ادم غير طينهم ومحل خلق ادم غير محل خلقهم ووجود ادم بعد خلقه يختلف عن مكان وجودهم فهم في عليين وادم كان في الجنة

الله عندما خلق ادم بقدرته تكون الطين وبقدرته تشكل الجسد ثم نفخ فيه الروح هذه قصة ادم خلق وحده ولم يخلق معه احد ولم يوجد معه طينة شيعته او حتى طينة بنيه ومنهم علي في معتقدنا كسنة لكن في المعتقد الرافضي ان ادم وخلقته ومكانها هذه امور واحداث حصلت في زمن مختلف عن زمن خلق الائمة او الاسرة الملكوتية وشيعتهم، ولهذا لما الله خلق ادم واسجد له الملائكة رفض ابليس فقال الله حسب تفسير الرافضة اكنت من العالين يعني علي وبنيه، وهذا يعني ان الله خلق علي لما عرفه حق المعرفة قبل ادم، وخلق الرسول ليعرف علي حق المعرفة ايضا.

انظر هذه الرواية من كتاب الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٣٩٠
4 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن أبي نهشل قال: حدثني محمد بن إسماعيل، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله خلقنا من أعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا، وخلق أبدانهم من دون ذلك، فقلوبهم تهوي إلينا، لأنها خلقت مما خلقنا، ثم تلا هذه الآية: " كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم يشهده المقربون (1) " و خلق عدونا من سجين وخلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه، وأبدانهم من دون ذلك، فقلوبهم تهوي إليهم، لأنها خلقت مما خلقوا منه، ثم تلا هذه الآية: " كلا إن كتاب الفجار لفي سجين * وما أدراك ما سجين * كتاب مرقوم (2) ".

والتي تفيد بأن الائمة يختلف خلقهم عن خلق ادم عليه السلام وهو ومن معه من ذريته خلقهم الله من سجين الا الأنبياء فخلقهم تم من طينة شيعة الائمة من نفس الكتاب السابق:
(باب) (خلق أبدان الأئمة وأرواحهم وقلوبهم عليهم السلام) 1 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أبي يحيى الواسطي، عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله خلقنا من عليين وخلق أرواحنا من فوق ذلك وخلق أرواح شيعتنا من عليين وخلق أجسادهم من دون ذلك، فمن أجل ذلك القرابة بيننا وبينهم وقلوبهم تحن إلينا.

2 - أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن شعيب، عن عمران بن إسحاق الزعفراني، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الله خلقنا من نور عظمته، ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش، فأسكن ذلك النور فيه، فكنا نحن خلقا وبشرا نورانيين لم يجعل لاحد في مثل الذي خلقنا منه نصيبا، وخلق أرواح شيعتنا من طينتنا و أبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل من ذلك الطينة ولم يجعل الله لاحد في مثل الذي خلقهم منه نصيبا إلا للأنبياء، ولذلك صرنا نحن وهم: الناس، وصار سائر الناس همج، للنار وإلى النار.

فهذه الرواية تفيد بأن طينة الرافضي وطينة الأنبياء سواء ولا فرق بين رافضي وسيدنا إبراهيم مثلا وهو خليل الرحمن فالرافضي مثله خليل الرحمن وكل صفة امتاز بها نبي او رسول فالرافضي يمتاز بهذه الصفة فمثلا عيسى امتاز عن غيره انه خلق من غير اب فالرافضي مثله ، هذا هو معنى هذه الرواية او النص : ولم يجعل الله لاحد في مثل الذي خلقهم منه نصيبا إلا للأنبياء

فيكون وجود الرسول في هذه الاحداث هو وجود تشريفي فقط مثله مثل الله او روح القدس عند النصارى، مع انه من العالين مع علي وبنيه الذين خلقهم الله قبل ادم وليس بعد ادم ولا يهم زمن الخلق هنا من هو قبل او بعد بقدر ما يهمنا ان نفهم حقيقة وجود الرب هنا هل وجوده حقيقي كخالق ام وجوده شرفي في قصة مؤلف او راوي قصة كتبها ، وخلاصة هذه القصة ان الله خلق علي بوتر وعائلته وشيعته قبل خلق ادم بزمن طويل ، فالله لما خلق علي وخلق الائمة وخلق الشيعة من هذه الطينة كان قد خلق امهم فاطمة معهم التي ستنجبهم فيما بعد وايضا خلق امهات الائمة معهم ايضا بمعنى ان هنا اسرة طويلة عريضة ستظهر في يوم ما في زمن ما ولكن في اصلها ليست من طينة ادم وانت تعرف انه حتى الكلاب والحمير وكل البهائم ليست من طينة ادم فلا تستغرب هذا وفي نفس الوقت كان الرسول معهم يعني لدينا في الخلق الاول فقط علي وفاطمة والحسن والحسين والرسول صلى الله عليه وسلم وخلق الرسول هنا او ايجاده في هذه القصة هو لاكساب القصة صبغة قداسة او دينية والا وجوده شرفي هو ايضا فمثلا عندما يتوب ادم نجده يتذكر الكلمات المكتوبة على العرش وهي اسماء الائمة فيتوسل بهم فيتوب الله عليه وفي بعض الروايات ينزل جبريل ويعلمه الاسماء هذه وفي بعض الروايات ان الله لما علم ادم الاسماء علمه اسماء الائمة وهذا يعني ان دور ادم فقط هو ان ينزل للأرض وينجب ذرية وهذه الذرية يكون للائمة دور فيها كما سياتي وبهذا نكون قد لخصنا دور الرب هنا ووضحنا انه دور شرفي في فيلم او قصة او مسرحية الاهية الخالق يخلق مثيلة

الدور الشرفي الاخر هو دور الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا الدور هو كاي دور لأي نبي اخر يأتي علي بوتر ويعلمه كما تعلم انه علم موسى التوراة وعلم ابراهيم صحفه وانقذه من النار وانقذ نوح وكل نبي كان لعلي دور معه فعلي في هذه الادوار يمثل الارادة الالهية القوية ولكن مع الرسول دور علي هنا جعله اقل من دور كمبارس يمثل ادوارا في فيلم او مسلسل في ثواني وينتهي هذا الدور

دور الرسول صلى الله عليه وسلم مقارنة بدور علي تجده اقل من دور كمبارس (ممثل في بداية حياته) فالرسول هنا تنزل عليه الرسالة هذه الرسالة في القصة الحقيقية فيها معاناة من الرسول صلى الله عليه وسلم وعنت من قومه واناس تسلم واخرى تعاند ثم هجرة وحروب وناس تقتل ومعاهدات تقوم ثم تفتح مكة وينتقل الرسول لجوار ربه ويكون هناك دور لاتباع الرسول او الصحابة في نشر هذا الدين بجهادهم، هذه هي القصة الحقيقية

بينما في القصة الرافضية هنا نجد ان دور الرسول هو تبشير الناس بولاية علي من اول مراحل الدعوة يقوم الرسول بجمع قومه على مائدة طعام ثم يقول لهم من يكون وصيا من بعدي فيقول علي انا هذه بداية دور الرسول صلى الله عليه وسلم كما في الرواية الرافضية وفي نهاية القصة تنتهي بتولية الرسول علي الخلافة في يوم الغدير، وكأي قصة تنتهي كل الادوار للممثلين ويبقى البطل فقط وهذا ما يريده مؤلف القصة الخيالية

وهناك دور اخر للرسول ايضا هو دور كومبارس بسيط جدا يتمثل في ان الرسول هنا هو والد زوجة علي مع ان الاسرة كلها خلقت قبل ادم وهي فاطمة وعلي و الحسن والحسين وبنيه الائمة من بعده الا ان وجود هذه الاسرة على الارض تستدعي ان يكون لها وجودا بشريا يكون بالزواج والولادة مثل هذا قصة خطبة علي لفاطمة الغرض منه ايجاد سبب لولادة الائمة وكما ترى هنا دور الرسول فقط هو انجاب فاطمة ليس الا وهذه الولادة لفاطمة لكونها ام الائمة جعل مؤلف القصة الرافضية ايضا قصص عن ولادتها وكيفية حملها فقالوا بأنها خلقت من تفاحة اتى بها جبريل من الجنة الى الارض ولما نزل بها اختلطت بعرق وريش جبريل لهذا فاطمة صارت حوراء انسية وهذه الحوراء الانسية صار امرها لله فهو يزوجها لمن يريد وليس للرسول حق في تزويجها فأورد لنا مؤلف هذه القصة الخيالية روايات عن سبب زواج علي من فاطمة لكون الرسول قد خطب اليه بعض الصحابة فاطمة فزوجها من علي وهذا من حق الاب لكن الرافضة كبروه وزادوا فيه وجعلوه تدخلا الاهيا وهذه قصة ان احببت ان تصدقها فانت حر وهي ان فاطمة الله زوجها ووردت هذه القصة او الاقوال في عدة كتب قديمة وحديث ونختار مثلا لك هذا الكتاب الفاطمة المعصومة (س) - محمد علي المعلم - الصفحة ١٠٣ : يقول فيه المؤلف لعنه الله : نعم اختصت الصديقة الزهراء (عليها السلام) بهذا الشأن من دون سائر النساء، فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: إنما أنا بشر مثلكم أتزوج فيكم وأزوجكم إلا فاطمة، فإن تزويجها نزل من السماء (2).

وسبب التزويج الإلهي هنا هو سلب الله كل ادواره وقدرته وملكوته واظهرها في علي لهذا تجد النص عنه صلى الله عليه وآله وسلم: لولا أن الله خلق أمير المؤمنين لم يكن لفاطمة كفو على وجه الأرض، آدم فمن دونه (3).

وبعد ان تم تزويج فاطمة من علي بالأمر الالهي وهذا هو الدور البسيط الاخر للرسول يتم استغلال هذا الدور بصورة قوية بإظهار هذا الزواج على انه امر الهي او رغبة الله هنا لتكون فاطمة زوجة علي مع ان هذه القضية قد انتهى منها مؤلف هذه القصة من قبل حين كتب ان الله خلق الائمة قبل ان يخلق ادم من طينة جعلها في عليين ولكن الغرض هنا من هذه الزيجة هو استغلال شخصية الرسول فقط في اظهار حقيقة علي الالهية والا لماذا يتدخل الله في هذه الزيجة بمعنى ان دور الرسول هنا هو انه والد فاطمة وفي نفس الوقت هو مخبر عن الله بكل ما يتعلق من علي ومكانته وفي نفس الوقت من كتب هذه القصة لم يجعل للمشركين والمنافقين والمسلمين مكان فكلهم عنده سواء لا يفرق بين احد فلا تجد منافق ولا مشرك ولا مسلم بل مؤمن بولاية علي وكافر بها وحتى الرسول هو مؤمن بولاية علي ومعترف بها ، فالإيمان هو ولاية علي والكفر هو انكار ولاية علي وعلى هذا تكون هذه هي وظيفة الرسول وهو الدور الذي كتبه له مؤلف هذه القصة.


و يعني هذا ان لدينا رسول وهذا الرسول له دور بسيط جدا وهو تزويج ابنته فاطمة من علي ثم التبشير بولاية علي والائمة من بعده وهذا هو دوره الثاني وهذه رسالته وكل الناس كان يعانده على هذه الولاية اي انهم لولا هذه الولاية لما كفر احد ولما نافق احد ، ومن تحمل تبعات العناد وجاهر بها هما ابو بكر وعمر فهؤلاء لم يقبلوا بولاية علي ورفضوها رفضا قاطعا وفي نفس الوقت الكافر المحض ابو لهب مثلا لا تجد له ذكرا او عقبة بن ابي معيط لا محل له هنا او ابو جهل وكل مشركي العرب ليس لهم محل بينما ابو بكر وعمر صنمي قريش هما من تصدر لعناد ومعاداة الرسول ورفض ولاية علي ، ولهذا في كل قصة أيا كانت تجد ذكر ابو بكر وعمر اما بالاسم الصريح او الكناية بفلان وفلان، وفي نفس الوقت لا تجد ذكرا للمشركين.

بعد ان تم الزواج ايضا كان من الضروري استغلال هذا الحدث بدور الرسول الذي كتبه له مؤلف هذه القصة ففي كل مناسبة تحدث بين علي وفاطمة او حدث يحص لعلي يأتي الرسول ويقول شيئا في علي وهذا القول من الرسول لا يمكن رده لكونه وحيا من الله لكن الرسول قاله في علي اظهارا لمكانته وولايته ومثله اي حدث يحصل بين علي وغيره من الناس ايضا للرسول دور في اظهار مكانة علي وولايته انظر هذه الرواية تتكلم عن حدث حصل لفاطمة بسبب زواجها من علي منقولة من كتاب
شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ٥ - الصفحة ١١٦
الحديث العاشر والمأة " إن الله زوج فاطمة من علي " " نزول الملائكة من السماء في تزويج علي " " إن الله اختار من الرجال عليا " " علي أحد أربعة لا يركب يوم القيامة غيرهم " " ويركب علي ناقة موصوفة بما ذكر في الحديث " " تعجب الملائكة من مقام علي " " ذهاب غضب النبي كلما نظر إلى وجه علي " " أوحى الله إلى النبي أني رضيت بعلي وليا " ما رواه القوم: منهم العلامة المحدث العارف الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه المتوفى 680 في كتابه " در بحر المناقب " مخطوط قال: عن ابن عباس يرفعه إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: كنت واقفا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله أسكب الماء على يديه إذ دخلت فاطمة عليها السلام وهي تبكي، فوضع النبي عليه السلام يده على رأسها وهي يقطر الماء منها، وقال ما يبكيك لا أبكى الله عينك يا حورية؟ قالت: مررت على ملأ من قريش وهن مخضبات فلما نظرن إلي وقعوا في وفي ابن عمي، فقال: ما سمعت منهن؟ قالت: قلن: كان قد عز على محمد صلى الله عليه وآله أن يزوج ابنته برجل فقير من قريش وأقلهم مالا، فقال لها: والله يا بنية ما زوجتك ولكن الله تعالى زوجك من علي وكان بدء ذلك إنه خطبك فلان وفلان فعند ذلك جعلت أمرك إلى الله عز وجل وأمسكت عن الناس إذ صليت يوم الجمعة صلاة الفجر فسمعت حفيف الملائكة ينزلون من بياض الدنيا وإذا بحبيبي جبرئيل عليه السلام، ومعه سبعون ألف صف من الملائكة متوجين مقرطين مدملجين، فقلت: ما هذه القعقعة من السماء يا أخي يا جبرئيل؟ فقال: يا محمد إن الله عز وجل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها من الرجال عليا ومن النساء فاطمة عليها السلام، فرفعت رأسها فتبسمت بعد بكائها فقالت: رضيت بالله ورسوله، فقال عليه السلام: يا فاطمة ألا أزيدك في علي رغبة؟ قالت: بلى، قال: لا يرد على الله عز وجل ركبانا أكرم منا أربعة أخي صالح على ناقته وعمي حمزة على ناقتي العضباء وأنا على البراق وبعلك علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة، فقالت لي من أي شئ خلقت الناقة؟ قال: ناقة خلقت من نور الله تعالى مدلجة الجبين صفراء حمرا الرأس سوداء الحدقتين قوايمها من الذهب خطامها من اللؤلؤ ظاهرها من رحمة الله وباطنها من عفو الله عز وجل تلك الناقة من نوق الله يمضي الفارس الخف ثلاثة أيام لها سبعون ركنا بين الركن والركن سبعين ألف ملك يسبحون الله بألوان التسبيح، خطوة الناقة على ميل تلحق ولا تلحق لا يمر بملاء من الملائكة إلا قالوا من هذا العبد ما أكرمه على الله تعالى أتراه نبي مرسل أو ملك مقرب أو حامل عرش أو حامل كرسي؟ فيقول: لست بحامل عرش ولا حامل كرسي ولا نبي أنا علي بن أبي طالب، فيبدون رجلا رجلا فيقولون إنا لله وإنا إليه راجعون، حدثونا فلم نصدق ونصحونا فلم نقبل، فالذين يحبونه تعلقوا بالعروة الوثقى في الدنيا كذلك نجوا في الآخرة، يا فاطمة ألا أزيدك في علي رغبة؟ قالت: زدني يا أبتاه، قال: علي أكرم على الله من هارون لأن هارون أغضب موسى عليه السلام والذي بعث أبيك بالحق نبيا ما غضبت يوما قط ونظرت في وجه علي إلا ذهب الغضب، يا فاطمة ألا أزيدك في علي رغبة؟ قالت: زدني يا نبي الله، قال: هبط علي جبرئيل عليه السلام وهو يقول:اقرأ علي مني السلام، فقالت: رضيت بالله ربا وبك يا أبتي نبيا وابن عمي بعلا ووليا.

وكنية البراق أبو هلال كما قال علي بن ابي طالب منقول من 31 - علل الشرائع، عيون أخبار الرضا (ع): سأل الشامي أمير المؤمنين (عليه السلام) عن كنية البراق، فقال: يكنى أبا هلال (1).
هذه القصة يرويها ابن عباس عن سلمان الفارسي وسلمان هذا أسلم ولم يشترك في بدر واحد ولكنه اشترك في الخندق لكونه قبل هذا كان عبدا او رقيقا ثم كاتب وفاطمة تزوجت علي في السنة الثانية والخندق في السنة الخامسة فمتى كان سلمان يأتي الرسول وهو رقيق، إضافة الى هذا هناك الفاظ تؤكد انها موضوعة مثل هذا النص: فقالت لي من أي شئ خلقت الناقة؟
فاذا كان الرسول هو المتكلم فمن هو المخاطب هنا واللفظ كان ولابد ان يكون: فقالت له من أي شئ خلقت الناقة؟

لكن هذه القصة رواها مؤلف قصة علي عن رسول الله لبيان حال علي كما ترى في الرواية وهذا حدث واحد فما بالك بكل الاحداث التي وقعت للرسول مع فاطمة او مع غيرها فستجد ان الرسول امضى كل حياته وهو يحدث الناس عن فضل علي ومنزلته وهذا هو دور الرسول في هذه القصة الرافضية انظر ايضا في كتاب دلائل الامامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - الصفحة ٦٩

8 / 8 - وأخبرني القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري، قال:
أخبرنا أبو الحسين زيد بن محمد بن جعفر الكوفي قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحكم الحبري قراءة عليه، قال: أخبرنا إسماعيل بن صبيح، قال: حدثنا يحيى بن مساور، عن علي بن الحزور، عن القاسم بن (3) أبي سعيد الخدري، رفع الحديث إلى فاطمة (عليها السلام) قالت: أتيت النبي (صلى الله عليه وآله) فقلت: السلام عليك يا أبه. فقال: وعليك السلام يا بنية.
قالت: فقلت: والله، ما أصبح - يا نبي الله - في بيت علي حبة طعام، ولا دخل بين شفتيه طعام منذ خمس، ولا أصبحت له ثاغية ولا راغية (4)، ولا أصبح في بيته سفة ولا هفة (1).
فقال لها: ادني مني. فدنت منه، فقال لها: أدخلي يدك بين ظهري وثوبي. فإذا هي بحجر بين كتفي النبي (صلى الله عليه وآله) مربوط بعمامته إلى صدره، فصاحت فاطمة (عليها السلام) صيحة شديدة، وقال: ما أوقدت في بيوت (2) آل محمد نار منذ شهر.
ثم قال (صلى الله عليه وآله): أتدرين ما منزلة علي؟ كفاني أمري وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وضرب بين يدي بالسيف وهو ابن ست عشرة سنة، وقتل الأبطال وهو ابن تسع عشرة سنة، وفرج همومي وهو ابن عشرين سنة، ورفع باب خيبر وهو ابن عشرين سنة (3) وكان لا (4) يرفعه خمسون رجلا.
فأشرق لون فاطمة، ولم تقر قدماها مكانها حتى أتت عليا، فإذا البيت قد أنار لنور (5) وجهها، فقال لها علي (عليه السلام): يا ابنة محمد، لقد خرجت من عندي ووجهك على غير هذه الحال!
فقالت: إن النبي حدثني بفضلك، فما تمالكت حتى جئتك.
فقال لها: كيف لو حدثك (6) بكل فضلي؟! (7) 9 / 9 -
مع ان المؤلف لم يقل لنا كيف فعل علي هذه الأفعال كلها.

في كل الروايات لا نجد الا علي وفاطمة والرسول الذي يخبر فاطمة بفضائل علي وفي نفس الوقت المؤلف لم ينسى فضيلة فاطمة فهو قد كتب هذه القصة لأجل هذه الاسرة التي ستكون من نسلها ونسل زوجها لهذا اتحفنا بفضيلة لها ايضا فنجد مثلا عنبر جبريل من نص طويل ننقل منه : قالت أم سلمة: فسألت فاطمة: هل عندك طيب ادخرتيه لنفسك؟ قالت: نعم فأتت بقارورة فسكبت منها في راحتي فشممت منها رائحة ما شممت مثلها قط، فقلت ما هذا؟ فقالت: كان دحية الكلبي يدخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيقول لي: يا فاطمة هات الوسادة فاطرحيها لعمك، فأطرح له الوسادة فيجلس عليا، فإذا نهض سقط من بين ثيابه شئ فيأمرني بجمعه، فسأل علي (عليه السلام) رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن ذلك فقال: هو عنبر يسقط من أجنحة جبرئيل. بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٣ - الصفحة ٩٥
هذه الرواية يفهم منها ان جبريل صديق الاسرة ويقال له من كل أبناء الاسرة الصغار يا عمو.

وهذه رواية المؤلف جعل جبريل يسقط منه العنبر، مع ان هناك العود أجمل وأفضل لكن هذه ثقافة المؤلف في ذلك العصر وهذا النزول الملائكي استمر أيضا في الائمة وأورد الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٣٩٣ روايات بل افرد لها بابا سماه (باب) * (أن الأئمة تدخل الملائكة بيوتهم وتطأ بسطهم وتأتيهم) * * (بالاخبار عليهم السلام) * 1 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن مسمع كردين البصري قال: كنت لا أزيد على أكلة بالليل والنهار، فربما استأذنت على أبي عبد الله عليه السلام وأجد المائدة قد رفعت (2)، لعلي لا أراها بين يديه، فإذا دخلت دعا بها فأصيب معه من الطعام ولا أتأذى بذلك وإذا عقبت بالطعام عند غيره لم أقدر على أن أقر ولم أنم من النفخة، فشكوت ذلك إليه وأخبرته بأني إذا أكلت عنده لم أتأذ به، فقال:يا أبا سيار إنك تأكل طعام قوم صالحين، تصافحهم الملائكة على فرشهم، قال:
قلت ويظهرون لكم؟ قال: فمسح يده على بعض صبيانه، فقال: هم ألطف بصبياننا منا بهم.
2 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، بن خالد، عن محمد بن القاسم، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: يا حسين - وضرب بيده إلى مساور (3) في البيت - مساور طال ما اتكت عليها الملائكة وربما التقطنا من زغبها.
3 - محمد، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم قال: حدثني مالك بن عطية الأحمسي، عن أبي حمزة الثمالي قال: دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام فاحتبست في الدار ساعة، ثم دخلت البيت وهو يلتقط شيئا وأدخل يده من وراء الستر فناوله من كان في البيت، فقلت: جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقطه أي شئ هو؟ فقال:
فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا، نجعله سيحا (1) لأولادنا، فقلت: جعلت فداك وإنهم ليأتونكم؟ فقال: يا أبا حمزة إنهم ليزاحمونا على تكأتنا (2).
ونزول الملائكة هنا مع انهم يزاحمون الائمة في بيوتهم هو للاستشارة فقط فالملك ينزله الله ليستشير الامام فان وافق عليه كان وان لم يوافق الامام لم يكن
4 - محمد، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن أسلم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: ما من ملك يهبطه الله في أمر ما يهبطه إلا بدأ بالإمام، فعرض ذلك عليه، وإن مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الامر.

ثم اذا تم امرهم وخرج القائم الذي ينتظره الرافضة وتنبه هنا ففكرة المنتظر هذه ملتبسة على كثير من الناس فهو لا يعرف معنى كلمة منتظر في قولهم عجل الله بفرجه الشريف، والمجاهر او العارف بالمذهب يقول عجل الله بفرجهم الشريف، لكن الانتظار هنا ليس للرافضة بل للائمة فهم ينتظرون خروج القائم وهذا القائم عند خروجه يتمكن الائمة من الحكم مرة أخرى ولكن بشريعة ال داؤود، اعتقد انك فهمت فكرة الانتظار هنا فهي ليست للرافضة بل الائمة ينتظرون خروج قائمهم انظر هذه الرواية
(باب) * (في الأئمة عليهم السلام انهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود وآل داود) * * (ولا يسألون البينة، عليهم السلام [والرحمة والرضوان]) * 1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور، عن فضل الأعور، عن أبي عبيدة الحذاء قال: كنا زمان أبي جعفر عليه السلام حين قبض نتردد كالغنم لا راعي لها، فلقينا سالم بن أبي حفصة، فقال لي: يا أبا عبيدة من إمامك؟ فقلت أئمتي آل محمد فقال: هلكت وأهلكت أما سمعت أنا وأنت أبا جعفر عليه السلام يقول:
من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية؟ فقلت: بلى لعمري، ولقد كان قبل ذلك بثلاث أو نحوها دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فرزق الله المعرفة، فقلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن سالما قال لي كذا وكذا، قال: فقال: يا أبا عبيدة إنه لا يموت منا ميت حتى يخلف من بعده من يعمل بمثل عمله ويسير بسيرته ويدعو إلى ما دعا إليه، يا أبا عبيدة إنه لم يمنع ما أعطي داود أن أعطي سليمان، ثم قال: يا أبا عبيدة إذا قام قائم آل محمد عليه السلام حكم بحكم داود وسليمان لا يسأل بينة.

فكما تلاحظ عنوان الباب انهم إذا ظهر امرهم ولو كان الكلام عن المنتظر لقيل اذا ظهر امر المهدي مثلا والالفاظ في الرواية أعلاه من صيغة الجمع تفهم انها تعود للائمة بل هناك رواية صريحة تقول هذا ومن نفس الكتاب
3 - محمد، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمار الساباطي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: بما تحكمون إذا حكمتم؟ قال: بحكم الله وحكم داود فإذا ورد علينا الشئ الذي ليس عندنا، تلقانا به روح القدس.
لاحظ السؤال بما تحكمون اذا حكمتم يعني هذا ان الائمة هم من ينتظر خروج المهدي او قائم آل محمد.

في هذه الروايات لا تجد ذكرا للرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا قلنا لك ان ذكر الرسول في بعض الروايات لاكسابها الحجة فقط او إعطاء النص صبغة دينية لتكون مقبولة لدى السامع والا دور الرسول قد انتهى في انجاب بنت تتزوج علي وتنجب الائمة وتبليغ الناس بولاية علي فقط هذه وظيفته وفي المعتقد ان علي هو محمد ومحمد هو علي

في الرواية الرافضية تصبح العلاقة بين الله وحورياته وبين علي واسرته علاقة تهادي ومراضاة من الله لعلي فمثلا حديث الهريسة الله يأمر الحوريات بعمله في الجنة وتخيل العدد الكبير من الحوريات يشتركن في صناعة هذا الطعام وننقل لك الرواية من كتاب وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٤٣
(25543) 7 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أبا بكر وعمر أتيا أم سلمة فقالا لها: يا أم سلمة انك قد كنت عند رجل، فكيف رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ذاك؟ فقالت ما هو إلا كساير الرجال - إلى أن قال: - فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: فلما كان في السحر هبط جبرئيل بصحفة من الجنة كان فيها هريسة، فقال: يا محمد هذه عملها لك الحور العين فكلها أنت وعلى وذريتكما فإنه لا يصلح أن يأكلها غيركم، فجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) فأكلوا منها، فأعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المباضعة من تلك الاكلة قوة أربعين رجلا، فكان إذا شاء غشى نساءه كلهن في ليلة واحدة.
فالله هنا يأمر حورياته وفي نفس الوقت ينزل الطعام على الرسول ويأمره بأن يطعم علي وبنيه منها ولا يأكل هذا الطعام وحده. لاحظ ان للرسول تسع زوجات وفاطمة مع انها ابنته لكن لها زوج يعيلها فلما يجعل الله الطعام هذا لعلي وفاطمة او يشرك علي وفاطمة ولا يشرك زوجات الرسول الاخريات.

لكون العلاقة هنا هي علاقة اسر تتهادى فيما بينها فالله وهو رب اسرة مكونه من ملائكة وحوريات يهدي رب اسرة أخرى طعام كما يفعل الجيران مع بعض، بل ان رب هذه الاسرة اعطى رب الاسرة الأخرى بيتا في كل سماء انظر هذه الرواية وهي نص طويل :
26 - كتاب المحتضر للحسن بن سليمان مما رواه من كتاب المعراج بإسناده عن الصدوق، عن أحمد بن محمد بن الصقر، عن عبد الله بن محمد المهلبي، عن أبي الحسين ابن إبراهيم عن علي بن صالح، عن محمد بن سنان، عن أبي حفص العبدي، عن محمد بن مالك الهمداني، عن زاذان، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه (5) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما عرج بي إلى السماء الدنيا إذا أنا بقصر من فضة بيضاء على بابه ملكان، فقلت: يا جبرئيل سلهما لمن هذا القصر؟ فسألهما فقالا: لفتى من بني هاشم، فلما صرت في السماء الثانية إذا أنا بقصر من ذهب أحمر أحسن من الأول على بابه ملكان فقلت يا جبرئيل سلهما لمن هذا القصر فسألهما فقالا لفتى من بني هاشم فلما صرت إلى السماء الثالثة إذا أنا بقصر من ياقوتة حمراء على بابه ملكان، فقلت: يا جبرئيل سلهما (1)، فسألهما فقالا: لفتى من بني هاشم.
فلما صرت في السماء الرابعة إذا أنا بقصر من درة بيضاء [على بابه ملكان] فقلت: يا جبرئيل سلهما، فسألهما فقالا: لفتى من بني هاشم، فلما صرت إلى السماء الخامسة فإذا أنا بقصر من درة صفراء على بابه ملكان، فقلت: يا جبرئيل سلهما لمن هذا القصر؟
فسألهما فقالا: لفتى من بني هاشم، فلما صرت إلى السماء السادسة إذا أنا بقصر من لؤلؤة رطبة مجوفة على بابه ملكان، فقلت: يا جبرئيل سلهما، فسألهما لمن هذا القصر؟ فقالا لفتى من بني هاشم، فلما صرت إلى السماء السابعة إذا أنا بقصر من نور عرش الله تبارك وتعالى على بابه ملكان، فقلت: يا جبرئيل سلهما لمن هذا القصر؟ فسألهما فقالا: لفتى من بني هاشم، فسرنا فلم نزل ندفع من نور إلى ظلمة، ومن ظلمة إلى نور حتى وقفت (2) على سدرة المنتهى فإذا جبرئيل (عليه السلام) ينصرف، قلت: خليلي جبرئيل في مثل هذا المكان! أو في مثل هذا السدرة! (3) - تخلفني وتمضي؟ فقال: حبيبي، والذي بعثك بالحق نبيا إن هذا المسلك ما سلكه نبي مرسل ولا ملك مقرب، أستودعك رب العزة وما زلت واقفا حتى قذفت في بحار النور، فلم تزل الأمواج تقذفني من نور إلى ظلمة، ومن ظلمة إلى نور حتى أوقفني ربي الموقف الذي أحب أن يقفني عنده من ملكوت الرحمان (4) فقال عز وجل: يا أحمد قف، فوقفت منتفضا مرعوبا، فنوديت من الملكوت: يا أحمد، فألهمني ربي فقلت: لبيك ربي وسعديك، ها أنا ذا عبدك بين يديك، فنوديت: يا أحمد العزيز يقرأ عليك السلام، قال: فقلت: هو السلام (5) وإليه يعود السلام، ثم نوديت ثانية يا أحمد، فقلت: لبيك وسعديك سيدي ومولاي، قال: يا أحمد آمن الرسول بما انزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه فألهمني ربي فقلت آمن الرسول بما انزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله فقلت (1): قد " سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " فقال الله عز وجل (2): " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " فقلت: " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " فقال الله عز وجل: قد فعلت، فقلت: " ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا " فقال: قد فعلت: فقلت: " ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين " فقال الله عز وجل: قد فعلت، فجرى القلم بما جرى، فلما قضيت وطري من مناجاة ربي نوديت: إن العزيز يقول لك: من خلفت في الأرض، فقلت: خيرها، خلفت فيهم ابن عمي (3)، فنوديت يا أحمد من ابن عمك؟ قلت أنت أعلم علي بن أبي طالب، فنوديت من الملكوت سبعا متواليا: يا أحمد استوص بعلي بن أبي طالب ابن عمك خيرا، ثم قال: التفت، فالتفت عن يمين العرش فوجدت على ساق العرش الأيمن مكتوبا: " لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي، محمد رسولي، أيدته بعلى " يا أحمد شققت اسمك من اسمي، أنا الله المحمود الحميد، وأنا الله العلي (4)، وشققت اسم ابن عمك علي من اسمي (5) يا أبا القاسم امض هاديا مهديا، نعم المجئ جئت ونعم المنصرف انصرفت، وطوباك (6)، وطوبى لمن آمن بك وصدقك، ثم قذفت في بحار النور فلم تزل الأمواج تقذفني حتى تلقاني جبرئيل (عليه السلام) في سدرة المنتهى، فقال لي: خليلي نعم المجئ جئت، ونعم المنصرف انصرفت ماذا قلت؟ وماذا قيل: لك؟ قال: فقلت: بعض ما جرى، فقال لي: وما كان آخر الكلام الذي القي إليك؟ فقلت له:
نوديت يا أبا القاسم امض هاديا مهديا رشيدا، طوباك (1)، وطوبى لمن آمن بك وصدقك فقال لي جبرئيل (عليه السلام): أفلم تستفهم ما أراد (2) بأبي القاسم؟ قلت: لا يا روح الله، فنوديت يا أحمد إنما كنيتك أبا القاسم لأنك تقسم الرحمة مني (3) بين عبادي يوم القيامة فقال: جبرئيل (عليه السلام): هنيئا مريئا يا حبيبي، والذي بعثك بالرسالة، واختصك بالنبوة ما أعطى الله هذا آدميا قبلك، ثم انصرفنا حتى جئنا إلى السماء السابعة فإذا القصر على حاله، فقلت: حبيبي جبرئيل سلهما من الفتى من بني هاشم؟ فسألهما فقالا: علي بن أبي طالب ابن عم محمد (صلى الله عليه وآله)، فما نزلنا إلى سماء من السماوات إلا والقصور على حالها، فلم يزل جبرئيل يسألهم عن الفتى الهاشمي ويقول كلهم علي بن أبي طالب (4).

والله هنا لما اعطى علي في كل سماء بيتا يختلف عن البيوت الأخرى أيضا كلم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بصوت علي، وان اردت الحق في حديث المعراج عن رسول الله انه شاهد بعض الأنبياء في السماوات وكلمهم وموسى عليه السلام تكرر الكلام معه كما تعرف في احاديث فرض الصلاة ولم يرد بنص ان الرسول صلى الله عليه وسلم حين موته ينتقل الى أي سماء ، بل الذي عليه الاعتقاد انه حي في قبره، وان مات عليه افضل الصلاة والسلام لكن في بعض الروايات نجد ان الله يرد عليه روحه، ولا يهم التأكيد هنا على ان الرسول في قبره بجسده وليس كغيره من الأنبياء في السماء مثل ادريس وموسى فهو لما عرج الى السماء عرج بجسده وروحه فمن سيقابله هناك من الملائكة او الأنبياء سيكونون أيضا اجسادا وارواحا وحديث المعراج لم يرد فيه عنه صلى الله عليه وسلم انه قابل روح عيسى او إبراهيم او غيره بل الذي ورد انه قابل الأنبياء وسلم عليهم.

فهنا الله لما يعطي عليا بيتا في كل سماء سببه العلاقة العائلية بين اسرته المكونة من الحور العين وبين عائلة علي، وهذه العلاقة أراد المؤلف ان تمتد بين اسرة الله واسرة الى يوم القيامة فالقصة تنتهي بدخول اهل الجنة جنتهم واهل النار نارهم وعلي يقول:
66 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " إنّ للجنة ثمانية أبواب باب يدخل منه النبيون والصديقون، وباب يدخل منه الشهداء والصالحون، وخمسة أبواب يدخل منها شيعتنا ومحبّونا فلم أزل واقفاً على الصراط أدعو وأقول: ربّ سلّم شيعتي ومحبّي وأنصاري ومن تولاّني في دار الدنيا فإذا النداء من بطنان العرش: قد أُجيبت دعوتك وشفّعت في شيعتك، ويشفع كل رجل من شيعتي ومن تولاّني ونصرني وحارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألفاً من جيرانه وأقربائه، وباب يدخل منه سائر المسلمين ممّن يشهد أن لا إله إلاّ الله ولم يكن في قلبه مقدار ذرّة من بغضنا أهل البيت "(1).

فهنا علي يخاطب ربه لكن ما هي صفة علي حين يخاطب ربه فلا هو ملك ولا هو رسول فهل ستقول انه نبي وفي نفس الوقت يرد عليه الرب بقوله قد أجيبت دعوتك ويشفع في شيعته ويشفع كل شيعي في سبعين الف من جيرانه ولا تدري كيف يكون للرجل هذا العدد من الجيران، ويعطيه في نفس الوقت خمسة أبواب للجنة وهذا العطاء منه لكونه صديق حميم لعلي فقط ولاحظ ان الجنة كلها لها أبواب ثمانية ولم يعط أي باب منها لأي نبي وحتى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس له باب خاص به بل يدخل من باب النبيين والصديقين مثله مثل أي نبي وعلي يدخل من أي باب من أبواب الخمسة، وليس هذا وحسب بل ان الله في القصة الرافضية ليس له علاقة بتاتا بحساب الناس لا من قريب ولا من بعيد ، وهكذا أراد المؤلف ان يكتب قصته عن اسرة الرب واسرة علي التي تأتي يوم القيامة وتحاسب شيعتها وتدخلهم الجنة انظر هذه الروايات من بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٤ - الصفحة ٢٧٢
50 - أبو عبد الله عليه السلام: إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا، فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا، وما كان لنا نهبه لهم، ثم قرأ هذه الآية (1).
51 - تفسير فرات بن إبراهيم: جعفر بن محمد بن يوسف بإسناده عن صفوان قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: إلينا إياب هذا الخلق، وعلينا حسابهم (2).
52 - تفسير فرات بن إبراهيم: جعفر بن محمد الفزاري باسناده عن قبيصة (3) الجعفي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى: (إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم) قال: فينا التنزيل، قلت: إنما أسألك عن التفسير، قال: نعم يا قبيصة إذا كان يوم القيامة جعل الله حساب شيعتنا علينا، فما كان بينهم وبين الله استوهبه محمد صلى الله عليه وآله من الله وما كان فيما بينهم وبين الناس من المظالم أداه محمد صلى الله عليه وآله عنهم، وما كان فيما بيننا وبينهم وهبناه لهم حتى يدخلوا الجنة بغير حساب (4).
53 - أقول: روى البرسي في المشارق باسناده عن المفضل في قوله تعالى: (إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم) قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من تراهم؟
نحن والله هم، إلينا يرجعون، وعلينا يعرضون، وعندنا يقضون، وعن حبنا يسألون.
54 - قال: وروى البرقي في كتاب الآيات عن أبي عبد الله عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لأمير المؤمنين عليه السلام: يا علي أنت ديان هذه الأمة، والمتولي حسابهم (5)، وأنت ركن الله الأعظم يوم القيامة، ألا وإن المآب إليك، والحساب عليك والصراط صراطك، والميزان ميزانك، والموقف موقفك.

في كل رواية يرد فيها ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم يكون الايراد لإكساب النص صبغة دينية وانت تعرف ان الاسناد للرسول يعطي النص معنى ومصداقية معا لكونه صادر عن النبي ، لكن في باقي الروايات التي لا يرد فيها ذكر الرسول المعنى واضح فيها وهو ان الله هنا لا علاقة له بالأخرة ولا هم يحزنون وخصوصا هذه النص يا علي أنت ديان هذه الأمة، والمتولي حسابهم (5)، وأنت ركن الله الأعظم يوم القيامة، ألا وإن المآب إليك، والحساب عليك والصراط صراطك، والميزان ميزانك، والموقف موقفك.

فالديان هو علي والله لكونه صديق علي يتنحى هنا عن دوره ومن يشهد على هذا هو الرسول صلى الله عليه وسلم وهناك رواية يمكن ان يقال عنها انها مسخرة وردت في الكتاب السابق برقم 55 - وعن محمد بن سنان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام إنه قال: إن الله أباح محمدا الشفاعة في أمته، وأعطانا الشفاعة في شيعتنا، وإن لشيعتنا الشفاعة في أهاليهم، وإليه الإشارة بقوله: (فمالنا من شافعين (1)) قال: والله لنشفعن في شيعتنا حتى يقول أعداؤنا: (فما لنا من شافعين (2)) ثم قال: ووالله ليشفعن شيعتنا في أهاليهم حتى تقول شيعة أعداءنا: (ولا صديق حميم (3)).
فالامام هنا يقول ان الله اعطى محمد شفاعة في امته وهذه الامة ان لم تكن على ولاية ال البيت كما مر في الروايات السابقة فهم من النار والى النار فهذا النص وان خصص للرسول شفاعه في امته فلا معنى له لأن امته انكرت ولاية علي الا الشيعة الذين تخصص الائمة في الشفاعة فيهم او ارجع الله الى الائمة حسابهم، وهذا الامر في الائمة سببه حصل من قبل فالرافضة قبلوا ولاية ال البيت فكان هذا حالهم وانظر هذه الروايات
مسند الإمام الرضا (ع) - الشيخ عزيز الله عطاردي - ج ١ - الصفحة ٢٣٥
427 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا حمزة بن محمد العلوي، قال: أخبرنا أحمد ابن محمد الهمداني، قال: حدثنا المنذر بن محمد قال: حدثنا الحسين بن محمد، قال: حدثنا سليمان بن جعفر عن الرضا عليه السلام قال: أخبرني أبي عن أبيه عن جده أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه أخذ بطيخة ليأكلها فوجدها مرة فرمى بها فقال: بعدا وسحقا، فقيل له يا أمير المؤمنين وما هذه البطيخة فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تبارك وتعالى أخذ عقد مودتنا على كل حيوان ونبت، فما قبل الميثاق كان عذبا طيبا وما لم يقبل الميثاق كان ملحقا زعاقا (1).
428 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الريان بن الصلت عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة (2).

وهذا المسند منسوب للرضا وهو يقول كما ترى في الروايات ان الله اخذ العهد على كل المخلوقات حيوان ونبت فمن قبل الميثاق كان عذبا وهذا الميثاق اخذه الله أيضا على البشر ولن نكمل لكون القصة الرافضية انتهت بدخول الشيعة لجنتهم بولاية علي واسرته التي تقوم مقام الرب وملائكته ، فكما ترى الله في هذه القصة التي كتبها الرافضي له دور شرف فقط ، يعني لا يهش ولا ينش ولا يملك حق الاعتراض على الامام ولو اتى ابليس يمكن ان ينال شفاعة الامام او شفاعة رافضي يعتبره جارا له ويشفع فيه، وكل احداث الاخرة يتولاها الائمة، في هذه القصة التي كتبها الرافضي، ودور الائمة في الاخرة يتجاوز الشفاعة في الناس الى حد تنحية دور الله وجعله مهمشا بالتفويض للائمة او التوكيل، بل حتى في الدنيا الله عاجز عن الحكم بين ملائكته حين يختصمون فيبعث ملكا للأرض يعرج بعلي وبالمناسبة الملائكة الكروب من شيعة ال البيت لكنهم ملائكة انظر هذه الرواية: 18- بصائر الدرجات: أحمد بن محمد السياري، عن عبيد بن أبي عبد الله الفارسي وغيره رفعوه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الكروبيين (2) قوم من شيعتنا من الخلق الأول جعلهم الله خلف العرش، لو قسم نور واحد منهم على أهل الأرض لكفاهم، ثم قال: إن موسى عليه السلام لما أن سأل ربه ما سأل أمر واحدا من الكروبيين فتجلى للجبل فجعله دكا.

ويعجز عن حماية الثور الذي يحمل الأرض فيرسل جبريل وميكائيل لحماية الثورة من ضربة سيف علي وفي نفس الوقت كل شرع لله أيا كان ينزله على رسول محمد صلى الله عليه وسلم لابد وان يمر الملك على علي فان وافق عليه كان والا رجع هذا الملك الم يقولوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال انا مدينة العلم وعلي بابها والعلم يأتي به الملك ولابد وان يمر بهذا الباب أولا، بل حتى الأنبياء يعجز الله عن انقاذهم فيرسل عليا اليهم لينقذهم وانظر كلامه : يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير المؤمنين، قال (عليه السلام): أنا الذي حملت نوحا في السفينة بأمر ربي، وأنا الذي أخرجت يونس من بطن الحوت باذن ربي وأنا الذي جاوزت بموسى بن عمران البحر بأمر ربي، وأنا الذي أخرجت إبراهيم من النار باذن ربي، وأنا الذي أجريت أنهارها وفجرت عيونها وغرست أشجارها باذن ربي.

إضافة الى هذا فعلي له وظائف متعددة في الدنيا أيضا ولا يملك الرسل مثلها بل هم متعلمون منه: وأنا الخضر عالم موسى وأنا معلم سليمان بن داود وأنا ذو القرنين وأنا قدرة الله عز وجل.
وكلها إضافات لعلي وبنيه او اسرته لتحقيق دور البطولة فيهم ودور الشرف لله ولرسوله وحتى صفة النبوة عن محمد نزعت عنه او يمكن ان تقول انه لا يوجد في الحقيقة نبي اسمه محمد بل هو علي انظر قوله الحلولي : يا سلمان ويا جندب أنا محمد ومحمد أنا وأنا من محمد ومحمد مني، قال الله تعالى: " مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان " (2).

لاحظ النص يقول انا محمد ومحمد انا وباقي الكلام ليس له معنى ولا يفيد التعدد بل الائمة كلهم محمد انظر كلامه: يا سلمان ويا جندب، قالا: لبيك يا أمير المؤمنين صلوات الله عليك، قال (عليه السلام): أنا أحيي وأميت باذن ربي، أنا أنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم باذن ربي، وأنا عالم بضمائر قلوبكم والأئمة من أولادي (عليهم السلام) يعلمون ويفعلون هذا إذا أحبوا وأرادوا لأنا كلنا واحد، أولنا محمد وآخرنا محمد وأوسطنا محمد وكلنا محمد.

ولما يكون محمد هو علي وعلي هو محمد والائمة كلهم محمد فماذا بقي للرسول صلى الله عليه وسلم من دور شرف في هذه القصة التي في الأخير يكون دور البطولة فيها لعلي وبنيه.

من يقرأ الروايات الرافضية في علي او عن علي واسرته يجدها تشبه رسالة الغفران للمعري الذي يدخل النار من يكرهه من الشعراء ويدخل الجنة من يحبه واثناء تجواله في النار وكلامه مع الشعراء فيها يضيع منه صك دخول الجنة فيحتار ماذا يفعل وتمر به فاطمة الزهراء فتشفع فيه وتدخله الجنة ، ومع ان المعري اديب واسلوبه في روايته رفيع ولا يشبه هذه القصة التي لخصتها لك ففي روايته الله بيده كل شيء وصحيح هناك شفاعة يعترف بها لكن في قصص الرافضة لا نقول شفاعة بل هو تفويض مطلق لحد تعطيل الله عن كل افعاله لكونه توكيلللائمة ، بل حتى قدره الذي قدره على خلقه يمكن للإمام ان يغيره.

وهذا النوع من القصص عند المعري او من قلده مثل دانتي يسمى بالكوميديا الإلهية ، والرافضة قلدوا المعري في هذا النوع من الروايات لكن اسلوبهم سمج لتعدد الكتاب او المؤلفين فيكتب المؤلف سطرا ويزيد عليه اخر سطر وبعد فترة تجد قصة كاملة ولما تقارنها بقصة أخرى تجد تناقضا غريبا بينهما، بل حنى نص القصة الواحدة يتعارض مع بعضه

اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...