سبحان من خلَق الإنسان، وعلَّمه ما لم يكنْ يعلَم، ومما علَّمه الأسماء واللغات، وجعل اختلافَ الألسنة من عظيمِ خلقه، وكبيرِ مِنَّتِه علينا، ونادانا قائلًا سبحانه: ﴿ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴾ [القصص: 71]، ﴿ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [القصص: 72].
إن الناظر إلى مفردات اللغة لَيَعجَبُ من سَعةِ وعِظم معناها مقارنةً ببساطة مبناها؛ انظرْ إلى مفردات مثل: إله، ورب، وحمد، وحب، وحسن، وهدى، ونور، وحج، ونحر، ورمي.....، وستجدها مبنيَّةً من حرفينِ أو ثلاثة، ولكن معانيها والمشاعر والأخيلة المكنونة في أعطافها تكاد تكون بحرًا لا يُدرَك قرارُه.
كما اختار الخبير عز وجل بعضَ هذه اللغات المعجزة، لتكون وعاءَ وحيِه لخَلقِه، ولغةَ كلامه وخطابه، ولله المَثَلُ الأعلى، وليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، وضَمَّن وحيَه أوامرَ ونواهيَ وتكليفًا وعباداتٍ وحدودًا، وشرَّف الله بعضَ هذه المفردات حين اختارها صفةً واصطلاحًا خاصًّا لبعض هذه العبادات والأخلاق والتكاليف، فمفردةُ الصلاة أو الحمد والحج والسجود والخشوع والصوم - مثلًا - زاد معناها عمقًا وشرفًا حين أضاف اللهُ إليه المعنى الشرعيَّ الاصطلاحي، فَعَلا نَسَبُها حين نُسب جزءٌ منه لله عز وجل شرعًا وتكليفًا وعبادة وقُربة.
علَّمَنا الله ورسوله تفاصيلَ هذه المفردات الاصطلاحية التى شَرُفَ بها المعنى العام، وفي ذات الوقت أرشدَنا أن نُثريَ هذا المعنى الاصطلاحيَّ بسَعة المعنى اللغويِّ، فكأن الاصطلاح بلورة أو كَوَّةٌ يُشرِفُ المؤمن من خلالها إلى بحرٍ زاخر من المعاني اللغوية.
أرسى الرسولُ الأكرم في قلوب صحابته وتابعيه إلى يوم الدين المعنى الاصطلاحيَّ الشرعي للإسلام والإيمان والإحسان والجهاد والهجرة...، حين قال في طرَفٍ من حديث، مجيبًا جبريلَ عليه السلام حينما أتاه سائلًا في صورة رجل غريب حسَنِ الوجه والشعر وأبيض الثياب: "فقال (جبريل): ما الإسلامُ؟ قال رسول الله: ((شهادةُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، وتقيمُ الصَّلاةَ، وتُؤتي الزَّكاةَ، وتصومُ رمضانَ، وتحُجُّ البيتَ))، قال: فما الإيمانُ؟ قال: ((أن تُؤمِنَ باللهِ وملائكتِه والجنَّةِ والنَّارِ والبعثِ بعد الموتِ والقدَرِ كلِّه))، قال: فما الإحسانُ؟ قال: ((أن تعملَ للهِ كأنَّك تراه، فإنَّك إن لم تكُنْ تراه فإنَّه يراك...))؛ مسند الفاروق - الصفحة: 2 /629: صحيح".
ثم علَّمَنا كيف نُثري هذه المفاهيمَ الاصطلاحية الشرعية حينما نُبحر من خلالها نحو بحر المعاني اللغوية مستضيئينَ بنور الشرع لكيلا نَضِلَّ ولا نحيد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المسلِمُ مَن سَلِمَ المسلمونَ مِن لسانِهِ ويدِهِ، والمؤمنُ مَن أَمِنَهُ النَّاسُ على دمائِهِم وأموالِهِم، والمجاهدُ مَن جاهدَ نفسَهُ في طاعةِ اللَّهِ، والمُهاجِرُ مَن هجَر الخطايا والذُّنوبَ))؛ الألباني، تخريج مشكاة المصابيح - 31، إسناده صحيح.
يا له من إثراءٍ بديع للمعنى الاصطلاحي للإسلام - مثلًا -! انطلاقًا من: كونه أركانًا خمسة محدودة - هي من حقوق الله على العبد - ووصولًا إلى: سَعةِ المعنى اللغويِّ لمُفرَدةِ مسلم: مَن سَلِمَ الناسُ من لسانه ويده، وهذا من حقوق الله التي يؤديها العبد للعبد، ولا يكمل إسلامه إلا بها، وهذا لعمري إشراقة تُجَلِّي أثر العبادة بين العبد وخالقه على المعاملة بين العبد مع العبد، والعبد مع نفسه!
عباد الله، قبل أيام عدة نحَر حُجَّاجُ بيت الله الحرام هدْيَهم، ونحر أهلُ الأمصار أضاحيَّهم طاعةً لله وقربة من أعظم القربات، والنحرُ مصطلح شرعيٌّ يتضح معناه في سياق مناسك الحج والعمرة.
قال الله تعالى: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ [الحج: 34]، ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الحج: 37]، ولقد أجاب رسولنا الكريم حينما سئل: "ما هذِهِ الأضاحيُّ؟ قالَ: ((سُنَّةُ أبيكُم إبراهيمَ))، قالوا: فما لَنا فيها يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: ((بِكُلِّ شعرةٍ حسنةٌ))، قالوا: فالصُّوفُ؟ قالَ: ((بِكُلِّ شعرةٍ من الصُّوفِ حسنةٌ))؛ رواه الهيتمي المكي في الزواجر - الصفحة 1- 207، صححه الحاكم واعترض بأن في سنده ساقطين، وله روايات أخرى ضعيفة".
إن الصلة بين مناسك عبادة الحج والعمرة وهدي أبي الأنبياء إبراهيمَ وزوجِه هاجرَ وابنِه إسماعيلَ عليهم السلام - مما هو معلوم ومثبت في ديننا، وأخص بالذِّكر النحر، ورمي الجمار، والسعي وغيرها.
يا له من موقف مَهيب، وامتحان عظيم، تهتز له القلوب! فلقد رُزِق أبونا إبراهيم - وهو فوق الثمانين من عمره - ابنَه الأول إسماعيل عليهم السلام بعد مَظِنَّةِ عقم، وطولِ شوق، وعظيمِ لهفةٍ منه وزوجه، فأحَبَّه حبًّا جمًّا، فلما شب الابن إسماعيل، رأى أبوه في المنام أمرًا إلهيًّا أن يذبح ابنه ووحيده - عندئذٍ - وفِلْذةَ كبده، وفي هذا الأمر الشاقِّ على النفس حكمةٌ لا تخفى، هي تصفية الخُلَّةِ في قلب النبي إبراهيم لله وحده، وإعلاءُ محبة الله على كل شيء، وإظهارُ وتحقيق ما يليق بالأنبياء الكرام من كمال التوحيد وخلوص الطاعة والانقياد لله مِن قِبَلِ الوالد وابنه، والمأمورِ بالذبح والذبيح، وعندما اجتاز الأبُ وابنه الامتحان، فدى الله إسماعيلَ بكبشٍ عظيم، وأصبحت بعده سُنةً للموحِّدين، تُذكِّرُهم بطاعة إبراهيم وهاجر وإسماعيل، وصدقِ توحيدهم، وكمالِ تعبُّدِهم لله وحده، وإحسانهم، وجزائهم من ربهم.
هيا يا أحبتي، ولندلف من: كوَّة المعنى الاصطلاحيِّ الشرعي الشريف لنحرِ الهَدْيِ والأضاحي وأصلِه وقصته وحكمته، إلى: بحرٍ من المعاني لا ساحل له في كلمة نحر وضحى وفدى، فهدي الأضاحي درسٌ من أَجلِّ دروس التوحيد، يعلمنا ضرورة تحدي النفس، والفداء في درب خلوص الطاعة، والارتقاء في مدارج محبة الله.
فهلا تعلَّمْنا من النحر وقصته معانيَ أوسَعَ ومقاصدَ أكبر، نتعلمها منه، ونبقي أثرها في حياتنا إلى ذكرى النحر في حج العام القادم!
هلا نحَرْنا لله - وفي سبيل حبِّه ورضاه - هوانا ومعاصيَنا وعُجْبَنا وكِبْرَنا وكلَّ ما يبعدنا عنه!
هلا نحرنا الأنا وبعض حظوظ النفس لإعلاء كلمة الله ودينه!
هلا ضحينا بالغالي والنفيس؛ ليجزينا الله أعلى وأكرم جزاء: جزاء المحسنين!
هلا نحرت أمَّةُ محمد فُرْقَتَها وخلافها وتشتُّتَها؛ ليفديَها الله بكبشِ الغلَبةِ والتمكين والصبر والنصر والعزة! قال الله تقدَّس في علاه: ﴿ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ [الروم: 4، 5].
صدر حديثا على موقع ارشيف تقنية تمكنك عند السماع اونلاين لاي مصحف او اي صوتيات
يمكنك 2 ميزة
الميزة الاولى___ستجد رسمة الساعة اعلى الصفحة على اليمين__هذه الرسمة لتسريع الصوت
فيمكنك تسريع الصوت لاي مصحف بمقايييس مختلفة للسرعة للسماع حدر اونلاين لاي مصحف
وقبل ان اذكر لك الميزة الثانية اليك الرابط
هنا آلاف المصاحف مرفوعة على ارشيف مع الترتيب للاحدث فتابع الجديد يوميا هنا https://archive.org/search.php?query...rt=-publicdate
____الميزة الثانية ____رسمة البطة___ستجدها اعلى الصفحة على اليمين ايضا بجوار سور المصحف الصوتية في جدول السماع
اذا ضغطت على رسمة البطة ستحول الشكل الى مشغل صوتيات مع خاصية الكوليزر الرهيبة للسماع اونلاين
بجودة صوت خيالية مع تغيير الكوليزر حسب ذوقك في الاستماع للحصول على صدى صوت وتقنيات رهيبة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://archive.org/download/akhtaaa...ng-of-hafs/pdf
واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة في الاية رقم 3 والسورة رقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت
ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
والهدية الرابعة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلمة محبة لدينها وأمتها
وهي على مذهب أهل السنة والجماعة
ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط
دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطاً بميزان الشرع المطهر