الخطبة الأولى
الحمد لله الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، والذي أخرج المرعى، فجعله غثاء أحوى.. نحمده ونستعِينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فاللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه.
إذا تأمل الإنسان في تركيب أعضاء جسده، وتفكر في التناسق في هذا التركيب، وكيف أن الله تعالى اختار أن يكون كل عضو من أعضاء الجسد في موقعه الذي هو فيه، وفي المحل والمكان الذي يناسبه لكي يؤدي وظيفته المرتبطة به، إذا تأمل الإنسان ذلك، فإن المؤمن وهو يستشعر قول الله تعالى: ﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات: 21]، المؤمن تضيء قلبَه تلك الآياتُ الباهرات، وتسطعُ له أنوار اليقين، فيزداد إيمانه بخالقه الذي أوجده على هذه الهيئة البديعة، وسوَّى خلقه فَعَدَّلَه بهذه الصورة الفريدة، ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [النمل: 88]، وتظهر له عظمة الخالق بأنه سبحانه على كل ما يشاء وما يريد قدير.
فهذا الإنسان معاشر العباد مِمَّ خلق؟
قال ربنا العلي القدير: ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ﴾ [الطارق: 5 - 7] هذا الإنسان مكون مخلوق من قطرة ماء، تقلّبت وانتقلت بقدرة الله من طور إلى آخر حتى أصبحت عظاما، ثم كساها الله جل وعلا لحما، وشدها بالأعصاب، ونسجها بالعروق، وخلق الأعضاء وركبها تركيبا بديعا متناسقا، لا تحيط العقول البشرية بأسراره، ولا تدرك الأفهام الإنسانية حقيقتَه ولا جوهره، فتبارك الله رب العالمين.
وهذا ما بينه ربنا سبحانه في كتابه العظيم، الذي ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42]، حيث تتضح مراحل خلق الإنسان وتتجلى من خلال آيات القرآن، قال الله تعالى ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 12 - 14].
فربنا سبحانه وضع لكل مرحلة من مراحل الخلق مسمىً خاصا، وعَبَّرَ بدقة عن التطورات التي تقع في تلكَ المراحلِ حسب تسلسلها الزمني، حيث فصَل بين كل مرحلة منها بحرف العطف، ﴿ ثُمَّ ﴾ [الحج: 5] التي هي حرف عطف يدل على الترتيب مع التراخي الزمني بين تلك الأطوار.
وأول تلك المراحل النطفة المُلقّحة لما تُقذف في رحم الأم.. الرحم التي هيَّأها الله تعالى وأعدها لكي يعيش فيها الجنين حتى ولادته، وهو المراد بقوله سبحانه: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ﴾ [المؤمنون: 13].
والمراد بالقرار، هو الرحم التي تستقر فيها النطفة...
ومكِينٍ: أي متمكن، حيث وُصفت الرحم بالقرارٍ المكينٍ، لتمكنها في حفظ النطفة من الضياع والفساد، وتوفير الغذاء والبيئة الملائمة لنمو الجنين.
ثم تكون المرحلة التي يتتابع فيها خَلق الجنين، حيث تأتي مرحلة العلقة، وسبب تسميتها بهذا الإسم، لأنها تتعلق بجدار الرحم، قال ربنا: ﴿ ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى ﴾ [القيامة: 38]، ثم بعد ذلك تتطور العلقة لتصبح مضغة، وهي عبارة عن قطعة لحم وعليها آثار مضغ، وفي هذه المرحلة، تبدأ أجهزة الجنين بالظهور فيظهر الجهاز العصبي والقلب والدماغ والجهاز التنفسي والكبد والكليتين.
ثم تُتابِع المضغة طريقها فتمضي في خط ثابت من النمو لا ينحرف ولا تتوقف حركته المنتظمة، حتى تجيءَ مرحلة تشكّل العظام، ﴿ فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا ﴾ [المؤمنون: 14] ثم تُكسى العظام باللحم، ﴿ فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ﴾ [المؤمنون: 14].
وتتميز هذه المرحلة بانتشار العضلات حول العظام وإحاطتها بها، وتبدأ الصورة الآدمية بالاعتدال إذا تمت مرحلة كساء العظام باللحم، فترتبط أجزاء الجسم ببعضها وتكون أكثرَ تناسقًا، ويتحدد جنس الجنين بصفة نهائية، وتصبح الأعضاء والأجهزة مهيأة للقيام بوظائفها.
ثم تأتي مرحلة النشأة الآخرة: ﴿ ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ﴾ [المؤمنون: 14]، هو جنين الإنسان ذو الخصائص المتميِّزة.. فجنينُ الإنسان يُشبِه جنين الحيوان في أطواره الجسدية، ولكنَّ جنينَ الإنسان يُنشئه الله خلقا آخر، ويُحوله إلى تلك الخليقة المتميِّزة المستعدة للارتقاء، ويبقى جنينُ الحيوان في مرتبة الحيوان، مجرَّدا من خصائص الارتقاء والكمال التي يمتاز بها جنين الإنسان.
وحين يكتمل خَلق الجنين، ويتهيأ للخروج، حيث يبدأ طور المخاض، وذلك بعد مرور تسعة أشهر قمرية، ويمثل هذا الطور مرحلة التخلي عن الجنين ودفعه خارج الجسم كما عبَّر عن ذلك ربنا سبحانه في قوله: ﴿ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ﴾ [عبس: 20]، أي: سَهَّل للجنين طريقًا لتيسير ولادته يخرج منه. ومن الممكن أن يخرج الجنين في الشهر السابع أو الثامن، ولكنّ المدةَ المناسبةَ والمحدَّدة، هي تسعة أشهر.. يخرج بعدها الجنين طفلا متكاملا مستعدا للتلائم مع عالم لم يألفه من قبل، قال ربنا سبحانه: ﴿ ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ﴾ [الحج: 5].
فسبحان من خلق الإنسان فأحسن خلْقه وتدبيره، خلقه بشكل ميَّزه عن باقي المخلوقات بالعقل والتفكر: ﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 14].
الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
قبل الولادة، كان جسم الأم يتكفل للجنين بكل الاحتياجات الجسمية والفسيولوجية من تغذية وتنفس، وغير ذلك، أما بعد الولادة، فإن الوليد، لا بد أن يقوم بالاعتماد على نفسه في إشباع حاجاته، حيث يبدأ في تناول الغذاء عن طريق الفم بعد أن كان يعتمد في التغذية عن طريق المَشِيمَةِ والحبل السري.
وهنا تأتي مرحلة الرضاعة، وأقول هنا: الرضاعة الطبيعية وليست الرضاعة الصناعية (الرضاعة من الزجاجة).
ولأهميةِ هذه الرضاعة الطبيعية، فالله سبحانه وتعالى حث الأمهاتِ على إرضاع أطفالهن الصغار مما وهبهن الله من الحليب في أثدائهن، قال سبحانه: ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ ﴾ [البقرة: 233]، ثم أضاف سبحانه: ﴿ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ﴾ [البقرة: 233].
فالرضاعة هي احدى أعظم لحظات التواصل بين الأم والرضيع، بحيث تكمن فائدتها في كونها تُولِّد علاقة حميمة بين الأم وطفلها، فهي لا تقتصر على تلقي الطفل الحنان والدفء والشعور بالحماية التي يحتاجها من الأم، بل هي تزوده بموادَّ غِذائية، لن يستطيع الحصول عليها من أي طعام أخر.
حليب الأم الذي يُعدُّ مُعجزا في تركيبه، فهو في تبدل مستمر بحسب حاجات الرضيع وحالاته، وبحسب احتمال أجهزته وأعضائه، يحتوي على عناصرَ طبيعيةٍ ضدّ الجراثيم، ويشتملُ على حمايةٍ ووقاية هائلة، تمنح الطِّفلَ مناعةً طبيعية ضدَّ كثيرٍ من الأمراض والمشاكلِ الصِّحية، مما يصعب توافر هذه الشروط في الإرضاع الصناعي، وفوق ذلك، فهو لطيف الحرارة صيفاً دافئ في الشتاء، وهو سهل الهضم فلا تتجاوز فترة هضمه الساعةَ والنصف، بينما تزيد فتره هضم حليب القوارير عن ثلاث ساعات.
ويقول العلماء الباحثون أن الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية أقل تعرضا للأمراضِ من الأطفالِ الذين يعتمدون على الرضاعةِ الصناعية، ويكتسبون مناعة ضد كل الأمراض، ويكون احتمالات بقائهم على قيد الحياة أكبر بحوالي ثلاث مرات، مقارنة بالأطفال الذين يتلقون الرضاعة من القارورات.
فالعلماء يصرحون بأنه لا يمكن تقليد حليب الأم الطبيعي الذي وهبها الله إياه مهما استخدمنا من تقنيات وأجهزة متطورة..
صدر حديثا على موقع ارشيف تقنية تمكنك عند السماع اونلاين لاي مصحف او اي صوتيات
يمكنك 2 ميزة
الميزة الاولى___ستجد رسمة الساعة اعلى الصفحة على اليمين__هذه الرسمة لتسريع الصوت
فيمكنك تسريع الصوت لاي مصحف بمقايييس مختلفة للسرعة للسماع حدر اونلاين لاي مصحف
وقبل ان اذكر لك الميزة الثانية اليك الرابط
هنا آلاف المصاحف مرفوعة على ارشيف مع الترتيب للاحدث فتابع الجديد يوميا هنا https://archive.org/search.php?query...rt=-publicdate
____الميزة الثانية ____رسمة البطة___ستجدها اعلى الصفحة على اليمين ايضا بجوار سور المصحف الصوتية في جدول السماع
اذا ضغطت على رسمة البطة ستحول الشكل الى مشغل صوتيات مع خاصية الكوليزر الرهيبة للسماع اونلاين
بجودة صوت خيالية مع تغيير الكوليزر حسب ذوقك في الاستماع للحصول على صدى صوت وتقنيات رهيبة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://archive.org/download/akhtaaa...ng-of-hafs/pdf
واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة في الاية رقم 3 والسورة رقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت
ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
والهدية الرابعة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلمة محبة لدينها وأمتها
وهي على مذهب أهل السنة والجماعة
ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط
دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطاً بميزان الشرع المطهر