الجنة .... اللهم إجعلنا من أهلها.. آمين - الصفحة 4 - منتدى روضة القرآن
آخر مواضيع المنتدى
         :: بث مباشر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: هل لو أخرجت الزوجة عن زوجها زكاة المال تحتسب لها صدقة ؟وهل يرتفع عنه الاثم ؟| د محمد حسن عبد الغفار (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبده عبد الراضي مصحف 71 تلاوات خاشعة مجودة المصحف المجود صوتي برابط واحد mp3 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: [5 /564] توحيد الأسماء والصفات وبدع الفرق الضالة مثل بدعة الخوارج ثم القدرية ثم المرجئة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: المنشاوي الذي أبكى الملايين حول العالم? في واحدة من أجمل تلاواته الخاشعة المؤثرة !! جودة عالية hd (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: يا لك من قارئ ما جادت الدنيا بمثلك ! تلاوة رهيبة آسطورية للشيخ عبد الباسط عبد الصمد !! جودة عالية ?? (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: سورة البقرة كاملة للشيخ د. ياسر الدوسري (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: سورة الكهف بجودة عالية للشيخ ماهر المعيقلي مكررة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: سورة الكهف كاملة مكررة بصوت الشيخ د. ياسر الدوسري (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبده عبد الراضي مصحف 71 تلاوات خاشعة مجودة المصحف المجود صوتي برابط واحد mp3 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      


 
العودة   منتدى روضة القرآن > ۩ روضة الفقه والاداب والرقائق ۩ > أدب وأخلاق ورقائق > رحله إلى الدار الأخرة
 

الملاحظات
ادعم المنتديان و ساعد على نشر كتاب الله و سجل في كلا المنتديان منتدى روضة القران و منتدى ربيع الفردوس الاعلى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع

قديم 14th March 2012   #31
افتراضي



العشرة المبشرون بالجنة


نص الرسول - صلى الله عليه وسلم - نصاً صريحاً على أن عشرة من أصحابه من أهل الجنة، ففي مسند أحمد عن سعيد بن زيد، وسنن الترمذي عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

" أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة ".
وإسناده صحيح .

وروى الحديث الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجة والضياء في المختارة عن سعيد بن زيد بلفظ فيه شيء من الاختلاف عن سابقه، ولفظه:

" عشرة في الجنة: النبي في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة "
وإسناده صحيح .

وتذكر لنا كتب السنة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يوماً جالساً على بئر أريس وأبو موسى الأشعري بواب له، فجاء أبو بكر الصديق فاستأذن، فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم - :

" ائذن له وبشره بالجنة " ثم جاء عمر فقال: " ائذن له، وبشره بالجنة " ثم جاء عثمان، فقال: " ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه ".

وروى ابن عساكر بإسناد صحيح عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " القائم بعدي في الجنة ، والذي

يقوم بعده في الجنة، والثالث والرابع في الجنة ".

ومراده بالقائم بعده : الذي يلي الحكم بعد موته، وهؤلاء الأربعة هم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعاً.

وروى الترمذي والحاكم بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر: " أنت عتيق من النار ".




يتبع بإذن الله ............

من مواضيعي

  رد مع اقتباس

 

   

قديم 14th March 2012   #32
افتراضي

بعض من نص على أنهم في الجنة غير من ذكر




1- جعفر بن أبي طالب
2- وحمزة بن عبد المطلب


من الذين أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنهم في الجنة جعفر وحمزة ، ففي سنن الترمذي ، ومسند أبي يعلى ، ومستدرك الحاكم وغيرهم عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"رأيت جعفر بن أبي طالب ملكاً يطير في الجنة بجناحين ".

وروى الطبراني، وابن عدي، والحاكم عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" دخلت الجنة البارحة، فنظرت فيها، فإذا جعفر يطير مع الملائكة، وإذا حمزة متكئ على سرير ".
وإسناده صحيح.


وقد صح أن الرسول قال :
" سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب "


3- عبد الله بن سلام

روى أحمد والطبراني والحاكم بإسناد صحيح عن معاذ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" عبد الله بن سلام عاشر عشرة في الجنة ".


4- زيد بن حارثة :

روى الروياني والضياء عن بريدة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " دخلت الجنة، فاستقبلتني جارية شابة، فقلت: لمن أنت؟ قالت: لزيد بن حارثة ".


5- زيد بن عمرو بن نفيل :

روى ابن عساكر بإسناد حسن عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " دخلت الجنة، فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل درجتين ".

وزيد هذا كان يدعو إلى التوحيد في الجاهلية، وكان على الحنيفية ملة إبراهيم .


6- حارثة بن النعمان :

وروى الترمذي والحاكم عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " دخلت الجنة، فسمعت فيها قراءة، فقلت: من هذا ؟ قالوا: حارثة بن النعمان، كذلكم البر، كذلكم البر ".


7- بلال بن رباح :

روى الطبراني وابن عدي بإسناد صحيح عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " دخلت الجنة، فسمعت خَشفة بين يدي، قلت: ما هذه الخشفة ؟ فقيل : هذا بلال يمشي أمامك ".

وفي المسند بإسناد صحيح عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " دخلت الجنة ليلة أسري بي، فسمعت من جانبها وجساً، فقلت: يا جبريل ما هذا ؟ قال: بلال المؤذن ".


8 – أبو الدحداح :

روى مسلم في صحيحه وأبو داود والترمذي وأحمد عن جابر بن سمرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " كم من عذق معلق لأبي الدحداح في الجنة ".


وأبو الدحداح هذا هو الذي تصدق ببستانه : بيرحاء ، أفضل بساتين المدينة عندما سمع الله يقول:
( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون )
[البقرة: 245].


9- ورقة بن نوفل :

روى الحاكم بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تسبوا ورقة بن نوفل، فإني قد رأيت له جنة أو جنتين ".

وورقة آمن بالرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما جاءته خديجة بالرسول - صلى الله عليه وسلم - في أول مرة ، وتمنى على الله أن يدرك ظهور أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - لينصره .




يتبع إن شاء الله ........

من مواضيعي

  رد مع اقتباس

 

   

قديم 14th March 2012   #33
افتراضي


الجنة ليست ثمناً للعمل




الجنة شيء عظيم



لا يمكن أن يناله المرء بأعماله التي عملها، وإنما تنال برحمة الله وفضله، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" لن يدخل أحد منكم عمله الجنة "
قالوا: ولا أنت يا رسول الله ؟ قال :
" ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة ".

وقد يشكل على هذا النصوص التي تشعر بأن الجنة ثمن للعمل ، كقوله تعالى :
( فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون )
[السجدة : 17]

وقوله: ( تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون )
[الأعراف : 43].

ولا تعارض بين الآيات وما دل عليه الحديث ، فإن الآيات تدل على أن الأعمال سبب لدخول الجنة، وليست ثمناً لها. والحديث نفى أن تكون الأعمال ثمناً للجنة. وقد ضل في هذا فرقتان: الجبرية التي استدلت بالحديث على أن الجزاء غير مرتب على الأعمال، لأنه لا صنع للعبد في عمله، والقدرية استدلوا بالآيات، وقالوا: إنها تدل على أن الجنة ثمن للعمل، وأن العبد مستحق دخول الجنة على ربه بعمله.

يقول شارح الطحاوية في هذه المسالة :
"وأما ترتب الجزاء على الأعمال، فقد ضل فيه الجبرية والقدرية، وهدى الله أهل السنة، وله الحمد والمنة، فإن الباء التي في النفي غير الباء التي في الإثبات. فالمنفى في قوله - صلى الله عليه وسلم - :
" لن يدخل الجنة أحد بعمله "

– باء العوض، وهو أن يكون العمل كالثمن لدخول الرجل إلى الجنة، كما زعمت المعتزلة أن العامل مستحق دخول الجنة على ربه بعمله، بل ذلك برحمه الله وفضله. والباء التي في قوله: ( جزاء بما كانوا يعملون )
[السجدة: 17]

وغيرها باء السبب، أي بسبب عملكم، والله تعالى هو خلق الأسباب والمسببات، فرجع الكل إلى محض فضل الله ورحمته".




صفة أهل الجنة ونعيمهم فيها




يدخل أهل الجنة الجنة على أكمل صورة وأجملها، على صورة أبيهم آدم عليه السلام، فلا أكمل ولا أتم من تلك الصورة والخلقة التي خلق الله عليها أبا البشر آدم، فقد خلقه الله تعالى بيده فأتم خلقه، وأحسن تصويره، وكل من يدخل الجنة على صورة آدم وخلقته، وقد خلقه الله طوالاً كالنخلة السحوق، طوله في السماء ستون ذراعاً، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال :
" خلق الله عز وجل آدم على صورته ، طوله ستون ذراعاً .. فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، وطوله ستون ذراعاً، فلم يزل الخلق ينقص بعده ".

وإذا كان خلقهم الظاهري متفق، فكذلك خلقهم في باطنهم واحد، نفوسهم صافية، وأرواحهم طاهرة زكية، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة في الحديث الذي يصف فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - دخول أهل الجنة ومنهم الزمرة الذين يدخلون الجنة نورهم كالبدر قال:

" أخلاقهم على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء ".

ومن جمال صورتهم أنهم يكونون جرداً مرداً كأنهم مكحلون، وكلهم يدخل الجنة في عمر القوة والفتوة والشباب أبناء ثلاث وثلاثين، ففي مسند أحمد وسنن الترمذي عن معاذ بن جبل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :

" يدخل أهل الجنة جرداً مرداً، كأنهم مكحلون، أبناء ثلاث وثلاثين ".

وأهل الجنة – كما جاء في حديث أبي هريرة في الصحيحين –

" لا يبصقون، ولا يمتخطون، ولا يتغوطون ".

وأهل الجنة لا ينامون، فقد جاء في حديث جابر بن عبد الله، وعبد الله ابن أبي أوفى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "النوم أخو الموت، ولا ينام أهل الجنة".





يتبع إن شاء الله .............

من مواضيعي

  رد مع اقتباس

 

   

قديم 14th March 2012   #34
افتراضي

نعيم أهل الجنة


فضل نعيم الجنة على متاع الدنيا




متاع الدنيا واقع مشهود، ونعيم الجنة غيب موعود، والناس يتأثرون بما يرون ويشاهدون، ويثقل على قلوبهم ترك ما بين أيديهم إلى شيء ينالونه في الزمن الآتي، فكيف إذا كان الموعود ينال بعد الموت؟ من أجل ذلك قارن الحق تبارك وتعالى بين متاع الدنيا ونعيم الجنة، وبين أن نعيم الجنة خير من الدنيا وأفضل، وأطال في ذم الدنيا وبيان فضل الآخرة، وما ذلك إلا ليجتهد العباد في طلب الآخرة ونيل نعيمها.

وتجد ذم الدنيا ومدح نعيم الآخرة، وتفضيل ما عند الله على متاع الدنيا القريب العاجل في مواضع كثيرة، كقوله تعالى: ( لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً من عند الله وما عند الله خيرٌ للأبرار )
[ آل عمران : 198]

وقوله : (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزوجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خيرٌ وأبقى )
[ طه : 131].


وقال في موضع ثالث :
( زين للناس حب الشهوات من النساء والنساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب * قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزوج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد )
[ آل عمران : 14-15].


ولو ذهبنا نبحث في سر أفضلية نعيم الآخرة على متاع الدنيا لوجدناه من وجوه متعددة :

أولاً : متاع الدنيا قليل ، قال تعالى :
( قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى )
[ النساء : 77].


وقد صور لنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - قلة متاع الدنيا بالنسبة إلى نعيم الآخرة بمثال ضربه فقال:
" والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه – وأشار بالسبابة – في اليم، فلينظر بم ترجع "

ما الذي تأخذه الإصبع إذا غمست في البحر الخضم ، إنها لا تأخذ منه قطرة. هذا هو نسبة الدنيا إلى الآخرة .

ولما كان متاع الدنيا قليلاً ، فقد عاتب الله المؤثرين لمتاع الدنيا على نعيم الآخرة ( يا أيها الذين ءامنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل )
[ التوبة : 38].


الثاني : هو أفضل من حيث النوع ، فثياب أهل الجنة وطعامهم وشرابهم وحليهم وقصورهم – أفضل مما في الدنيا، بل لا وجه للمقارنة، فإن موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ففي صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها "

وفي الحديث الآخر الذي يرويه البخاري ومسلم أيضاً عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" ولقاب قوس أحدكم من الجنة خير مما طلعت عليه الشمس "

وقارن نساء أهل الجنة بنساء الدنيا لتعلم فضل ما في الجنة على ما في الدنيا ، ففي صحيح البخاري عن أنس ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت على الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها "

الثالث : الجنة خالية من شوائب الدنيا وكدرها ، فطعام أهل الدنيا وشرابهم يلزم منه الغائط والبول ، والروائح الكريهة ، وإذا شرب المرء خمر الدنيا فقد عقله، ونساء الدنيا يحضن ويلدن، والمحيض أذى، والجنة خالية من ذلك كله، فأهلها لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يبصقون ولا يتفلون، وخمر الجنة كما وصفها خالقها :
( بيضاء لذة للشاربين * لا فيها غولٌ ولا هم عنها ينزفون ) [ الصافات : 46-47]

وماء الجنة لا يأسن، ولبنها لا يتغير طعمه
( أنهار من ماء غير ءاسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه )
( محمد: 15)

ونساء أهل الجنة مطهرات من الحيض والنفاس وكل قاذورات نساء الدنيا، كما قال تعالى:
( ولهم فيها أزوج مطهرة )
[ البقرة : 25]

وقلوب أهل الجنة صافيه ، وأقوالهم طيبة، وأعمالهم صالحة، فلا تسمع في الجنة كلمة نابية تكدر الخاطر، وتعكر المزاج، وتستثير الأعصاب، فالجنة خالية من باطل الأقوال والأعمال، ( لا لغو فيها ولا تأثيم )
[ الطور: 23]

ولا يطرق المسامع إلا الكلمة الصادقة الطيبة السالمة من عيوب كلام أهل الدنيا ( لا يسمعون فيها لغواً ولا كذابا )
[ النبأ : 35]

( لا يسمعون فيها لغواً إلا سلاما )
[مريم : 62]

( لا تسمع فيها لاغية )
[الغاشية : 11]

إنها دار الطهر والنقاء والصفاء الخالية من الأوشاب والأكدار، إنها دار السلام والتسليم

( لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً * إلا قيلاً سلاماً سلاما ) [ الواقعة : 25-26]

ولذلك فإن أهل الجنة إذا خلصوا من النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار ، ثم يهذبون وينقون بأن يقتص لبعضهم من بعض، فيدخلون الجنة وقد صفت منهم القلوب ، وزال ما في نفوسهم من تباغض وحسد ونحو ذلك مما كان في الدنيا، وفي الصحيحين في صفة أهل الجنة عند دخول الجنة
" لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشياً "
وصدق الله إذ يقول:
( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين ) [ الحجر : 47 ].

والغل : الحقد ، وقد نقل عن ابن عباس وعلي بن أبي طالب أن أهل الجنة عندما يدخلون الجنة يشربون من عين فيذهب الله ما في قلوبهم من غل ، ويشربون من عين أخرى فتشرق ألوانهم وتصفو وجوههم. ولعلهم استفادوا هذا من قوله تعالى: ( وسقاهم ربهم شراباً طهورا )
[ الإنسان: 21]

الرابع : نعيم الدنيا زائل ، ونعيم الآخرة باق دائم ، ولذلك سمى الحق تبارك وتعالى ما زين للناس من زهرة الدنيا متاعاً، لأنه يتمتع به ثم يزول ، أما نعيم الآخرة فهو باق، ليس له نفاد ، ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق )
[النحل : 96]

( إن هذا لرزقنا ما له من نفاد )
[ ص : 54]

( أكلها دائم وظلها )
[ الرعد : 35]

وقد ضرب الله الأمثال لسرعة زوال الدنيا وانقضائها ( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا * المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خيرٌ عند ربك ثواباً وخيرٌ أملا )
[الكهف : 45 – 46].

فقد ضرب الله مثلاً لسرعة زوال الدنيا وانقضائها بالماء النازل من السماء الذي يخالط نبات الأرض فيخضر ويزهر ويثمر، وما هي إلا فترة وجيزة حتى تزول بهجته، فيذوى ويصفر، ثم تعصف به الرياح في كل مكان، وكذلك زينة الدنيا من الشباب والمال والأبناء الحرث والزرع ... كلها تتلاشى وتنقضي، فالشباب يذوى ويذهب ، والصحة والعافية تبدل هرماً ومرضاً ، والأموال والأولاد قد يذهبون ، وقد ينتزع الإنسان من أهله وماله ، أما الآخرة فلا رحيل ، ولا فناء ، ولا زوال
( ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين * جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار )
[ النحل : 30-31].

الخامس : العمل لمتاع الدنيا ونسيان الآخرة يعقبه الحسرة والندامة ودخول النيران، ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )
[آل عمران : 185].




يتبع إن شاء الله ..............

من مواضيعي

  رد مع اقتباس

 

   

قديم 14th March 2012   #35
افتراضي

طعام أهل الجنة وشرابهم





سبق أن تحدثنا عن أشجار الجنة وثمارها، وقطوفها الدانية المذللة تذليلاً، واختيار أهل الجنة من ثمارها ما يريدون ويشتهون، وفي الجنة ما تشتهيه الأنفس من المآكل والمشارب ( وفاكهة مما يتخيرون * ولحم طير مما يشتهون )
[ الوقعة : 20 – 21]

( وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين )
[ الزخرف : 71]

وقد أباح الله لهم أن يتناولوا من خيراتها وألوان طعامها وشرابها ما يشتهون ( كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية)
[الحاقة: 24].

وذكرنا أيضاً فيما سبق أن في الجنة بحر الماء ، وبحر الخمر ، وبحر اللبن ، وبحر العسل ، وأن أنهار الجنة تنشق من هذه البحار. وفي الجنة عيون كثيرة ، وأهل الجنة يشربون من تلك البحار والأنهار والعيون .

قال تعالى: ( إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً * عيناً بشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا )
[ الإنسان : 5 – 6].

وقال : ( ويسقون فيها كأساً كان من مزاجها زنجبيلاً * عيناً فيها تسمى سلسبيلا )
[الإنسان : 17-18]

وقال : ( ومزاجه من تسنيم * عيناً يشرب بها المقربون ) [المطففين: 27-28].




المطلب الأول


خمر أهل الجنة

من الشراب الذي يتفضل الله على أهل الجنة الخمر، وخمر الجنة خالي من العيوب والآفات التي تتصف بها خمر الدنيا ، فخمر الدنيا تذهب العقول ، وتصدع الرؤوس ، وتوجع البطون ، وتمرض الأبدان ، وتجلب الأسقام ، وقد تكون معيبة في صنعها أو لونها أو غير ذلك ، أما خمر الجنة فإنها خالية من ذلك كله ، جميلة صافية رائقة ، ( يطاف عليهم بكأس من معين * بيضاء لذة للشاربين * لا فيها غولٌ ولا هم عنها ينزفون )
[ الصافات : 45-47].

لقد وصف الله جمال لونها ( بيضاء ) ثم بين أنها تلذ شاربها من غير اغتيال لعقله، كما قال: ( وأنهار من خمر لذة للشاربين ) [محمد:18] ، ثم إن شاربها لا يمل من شربها ( ولا هم عنها ينزفون ) [ الصافات : 47] ، وقال في موضع آخر يصف خمر الجنة: (يطوف عليهم ولدن مخلدون * بأكواب وأباريق وكأس من معين * لا يصدعون عنها ولا ينزفون ) [ الواقعة : 17-19].

قال ابن كثير في تفسير هذه الآيات : " لا تصدع رؤوسهم ، ولا تنزف عقولهم ، بل هي ثابتة مع الشدة المطربة واللذة الحاصلة ، وروى الضحاك عن ابن عباس أنه قال : في الخمر أربع خصال: السكر ، والصداع ، والقيء ، والبول ، فذكر الله خمر الجنة ، ونزهها عن هذه الخصال ".

وقال الحق في موضع ثالث :
( يسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك )
( المطففين: 25-26)

والرحيق الخمر، ووصف هذا الخمر بوصفين : الأول أنه مختوم ، أي موضوع عليه خاتم . الأمر الثاني : أنهم إذا شربوه وجدوا في ختام شربهم له رائحة المسك.



المطلب الثاني


أول طعام أهل الجنة

أول طعام يُتحِف الله به أهل الجنة زيادة كبد الحوت ، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة ، يتكفؤها الجبار بيده ، كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلاً لأهل الجنة " فأتى رجل من اليهود ، فقال: بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم ، ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة ؟ قال: " بلى " قال: تكون الأرض خبزة واحدة كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلينا، ثم ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال: " ألا أخبرك بإدامهم ؟ بالام والنون. قالوا: وما هذا ؟ قال : ثور ونون، يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفاً ".

قال النووي في شرح الحديث ما ملخصه: " النزل: ما يعد للضيف عند نزوله، ويتكفأها بيده ، أي: يميلها من يد إلى يد حتى تجتمع وتستوي ، لأنها ليست منبسطة كالرقاقة ونحوها، ومعنى الحديث: أن الله تعالى يجعل الأرض كالرغيف العظيم، ويكون طعاماً ونزلاً لأهل الجنة ، والنون: الثور، والـ (بلام): لفظة عبرانية، معناها: ثور، وزائدة كبد الحوت: هي القطعة المنفردة المتعلقة في الكبد، وهي أطيبها ".

وفي صحيح البخاري أن عبد الله بن سلام سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أول قدومه المدينة أسئلة منها: " ما أول شيء يأكله أهل الجنة ؟ فقال: زيادة كبد الحوت ".

وفي صحيح مسلم عن ثوبان أن يهودياً سأل الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: " فما تحفتهم حين يدخلون الجنة ؟ " قال : زيادة كبد الحوت ". قال: " فما غذاؤهم على إثرها ؟ قال : ينحر لهم ثور الجنة الذي يأكل من أطرافها ". قال: " فما شرابهم عليه؟ " قال: " من عين تسمى سلسبيلا " قال: صدقت .



المطلب الثالث


طعام أهل الجنة وشرابهم لا دنس معه

قد يتبادر إلى الذهن أن الطعام والشراب في الجنة ينتج عنه ما ينتج عن طعام أهل الدنيا وشرابهم من البول والغائط والمخاط والبزاق ونحو ذلك، والأمر ليس كذلك ، فالجنة دار خالصة من الأذى ، وأهلها مطهرون من أوشاب أهل الدنيا، ففي الحديث الذي يرويه صاحبا الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال نافياً هذا الظن: " أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها، ولا يمتخطون، ولا يتغوطون فيها ".

وليس هذا خاص بأول زمرة تدخل الجنة، وإنما هو عام في كل من يدخل الجنة ، ففي رواية عند مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة، ثم هم بعد ذلك منازل ، لا يتغوطون، ولا يتبولون، ولا يبزقون ".

فالذي يتفاوت فيه أهل الجنة مما نص عليه في الحديث قوة نور كل منهم، أما خلوصهم من الأذى فإنهم يشتركون فيه جميعاً، فهم لا يتغوطون ولا يتبولون، ولا يتفلون، ولا يبزقون، ولا يمتخطون.

وقد يقال: فأين تذهب فضلات الطعام والشراب، وقد وجه هذا السؤال إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - من قبل أصحابه ، فأفاد أن بقايا الطعام والشراب تتحول إلى رشح كرشح المسك يفيض من أجسادهم، كما يتحول بعض منه أيضاً إلى جشاء، ولكنه جشاء تنبعث منه روائح طيبة عبقة عطرة ، ففي صحيح مسلم عن جارب عبد الله ، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يقول : " إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون، ولا يتفلون، ولا يتبولون ، ولا يتغوطون، ولا يمتخطون" ، قالوا: فما بال الطعام ؟ قال: جشاء كجشاء المسك ".




المطلب الرابع



لماذا يأكل أهل الجنة ويشربون ويمتشطون ؟

إذا كان أهل الجنة فيها خالدون، وكانت خالية من الآلام والأوجاع والأمراض، لا جوع فيها ولا عطش، ولا قاذورات ولا أوساخ، فلماذا يأكل أهل الجنة فيها ويشربون، ولماذا يتطيبون ويمتشطون ؟

أجاب القرطبي في التذكرة عن هذا السؤال قائلاً : " نعيم أهل الجنة وكسوتهم ليس عن دفع ألم اعتراهم، فليس أكلهم عن جوع، ولا شربهم عن ظمأ، ولا تطيبهم عن نتن، وإنما هي لذات متوالية، ونعم متتابعة، ألا ترى قوله تعالى لآدم :
( إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى * وإنك لا تظمؤا فيها ولا تضحى )
[ طه : 118-119].

وحكمة ذلك أن الله تعالى عرفهم في الجنة بنوع ما كانوا يتنعمون به في الدنيا، وزادهم على ذلك ما لا يعلمه إلا الله عز وجل ".



المطلب الخامس



آنية طعام أهل الجنة وشرابهم

آنية طعام أهل الجنة ، التي يأكلون ويشربون بها من الذهب والفضة، قال تعالى: ( يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب ) [الزخرف: 71] ، أي وأكواب من ذهب ، وقال : ( ويطاف عليهم بئانية من فضة وأكواب كانت قواريرا * قواريرا من فضة قدروها تقديرا )
[الإنسان: 15-16]

أي اجتمع فيها صفاء القوارير وبياض الفضة.

وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة .. وجنتان من فضة ، آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ".

ومن الآنية التي يشربون بها الأكواب والأباريق والكؤوس ( يطوف عليهم ولدن مخلدون * بأكواب وأباريق وكأس من معين )
[الواقعة : 17]
والكوب : ما لا أذن له ولا عروة ولا خرطوم ، والأباريق : ذوات الآذان والعرا ، والكأس القدح الذي فيه الشراب.



يتبع إن شاء الله .........

من مواضيعي

  رد مع اقتباس

 

   

قديم 14th March 2012   #36
افتراضي

لباس أهل الجنة وحليهم ومباخرهم


أهل الجنة يلبسون فيها الفاخر من اللباس

ويتزينون فيها بأنواع الحلي من الذهب والفضة واللؤلؤ ،
فمن لباسهم الحرير، ومن حلاهم أساور الذهب والفضة واللؤلؤ :

قال تعالى:
( وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا )
[ الإنسان : 12]


( يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير )
[ الحج : 23]

( جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير )
[فاطر: 33]
( وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهورا )

[الإنسان:21]


وملابسهم ذات ألوان، ومن ألوان الثياب التي يلبسون الخضر من السندس والإستبرق
( يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خضراً من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم
الثواب وحسنت مرتفقا )

[ الكهف : 31]

( عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة )
[ الإنسان: 21]


ولباسهم أرقى من أي ثياب صنعها الإنسان ،
فقد روى البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال:
" أتى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بثوب من حرير،

فجعلوا يعجبون من حسنه ولينه ، فقال رسول الله

- صلى الله عليه وسلم - :
"لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل من هذا ".

وقد أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم -
أن لأهل الجنة أمشاطاً من الذهب والفضة، وأنهم يتبخرون بعود الطيب،
مع أن روائح المسك تفوح من أبدانهم الزاكية،

ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -
في صفة الذين يدخلون الجنة:
" آنيتهم الذهب والفضة،
وأمشاطهم الذهب، ووقود مجامرهم الألوّة – قال أبو اليمان: عود الطيب
– ورشحهم المسك ".

ومن حليهم التيجان ، ففي سنن الترمذي
ابن ماجة عن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله

- صلى الله عليه وسلم -
في ذكر الخصال التي يُعطاها الشهيد:
" ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها "


وثياب أهل الجنة وحليهم لا تبلى ولا تفنى ، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : "من يدخل الجنة ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه " .



يتبع إن شاء الله ...........

من مواضيعي

  رد مع اقتباس

 

   

قديم 14th March 2012   #37
افتراضي


فرش أهل الجنة




أعدت قصورالجنة
وأماكن الجلوس في حدائقها وبساتينها بألوان فاخرة

رائعة من الفرش للجلوس والاتكاء ونحو ذلك ،
فالسرر كثيرة راقية والفرش عظيمة القدر بطائنها من الإستبرق،
فما بالك بظاهرها، وهناك ترى النمارق مصفوفة على نحو يسر الخاطر،
ويبهج النفس، والزرابي مبثوثة على شكل منسق متكامل ،
قال تعالى:

( فيها سرر مرفوعة * وأكواب موضوعة *
ونمارق مصفوفة * وزرابى مبثوثة )
[ الغاشية : 13-16]

( متكئين على فرش بطائنها من إستبرق )

[الرحمن : 54]

( متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين )
[ الطور: 20]
( ثلة من الأولين * وقليل من الأخرين *
على سرر موضونة *
متكئين عليها متقابلين )

[الواقعة: 13-16].


واتكاؤهم عليها على هذا النحو نوع من النعيم الذي يتمتع به أهل الجنة

حين يجتمعون كما أخبر الله تعالى:

( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين )
[ الحجر : 47]
وقال: ( متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان )
[الرحمن: 76]،

(متكئين فيها على الأرائك )
[ الكهف: 31].

والمراد بالنمارق : المخاد ، والوسائد: المساند ، والزرابي : البسط ، والعبقري : البسط الجياد. والرفرف: رياض الجنة. وقيل: نوع من الثياب، والأرائك: السرر.



خدم أهل الجنة



يخدم أهل الجنة ولدان ينشئهم الله لخدمتهم، يكونون في غاية الجمال والكمال، كما قال تعالى: ( يطوف عليهم ولدان مخلدون* بأكواب وأباريق وكأس من معين )
[الواقعة: 17-18]،

وقال في موضع آخر : ( ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثورا )
[ الإنسان: 19].


قال ابن كثير رحمه الله تعالى: " يطوف على أهل الجنة للخدمة ولدان من ولدان أهل الجنة ( مخلدون ) أي : على حالة واحدة مخلدون عليها، لا يتغيرون عنها، لا تزيد أعمارهم عن تلك السن، ومن فسرهم بأنهم مخرصون، في آذانهم الأقرطة، فإنما عبر عن المعنى، لأن الصغير هو الذي يليق له ذلك دون الكبير. وقوله تعالى:
( إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثورا )
[الإنسان: 19]

أي إذا رأيتهم في انتشارهم في قضاء حوائج السادة وكثرتهم وصباحة وجوههم وحسن ألوانهم وثيابهم وحليهم، حسبتهم لؤلواً منثوراً، ولا يكون في التشبيه أحسن من هذا ، ولا في المنظر أحسن من اللؤلؤ المنثور على المكان الحسن".

وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن هؤلاء الولدان هم الذين يموتون صغاراً من أبناء المؤمنين أو المشركين، وقد رد العلامة ابن تيمية رحمه الله تعالى هذا القول ، وبين أن الولدان المخلدون هم خلق من خلق الجنة قال: " والولدان الذين يطوفون على أهل الجنة : خلق من خلق الجنة ليسوا من أبناء الدنيا ، بل أبناء أهل الدنيا إذا دخلوا الجنة كمل خلقهم كأهل الجنة، على صورة أبيهم آدم ".




يتبع إن شاء الله ...............






من مواضيعي

  رد مع اقتباس

 

   

قديم 14th March 2012   #38
افتراضي

سوق أهل الجنة



روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" إن في الجنة لسوقاً ، يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال، فتحثو في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسناً وجمالاً، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالاً، فيقول لهم أهلوهم : والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً، فيقولون: وأنتم، والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً ".

قال النووي في شرحه لهذا الحديث: " المراد بالسوق مجمع لهم يجتمعون كما يجتمع الناس في الدنيا في السوق ، ومعنى يأتونها كل جمعة، أي في مقدار كل جمعة، أي أسبوع، وليس هناك حقيقة أسبوع، لفقد الشمس والليل والنهار ، ...... وخص ريح الجنة بالشمال، لأنها ريح المطر عند العرب ، كانت تهب من جهة الشام ، وبها يأتي سحاب المطر ، وكانوا يرجون السحابة الشامية ، وجاءت في الحديث تسمية هذه الريح المثيرة ، أي المحركة ، لأنها تثير في وجوههم ما تثيره من مسك أرض الجنة وغيره من نعيمها ".





اجتماع أهل الجنة وأحاديثهم



أهل الجنة يزور بعضهم بعضاً، ويجتمعون في مجالس طيبة يتحدثون، ويذكرون ما كان منهم في الدنيا، وما من الله به عليهم من دخول الجنان، قال تعالى في وصف اجتماع أهل الجنة:
( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين ) [ الحجر: 47]

وأخبرنا الله بلون من ألوان الأحاديث التي يتحدثون بها في مجتمعاتهم ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين * فمن الله علينا ووقنا عذاب السموم * إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البرّ الرحيم )
[ الطور : 25-27].


ومن ذلك تذكرهم أهل الشر الذين كانوا يشككون أهل الإيمان، ويدعونهم إلى الكفران، ( فاقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قال قائل منهم إني كان لي قرين * يقول إءنك لمن المصدقين * إءذا متنا وكنا تراباً وعظماً أءنا لمدينون * قال هل أنتم مطلعون * فاطلع فرءاه في سواء الجحيم * قال تالله إن كدت لتردين * ولولا نعمة ربى لكنت من المحضرين * أفما نحن بميتين * إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين * إن هذا لهو الفوز العظيم * لمثل هذا فليعمل العاملون )
[الصافات : 50-61].




أماني أهل الجنة



يتمنى بعض أهل الجنة فيها أماني تتحقق على نحو عجيب، لا تشبه حال ما يحدث في الدنيا ، وقد حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن بعض هذه الأماني وكيفية تحققها.

فهذا واحد من أهل الجنة يستأذن ربه في الزرع، فيأذن له، فما يكاد يلقي البذر، حتى يضرب بجذوره في الأرض، ثم ينمو، ويكتمل، وينضج في نفس الوقت، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتحدث – وعنده رجل من أهل البادية - :
" إن رجلاً من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع، فقال له: ألست فيما شئت؟
قال: بلى ، ولكن أحب الزرع ، فبذر، فبادر الطرف نباته.
واستواؤه، واستحصاده، فكان أمثال الجبال ، فيقول الله تعالى: دونك يا ابن آدم ، فإنه لا يشبعك شيء
" فقال الأعرابي : " والله لا تجده إلا قرشياً أو أنصارياً، فإنهم أصحاب الزرع ، وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع ، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ".

وهذا آخر يتمنى الولد ، فيحقق الله له أمنيته في ساعة واحدة ، حيث تحمل وتضع في ساعة واحدة .

وروى الترمذي في سننه، وأحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه فإسناد صحيح عن أبي سعيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة، كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة كما يشتهي ".




يتبع بإذن الله ...........

من مواضيعي

  رد مع اقتباس

 

   

قديم 14th March 2012   #39
افتراضي

نساء أهل الجنة


المطلب الأول


زوجة المؤمن في الدنيا زوجته في الآخرة إذا كانت مؤمنة


إذا دخل المؤمن الجنة، فإن كانت زوجته صالحة، فإنها تكون زوجته في الجنة أيضاً: ( جنات عدن يدخلونها ومن صلح من ءابائهم وأزواجهم وذرياتهم ) [ الرعد : 23]، وهم في الجنات منعمون مع الأزواج ، يتكئون في ظلال الجنة مسرورين فرحين ( هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون ) [يس : 56]، ( أدخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون ) [الزخرف: 70].



المطلب الثاني


المرأة لآخر أزواجها

روى أبو على الحراني في " تاريخ الرقة " عن ميمون بن مهران قال : خطب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أم الدرداء، فأبت أن تتزوجه، وقالت: سمعت أن أبا الدرداء يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " المرأة في آخر أزواجها، أو قال: لآخر أزواجها " ورجال هذا الإسناد موثقون غير العباس بن صالح فليس له ترجمة، ورواه أبو الشيخ في التاريخ بإسناد صحيح مقتصراً منه على المرفوع، ورواه الطبراني في معجمه الأوسط بإسناد ضعيف، ولكنه بمجموع الطريقين قوي، والمرفوع منه صحيح، وله شاهدان موقوفان: الأول يرويه ابن عساكر عن عكرمة " إن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام، وكان شديداً عليها، فأتت أباها، فشكت ذلك إليه، فقال: يا بنية اصبري، فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح، ثم مات عنها، فلم تزوج بعده جمع بينهما في الجنة ".

ورجاله ثقات إلا أن فيه إرسالاً لأن عكرمة لم يدرك أبا بكر إلا أن يكون تلقاه عن أسماء .

والآخر أخرجه البيهقي في السنن أن حذيفة قال لزوجته: " إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة ، فلا تزوجي بعدي ، فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا "

فلذلك حرم الله على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينكحن من بعده ، لأنهن أزواجه في الآخرة .


المطلب الثالث


الحور العين

يزوج الله المؤمنين في الجنة بزوجات جميلات غير زوجاتهم اللواتي في الدنيا، كما قال تعالى: ( كذالك وزوجناهم بحور عين ) [الدخان: 54]. والحور: جمع حوراء، وهي التي يكون بياض عينها شديد البياض، وسواده شديد السواد. والعين : جمع عيناء، والعيناء هي واسعة العين.

وقد وصف القرآن الحور العين بأنهن كواعب أتراب، قال تعالى: ( إن للمتقين مفازاً * حدائق وأعناباً * وكواعب أترابا ) [النبأ: 31-33]. والكاعب: المرأة الجميلة التي برز ثدياها، والأتراب المتقاربات في السن . والحور العين من خلق الله في الجنة ، أنشأهن الله إنشاءً فجعلهنّ أبكاراً، عرباً أتراباً ( إنا أنشأنهن إنشاء * فجعلنهن أبكاراً * عرباً أترابا ) [ الواقعة : 35-37] وكونهن أبكاراً يقضي أنه لم ينكحهن قبلهم أحد، كما قال تعالى: ( لم يطمثهن إنسٌ قبلهم ولا جان ) [ الرحمن : 56]، وهذا ينفي قول من قال : إن المراد بالزوجات اللواتي ينشئهن الله في الجنة زوجاتهم في الدنيا إذ يعيدهن شباباً بعد الكهولة والهرم، وهذا المعنى صحيح ، فالله يدخل المؤمنات الجنة في سن الشباب، ولكنهن لسن الحور العين اللواتي ينشئهن الله إنشاء.

والمراد بالعُرُب : الغنجات المتحببات لأزواجهنّ .

وقد حدثنا القرآن عن جمال نساء الجنة فقال: ( وحورٌ عين * كأمثال اللؤلؤ المكنون ) [ الواقعة : 22 – 23] والمراد بالمكنون: المخفي المصان ، الذي لم يغير صفاء لونه ضوء الشمس، ولا عبث الأيدي، وشبههن في موضع آخر بالياقوت والمرجان ( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنسٌ قبلهم ولا جان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * كأنهن الياقوت والمرجان ) الرحمن : 56-58] ، والياقوت والمرجان حجران كريمان فيهما جمال ، ولهما منظر حسن بديع، وقد وصف الحرور العين بأنهن قاصرات الطرف، وهن اللواتي قصرن بصرهن على أزواجهن، فلم تطمح أنظارهن لغير أزواجهن، وقد شهد الله لحور الجنة بالحسن والجمال، وحسبك أن الله شهد بهذا ليكون قد بلغ غاية الحسن والجمال ( فيهن خيرات حسان * فبأى ءالآء ربكما تكذبان * حور مقصورات في الخيام ) [ الرحمن : 70-72].

ونساء الجنة لسن كنساء الدنيا، فإنهن مطهرات من الحيض والنفاس، والبصاق والمخاط والبول والغائط ، وهذا مقتضى قوله تعالى: ( ولهم فيها أزوج مطهرة وهم فيها خالدون ) [ البقرة: 25].

وقد حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن جمال نساء أهل الجنة، ففي الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون، ولا يمتخطون، آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن "

وانظر إلى هذا الجمال الذي يحدث عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - هل تجد له نظيراً مما تعرف؟ " ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأته ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها " رواه البخاري .

وتحديد عدد زوجات كل شخص في الجنة باثنين يبدو أنه أقل عدد، فقد ورد أن الشهيد يزوج باثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ففي سنن الترمذي وسنن ابن ماجة. بإسناد صحيح عن المقدام بن معدي كرب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "للشهيد عند الله ثلاث خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقربائه ".



غناء الحور العين


وقد أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن الحور العين في الجنان يغنين بأصوات جميلة عذبة ، ففي معجم " الطبراني الأوسط" بإسناد صحيح عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط . إن مما يغنين: نحن الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام، ينظرن بقرة أعيان. وإن مما يغنين به: نحن الخالدات فلا يمتنه، نحن الآمنات فلا يخفنه، نحن المقيمات فلا يظعنّه ".

وروى سموية في " فوائده " عن أنس، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الحور العين لتغنين في الجنة، يقلن: نحن الحور الحسان، خبئنا لأزواج كرام ".

غيرة الحور العين على أزواجهنّ في الدنيا :

أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن الحور العين يغرن على أزواجهن في الدنيا إذا آذى الواحد زوجته في الدنيا ، ففي مسند أحمد، وسنن الترمذي بإسناد صحيح عن معاذ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا ، إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله ، فإنما هو دخيل عندك ، يوشك أن يفارقك إلينا ".


المطلب الرابع


يُعطى المؤمن في الجنة قوة مائة رجل

عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا من الجماع ". قيل : يا رسول الله ، أو يطيق ذلك؟ قال: " يعطى قوة مائة رجل " رواه الترمذي .




يتبع إن شاء الله ...............

من مواضيعي

  رد مع اقتباس

 

   

قديم 14th March 2012   #40
افتراضي


ضحك أهل الجنة من أهل النار



بعد أن يدخل الله أهل الجنة الجنة ينادون خصومهم من الكفار
أهل النار مبكتين ومؤنبين
( ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا
ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنه الله على الظالمين )
[ الأعراف : 44].

لقد كان الكفار في الدنيا يخاصمون المؤمنين، ويسخرون منهم، ويهزؤون بهم
وفي ذلك اليوم ينتصر المؤمنون
فإذا بهم وهم في النعيم المقيم، ينظرون إلى المجرمين
فيسخرون منهم، ويهزؤون بهم
( إن الأبرار لفي نعيم * على الأرائك ينظرون *
تعرف في وجوههم نضرة النعيم * يسقون من رحيق مختوم *
ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون *
ومزاجه من تسنيم * عيناً يشرب بها المقربون *
إن الذين أجرموا كانوا من الذين ءامنوا يضحكون *
وإذا مروا بهم يتغامزون * وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين*
وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون *
وما أرسلوا عليهم حافظين * فاليوم الذين ءامنوا من الكفار يضحكون *على الأرائك ينظرون * هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون )
[المطففين : 22-36].


نعم والله لقد جوزي الكفار بمثل ما كانوا يفعلون، والجزاء من جنس العملويتذكر المؤمن في جنات النعيم ذلك القرين أو الصديق الذي كان يزين له الكفر في الدنيا
وكان يدعوه إلى تلك المبادئ الضالة التي تجعله في صف الكافرين أعداء الله
فيحدّث إخوانه عن ذلك القرين، ويدعوهم للنظر إليه في مقره الذي يعذب فيه

فعندما يرى ما يعاينه من العذاب – يعلم مدى نعمة الله عليه
وكيف خلصه من حاله، ثم يتوجه إليه باللوم والتأنيب

( فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون *
قال قائل منهم إني كان لي قرين * يقول أءنك لمن المصدقين *
أءذا متنا وكنا تراباً وعظماً أءنا لمدينون * قال هل أنتم مطلعون *فاطلع فرءاه في سواء الجحيم *
قال تالله إن كدت لتردين* ولولا نعمه ربي لكنت من المحضرين *أفما نحن بميتين * إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين *
إن هذا لهو الفوز العظيم )
[الصافات: 50-60].




التسبيح والتكبير من نعيم أهل الجنة



الجنة دار جزاء وإنعام


لا دار تكليف واختبار، وقد يشكل على هذا ما رواه البخاري وغيره
عن أبي هريرة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -
في صفة أول زمرة تدخل الجنة،
قال في آخره : " يسبحون الله بكرة وعشياً"

ولا إشكال في ذلك إن شاء الله تعالى ، لأن هذا ليس من باب التكليف

قال ابن حجر في شرحه للحديث :
" قال القرطبي: هذا التسبيح ليس عن تكليف وإلزام !

وقد فسره جابر في حديثه عند مسلم بقوله:
" يُلهمون التسبيح والتكبير كما تلهمون النفس "

ووجه التشبيه أن تنفس الإنسان لا كلفة عليه فيه
ولا بد منه، فجعل تنفسهم تسبيحاً

وسببه أن قلوبهم تنورت بمعرفة الرب سبحانه، وامتلأت بحبه
ومن أحب شيئاً أكثر من ذكره ".


وقد قرر شيخ الإسلام أن هذا التسبيح والتكبير لون من ألوان النعيم الذي يتمتع به أهل الجنة، قال:
" هذا ليس من عمل التكليف الذي يطلب له ثواب منفصل
بل نفس هذا العمل من النعيم الذي تتنعم به الأنفس وتتلذذ به ".





يتبع إن شاء الله .............
من مواضيعي

  رد مع اقتباس

 

   

إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
...., أهلها.., اللهم, الجنة, إجعلنا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فوائد موز الجنة أم حفص روضة الصحة العامة 8 9th May 2015 01:47 PM
تلك الجنة ... ديني يقيني رحله إلى الدار الأخرة 8 14th October 2014 11:05 AM
دعاء للابناء ام عمار بن ياسر أدعيه وأذكار 10 17th April 2014 10:35 AM
كيف السبيل للوصول إلى الفردوس الأعلى نسائم مكة رحله إلى الدار الأخرة 3 31st December 2013 04:56 PM
وصف الجنة فى القرآن أم حفص روضة العقيدة 5 28th May 2013 06:45 PM

Loading...

هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا هي لكل مسلمة محبة لدينها وأمتها وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ، غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطاً بميزان الشرع المطهر
.
الساعة الآن 09:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. MTWER
 
         
sitemap
:: الإعلانات النصية ::
منتديات نور الإسلام ملتقى أحباب الله منتديات الدفاع عن الصحابة أحباب الله منتديات ربيع الفردوس الاعلى
منتديات فنزر الاسلامية