الحمدُ لله وحدَهُ، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، أمَّا بعدُ: فإنَّ الدعوة إلى الله تعالى أشرف الأعمال قاطبةً، وهي مهمة الأنبياء والمرسلين والمصلحين، والدعوة إلى الله تعالى ليستْ شيئًا كماليًّا أو هامشيًّا في الإسلام، بل هي من الأصول الثابتة والدعائم الراسخة فيه!
وعندما نتحدث عن الدعوة فإننا نقصد بها أمرين: الأول: دعوة غير المسلمين إلى الإسلام. الثاني: دعوة المسلمين إلى التمسُّك بالإسلام والرُّجوع إلى صحيحه.
وإنما استحقَّتِ الأمة الإسلامية شرفَ الخيريَّة؛ لأنها تأمُر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله، ولا يخفى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يدخُل ابتداءً في الدعوة إلى الله تعالى؛ قال تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110]، ولأنَّ عملَ الدعوة من الأعمال العظيمة فإنه يحتاج إلى دُعاة عظماء على قدر المسؤولية، يقومون بمهمة الدعوة على أكمل وجهٍ؛ فالداعيةُ هو العنصر الأول في نجاح العملية الدعَويَّة. ولا أدري كيف نرجو نجاحًا لدعوتنا، وفلاحًا لرسالتنا، ونحن نفتَقِد هذا العنصر الأصيل! وحتى يكون الداعيةُ مُوفَّقًا في دعوته، فلا بد أن يكونَ داعيةً على منهاج النبوة.
ومِن صفات هذا الداعية: 1- أن يبدأ بما بدأ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم في دعوته، وذلك من خلال تصحيح العقيدة، وبيان الأصول العامة التي يقوم عليها الإسلامُ، ولا يليق بالداعية أن يغفلَ عن هذا الباب؛ لأنه أصلٌ لكل ما بعده.
2- دعوة الناس إلى الإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم: وعندما نقول الإسلام، فإننا نعني به: الإسلام بمفهومه الشامل عقيدةً وشريعةً وأخلاقًا. ومما يؤسَف له أنَّ صِنفًا من الدعاة لا يَدْعُون الناس إلى الإسلام الذي جاء به النبيُّ صلى الله عليه وسلم، إنما يدعونهم إلى مذاهبِهم الفكرية، وأحيانًا آرائهم الحزبية، بل ويوالون ويعادون على هذا، مما جعل بعضَ الناس ينفرون من الدعاة، ويتَّهِمون المنهج الدعوي الإسلاميَّ بالقصور.
3- ومن صفات الداعية أن يكونَ هدفُه واضحًا في دعوته، على بصيرةٍ مِن أمره؛ قال تعالى:﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108]، وليسأَلْ نفسه هذا السؤال: ماذا أريد مِن دعوتي؟
4- أن يتسلَّح الداعية بالعلم النافع والعمل الصالح؛ فالعلم والعمل كفيلانِ بنجاحه في دعوته، وإذا فقد الداعيةُ العملَ فإنه أشبه بطبيبٍ يُداوي غيره وهو عليلٌ، وقد ذكر الله لنا حال قومٍ فصَلوا بين علمهم وعملهم؛ قال تعالى:﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44]، وقال مُحذِّرًا المؤمنين من أن يقولوا ما لا يفعلون: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2]، وفي ذلك يقول القائل: وَغَيْرُ تَقِيٍّ يَأْمُرُ النَّاسَ بِالتُّقَى ♦♦♦ طَبِيبٌ يُدَاوِي وَالطَّبِيبُ مَرِيضُ
وأنشد أبو الأسود الدؤلي قائلًا: لا تَنْهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ ♦♦♦ عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتَ عَظيمُ
ويصف لنا الإمام ابن القيم حال صنفٍ من الناس خالفَتْ أعمالُهم أقوالَهم، فيقول في كتابه الفوائد: "علماء السوء جلَسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم، ويدعونهم إلى النار بأفعالهم، فكلما قالَتْ أقوالهم للناس: هلموا؛ قالت أفعالهم: لا تسمعوا منهم، فلو كان ما دعوا إليه حقًّا كانوا أول المستجيبين له، فهم في الصورة أدلَّاء، وفي الحقيقة قطَّاع طُرق"[1]،وإذا فقد الداعية العلمَ فإن دعوته لن تحققَ الأثر المرغوب، وحاجة الداعية للعلم ماسَّةٌ، خاصةً في هذا العصر.
وأَوْلَى العلوم التي ينبغي للداعية أن يحصلها علومُ الدين؛ من عقيدة، وتفسيرٍ، وحديثٍ، ولغة...، كذلك لا بأس بأن يطَّلِع على العلوم الأخرى التي لها عَلاقة بدعوته، وقد يتعرض للسؤال فيها، وبالجملة فإننا نريد داعية موسوعيًّا يستطيع أن يُدلِي بدلوه في كل ما يعرض له، أما أن نجد دعاة لا يستطيع أحدُهم أن ينطق جملةً صحيحة، ولا أن يقيم دليلًا على دعواه، فهذا مما عمَّت به البلوى، وهو مُؤْذِنٌ بنفور الناس منه ومن دعوته.
تَذكُرُ الإحصاءات أن عدد خطباء الجمعة بين المسلمين يزيد على مليونَي خطيب، ومع ذلك لم نلحظ تأثيرًا ملحوظًا في واقع المدعوِّين، وهذا يدل دلالةً قاطعة على خطورة الأمر! ويرجع هذا إلى فقدانِ الدعاة للمقومات الأساسية لنجاحهم، ومنها التسلح بالعلم والعمل.
5- مخاطبة الناس على قدر عقولهم ومراعاة مقتضى الحال: فلا يليق أن يعيش الداعية منعزلًا عن واقعه ومجتمعه، ولا يستقيم أن يكون في وادٍ والناس في وادٍ آخر! وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب الناس على قدر عقولهم، ويراعي أحوالهم؛ فقد امتنع عن هدم الكعبة لأن حال العرب لا يستوعب ذلك، فالقوم حديثو عهد بجاهلية، وقد كانوا يُقدِّسون البيت الحرام، روى الإمام مسلم في صحيح بسنده عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عائشةُ، لولا أن قومَكِ حديثو عهدٍ بشرك، لهدمتُ الكعبة فألزقتُها بالأرض، وجعلتُ لها بابين:بابًا شرقيًّا، وبابًا غربيًّا، وزدتُ فيها ستة أذرع من الحِجْر، فإن قريشًا اقتصرَتْها حيث بَنَتِ الكعبةَ))[2].
وتحديث الناس بما يُنكِرون قد يفتح بابًا لتكذيبهم ما يُحدَّثون به، يروي الإمام البخاري حديثًا موقوفًا على الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول فيه: "حَدِّثُوا النَّاسَ بما يعرفُونَ، أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ!"[3]. وقال الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لا تَبْلُغُهُ عقولهم إلا كان لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةٌ".
6- أن يعدَّ الداعيةُ الدعوةَ إلى الله مهمةً عظيمة ورسالة نبيلة، لا أن ينظر إليها على أنها مجرَّد وظيفة يتقاضى عليها أجرًا، وإذا وصل الداعيةُ إلى هذا الحالِ، فكيف نرجو تحقيق الأثر المرجوِّ مِن الدعوة؟!
وأخيرًا فإن الدعوة إلى الله شرفٌ ما بعده شرف، وإننا لنرجو أن يتغير واقع الدعاة إلى الله ليكونوا دعاةً بحقٍّ على منهاج النبوة، نسأل الله أن يُسخِّرنا لخدمة دينه، وأن يرزقنا السداد في القول والعمل، والحمد لله أولًا وآخرًا.
[1] الفوائد: ابن قيم الجوزية، تحقيق/ بشير محمد عيون، صـ 112، ط دار البيان، دمشق، بدون تاريخ.
[2] صحيح مسلم، الإمام مسلم بن الحجاج، كتاب الحج، باب نقض الكعبة وبنائها، حديث رقم 2378.
[3] صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري، كتاب العلم، باب مَن خص بالعلم قومًا دون قوم كراهية ألا يفهموا.
صدر حديثا على موقع ارشيف تقنية تمكنك عند السماع اونلاين لاي مصحف او اي صوتيات
يمكنك 2 ميزة
الميزة الاولى___ستجد رسمة الساعة اعلى الصفحة على اليمين__هذه الرسمة لتسريع الصوت
فيمكنك تسريع الصوت لاي مصحف بمقايييس مختلفة للسرعة للسماع حدر اونلاين لاي مصحف
وقبل ان اذكر لك الميزة الثانية اليك الرابط
هنا آلاف المصاحف مرفوعة على ارشيف مع الترتيب للاحدث فتابع الجديد يوميا هنا https://archive.org/search.php?query...rt=-publicdate
____الميزة الثانية ____رسمة البطة___ستجدها اعلى الصفحة على اليمين ايضا بجوار سور المصحف الصوتية في جدول السماع
اذا ضغطت على رسمة البطة ستحول الشكل الى مشغل صوتيات مع خاصية الكوليزر الرهيبة للسماع اونلاين
بجودة صوت خيالية مع تغيير الكوليزر حسب ذوقك في الاستماع للحصول على صدى صوت وتقنيات رهيبة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://archive.org/download/akhtaaa...ng-of-hafs/pdf
واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة في الاية رقم 3 والسورة رقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت
ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
والهدية الرابعة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلمة محبة لدينها وأمتها
وهي على مذهب أهل السنة والجماعة
ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط
دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطاً بميزان الشرع المطهر