الخطبة الأولى: أمّا بعد: فاتَّقوا الله - عبادَ الله - حقَّ التقوى؛ فمن اتَّقى ربَّه أسعده في الآخرة والأولى. إخوة الإسلام، أفضل الخلقِ وأهداهم أتمُّهم عبوديّةً لله، وسرورُ القلبِ وانشراح الصدر في إنابةِ العَبد إلى الله والإقبالِ عليه والاستعانةِ به، والرجوعُ إلى الله والإنابةُ إليه عبادةٌ عظيمة من سُنَنِ الأنبياء والمرسَلين، قال جلّ وعلا عن داودَ عليه السلام: {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} [ص: 24]، وقال عَن سليمانَ عَليه السلام: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ} [ص: 34]، وقال شُعيب عليه السلام: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود:88]، وقال نبيُّنا محمّد صلى الله عليه وسلم: {ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [الشورى: 10]، وأثنى الله على خليلِه إبراهيم لاتِّصافِه بالإنابةِ إليه والرّجوعِ إليه في كلِّ أمر، قال جلّ وعلا: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ} [هود:75]، ومِن دعاء الخليلِ عليه السلام: {رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [الممتحنة:4]. والمنيبون إلى اللهِ هم خيرُ مَن يَصحبُهم المرءُ في حياته، يقول سبحانه: {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} [لقمان:15]. والإنابةُ إلى اللهِ هي مفتاحُ السّعادة والهدايةِ، قال سبحانه: {قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} [الرعد:27]. والبِشارة هي لأهل الإنابة: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمْ الْبُشْرَى} [الزمر:17]. ولا يَعتبِر بالآيات ولا يتَّعظ بالعِبَر إلاّ المنيبُ إلى ربِّه، قال عز وجل: {تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} [ق:8]، والمنيب هو المتذكِّر حال نـزولِ النّعم؛ {وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَنْ يُنِيبُ} [غافر:13]. والإنابةُ إلى الله مانعةٌ من عذابِ الله، {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ} [الزمر:54]. والجنّةُ أُعِدَّت نُزُلا للقلبِ الخاشع المنيب، يقول جل جلالـه: {وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ} [ق:31-33]. وأمَر الله جميعَ الخَلق بالإنابة إليه والرجوع إليه، قال سبحانه: {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ} [الروم:31]. وحقيقة الإنابة هي الرجوعُ إلى الله؛ بعمل الطاعات وترك الغفلة والمعاصي، وهي منـزلةٌ أعلى من التوبة، فالإنابةُ مع ترك الغفلة والمعاصي تدلّ على ذلك ؛ وتدلّ على الإقبالِ على الله بالعِبادات، والله يقول: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود:114]. ومَن أكثرَ الرجوع إلى الله كان الله مفزَعَه عند النوازِلِ والبلايا والفواجِع، فحقيقٌ بالمرءِ أن ينيبَ إلى ربِّه وأن يحاسِبَ نفسَه على ما سَلَف وعلى ما اقتَرَف من عِصيان، يقول الحسن البصري رحمه الله: "إنَّ العبدَ لا يزال بخيرٍ ما كان له واعظٌ من نفسِه؛ وكانَتِ المحاسبَةُ هِمَّتَه، والمؤمِن في الدنيا كالغريبِ؛ لا يجزَع من ذلِّها، ولا ينافِس في عِزِّها، له شأنٌ وللنّاسِ شَأن"، واعمَل بوصيَّةِ المصطفى: «كُن في الدنيا كأنّك غريبٌ أو عابرُ سبيل» [صحيح ابن حبان: 698]، ومن كانتِ الآخرةُ همَّه كانت هِمَّته في تحصيلِ الزاد الصالح، وإذا استيقَظَت القلوب استعدَّت للآخرة، ومَن اجتَهَد في محاسبةِ نفسِه ولَجَمها عن العصيان نجا في الآخرةِ منَ النّدامة والخُسران، قال بعض السلف: "ما نِمتُ نومًا قطّ فحدّثتُ نفسِي أني أستيقِظُ منه". إخوة الإيمان، حقٌّ على الحازِمِ أن لا يغفلَ عَن زلاّت نفسِه وخَطَراتها وخَطَواتها، بل يقودُها إلى ما يقرِّبها إلى ربِّها، فالمحافظَةُ على الصلواتِ جماعةً في بيوتِ الله من شعائرِ الإيمان، والدعوةُ إلى الله تنير البصيرةَ، وبِذِكر الله تلينُ القلوب وتطمئن، قال سبحانه: {أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28]، ومجالسةُ العلماء والصالحين وملازَمَةُ دروسهم والاستنارة بعلمهم من أسبابِ خشيةِ الله ومراقبَتِه، {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28]، وبِرُّ الوالدين مفتاحُ السّعادة، وصِلَة الرّحِم بركةٌ في الوقتِ والرّزق، والمالُ الحلال سبَبٌ في صلاح الأبناءِ وإجابةِ الدعاء، وقِصَرُ الأمَل دافع للعَمَل، وتَذَكُّرُ الموتِ خيرُ واعِظ، وزِيارةُ المقابر والتأمُّلُ في أحوال الموتى تذكيرٌ بالآخرة، والتطلّعُ إلى سِيَر السّلَف يهذِّب النّفسَ ويحدو للعمل. قال ابن القيِّم رحمه الله: "ومن تأمَّل أحوالَ الصحابةِ وجَدَهم في غايةِ العمل مع غايةِ الخوف، ـ قال: ـ ونحن جمَعنا بين التّقصِيرِ بل بين التفريطِ والأمن"، وكان الصِّدِّيق رضي الله عنه يقول: "وَدِدتُ أني شعرةٌ في جنبِ عبدٍ مؤمن"، وهو الذي إذا قامَ إلى الصلاة كأنّه عودٌ مِن خشية الله، وكان إذا صلى بالناس لا يُسمع الناس من البكاء. وفقنا الله لصالح العمل، ووقانا الغفلةَ وطولَ الأمل. أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين .. الخطبة الثانية: عباد الله، إن العاقلَ الرّشيدُ مَن خاف على نفسِه الوقوعَ في الزّلَل أو الاستمرار على الخَلَل، والصحبةُ السيّئة تورِد المهالك، وإطلاقُ عَنانِ البَصَر في المحرَّمات مما يشاهَد في الفضائيّات والطُّرُقات يضعِف زَكاءَ النّفس، وإهمالُ الأبِ إصلاحَ أهلِ بيتِه تفريطٌ في الأمانة، واتّباعُ الهوى والشهواتِ يورد الندامة، وإطلاقُ اللّسان بالكذب وفي أعراضِ المسلمين يُظلِم القلب، وإشغالُ النفس بما لا يَعنِيها حِرمانٌ لها ممّا يرفَع درجاتِها، يقول إبراهيم بن أدهَم رحمه الله: "من علامةِ إعراضِ الله عن العبد أن يُشغِلَه بما لا يَعنِيه"، والتّقصيرُ في إنكارِ المنكَر بالحسنى ضَعفٌ في النّصح، ودَواء السيِّئات كثرة الاستغفار والطاعات، وتَرك الخطيئةِ أيسَر من طلبِ التّوبة، واغتَنِم الأعمالَ الصالحة قبل أن يحولَ بينك وبينها حائل، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «اغتَنِم خمسًا قبل خمس: شبابَك قبل هرَمِك، وصِحَّتَك قبل سَقمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغك قبل شغلِك، وحياتك قبل موتِك» [الترغيب والترهيب: 4/203]. فالمنيبُ إلى الله بالرجوع إليه من العصيان، المكثِرُ من أنواعِ الطاعاتِ والقُرُبات هو الموفق لأنه يكون بذلك متأهبًا للرحيل من هذه الدنيا والحساب بين يدي الله، {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 30]. اللهم ارزقنا صدق الإنابة إليك، وحسن التوكل عليك. اللهم وفقنا لتدارك ما بقي من أعمارنا
صدر حديثا على موقع ارشيف تقنية تمكنك عند السماع اونلاين لاي مصحف او اي صوتيات
يمكنك 2 ميزة
الميزة الاولى___ستجد رسمة الساعة اعلى الصفحة على اليمين__هذه الرسمة لتسريع الصوت
فيمكنك تسريع الصوت لاي مصحف بمقايييس مختلفة للسرعة للسماع حدر اونلاين لاي مصحف
وقبل ان اذكر لك الميزة الثانية اليك الرابط
هنا آلاف المصاحف مرفوعة على ارشيف مع الترتيب للاحدث فتابع الجديد يوميا هنا https://archive.org/search.php?query...rt=-publicdate
____الميزة الثانية ____رسمة البطة___ستجدها اعلى الصفحة على اليمين ايضا بجوار سور المصحف الصوتية في جدول السماع
اذا ضغطت على رسمة البطة ستحول الشكل الى مشغل صوتيات مع خاصية الكوليزر الرهيبة للسماع اونلاين
بجودة صوت خيالية مع تغيير الكوليزر حسب ذوقك في الاستماع للحصول على صدى صوت وتقنيات رهيبة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://archive.org/download/akhtaaa...ng-of-hafs/pdf
واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة في الاية رقم 3 والسورة رقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت
ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
والهدية الرابعة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلمة محبة لدينها وأمتها
وهي على مذهب أهل السنة والجماعة
ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط
دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطاً بميزان الشرع المطهر