العلاقات الإنسانية والاجتماعية لا تُبنى على حقوق وواجبات جامدة، ولا أدوار ثابتة غاية الثبات؛ وإنما هي علاقات مرنة، وتقبل الأخذ والردُّ.
ولقد جمعني حديثٌ عن الحقوق مع أحد الإخوة الصالحين، فقال لي: قال لي الشيخ "فلان" ذات مرة: إذا أردْتَ أن توزِّع الميراث ويرضى كلُّ الأطراف؛ فعليك أن تتنازل بعض الشيء عن حقِّك"، وبالفعل فمثلًا إذا مات رجلٌ وترك بنتًا واحدةً أو بناتٍ دون أخٍ عصبة، فغالبًا ما يترك الأعمام نصيبَهم من الإرث لبنات أخيهم، رغم أنهم إذا طالبوا بحقِّهم فلا عيبَ في ذلك؛ ولكن دوام العشرة يقتضي بعض التنازل.
وكذلك في الزواج، فإن حقوق وواجبات الزوج والزوجة معروفة ومشتهرة بين الناس؛ ولكن تجِد العلاقات الزوجية الناجحة معتمدة إما على الوضوح والشدة فى إعطاء كُلِّ ذي حقٍّ حقَّه، أو المرونة في العلاقة بين الزوجين، وهذا أدْعَى للنجاح بينهما.
أمَّا ما نراه من كلام دُعاة خراب البيوت من تحريض للمرأة على زوجها وأهله، وتحريض للرجل على زوجته وأهلها، ووَصْم أهل الطرفين بالصفات الذميمة، ونشر حالة من الرعب والتربُّص بين الأزواج، فليس هدفهم إلا "هدم الأسرة المسلمة"؛ لنشر الرذيلة والحياة المادية الرخيصة، لتكون الغاية من الحياة هي إسعاد "الأنا" وإرضاؤها، فالعلاقات الإنسانية- ومنها الأسرة- تقوم على البذل والعطاء، فالزوج يُضحِّي بماله وجهده لأجل أهل بيته، والمرأة تُضحِّي بجهدها لأجل زوجها وأبنائها، والصديق يُضحِّي بماله لأجل مساعدة صديقه وإقراضه دون فائدة مرجوَّة، والقويُّ ينصر الضعيف ابتغاء مرضاةِ الله، والغني يبذل ماله للفقير ناظرًا إلى الجنة.. إلخ.
وهذا على عكس المعتقد المادي الذي يسعى أنصارُه إلى نشره بين الناس، فالمادية تقوم على "الأنانية" المفرطة، فالقرض لا يوجد إلا "بفائدة"، والعلاقات لا تنبني إلا لهدف، والإنسان يسعى لإرضاء شهواته التي يريدها، حتى لو رأى الرجل نفسَه امرأةً، أو رأت المرأة نفسَها رجلًا، فهو وما يُحِبُّ، والأبُ غيرُ ملزَمٍ بالتضحية لأجل أبنائه، والمرأة غير ملزمة بخدمة زوجها ولا فِلذات أكبادها... إلخ، يسعى هؤلاء إلى إرضاء شهوات النفس في الدنيا، فترى كل الإعلانات التجارية الرأسمالية "مثلًا" تعتمد على مخاطبة شهوات النفس، وتغذية الطبقية المجتمعية، أو الإحساس اللحظي بالطبقية، والمعاملة في المطاعم والشركات الخدمية تُغذِّي إحساس السيادة على حساب الموظف الذي يُصوُّره لك ربُّ العمل على أنه "عبدٌ خادِمٌ" لإرضاء شهواتك!
ومن هنا تتحوَّل العلاقات الإنسانية إلى علاقات مادية، حتى في أهم أنواعها - الأسرة - تتحوَّل إلى علاقات مادية بحتة، فيُطالب أهل الفتاة بمَهْرٍ كبيرٍ وبيتٍ كالقصر، ويُطالب الشابُّ بجهاز من العروس كأنها ابنة أمير وهو ابن أمير، ويُطالب المدعوون بقاعة وزفاف في قاعة من ألف ليلة وليلة، وطعام في بوفيه مفتوح، فتَحَوَّلَ الزواجُ إلى مباهاةٍ ماديةٍ، واشتراطات وتعاقُدات مادية، لا كما كان عقدًا اجتماعيًّا لبناء أسرة تتَّسِم بالسكينة والمودَّة.
ووصلت الفتنة المادية إلى "الموت"؛ ففي بعض بلداننا الإسلامية صار الناس يُزخرِفون قبورَهم التي سيَدْفِنون موتاهم فيها، حتى إنني رأيت قبورًا وُضِع على أرضياتها وجدرانها الرخام والجرانيت، وزُخرِفت بأجمل الزخارف، وزُيِّنت بأجمل الزهور، كأنها دارُ خلودٍ، وقرأتُ على شاهد أحد القبور "مدفن صاحب العِزَّة فلان بن فلان"! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولقد جاء الإسلام موازنًا للعلاقة بين المادية والإنسانية، وأعاد تحجيم تطرُّف النفس البشرية الباحثة عن المادية، وأظهر ذلك الداء العضال في القرآن الكريم في أكثر من موضع، فقال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران: 14]، {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [الحديد: 20]، وغير ذلك الكثير من الآيات، وألحقها الله عز وجل بعلاج ذلك الداء، حتى تسكن النفس الإنسانية، وتعلم يقينًا أن الدنيا ليست مجرد علاقات مادية فحسب، فقال تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 15]، {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21]، وغير ذلك من الآيات الكريمة التى تزن بينهما.
فإذا ترك الإنسان سَمْعَه لأتباع المادية الداعين لها، الذين يسعون إلى خراب البيوت والذمم، انقلب على وجهه خاسرًا، ربما خسر بيته أو أسرته، أو أصدقاءه، أو خسر الذي هو خير من ذلك ألا وهو "جزيل الثواب أو رِضا الله تعالى عنه".
ولقد أخبرنا الله عمَّن يُشبه ذلك الصِّنْف الماضي الذي يجعل حساباته كلها مادية بحتة، ويرى مظاهر رِضا الله في الإنعام بالمال، وسخطه في التضييق على العبد في الرزق، فقال تعالى: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} [الفجر: 15، 16] ووصف الله عز وجل هذا الصِّنْف ومن شابهه من غالب البشر بقوله عز وجل: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} [الفجر: 20]؛ أي: كثيرًا شديدًا، وهذا كقوله تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى: 16، 17] {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ} [القيامة: 20، 21].
أما أولئك الذين تغيَّرت حساباتهم من المادية إلى الإنسانية الفطرية المؤمنة فمثل ذلك الذي أخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه حذيفة، قال: سمِعتُ رسول الله الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ رَجُلًا كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَتَاهُ الْمَلَكُ لِيَقْبِضَ رُوحَهُ، فَقِيلَ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: مَا أَعْلَمُ، قِيلَ لَهُ: انْظُرْ، قَالَ: مَا أَعْلَمُ شَيْئًا غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا وَأُجَازِيهِمْ، فَأُنْظِرُ الْمُوسِرَ، وَأَتَجَاوَزُ عَنِ الْمُعْسِرِ، فَأَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ»؛ وهذا ولا شك أعظم مكانةً، فيكفيه الفوز بالجنة، فانظر إلى أي الفريقين تُحِبُّ أن تكون!
_____________________________________________ الكاتب: محمد نصر ليله
صدر حديثا على موقع ارشيف تقنية تمكنك عند السماع اونلاين لاي مصحف او اي صوتيات
يمكنك 2 ميزة
الميزة الاولى___ستجد رسمة الساعة اعلى الصفحة على اليمين__هذه الرسمة لتسريع الصوت
فيمكنك تسريع الصوت لاي مصحف بمقايييس مختلفة للسرعة للسماع حدر اونلاين لاي مصحف
وقبل ان اذكر لك الميزة الثانية اليك الرابط
هنا آلاف المصاحف مرفوعة على ارشيف مع الترتيب للاحدث فتابع الجديد يوميا هنا https://archive.org/search.php?query...rt=-publicdate
____الميزة الثانية ____رسمة البطة___ستجدها اعلى الصفحة على اليمين ايضا بجوار سور المصحف الصوتية في جدول السماع
اذا ضغطت على رسمة البطة ستحول الشكل الى مشغل صوتيات مع خاصية الكوليزر الرهيبة للسماع اونلاين
بجودة صوت خيالية مع تغيير الكوليزر حسب ذوقك في الاستماع للحصول على صدى صوت وتقنيات رهيبة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://archive.org/download/akhtaaa...ng-of-hafs/pdf
واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة في الاية رقم 3 والسورة رقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت
ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
والهدية الرابعة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلمة محبة لدينها وأمتها
وهي على مذهب أهل السنة والجماعة
ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط
دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطاً بميزان الشرع المطهر