كما يذكر (غادامير) فإن مفهوم التأويل هو سعي في الفهم والمشاركة في القصد الجمعي، ويكون المؤوِّل وسيطاً بين النص وبين من يتلقاه، وأن المعيار للتأويل هو الشيء نفسه، وهو ما يتطلب الفهم الوفي لدلالة النص
يستند جوهر الفكر النسوي الغربي إلى أن المرأة لا تُعامَل على قدم المساواة في المجتمع لكونها امرأة، فالرجل - أو بشكل أدق الذكورية - في المجتمع هي التي تنظِّم شؤونه وتحدد أولوياته، وأن الرجل وضع في المرأة كلَّ ما لا يميِّز ذاته، فوسم نفسه بالعقلانية والقوة والإيجابية، ووسم المرأة بالعاطفية والضعف والسلبية؛ لذا حرمَ المرأة من الدخول إلى ميدان الحياة العامة والثقافية والاجتماعية، وحصرَها في شؤون البيت والأسرة.
وهو ما أنتج الفكر النسوي بوصفه حركة تواجه هذا الواقع الإقصائي، فتتحداه، وتتمرد عليه، وليكون مفاد مفهوم النسوية أنها حركة تعمل من أجل تغيير أوضاع المرأة وتحقيق المساواة الغائبة، التي هي ناتجة عن نمط الحياة الذي عانت منه المرأة الغربية، بدءاً من النمط الأبوي المتحكم فيها، بذوبان شخصيتها اسماً ومالاً وفعلاً وقراراً في شخصية الأب قبل الزواج، ثم في شخصية الزوج بعد الزواج، بجانب غياب استقلاليتها المادية والمعنوية، خاصة أن النظرة إلى المرأة كانت متدنية في ضوء الموروث الديني الإنجيلي والتوراتي، وتعدُّها في درجة أقل من الرجل، ولأن حواء في بداية خلقها خرجت من ضلع الرجل، فهي عندهم تابعة للرجل وأدنى منه، كما أن التراث الفلسفي الغربي - اليوناني تحديداً - يرتكز على مقولة أرسطو بأن النساء هن «رجال أدنى شأناً». ثم جاء التطور الفكري ممهداً لحقوق المرأة على أيدي فلاسفة التنوير والمذهب الإنساني في عصر النهضة؛ الذين نادوا بتعليم المرأة تعليماً نصرانياً لتكون مدبرة لشؤون البيت، ولرعاية أسرتها[1]. واستمرت الحركة في تطورٍ ونموٍّ حتى اشتد عودها، واستوت طروحاتها؛ خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، مع كتابات (سيمون دي بوفوار) التي أرست - في رأينا - مفهوم التأويل نسوياً، بتأويلها كينونة المرأة ذاتها، خاصة في كتابها (الجنس الآخر) بجزأيه، حيث تعزز في الجزء الأول هذه النِّدية النابعة من أهمية المساواة بين الجنسين، رافضة تعريف هوية الرجل بذكورية مستقلة، أما الأنثى فهي تعرف هويتها بحضور الرجل، غير شاعرة بتمايزها عنه، فهي - على حد قول بوفوار - كائن جنسي، هي الجنس بالنسبة له، فهي غير الأساسي في مواجهة الأساسي (الذكر)، إنه الذات والمطلق، وهي الآخر[2]، وهي نزعة تأويلية واضحة، تجذر التأويل بوصفه فلسفة ومنهجاً في الفكر النسوي؛ إذ تصبح كينونة المرأة مؤولة بحضور الرجل بوصفه أساساً للوجود، فإن غاب الرجل، فهي غائبة بالضرورة، والرجل نفسه ينظر لها بوصفها كائناً جنسياً مخصصاً لمتعته لا أكثر.
وهو النهج نفسه الذي تسير عليه بوفوار في الجزء الثاني، حيث ترى أن لب التحرر يكون بالتخلص من السيطرة الاقتصادية والاجتماعية للرجل، وامتلاك المرأة أنوثتها واستقلاليتها، وإحساسها كأنثى، فالرجل في رأيها يحظى بامتياز لكونه إنساناً لا يناقض هويته ولا تكوينه بوصفه ذكراً، بل إن نجاحه الروحي والحياتي يكسبه هيبة ذكورية، في حين يُطلَب إلى المرأة أن تكون غنيمة وكائناً جنسياً للرجل، ولا سبيل إلا بالتحرر من النظرة الذكورية التي تقيمها دائماً، وتحصرها في دائرة الرجل ونشاطه[3].
وفي كل الأحوال فإن التأويل حاضر في فكر الحركة النسوية وفي تطوير مفاهيمها، وكما يذكر (غادامير) فإن مفهوم التأويل هو سعي في الفهم والمشاركة في القصد الجمعي، ويكون المؤوِّل وسيطاً بين النص وبين من يتلقاه، وأن المعيار للتأويل هو الشيء نفسه، وهو ما يتطلب الفهم الوفي لدلالة النص[4]. ونلاحظ أن التأويل - وفق تعريفه - مرتبط بالنص، والمقولات والمفاهيم المرتبطة به، وهو ما أوجب على مفكري النسوية اللجوء إليه، من أجل إعادة تفسير النصوص التراثية والدينية والفلسفية، أملاً في تجذير مقولاتها، وتكوين نسق واقعي وتاريخي وتراثي يخدم طروحاتها، أو بعبارة أخرى: قراءة التاريخ والتراث والإسلام وَفْق رؤاهم.
وكما رأينا في كلام سيمون دي بوفوار، فقد عمدت إلى تأويل مختلف أوجه العلاقات بين الرجل والمرأة، في أبعاد سياقاتها الاجتماعية والثقافية والتاريخية، وابتغت في ذلك تحقيق النِّدِّية بروح تنافسية مع الذكورية، وكأنها في معركة تحدٍّ لإثبات جدارة، لا تكامل وجودي يتطلبه واقع الحياة والمخلوقات جميعها، التي توجب وجود الذكر والأنثى لتحقيق التكامل في ضوء التنوع، والحفاظ على النوع البشري.
وهنا الإشكالية، إذ تجاهلت النسوية خصوصية تكوين المرأة العضوي والنفسي، فالندية والمساواة - منطقياً - لا تتحققان إلا بتشابه النِّدينِ، أمَّا إن اختلفا فلا سبيل لهما، وإنما يكون التفكير في إطار التكاملية بين الذكر والأنثى بوصفهما نوعين يتكاملان، ويشعر كل منهما بحاجته إلى الآخر، لتحقيق مشتركات بينهما ممثلة في الإشباع الجنسي والعاطفي، وتحقيق البنوَّة، وهكذا كان ديدن الخلق منذ الأزل، وإلى الأبد، وهو ما غاب أو توارى في الخطاب النسوي الذي أوغل في قضية المساواة المفعمة بالصراع، وتناسى الخصوصية الجسدية والنفسية. وتلك كانت لبَّ مراجعات تيار ما بعد النسوية وانتقاده للنسوية؛ إذ رأى أن دعاوى حقوق المرأة تجمدت وصارت إيديولوجية راكدة تغريبية، وانفصلت عمَّا حولها من تغييرات مجتمعية، وهو ما أسفر عن حركة ردِّ فعل ضد صيحات النسوية، وتطرفها، إذ وضعتْ ما بعد النسوية التعدد في مقابل الثنائية، والتنوع محل الاتفاق، وترسيخ فكرة التهجين، ورفض القمع، وإدراكها أن تفسير القمع لا يصدق على جميع النساء، في جميع الأوقات والمواقف[5]. ليكون فكر ما بعد النسوية مراجعة تأويلية لفكر النسوية، استندت إلى الواقع المعاش نفسه، فادعاء القمع لا يلحق كلَّ النسوة في الأرض، بجانب أن هناك قمعاً آخر للذكر، إذا كان نظام الحكم مستبداً، ونهجه هو السخرة في التعامل مع فئات الشعب كلها. كما أن معاملة النساء والإحسان لهن تختلف من مجتمع إلى آخر وفق الدين أو التقاليد والعادات، وأيضاً في درجات الحضارة ومستوياتها. ومن هنا، فإن تأويليات ما بعد النسوية تنظر إلى واقع النساء في العالم الحديث، وقد أصبحن سلعاً في المتاجر والأسواق، منهوكة ومنتهكة، تؤجل أمومتها، وقد تتنازل عنها من أجل مواصلة استقلاليتها الذاتية والمالية والاجتماعية، وإن تزوجت وأنجبت فإن أولادها محرومون من رعايتها، لأنها تعود بعد يومِ عملٍ عصبيةً متعبةً.
لذا، فإن أفكار التعدد والتنوع والتهجين التي رفعها ما بعد النسويين، إذا قُرِئت في منظورَي الواقع والتأويل؛ فإنها تعني الاعتراف باختلاف المرأة جسداً وروحاً وفكراً وشعوراً، وأنها مخلوقة لإكمال الرجل، مثلما أن الرجل لا يستغني عن الأنثى، وأن الحياة خلقها الله سبحانه على أساس اختلاف النوعين وتكاملهما.
[1] بواكير النسوية، ستيفاني هودجسون رايت، في كتاب: النسوية وما بعد النسوية (دراسات ومعجم نقدي)، تحرير: سارة جامبل، ترجمة: أحمد الشامي، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2002م، المقدمة، ص13 - 14، وأيضا ص23 - 24.
[2] ) الجنس والآخر: الوقائع والأساطير، سيمون دي بوفوار، ترجمة: سحر سعيد، دار الرحبة للنشر والتوزيع، دمشق، ط1، 2015م، ص16.
[3] الجنس والآخر: التجربة الحياتية، سيمون دي بوفوار، ترجمة: سحر سعيد، دار الرحبة للنشر والتوزيع، دمشق، ط1، 2015م، ص475 - 476.
[4] فلسفة التأويل: الأصول، المبادئ، الأهداف، هانس غيورغ غادامير، ترجمة: محمد شوقي الزين، الدار العربية للعلوم، والمركز الثقافي العربي، بيروت، ط2، 2006م، ص48 - 49.
[5] ما بعد النسوية، سارة جامبل، في كتاب: ما بعد النسوية، ص86 - 89.
صدر حديثا على موقع ارشيف تقنية تمكنك عند السماع اونلاين لاي مصحف او اي صوتيات
يمكنك 2 ميزة
الميزة الاولى___ستجد رسمة الساعة اعلى الصفحة على اليمين__هذه الرسمة لتسريع الصوت
فيمكنك تسريع الصوت لاي مصحف بمقايييس مختلفة للسرعة للسماع حدر اونلاين لاي مصحف
وقبل ان اذكر لك الميزة الثانية اليك الرابط
هنا آلاف المصاحف مرفوعة على ارشيف مع الترتيب للاحدث فتابع الجديد يوميا هنا https://archive.org/search.php?query...rt=-publicdate
____الميزة الثانية ____رسمة البطة___ستجدها اعلى الصفحة على اليمين ايضا بجوار سور المصحف الصوتية في جدول السماع
اذا ضغطت على رسمة البطة ستحول الشكل الى مشغل صوتيات مع خاصية الكوليزر الرهيبة للسماع اونلاين
بجودة صوت خيالية مع تغيير الكوليزر حسب ذوقك في الاستماع للحصول على صدى صوت وتقنيات رهيبة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://archive.org/download/akhtaaa...ng-of-hafs/pdf
واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة في الاية رقم 3 والسورة رقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت
ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
والهدية الرابعة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلمة محبة لدينها وأمتها
وهي على مذهب أهل السنة والجماعة
ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط
دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطاً بميزان الشرع المطهر