لعل من أشهر الأبيات الشعرية لأمير الشعراء أحمد شوقي البيت القائل:
قمْ للمعلمِ وفِّه التبجيلا كاد المعلمُ أن يكونَ رسولا
فطالما ردَّدنا هذا البيت واستشهدنا به كلما دعت المناسبة لذلك، حتى أضحى من كثرة استعماله وترديده، مألوفاً ومبتذلاً لدينا؛ دون أن نقف مليّاً عند المعاني والدلالات التي ينطوي عليها هذا البيت المأثور. فمما لا شك فيه أن أحمد الشوقي لَـمَّا نَظَم هذا البيت، الذي سيخلِّد ذكرى الشاعر لاحقاً على مرِّ الأجيال المتعاقبة، لم يكن خاطرةً فاضت بها ذاتية الشاعر وعواطفه لا معنى لها ولا وظيفة ولا مساهمة في تطور الوعي والفكر الإنساني، أو سطوراً مجَّانية رام بها الرجل الكتابة من أجل الكتابة حبّاً في الظهور وحمل لقب (المثقف) أو (الشاعر)... إلخ كما نلاحظ اليوم في الساحة الثقافية على صعيد الشعر تحديداً؛ إذ طمرته الرداءة والخواطر الفاقدة للرؤيا الشعرية والذوق الفني والأدبي؛ حتى اختلط الحابل بالنابل، وأصبح الشعر (الفن الأدبي الرفيع والأصيل في الثقافة العربية) مغموراً ومستبعداً من لدن القرَّاء؛ مقارنةً بالرواية الوافدة من الغرب التي تشهد طفرة وازدهاراً في السوق العربي. فضلاً عن أن الشعر كان (دستور) العرب ومفخرة حامله؛ حتى أنه شكَّل سلاحاً في المواجهة والتعيير بين القبائل في الجاهلية.
بل إن هذا البيت الذي يعلي من شأن المعلم ويضعه في مرتبة (المقدس)، كان حصيلة تجربة معيشية لاحظ فيها شاعرنا وسمع وشاهد وخبر وتأمل في فعل التدريس والتعليم، حتى استقر به الحال وأمْلَت عليه الضرورة نظم هذا البيت، إنصافاً وتكريماً لمجهودات ومكانة المعلم الخاصة، باعتباره فاعلاً محورياً في التغيير وصيرورة المجتمع وتنميته.
لقد ظل البيت الشعري المذكور يطرق مسمعي منذ أن كنت تلميذاً، إذ سمعته في أحايين عديدة من لدن بعض الأساتذة الذين تتلمذت على أيديهم في مختلف المراحل والمستويات الدراسية؛ بل إن قصتي مع هذا البيت الشعري لم تنتهِ بتخرجي من الثانوية ثم الجامعة؛ وإنما كان متلازمة رافقتني إلى حين نثر هذه السطور. بَيْد أن العجيب والغريب هنا، هـو أنه رغم هذه المسيرة والعلاقة المديدة التي قضيتها معه لم أتمكن - بصراحة - من سبر أغواره واستجلاء معانيه ومدلولاته فعليّاً، وامتلاك الإجابة الوافية والشافية عن السؤال الذي طرحتُه على نفسي مراراً: لماذا كاد المعلم أن يكون رسولاً؟
ما زلت أذكر أن بعض الأساتذة كانوا يتلون علينا هذا البيت لتعريفنا بمكانة الأستاذ المتميزة والفريدة في المجتمع، وواجب الاحترام حياله، لدفع شغب وتطاولات التلاميذ على الأستاذ آنذاك. لقد تكررت مواعيد لقائي بهذا البيت في أمكنة ومواقيت مختلفة؛ إذ سمعته في برامجَ وموادَّ إعلاميةٍ متباينةٍ، وقرأته غير ما مرة إما في ديوان صاحبه أو في الكتب أو المجلات أو الجرائد... ومع ذلك كانت نتيجـة فهمه والوعي به (صفراً). لكني أقول: إن استعصاء الفهم هذا، ليس لقصورٍ لديِّ في الفهم والإدراك أو ما شابه ذلك؛ بل إن هناك بعض الكتابات والحِكَم والأقوال التي نقرؤها أو نسمعها خلال لحظات من حياتنا، لا نفهمها ولا نعيها جيداً في حينها، وغالباً لا نعمل بها حتى أننا لا نكترث بها البتة، طالما لم نعِشْها ونجربها بصفة شخصية؛ ذلك أن التجربة والمعايشة الذاتية هي الطريق الذي يبلغنا الحقيقة واليقين والمعرفة، باعتبارها المحك الحقيقي الذي تتبلور فيه وتتجلى صدقية ما قرأناه أو سمعناه ممن سبقونا في الزمان والمكان.
في هذا السياق، فعلَت (المصادفة) فعلتها فحصل أن غدوتُ أستاذاً. ويا لها من مصادفة غريبة! والغرابة هنا تكمن في أن تصبح أستاذاً وأنت الذي كنت لا تعي معنى البيت الشعري الذي بات يهمك ويعنيك. لكنها كانت فرصة سانحة للتقرب من هذا البيت وتفكيكه وتشريحه في محاولة للوعي به وفك مستغلقاته وترميزاته التي ظلت عصية عن أناي، حتى إذا استُحضِر لضرورة كان استحضاراً وتوظيفاً واعياً بمعانيه الرمزية ودلالاته الواقعية، التي تجد صدقيتها في يوميات رجل التعليم.
إن تجربة التدريس سمحت لنا بولوج دهاليز مهنة التعليم والتعرف على الوجه غير المرئي لهذه المهنة الشريفة. فلم يعد يُداخِلُنا ريب في أن التعليم الابتدائي والثانوي بسلكَيه، مهنة المحن والمعاناة لا سيما النوع الثاني منه أي الثانوي؛ والسبب في ذلك أن المدرس يتعامل مع (العقليات)؛ إذ يقود عدداً من الأشخاص ذوي عقولٍ وبيئاتٍ مختلفةٍ، محاولاً (قولبتهم) وتربيتهم تربية موحدة وَفْقَ منهاج وتوجيهات محددة، ترمي إلى إنتاج مواطنين فاعلين في مجتمعهم بطريقة إيجابية، يحملون كفايات معرفية ومنهجية ووجدانية قيمية معدَّة سلفاً، تؤهلهم للتواؤم ومسايرة متغيرات وحاجيات عصرهم. ولأن هذه العملية لا يقابلها التلميذ بالقبول والرحابة والاستجابة الميكانيكية على غرار الآلة، فلا ينخرط فيها بسهولة لعدة عوامل (سيكولوجية، واجتماعية، وثقافية)، فإن ذلك يطرح أمام المدرس صعوبات وعوائق تؤثر سلباً على صحته الجسمانية والنفسية.
إن محنة المدرِّس ومتـاعبه تتجلى في كونه ممارساً لمهمة (الإصلاح والتغيير)؛ أي تغيير تمثُّلات ومواقف وسلوكيات وقيم التلميذ، التي قَدِم حاملاً إياها إلى المدرسة. ولا شك أن التغيير ليس عملاً سهلاً بل يحتاج مجهودات وثمناً غالياً يتمثل في الصبر والأناة والتفهم؛ إذ إن التلاميذ يمثلون عقولاً ذاتَ محيط أسري وسوسيوثقافي واقتصادي مختلف؛ فكيف يمكن تنميطهم في (عقل) وثقافة واحدة؟ هنا مكمن الاختلاف والتفاضل بين الموظف الذي يتعامل مع العقليات (المدرِّس)، وموظف الإدارات الذي يتعامل مع الأوراق والحاسوب والآلة.
ومما زاد الطين بِلَّة، ظاهرة الشغب والعنف المدرسي المتصاعد ضد أهل التربية والتعليم، التي تقف حائلاً أمام الأداء المهني للمدرس وتحصيل التلميذ، وتؤدي إلى التنفير من هذه المهنة، إذ حملت كثيراً من الأساتذة والأستاذات على المغادرة الطوعية.
لا يخفى على أحد أن مهمة الرسل والأنبياء كانت شاقة ومضنية لأن القضية التي اصطفاهم الله جل وعلا دون سائر الخلق في شأنها، لم تكن هينة قط. فرسالتهم كانت رسالة إصلاح وتغيير؛ يدعون الناس إلى الهدى بدل الضلال، والنور والعلم بدل الجهل، والعدل بدل الظلم، والخير بدل الشر، والطيبة والرفق بدل الغلظة، والتواضع بدل التكبر، إلى غير ذلك من القيم السامية والنبيلة؛ بَيْد أن من تربَّى وشبَّ وشاب على ثقافةٍ ومعتقداتٍ (مسلَّمات) معيَّنة سادت عصره، من الصعب مطالبته باستبدالها والانسلاخ منها بين عشية وضحاها: {وَإذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَ لَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ} [البقرة: 170]. لكن رهان وطموحات الرسل كانت أكبر بكثير من هذه العقبات؛ فلم يصبْهم كلل أو يأس من أمرهم طيلة حياتهم ومسارهم الدعوي، رغم ما ذاقوه من تعنُّت وصدٍّ ومرارة من قومهم، بل استمرت محاولاتهم قائمة لا تفتر مهما كان الثمن. أما سلاحهم فكان الثبات والصبر على دعوتهم ومشروعهم (التنويري)، حتى إذا نضجت الدعوة وأثمرت، قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا} [المائدة: ٣].
لقد أتقن أحمد شوقي فعل الوصف والتشبيه حينما شبه المعلم بالرسول فكاد يلاقي بينهما. وأوجه التشابه بينهما تبرز في كونهما يحملان الرسالة نفسها، ويتقاسمان الرهان ذاته إنه (الإصلاح والتغيير)، بما تنطوي عليه هذه المهمة من مِحَن ومعاناة وآلام وصبر.
إن مهنة التعليم قناة يساهم من خلالها المعلم في بناء وتقويم وتجديد الأمة، وفي تطوير بلاده والدفع بها نحو مستوى حضاري مشرِّف، يمكِّنها من خوض غمار التنافسية العالمية في إطار التدافع الحضاري بين الأمم والشعوب. إن المعلم بهذا المعنى ذاتٌ تتجسد فيها بوضوح قيم الوطنية والمواطنة المنشودة.
صدر حديثا على موقع ارشيف تقنية تمكنك عند السماع اونلاين لاي مصحف او اي صوتيات
يمكنك 2 ميزة
الميزة الاولى___ستجد رسمة الساعة اعلى الصفحة على اليمين__هذه الرسمة لتسريع الصوت
فيمكنك تسريع الصوت لاي مصحف بمقايييس مختلفة للسرعة للسماع حدر اونلاين لاي مصحف
وقبل ان اذكر لك الميزة الثانية اليك الرابط
هنا آلاف المصاحف مرفوعة على ارشيف مع الترتيب للاحدث فتابع الجديد يوميا هنا https://archive.org/search.php?query...rt=-publicdate
____الميزة الثانية ____رسمة البطة___ستجدها اعلى الصفحة على اليمين ايضا بجوار سور المصحف الصوتية في جدول السماع
اذا ضغطت على رسمة البطة ستحول الشكل الى مشغل صوتيات مع خاصية الكوليزر الرهيبة للسماع اونلاين
بجودة صوت خيالية مع تغيير الكوليزر حسب ذوقك في الاستماع للحصول على صدى صوت وتقنيات رهيبة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://archive.org/download/akhtaaa...ng-of-hafs/pdf
واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة في الاية رقم 3 والسورة رقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت
ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
والهدية الرابعة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلمة محبة لدينها وأمتها
وهي على مذهب أهل السنة والجماعة
ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط
دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطاً بميزان الشرع المطهر