أضواء على كتاب الله !!! - الصفحة 2 - منتدى روضة القرآن
آخر مواضيع المنتدى
         :: [3948] من شرط القياس اتفاق الخصمين على حكم الأصل - تعليقات على الكافي لابن عثيمين (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحصري مرتل بالقصر مقسم آيات كامل آية رقم 002014 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحصري مرتل بالقصر مقسم آيات كامل آية رقم 002030 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحصري مرتل بالقصر مقسم آيات كامل آية رقم 002013 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحصري مرتل بالقصر مقسم آيات كامل آية رقم 002006 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحصري مرتل بالقصر مقسم آيات كامل آية رقم 002005 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحصري مرتل بالقصر مقسم آيات كامل آية رقم 002004 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحصري مرتل بالقصر مقسم آيات كامل آية رقم 002007 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحصري مرتل بالقصر مقسم آيات كامل آية رقم 002003 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحصري مرتل بالقصر مقسم آيات كامل آية رقم 002001 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      


 
العودة   منتدى روضة القرآن > المنتدى الاسلامي > روضة علوم القرآن و التفسير والإعجازالعلمى
 

الملاحظات
ادعم المنتديان و ساعد على نشر كتاب الله و سجل في كلا المنتديان منتدى روضة القران و منتدى ربيع الفردوس الاعلى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع

قديم 11th February 2012   #11
افتراضي

سورة التَّوبَة


سبب التسمية :


سميت ‏هذه ‏السورة ‏‏" ‏سورة ‏التوبة " ‏ِلمَا ‏فيها ‏من ‏توبة ‏الله ‏على


التعريف بالسورة :


1) مدنية ما عدا الآيتان 128 ، 129 فمكيتان .

2) هي من سور المئين وهي الوحيدة في السور المدنية.

3) عدد آياتها 129 آية .

4) السورة التاسعة في ترتيب المصحف .

5) نزلت بعد سورة " المائدة " .

6) السورة لم تبدأ بالبسم الله و يطلق عليها سورة براءة وقد نزلت عام 9هـ ونزلت بعد غزوة تبوك .

7) الجزء " 11 " ، الحزب " 19،20،21 " الربع " 1،2،3 " .

محور مواضيع السورة :

هذه السورة الكريمة من السور المدنية التي تعني بجانب التشريع وهي من

أواخر ما نزل على رسول الله فقد روى البخاري عن البراء بن عازب : أن آخر

سورة نزلت سورة براءة وروى الحافظ ابن كثير أن أول هذه السورة نزلت على

رسول الله عند مَرْجِعِهِ من غزوة تبوك وبعث أبا بكر الصديق أميرا على

الحج تلك السنة ليقيم للناس مناسكهم فلما قفل أتبعه بعلي بن أبي طالب

ليكون مُبَلِّغَا عن رسول الله ما فيها من الأحكام نزلت في السنة التاسعة

من الهجرة وهي السنة التي خرج فيها رسول الله لغزو الروم واشتهرت بين

الغزوات النبوية بـ " غزوة تبوك " وكانت في حر شديد وسفر بعيد حين طابت

الثمار وأخلد الناس إلى نعيم الحياة فكانت ابتلاء لإيمان المؤمنين

وامتحانا لصدقهم وإخلاصهم لدين الله وتمييزا بينهم وبين المنافقين ولهذه

السورة الكريمة هدفان أساسيان إلى جانب الأحكام الأخرى هما

أولا : بيان القانون الإسلامي في معاملة المشركين وأهل الكتاب .

ثانيا : إظهار ما كانت عليه النفوس حينما استنفرهم الرسول لغزو الروم

سبب نزول السورة :


1) عن الزهري : " فَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَرْبَعَة أَشْهُر " قال: نزلت في

شوال فهي الأربعة أشهر شوال وذو القعدة وذو الحجة والمحرم .

2) قال ابن عباس في رواية ابن الوالبي : نزلت في قوم كانوا قد تخلَّفوا عن

رسول الله في غزوة تبوك ثم ندموا على ذلك وقالوا : نكون في الكن والظلال

مع النساء ورسول الله وأصحابه في الجهاد والله لنوثقن أنفسنا بالسواري فلا

نطلقها حتى يكون الرسول هو يطلقها ويعذرنا وأوثقوا أنفسهم بسواري المسجد

فلما رجع رسول الله مرَّ بهم فرآهم فقال : من هؤلاء قالوا هؤلاء تخلفوا

عنك فعاهدوا الله أن لا يطلقوا أنفسهم حتى تكون أنت الذي تطلقهم وترضى

عنهم فقال النبي : وأنا أقسم بالله لا أطلقهم ولا أعذرهم حتى أؤمر

بإطالقهم رغبوا عني وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين، فأنزل الله تعالى هذه

الآية فلما نزلت أرسل إليهم النبي وأطلقهم وعذرهم فلما أطلقهم قالوا : يا

رسول الله هذه أموالنا التي خلفتنا عنك فتصدق عنا وطهرنا واستغفر لنا ؛

فقال : ما أُمرت أن آخذ من أموالكم شيئا فأنزل الله عز وجل " خُذْ مِن


أمْوَالِهِم صَدقةً تُطَهِّرَهُم " الآية وقال ابن عباس : كانوا عشرة رهط


3) قال المفسرون : لما أُسِرَ العباس يوم بدر أقبل عليه المسلمون فعيروه

بكفره بالله وقطيعة الرحم وأغلظ عليّ له القول فقال العباس ما لكم تذكرون

مساوئنا ولا تذكرون محاسننا فقال له علي: ألكم محاسن قال: نعم إنا لنعمر

المسجد الحرام ونحجب الكعبة ونسقي الحاج ونفك العاني فأنزل الله عز وجل

ردا على العباس "مَا كَانَ لِلمُشْرِكِينَ أنْ يَعْمُرُوا " الآية .

4) نزلت في كعب بن مالك ومرارة بن الربيع أحد بني عمرو بن عوف و
هلال بن

أمية من بني واقف
تخلفوا عن غزوة تبوك وهم الذين ذكروا في قوله تعالى "

وَعَلَى الثَلاثةِ الذينَ خُلِّفُوا " الآية .

فضل السورة :

1) عن ابن عباس قال : سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه لِمَ لَمْ تكتب


في براءة بسم الله الرحمن الرحيم ؟ قال :لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان

وبراءة نزلت بالسيف .

2) عن محمد بن اسحاق قال : كانت براءة تسمى في زمان النبي المعبرة لما كشفت من سرائر الناس .

يتبع ان شاء الله ....

من مواضيعي

  رد مع اقتباس

 

   

قديم 12th February 2012   #12
افتراضي

اليوم نجتمع مجددا على
مائدة القرآن



نتدارسه ونتدبره


اليوم موعدنا مع


سورة هُود

سبب التسمية

سُميت ‏السورة ‏الكريمة ‏بسورة ‏‏" ‏هود ‏‏" ‏تخليدا ‏لجهود ‏نبي ‏الله
‏هود ‏في ‏

الدعوة ‏إلى ‏الله ‏فقد ‏أرسله ‏الله ‏تعالى ‏إلى ‏قوم ‏‏" ‏عاد
‏‏" ‏العتاة ‏المتجبرين

‏الذين ‏اغتروا ‏بقوة ‏أجسامهم ‏وقالوا ‏من ‏أشد
‏منا ‏قوة ‏فأهلكهم ‏الله ‏بالريح ‏

الصرصر ‏العاتية‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مكية ماعدا الآيات 12 ، 17 ، 114 " فمدنية .

2) من المئين.

3) عدد آياتها . " 123 " .

4) ترتيبها الحادية عشرة بين سور المصحف .

5) نزلت بعد سورة " يونس " .

6) الجزء " 12 " ، بدأت بحروف مقطعة " الر "


ختمت السورة ببيان الحكمة لقصص الأنبياء .



محور مواضيع السورة


سورة هود مكية وهي تعني بأصول العقيدة الاسلامية التوحيد والرسالة

والبعث

والجزاء وقد عرضت لقصص الانبياء بالتفصيل تسلية للنبي على

ما يلقاه من أذى

المشركين لاسيما بعد تلك الفترة العصيبة التي مرَّتْ

عليه بعد وفاة عمه

أبي طالب وزوجه خديجة فكانت الآيات تتنزل عليه

وهي تقص عليه ما حدث

لإخوانه الرسل من أنواع الابتلاء ليتأسي

بهم في الصبر والثبات .

سبب نزول السورة :

1) نزلت في الأخنس بن شريق وكان رجلا حلو الكلام حلو المنظر

يلقى رسول

الله بما يحب ويطوي بقلبه ما يكره وقال الكلبي كان يجالس

النبي يظهر له

أمرا يُسِرّهُ ويُضْمِر في قلبه خِلافَ مَا يُظْهِر فَأنزلَ اللهُ

تَعَالى

: "ألا إنَّهُم يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ يقول يُكِنَّونَِ مَا فِي

صُدُورِهِم مِن

العَدَاوةِ لمحمد .

2) عن عبد الله قال جاء رجل إلى النبي فقال يا رسول الله إني عالجت

امرأة

في أقصى المدينة وإني أصبت منها ما دون أن آتيها وأنا هذا

فاقض في ما شئت

قال فقال عمر لقد سترك الله لو سترت نفسك فلم يرد

عليه النبي فانطلق الرجل

فاتبعه رجلا ودعاه فتلا عليه هذه الآية فقال

رجل يا رسول الله هذا له خاصة

قال لا بل للناس كافة رواه مسلم عن

يحيي ورواه البخاري من طريق يزيد بن
زريع .

3) عن أبي اليسر بن عمر قال أتتني امرأة وزوجها بعثه النبي في بعث

فقالت
بعني بدرهم تمرا قال فأعجبتني فقلت إن بالبيت تمرا هو أطيب من

هذا
فالحقيني فغمزتها وقبلتها فاتيت النبي فقصصت عليه الأمر فقال

خنت رجلا
غازيا في سبيل الله في أهله وبهذا وأطرق عني فظننت أني

من أهل النار وأن

الله لا يغفر لي أبدا وأنزل الله تعالى " أقِمْ الصلاةَ

طَرَفَي
النَّهَارِ " الآية فأرسل إليَّ النبي فتلاها عليَّ .

فضل السورة :

1) عن أبي بكر الصديق قال : قلت يا رسول الله لقد أسرع إليك الشيب

قال : "
شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس

كورت " .

2) عن أبي علي السري قال " رأيت النبي فقلت يا رسول الله رُوِيَ

عنك أنك
قلت شيبتني هود ؟ قال نعم فقلت :ما الذي شيبك فيه قصص

الانبياء وهلاك

الأمم ؟ قال: لا ولكن قوله " فاستقم كما أُمِرْتَ "

يتبع ان شاء الله ...

من مواضيعي

  رد مع اقتباس

 

   

قديم 12th February 2012   #13
افتراضي

سورة يُوسُف


سبب التسمية :


سميت ‏بسورة ‏يوسف ‏لأنها ‏ذكرت ‏قصة ‏نبي ‏الله ‏يوسف ‏ ‏كاملة


‏دون ‏غيرها ‏من ‏سور ‏القران ‏الكريم‎ .‎‏


التعريف بالسورة :

1) مكية . ماعدا الآيات " 1،2،3،7 " فمدنية .

2)من المئين .

3) عدد آياتها .111 آية .

4) هي السورة الثانية عشرة في ترتيب سور المصحف .

5) نزلت بعد سورة " هود ".

6) بدأت السورة بحروف مقطعة " الر " ذكر اسم نبي الله يوسف اكثر من 25 مرة .


7)الجزء " 13 ، الحزب " 24،25 " ، الربع " 1،2،3 " .


محور مواضيع السورة :

سورة يوسف إحدى السور المكية التي تناولت قصص الانبياء

وقد أفردت الحديث عن

قصة نبي الله " يوسف بن يعقوب " وما لاقاه من

أنواع البلاء ومن ضروب المحن

والشدائد من اخوته ومن الآخرين في

بيت عزيز مصر وفي السجن وفي تآمر النسوة


حتى نَجَّاهُ الله من ذلك

الضيق والمقصود بها تسلية النبي بما مر عليه من


الكرب والشدة وما

لاقاه من أذى القريب والبعيد .


سبب نزول السورة :

1) عن مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص في قوله عز وجل

" نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحْسَنَ القَصَصِ " قَالَ : أُنْزِلَ القرآن عَلى رسولِ


الله فتلاه عليهم زمانا فقالوا : يا رسول الله لو قصصت فأنزل الله تعالى

"الر تِلكَ آياتُ الكتابِ المبينِ " إلى قوله
" نَحْنُ نَقُصُّ عَليكَ أَحْسَنَ القَصَصِ "
الآية فَتَلاهُ عليهم زمانا فقالوا : يا رسول الله لو حدثنا فأنزل

الله تعالى " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابًا
مُتَشَابِهًا " قال كل ذلك ليؤمنوا بالقرآن .

2) قال عون بن عبد الله ملَّ أصحاب رسول الله فقالوا: يا رسول الله

حدثنا فأنزل الله تعالى الله " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابًا"
الآية قال :

ثم أنَّهم مَلُّوا ملة أخرى فقالوا : يا رسول الله فوق الحديث
ودون القرآن

يعنون القصص فأنزل الله تعالى
" نَحنُ نَقُصُّ عَليكَ أَحْسَنَ القَصَصِ "

فأرادوا الحديث فدَلَّهم على أحسن الحديث وأرادوا القصص
فَدلَّهم على أحسن القصص .

فضل السورة :

1) عن مصعب بن عمير لمَّا قَدِمَ المدينة يُعَلِّم الناس القرآن بعث إليهم


عمرو بن الجموح ما هذا الذي جئتمونا به؟ فقالوا إن شئت جئناك فأسمعناك
القرآن ، قال :نعم فواعدهم يوما فجاء فقرأ عليه القران
" الر تلك آيات الكتاب المبين إنَّا أنزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون " .

2) عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال سمعت عمر عنه يقرأ في الفجر

بسورة يوسف .

3) قال خالد بن معدان : سورة يوسف ومريم مما يتفكه بهما أهل الجنة

في الجنة


4) قال عطاء : لا يسمع سورة يوسف محزون إلا استراح إليها


وإلى لقاء جديد...
لنلقي الضوء على سورة جديدة من سور القرآن

من مواضيعي


التعديل الأخير تم بواسطة ديني يقيني ; 12th February 2012 الساعة 06:55 AM
  رد مع اقتباس

 

   

قديم 13th February 2012   #14
افتراضي

سورة الرعد
هدف السورة : قوة الحق وضعف الباطل

سورة الرعد من السور المدنية التي تقرر وحدانية الله تعالى والرسالة والبعث والجزاء. وتدور السورة حول محور مهم هو أن الحق واضح بيّن راسخ وثابت والباطل ضعيف زائف خادع مهما ظهر وعلا على الحق ببهرجهه وزيفه. وعلينا أن لا ننخدع ببريق الباطل الزائف لأنه زائل لا محالة وبيقى الحق يسطع بنوره على الكون كله. وعرضت السورة للمتناقضات الموجودة في الكون في آيات عديدة حتى الرعد هو من هذه المتناقضات لذا ورد ذكره في السورة وسميت السورة به.

ولقد سميت السورة (سورة الرعد) لتلك الظاهرة الكونية العجيبة التي تتجلى فيها قدرة الله تعالى وسلطانه وهذا الرعد جمع النقيضين فهو على كونه مخيفاً في ظاهره إلا أنه فيه الخير كله من الماء الذي ينزل من السحاب الذي يحمل الماء والصواعق وفي الماء الإحياء وفي الصواعق الإفناء والهلاك وقد قال القائل:



جمعُ النقيضين من أسرار قدرته هذا السحاب به ماءٌ به نار





وتسير الآيات في السورة على النحو التالي:


الكتاب: تبدأ السورة بقضية الإيمان بوجود الله ووحدانيته ومع سطوع الحق ووضوحه إلا أن المشركين كذبوا بالقرآن وجحدوا وحدانية الرحمن،. (المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ) آية 1



مظاهر الحق في الكون: جاءت الآيات تقرر كمال قدرة الله وعجيب خلقه في الكون كله وكيف يدبر الأمر ويفصل الآيات ويمد الأرض ويغشي الليل النهار فالله هو الحق وقرآنه حق واتّباعه حق وبعد إظهار كل هذا الحق يشكك المشركون بالبعث بعد الموت، فليتفكروا في عظيم خلق الله في الكون. (اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ * وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَز* وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) الآيات 2 – 3- 4.



المتناقضات الموجودة في الكون: جمعت الآيات 32 متناقضاً في الكون وعلينا أن نفكر أن الذي جمع كل هذه المتناقضات هو الحق ولا يتم ذلك إلا بإرادته سبحانه (اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ) (سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ) الآيات 8 – 10 – 12- 15 – 16 – 17 – 39 وحتى الرعد فيه متناقضات أنه موجب وسالب وأنه على ظاهره المخيف يحمل الخير والمطر الذي ينبت الزرع ويسقي الناس والبهائم.



الكون والقرآن: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) آية 31 القرآن هو الوحيد في الكون الذي يمكنه أن يحرك الدنيا ويحرك الأرض والكون من عظمته وقوة الحق فيه ولمّا وعى المسلمون السابقون هذا الأمر وصلت الأمة الإسلامية إلى أوجها وعمت الدنيا.



قوة الحق: (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ) آية 14 و(أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ) آية 17 الحق قوي له دعوة والباطل زائف تماماً كالسيل يجرف معه على سطح الماء الأوساخ وأما الذي يبقى وهو الطمي هو المفيد للزرع، وكذلك عندما يصفى الذهب تصعد الشوائب للأعلى ويبقى الذهب الخالص في الأسفل. وهذا إشارة أن الباطل يكون على السطح لأنه ظاهر لكن الحق راسخ وقد يكون غير ظاهر للوهلة الأولى.





ختام السورة تشهد للرسول بالنبوة والرسالة وأنه مرسل من عند الله. (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) آية 43.

يتبع ان شاء الله ......



من مواضيعي

  رد مع اقتباس

 

   

قديم 13th February 2012   #15
افتراضي


سورة ابراهيم

مفاتيح السورة

أولاً: اسم السورة
لهذه السورة إسم واحد فقط وهو: إبراهيم
وهو اسم أبى الأنبياء إبراهيم عليه السلام .
وقد سميت بهذا الاسم : لتضمنها قصة إسكان إبراهيم عليه اسلام ولده إسماعيل بواد غير زرع عند بيت الله الحرام ، وشكره لله تعالى على ما أنعم عليه من الولدين إسماعيل وإسحق(1) .
كما اشتملت على دعوات لإبراهيم ، عليه السلام ، تمت بهذه الملة 00 كالحج ، وجعل الكعبة قبلة الصلاة ، مع الدلالة على عظمتها ؛ بحيث صارت من المطالب المهمة للمتفق على غاية الكمال إبراهيم عليه السلام ، وعلى نبوة نبينا عليه أكمل التحيات ، وأفضل التسليمات مع غاية كماله .
وهذا : من أعظم مقاصد القرآن .
أفاد ذلك : المهايمىّ .



ثانياً : عدد آيات السورة و كلماتها و حروفها
آياتها : (52) اثنتان وخمسون آية .
كلماتها : (831) ثمانمائة وإحدى وثلاثون كلمة .
حروفها : (6434) ستة آلاف وأربعمائة وأربعة وثلاثون حرفاً .



ثالثاً : ترتيب السورة فى المصحف و فى النزول
أ- فى المصحف .. بعد : سورة "الرعد" ، وقبل : سورة "الحجر" .
ب- فى النزول .. بعد : سورة "نوح" ، وقبل : سورة "الأنبياء" .



رابعاً : سبب نزول السورة
خلال التنقيب عن سبب نزول السورة : لم أجد سوى ما ذكره الإمام القرطبى فى تفسيره عن سبب نزول الآية الأولى من السورة .
قال : روى مقسم عن ابن عباس ، قال : كان قوم آمنوا بعيسى بن مريم ، وقوم كفروا به .
فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم : آمن به الذين كفروا بعيسى . وكفر الذين آمنوا بعيسى .
فنزلت هذه الآية (الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد) .



خامساً : مكية السورة و مدنيتها
روى : أن هذه السورة نزلت بمكة كلها .
وهذا : هو ما عليه الجمهور .
وروى : أنها نزلت بمكة إلا آيتين منها ، فقد نزلنا بالمدينة ، فى قتلى بدر من المشركين ، وهما (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار * جهنم يصلونها وبئس القرار) [إبراهيم 28 ، 29] .
وقيل : نزلت بمكة ، إلا ثلاث آيالت منها ، نزلت بالمدينة ، فى الذين حاربوا الله ورسوله ، وهى (ألم تر إلى الذين بدلوا ...) إلى قوله تعالى (فإن مصيركم إلى النار) [28 ، 29 ، 30] .
هذا .. وفى تفسير الإمام الآلوسى :
إذا لم يكن فى السورة ما يتصل بالأحكام :
فنزولها بمكة والمدينة سواء ، إذ لا يختلف الغرض فيه إلا أن يكون فيها ناسخ أو منسوخ ؛ فتظهر فائدته .
يعنى : أنه لا يختلف الحال وتظهر ثمرته إلا بما ذكر .
فإن لم يكن ذلك : فليس فيه إلا ضبط زمان النزول ، وكفى به فائدة .



سادساً : فضل السورة




سابعاً : صلة السورة بما قبلها
مناسبة هذه السورة وترابطها مع سورة الرعد قبلها قوى جداً.
ويتضح هذا التناسب والترابط فى النقاط التالية :
1) إذا كان تعالى قد افتتح الرعد بمدح الكتاب العزيز فى قوله تعالى (تلك آيات الكتاب والذى أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون) [الرعد 2] .
ومبيناً سبحانه بذلك أنه كاف ومغن عما اقترحوه فى قولهم (لولا أنزل عليه آية من ربه) [الرعد 7] .
فإنه تعالى : قد افتتح هذه السورة بوصف الكتاب العزيز كذلك . بما فيه الإيماء إلى أنه مغن عما يطلبونه من آيات .
وذلك فى قوله تعالى (كتاب أنزل إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد) [إبراهيم 1] .
2) إذا كانت الرعد قد ختمت بقوله تعالى (ومن عنده علم الكتاب) [الرعد 43] والمراد : وهو سبحانه عنده علم الكتاب .
فإن إبراهيم قد افتتحت بقوله تعالى (كتاب أنزلناه إليك) [إبراهيم 1] .
وفى ذلك : من التناسب بين المطلع والخاتمة ما فيه .
3) افتتحت السورتان بحرف الألف ، واختتمتا بحرف الباء .
4) اختتمت السورتان بحرفا الألف والبار
ففى الأولى (ومن عنده علم الكتاب) [الرعد 43] .
وفى هذه (وليذكر أولوا الألباب) [إبراهيم 52] .
5) إذا كان المولى ذكر فى الرعد إنزال القرآن حكماً عربياً ، فى قوله تعالى (وكذلك أنزلناه حكماً عربياً) [الرعد 37] .
وذلك : دون التصريح بحكمة ذلك .
فإنه تعالى : صرح فى إبراهيم بهدف الحكمة فى قوله تعالى (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدى من يشاء) [إبراهيم 4] .
6) إذا كان تعالى – بخصوص الآيات التى طلبها المشركون – أخبر فى الرعد – من جهته تعالى – بأنه ما كان لرسول أن يأتى بآية إلا بإذنه فى قوله تعالى (وما كان لرسول أن يأتى بآية إلا بإذن الله) [الرعد 38] .
فإنه تعالى – بخصوص ذلك – أخبر فى إبراهيم ، ولكن من حرمه الرسول أنفسهم بنفس المقالة فى قوله تعالى (وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله) [إبراهيم 11] .
7) إذا كان تعالى فى الرعد أخبر عن قول الحبيب صلى الله عليه وسلم (عليه توكلت) [الرعد 30] .
فإنه تعالى أخبر فى هذه السورة أخبر عن إخوانه من المرسلين قولهم (وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون) [إبراهيم 12] .
إذا كان تعالى فى الرعد : قد ضرب الأمثال للحق والباطل .
يقول تعالى (000 كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض كذلك يضرب الله الأمثال) [الرعد 17] .
فإنه تعالى فى إبراهيم : قد ضرب الأمثال – أيضاً – لذلك .
يقول تعالى (ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء * تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار) [إبراهيم 24-26] .
9) إذا كان تعالى فى الرعد : تحدث عن رفع السماوات بغير عمد ، وعن تسخيره الشمس والقمر ، وعن مد الأرض 00 إلى آخر المذكور فى قوله تعالى
(الله الذى السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى 000) [الرعد 2 ، 3 ، 4]
وكان ذلك من باب عرض الدلائل والآيات (إن فى ذلك لآيات) .
فإن تعالى فى إبراهيم : تحدث عن نفس الأشياء تقريباً فى قوله تعالى
(الله الذى خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماءً 000) [إبراهيم 32-34] .
كما كان ذلك من باب عرض : النعم والهات الإلهية (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) [إبراهيم 34] .
10) إذ اكان تعالى قد أشار فى الرعد إلى مكر الكفرة بقوله تعالى (وقد مكر الذين من قبلهم) [الرعد 42] .
فإن تعالى قد تحدث عن ذلك فى إبراهيم بما فيه مزيد الوصف والتوضيح .
اقرأ قوله تعالى (وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال) [إبراهيم 46] .
11) قال السيوطى : ذكر الله تعالى فى الرعد (ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم) [الرعد 32] .
وذلك مجمل فى أربعة مواضع: الرسل،والمستهزئين،وصفة الاستهزاء، 000
وقد فصلت هذه فى سورة إبراهيم فى قوله تعالى (ألم يأتكم نبؤ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم فى أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفى شك مما تدعوننا إليه مريب .
قالت رسلهم أفى الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى .
قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين .
قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون * وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبربن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون *
وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن فى ملتنا .
فأوحى إليهم ربهم لنهلكم الظالمين * ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامى وخاف وعيد *
واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد * من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد * يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ)(1) [إبراهيم 9-17] .



ثامناً : هدف السورة
تهدف هذه السورة إلى ما تهدف إليه السور المكية مما يتصل بترسيخ العقيدة وأصول الدين.
بيد أن هذه السورة تهتم فوق ذلك بإبراز حقائق ثلاث هامة ، فتسلط الأضواء عليها ، ونفلت الأنظار إليها بتركيز شديد ، وهى :
1) وحدة الرسالة التى أرسل بها جميع رسل الله تعالى ، وحدة دعوتهم إلى البشر ، ووقفتهم وقفة واحدة فى مواجهة الجاهلية المكذبة بدين الله على اختلاف الأمكنة والأزمان .
ويبرز سياق السورة هذا الهدف فى معرض فريد فى طريقة الأداء القرآنى.
إذ بعد أن كانت السور السابقة تعرض لصورة توحيد الدعوة والرسالة على لسان كل رسول حينما يقول كلمته لقومه ويمضى 00 !!
تأتى هذه السورة : وتتجمع فيها الأجيال من لدن نوح عليه السلام ، وتتجمع الرسل ، ويتلاشى الزمان والمكان .
وتبرز فيها : الحقيقة الكبرى .
حقيقة الرسالة ؛ وهى واحدة .
واعتراضات الجاهلين عليها ، وهى واحدة .
وحقيقة نصر الله للمؤمنين ، وهى واحدة .
وحقيقة استحلاف الله للصالحين ؛ وهى واحدة .
وحقيقة الخيبة والخذلان للمتجبرين ؛ وهى واحدة .
وحقيقة العذاب الذى ينتظرهم هناك ؛ وهى واحدة .
اقرأ معى قوله تعالى فى السورة لتوضيح هذا الهدف
(ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم
قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله
جاءتهم رسلهم بالبينات
فردوا أيديهم فى أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفى شك مما تدعوننا إليه مريب .
قالت رسلهم أفى الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى .
قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين .
قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون .
وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن فى ملتنا
فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامى وخاف وعيد
واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ [إبراهيم 9-17] .
2) بيان نعم الله تعالى على البشر ، .... بادئهاعليهم بالشكر منهم ، ومع ذلك فأكثر الناس يقابلها بالجحود والنكران .
حيث يعود الله تعالى فى السورة نعمه على البشر كافة : مؤمنهم وكافرهم ، صالحهم ، وطالحهم ، برهم وفاجرهم ، طائعهم وعاصيهم .
وإنها لرحمة من الله تعالى وسماحة وفضل : أن يتيح للكافر والفاجر والعاصى نعمه فى هذه الأرض ، كالمؤمن والبار والطائع ، لعلهم يشكرون.
ويعرض هذه النعمة فى :
أ- أضخم .... الكون وأبرزها :
فيقول تعالى (الله الذى خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزق لكم وسخر لكم الفلك لتجرى فى البحر بأمره وسخر لكم الأنهار * وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار * وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) [إبراهيم 32-34] .
ب- إرسال الرسل للناس .
إذ يقول تعالى (لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد) [إبراهيم 1] .
وإرسال الرسل للناس لهذا الغرض : نعمة تفوق ما ذكر من النعم .
جـ- غفران الله تعالى للذنوب بسبب إجابة دعوة الرسل .
يقول تعالى على السنة الرسل مجتمعين (يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم) [إبراهيم 10] .
والدعوة لأجل الغفران نعمة تعدل نعمة النور ، وهى قريب منه .
د- إلى غير ذلك
3) كشف الظلم والظالمين بالحديث عن عاقبة الظلم وسوء مآل الظالمين ومصيرهم .
فى أكثر من موضع : وبأكثر من أسلوب ، وبذكر العديد من أسماء الظلمة.
وذلك فى مثل قوله تعالى
(ويضل الله الظالمين) [إبراهيم 27] .
و(فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين) [إبراهيم 13] .
و(لا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون) [إبراهيم 42] .
و(وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل) [إبراهيم 44] .
و(ونرى المجرمين يومئذ مقرنين فى الأصفاد * سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار) [إبراهيم 49 ، 50] .
ويوضح ذلك جيداً : أننا نجد السورة تنقسم إلى مقاطع بالآية :
الأول : يتضمن بيان حقيقة الرسالة ، وحقيقة الرسول ، ووحدة دعوة الرسل ... الخ .
الثانى : يتحدث عن نعم الله على البشر ، ثم الإشارة إلى الذين كفروا بهذه النعمة وبطروا ، والذين آمنوا بها وشكروا .. الخ .
الثالث : يتحدث عن الظالمين ، وبيان أحوالهم وسوء مصيرهم ، وسواد عاقبتهم .. الخ .



تاسعاً : تقسيم آيات السورة موضوعيا
هذه السورة تتكون من مقدمة ، و(7) فقرات وخاتمة .
وهذه كلها : تفصل فى موضوع الإخراج من الظلمات إلى النور ، وتلفت النظر إلى كل ما يساعد عليها ، وتضرب مثلاً على أنواع من الخروج من الظلمات إلى النور ، ثم توجه الخارجين من الظلمات إلى النور إلى معان من ظلمات الحياة ، فتخرجهم منها إلى النور .
ويلاحظ : أن كل فقرة توصل إلى التى بعدها ، وكل فقرة لاحقة تتصل بما قبلها .
فالمقدمة : عبارة عن (4) آيات
من الآية الأولى إلى نهاية الآية (4) .
وفيها : بيان أسباب الخروج من الظلمات إلى النور بكل عام .
والفقرة الأولى : وهى عبارة عن (4) آيات
من الآية (5) إلى نهاية الآية (8)
وفيها : الحديث عن موسى عليه السلام ، وتكليفه من الله أن يخرج قومه من الظلمات إلى النور ، وكذلك : بعض السنن التى لها علاقة فى هذا الموضوع ؛ مما يفهم منه أن إخراج الناس من الظلمات إلى النور بواسطة الرسول : هو سنة الله فى كل زمان .
وأما الفقرة الثانية : فهى عبارة عن (10) آيات
من الآية (9) حتى نهاية الآية (18)
وفيها : الخطاب لهذه الأمة من أجل إخراجها من الظلمات إلى النور ، عن طريق تذكرها بأيام الله فى المخالفين .
والفقرة الثالثة : عبارة عن (5) آيات
من الآية (19) حتى نهاية الآية (23)
وفيها : عرض لعملية الإخراج من النور إلى الظلمات ، التى يقوم بها الشيطان ، كما عرضها هو وقبيله فى النار .
الفقرة الرابعة : عبارة عن (4) آيات
من الآية (24) حتى نهاية الآية (27)
وفيها : ذكر لطريق من طرق الخروج من الظلمات إلى النور .
والفقرة الخامسة : عبارة عن (14) آية
من الآية (28) إلى نهاية الآية (41)
وفيها : ذكر – كذلك – لوسائل الخروج من الظلمات إلى النور ، ولفظ النظر إلى فعل الكافرين بتبديل نعمة الله .
والفقرة السادسة : عبارة عن (5) آيات
من الآية (42) حتى نهاية الآية (46)
وفيها : نهى للدعاة عن ظن السوء بالله تعالى ، بأن يظنوا غفلة الله تعالى عن عمل الظالمين .
والمؤمن لا يقع فى مثل هذا 00 ولكن عليه أن يتذكر رقابة الله دائماً .
كما تأمر المجموعة بالإنذار باليوم الآخر ، وفى هذا لفت نظر للدعاة أن يكونوا يقظين منذرين .
والفقرة السابعة : عبارة عن (5) آيات من الآية (47) حتى نهاية الآية (51) .
وفيها : توجيه الداعية نحو الثقة المطلقة بوعد الله فى النصرة فى الآ*** وفى الدنيا ، حيث أن الثقة بوعد الله تعالى سمة رئيسية من سمات الداعية ليخرج الناس من الظلمات إلى النور .
وأخيراً الخاتمة : وهى آية واحدة رقم (52) وهى خاتمة آيات السورة ، وفيها : التذكير بأغراض السورة ومحتوياتها .



عاشراً : أبرز موضوعات السورة
تدور موضوعات السورة حول خدمة أهداف السورة المكية .
وتتعدد الموضوعات فيها لتعالج الأغراض المكية للقرآن الكريم .
يبد أننا نلاحظ : أنها تكون شديدة التركيز على بعض الموضوعات أكثر من شدتها على البعض الآخر .
ومن هذه الموضوعات :
1) وجود الله تعالى وتوحيده
فى مثل قوله تعالى (قالت رسلهم أفى الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى) [إبراهيم 10] .
وفى مثل قوله تعالى (وجعلوا لله أنداداً ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار) [إبراهيم 30] .
2) البعث والحساب والجزاء
فى مثل قوله تعالى (وويل للكافرين من عذاب شديد * الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآ*** ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً أولئك فى ضلال بعيد) [إبراهيم 34] .
وفى مثل قوله تعالى (ربنا اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب) [إبراهيم 41] .
وفى مثل قوله تعالى (إن الظالمين لهم عذاب أليم * وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام) [إبراهيم 22 ، 23] .
3) الوحى والرسالة
يقول تعالى (كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد) [إبراهيم 1] .
ويقول تعالى (فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين) [إبراهيم 13] .
4) إرسال الرسل بلغات أقوامهم
فى مثل قوله تعالى (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيض الله من يشاء ويهدى من يشاء وهو العزيز الحكيم) [إبراهيم 4] .
5) وظيفة الرسول
فى مثل قوله تعالى (ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد) [إبراهيم 1] .
(ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور) .
وفى مثل قوله تعالى (وذكرهم بأيام الله إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور) [إبراهيم 5] .
6) بيان بشرية الرسل
فى مثل قوله تعالى (قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده) وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله) [إبراهيم 11] .
7) صبر الرسل على الإيذاء فى سبيل الدعوة
يقول الرسل (ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون) [إبراهيم 2] .
اعتماد الرسل – وتوكلهم – على الله
يقول تعالى على ألسنتهم (وما لنا أن نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا)(3) .
9) تحقق وعد الله للرسل
فى مثل قوله تعالى (فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين * ولنسكننكم الأرض من بعدهم) [إبراهيم 14] .
وقوله تعالى (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد) [إبراهيم 15] .
10) بيان حجم ومنزلة أعمال الذين كفروا
يقول تعالى (مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح فى يوم عاصف لا يقدرون مما **بوا على شئ ذلك هو الضلال البعيد) [إبراهيم:1].
11) تخلى المستكبرين عن تابعيهم من الكفار يوم القيامة
(وبرزوا لله جميعاً فقال الضعفاء للذين استكبروا : إنا كنا لكم تبعاً فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شئ قالوا : لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص) [إبراهيم 21] .
12) موقف الشيطان من أتباعه يوم القيامة
(وقال الشيطان لما قضى الأمر : أن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى فلا تلومونى ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى إنى كفرت بما أشركتمونى من قبل) [إبراهيم 22] .
13) بيان مصير الكفار ومصير المؤمنين يوم القيامة
فى قوله تعالى (إن الظالمين لهم عذاب أليم) [إبراهيم 22] .
وفى قوله تعالى (وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام) [إبراهيم 23] .
14) الأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة
(قل لعبادى الذين آمنوا : يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خلال) [إبراهيم 31] .
15) بيان بعض نعم الله على الإنسان وأنها لا يمكن إحصاؤها
(الله الذى خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم وسخر لكم الفلك لتجرى فى البحر بأمره وسخر لكم الأنهار * وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الأنهار * وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) [إبراهيم 32-34] .
16) دعوات سيدنا إبراهيم
( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبنى وبنىّ أن نعبد الأصنام * رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعنى فإنه منى ومن عصانى فإنك غفور رحيم *ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون .ربنا إنك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله شئ فى الأرض ولا فى السماء .الحمد لله الذى وهب لى على الكبر إسماعيل وإسحق إن ربى لسميع الدعاء
رب اجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتىربنا وتقبل دعاء *ربنا اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب) [إبراهيم 35-41] .
17) بيان أحوال الظالمين
حيث يقول تعالى (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ..) [إبراهيم 42-51] .



حادى عشر : بعض الدروس المستفادة
لا ينبغى أن يظن القارئ الكريم أن ما يذكر وتحت هذا العنوان – هنا ، وفى غير هذه السورة كذلك – هو المفيد فقط ، وأن ما عداه ليس بمفيد .
فليس هذا – قصدى . وحاشا لله أن نفهم فى ساحة كلامه من العزيز هذا المعنى .
بل إن ما يذكر هنا هو بعض ما يستفاد من جهة ، ومن جهة أخرى : فهو بعض ما تصل إليه عقولنا القاصرة .
وبعد هذا التوضيح ندلف إلى بعض ما يعين ... على بيانه مما يستفاد من هذه السورة على النحو التالى :
1) خطأ علماء الدين المقارن(1)
ذلك أنهم يقولون : أن الإعتقاد والإيمان بالله ..تطور وترقى من تعدد الآلهية إلى التكنية ، إلى التوحيد ،ومن عبادة الطواطم والأرواح والنجوم والكواكب إلى عبادة الله الواحد
وأنه تطور وترقى كذلك بتطور التجربة البشرية والعلم البشرى وبتطور وترقى الأنظمة السياسية ، وانتهائها إلى الأوضاع الموحدة تحت سلطان واحد .
ويوضح خطأ هذا الفهم : ما تؤكده لنا هذه السورة ، من أن موكب الإيمان منذ فجر التاريخ الإنسانى : موكب واحد موصول ، يقوده رسل الله الكرام ، داعين بحقيقة واحدة ، جاهدين بدعوة واحدة ، سائرين على منهج واحد ... كلهم يدعو إلى ألوهية واحدة ، وربوية واحدة ، وكلهم لا يدعو مع الله أحداً ، ولا يتوكل على أحد غيره ، ولا يلجأ إلى ملجأ سواه ، ولا يعرف له سنداً إلا إياه .
قال تعالى (جاءتهم رسلهم بالبينات) [إبراهيم 9] .
وقال تعالى (قالت رسلهم أفى الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم) [إبراهيم 10] .
2) إجابة هذا السؤال : لماذا كانت مواجهة الجاهلية لدعوة الرسل الكرام واحدة .. ؟
وبيان الإجابة :
أنه لما كانت الجاهلية : تقوم إبتداءً على أساس من دينونة العباد للعباد ، ومن تأليه غير الله تعالى ، أو من ربوبية غير الله تعالى .. !!
ولما كانت دعوة الرسل الكرام : إنما تقوم على توحيد الله تعالى ، وتنحية الأرباب الزائفة ، وإخلاص الدين لله ، وإفراده سبجانه وتعالى بالحاكمية والسلطان ..!!
كان لابد أن يحدث الاصطدام بين الجاهلية ودعوة الرسل .
فدعوة الرسل : تصطدم اصطداماً مباشراً بالقاعدة التى تقوم عليها الجاهلية، وتصبح بذاتها خطراً على وجود الجاهلية .
وبخاصة حين تتمثل دعوة الإسلام فى تجمع خاص ، يأخذ أفراده من التجمع الجاهلى ، وينفصل بهم عن الجاهلية من ناحية الاعتقاد ، ومن ناحية القيادة، ومن ناحية الولاء ، الأمر الذى لابد منه للدعوة الإسلامية فى كل مكان وفى كل زمان .
ومن جهة ثانية : عندما يشعر التجمع الجاهلى بالخطر الذى يتهدد قاعدة وجوده من الناحية الإعتقادية .
ومن جهة ثالثة : عندما يشعر بالخطر يتهدد وجوده ذاته ، يتمثل الاعتقاد الإسلامى فى تجمع آخر منفصل عنه ، ومواجهة له .
عندئذ يسفر التجمع الجاهلى عن حقيقة موقفه تجاه دعوة الإسلام .
إذن فهى معركة بين وجودين لا يمكن أن يكون بينهما : تعايش أو سلام.
(وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن فى ملتنا) [إبراهيم 13] .
3) المستضعفون كثرة ، والطواغيت قلة ، فماذا الذى يخضع الكثرة للقلة ..؟
إن الذى يخضع الكثرة للقلة الطاغية التى تستعبدها :
ضعف الروح فيها ، وسقوط الهمة منها ، وقلة النخوة لديها ، والتنازل الداخلى عندها عن الكرامة التى وهبها له لبنى الإنسان .
ومن هنا : فإن الطغاة لا يملكون أن يستدلوا الجماهير إلا برغبة هذه الجماهير ، التى هى – دائماً – قادرة على الوقوف لهم لو أرادت .
كما أن الذل لا ينشأ إلا عن قابلية للذل فى نفوس الأذلاء ، وهذه القابلية هى – وحدها – التى يعتمد عليها الطغاة .
4) ثبوت سؤال الملكين فى القبر .
( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآ*** ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء) [إبراهيم 27] .
اقرأ ما يفيد ذلك من مجاورات الدار الآ*** .
(وبرزوا لله جميعاً
فقال الضعفاء للذين استكبروا : إنا كنا لكم تبعاً فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شئ) [إبراهيم 21] .
5) هل يحسب الرسول أن الله غافلاً عما يعمل الظالمون .. ؟
كلا ..
فلم هذا الأسلوب .. ؟
قال صاحب "مسائل الرازى" .
يجوز أن يكون هذا نهياً لغير النبى عليه الصلاة والسلام ، ممن يجوز أن يحسبه – تعالى – غافلاً ؛ لجهله بصفاته ، وبسبب ما يراه من تمتع الظالمين ، ثم يسمع بوعيد الله تعالى ، ثم لا يراه واقعاً بهم فى هذه الحياة الدنيا .
فهذه الصيغة : تكشف عن الأجل المضروب لأخذهم الآخذة الأخيرة – التى لا إمهال بعدها ، ولا فكاك منها .
(ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون..) [...إبراهيم 42 وما بعدها] .
6) لأهل النار خمس دعوات .
أخرج البيهقى عن محمد بن كعب القرطبى أنه قال :
لأهل النار خمس دعوات : يحببهم الله تعالى فى أربع منها ، فإذا كانت الخامسة : لم يتكلموا بعدها أبداً .
1- يقولون :
(ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا – فهل إلى خروج من سبيل) ؟ [غافر 11] .
(ذلكم بأنه إذا دعى الله وحده كفرتم وأن يشرك به تؤمنوا ، فالحكم لله العلى الكبير) [غافر 12] .
2- ثم يقولون :
(ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحاً إنا موقنون) [السجدة 12] .
فجيبهم جل شأنه قائلاً :
(فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون) [السجدة 14] .
3- ثم يقولون :
(ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل) [إبراهيم 44] .
فيجيبهم تبارك وتعالى قائلاً :
(أو لم تكونوا قسمتم من قبل ما لكم من زوال وسكنتم فى مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال) [45] .
4- ثم يقولون :
(ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذى كنا نعمل)
فيجيبهم رب العزة قائلاً :
(أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير) [فاطر 37]
5- ثم يقولون :
(ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوماً ضالين ربنا أخرجنا منها فإن دعونا إنا ظالمون)
فيجيبهم جل وعلا قائلاً :
(اخسئوا فيها ولا تكلمون) [المؤمنون 106-108] .
وحينئذ ينقطع رجاؤهم ويقبل بعضهم ينبح فى وجه بعض ، وتطبق عليهم، فلا يتكلمون بعدها أبداً ، ولا يكون إلا زفير وشهيق .
اللهم إنا نعوذ بك من غضبك ، ونلوذ بكنفك من عذابك ، ونسألك التوفيق للعمل الصالح فى يومنا هذا ، والتقرب إليك بما يرضيك عنا قبل أن يخرج الأمر من يدنا . يا رب العالمين .



ثانى عشر : مصادر المفاتيح و هوامش البحث
1- أنظر : السخاوى .. جمال القراء 1/36
الفيروزابادى .. بصائر ذوى التمييز 1/268
القاسمى .. محاسن التأويل (تفسير سورة إبراهيم)
2- أنظر : مكى بن أبى طالب.. التبصرة ص 236
السخاوى .. جمال القراء 1/2.5
الفيروزابادى .. بصائر ذوى التمييز 1/268
نثر المرجان 3/329
الآلوس روح المعانى (تفسير سورة إبراهيم)
3- القرطبى .. الجامع لأحكام القرآن (تفسير سورة إبراهيم)
4- الآلوس .. روح المعانى (تفسير سورة إبراهيم)
5-فى قول الحسن ومجاهد والضحاك .. أنظر : القرطبى (إبراهيم تفسير الآية 43) .
6-أنظر : سيد قطب .. فى ظلال القرآن (تفسير سورة إبراهيم)
7- سعيد حوى .. الأساس فى التفسير (تفسير سورة إبراهيم)
8- د. عبد الحى الفرماوى.. زاد الدعاة 2/33.
9- أنظر : الرازى .. مسائل الرازى وأجوبتهاص 166
سيد قطب فى ظلال القرآن (إبراهيم : تفسير الآية 42]
10- المراغى تفسير المراغى (تفسير سورة إبراهيم )


يتبع بإذن الله ......





من مواضيعي

  رد مع اقتباس

 

   

قديم 13th February 2012   #16
افتراضي


سورة ابراهيم

مفاتيح السورة

أولاً: اسم السورة
لهذه السورة إسم واحد فقط وهو: إبراهيم
وهو اسم أبى الأنبياء إبراهيم عليه السلام .
وقد سميت بهذا الاسم : لتضمنها قصة إسكان إبراهيم عليه اسلام ولده إسماعيل بواد غير زرع عند بيت الله الحرام ، وشكره لله تعالى على ما أنعم عليه من الولدين إسماعيل وإسحق(1) .
كما اشتملت على دعوات لإبراهيم ، عليه السلام ، تمت بهذه الملة 00 كالحج ، وجعل الكعبة قبلة الصلاة ، مع الدلالة على عظمتها ؛ بحيث صارت من المطالب المهمة للمتفق على غاية الكمال إبراهيم عليه السلام ، وعلى نبوة نبينا عليه أكمل التحيات ، وأفضل التسليمات مع غاية كماله .
وهذا : من أعظم مقاصد القرآن .
أفاد ذلك : المهايمىّ .



ثانياً : عدد آيات السورة و كلماتها و حروفها
آياتها : (52) اثنتان وخمسون آية .
كلماتها : (831) ثمانمائة وإحدى وثلاثون كلمة .
حروفها : (6434) ستة آلاف وأربعمائة وأربعة وثلاثون حرفاً .



ثالثاً : ترتيب السورة فى المصحف و فى النزول
أ- فى المصحف .. بعد : سورة "الرعد" ، وقبل : سورة "الحجر" .
ب- فى النزول .. بعد : سورة "نوح" ، وقبل : سورة "الأنبياء" .



رابعاً : سبب نزول السورة
خلال التنقيب عن سبب نزول السورة : لم أجد سوى ما ذكره الإمام القرطبى فى تفسيره عن سبب نزول الآية الأولى من السورة .
قال : روى مقسم عن ابن عباس ، قال : كان قوم آمنوا بعيسى بن مريم ، وقوم كفروا به .
فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم : آمن به الذين كفروا بعيسى . وكفر الذين آمنوا بعيسى .
فنزلت هذه الآية (الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد) .



خامساً : مكية السورة و مدنيتها
روى : أن هذه السورة نزلت بمكة كلها .
وهذا : هو ما عليه الجمهور .
وروى : أنها نزلت بمكة إلا آيتين منها ، فقد نزلنا بالمدينة ، فى قتلى بدر من المشركين ، وهما (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار * جهنم يصلونها وبئس القرار) [إبراهيم 28 ، 29] .
وقيل : نزلت بمكة ، إلا ثلاث آيالت منها ، نزلت بالمدينة ، فى الذين حاربوا الله ورسوله ، وهى (ألم تر إلى الذين بدلوا ...) إلى قوله تعالى (فإن مصيركم إلى النار) [28 ، 29 ، 30] .
هذا .. وفى تفسير الإمام الآلوسى :
إذا لم يكن فى السورة ما يتصل بالأحكام :
فنزولها بمكة والمدينة سواء ، إذ لا يختلف الغرض فيه إلا أن يكون فيها ناسخ أو منسوخ ؛ فتظهر فائدته .
يعنى : أنه لا يختلف الحال وتظهر ثمرته إلا بما ذكر .
فإن لم يكن ذلك : فليس فيه إلا ضبط زمان النزول ، وكفى به فائدة .



سادساً : فضل السورة




سابعاً : صلة السورة بما قبلها
مناسبة هذه السورة وترابطها مع سورة الرعد قبلها قوى جداً.
ويتضح هذا التناسب والترابط فى النقاط التالية :
1) إذا كان تعالى قد افتتح الرعد بمدح الكتاب العزيز فى قوله تعالى (تلك آيات الكتاب والذى أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون) [الرعد 2] .
ومبيناً سبحانه بذلك أنه كاف ومغن عما اقترحوه فى قولهم (لولا أنزل عليه آية من ربه) [الرعد 7] .
فإنه تعالى : قد افتتح هذه السورة بوصف الكتاب العزيز كذلك . بما فيه الإيماء إلى أنه مغن عما يطلبونه من آيات .
وذلك فى قوله تعالى (كتاب أنزل إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد) [إبراهيم 1] .
2) إذا كانت الرعد قد ختمت بقوله تعالى (ومن عنده علم الكتاب) [الرعد 43] والمراد : وهو سبحانه عنده علم الكتاب .
فإن إبراهيم قد افتتحت بقوله تعالى (كتاب أنزلناه إليك) [إبراهيم 1] .
وفى ذلك : من التناسب بين المطلع والخاتمة ما فيه .
3) افتتحت السورتان بحرف الألف ، واختتمتا بحرف الباء .
4) اختتمت السورتان بحرفا الألف والبار
ففى الأولى (ومن عنده علم الكتاب) [الرعد 43] .
وفى هذه (وليذكر أولوا الألباب) [إبراهيم 52] .
5) إذا كان المولى ذكر فى الرعد إنزال القرآن حكماً عربياً ، فى قوله تعالى (وكذلك أنزلناه حكماً عربياً) [الرعد 37] .
وذلك : دون التصريح بحكمة ذلك .
فإنه تعالى : صرح فى إبراهيم بهدف الحكمة فى قوله تعالى (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدى من يشاء) [إبراهيم 4] .
6) إذا كان تعالى – بخصوص الآيات التى طلبها المشركون – أخبر فى الرعد – من جهته تعالى – بأنه ما كان لرسول أن يأتى بآية إلا بإذنه فى قوله تعالى (وما كان لرسول أن يأتى بآية إلا بإذن الله) [الرعد 38] .
فإنه تعالى – بخصوص ذلك – أخبر فى إبراهيم ، ولكن من حرمه الرسول أنفسهم بنفس المقالة فى قوله تعالى (وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله) [إبراهيم 11] .
7) إذا كان تعالى فى الرعد أخبر عن قول الحبيب صلى الله عليه وسلم (عليه توكلت) [الرعد 30] .
فإنه تعالى أخبر فى هذه السورة أخبر عن إخوانه من المرسلين قولهم (وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون) [إبراهيم 12] .
إذا كان تعالى فى الرعد : قد ضرب الأمثال للحق والباطل .
يقول تعالى (000 كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض كذلك يضرب الله الأمثال) [الرعد 17] .
فإنه تعالى فى إبراهيم : قد ضرب الأمثال – أيضاً – لذلك .
يقول تعالى (ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء * تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار) [إبراهيم 24-26] .
9) إذا كان تعالى فى الرعد : تحدث عن رفع السماوات بغير عمد ، وعن تسخيره الشمس والقمر ، وعن مد الأرض 00 إلى آخر المذكور فى قوله تعالى
(الله الذى السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى 000) [الرعد 2 ، 3 ، 4]
وكان ذلك من باب عرض الدلائل والآيات (إن فى ذلك لآيات) .
فإن تعالى فى إبراهيم : تحدث عن نفس الأشياء تقريباً فى قوله تعالى
(الله الذى خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماءً 000) [إبراهيم 32-34] .
كما كان ذلك من باب عرض : النعم والهات الإلهية (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) [إبراهيم 34] .
10) إذ اكان تعالى قد أشار فى الرعد إلى مكر الكفرة بقوله تعالى (وقد مكر الذين من قبلهم) [الرعد 42] .
فإن تعالى قد تحدث عن ذلك فى إبراهيم بما فيه مزيد الوصف والتوضيح .
اقرأ قوله تعالى (وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال) [إبراهيم 46] .
11) قال السيوطى : ذكر الله تعالى فى الرعد (ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم) [الرعد 32] .
وذلك مجمل فى أربعة مواضع: الرسل،والمستهزئين،وصفة الاستهزاء، 000
وقد فصلت هذه فى سورة إبراهيم فى قوله تعالى (ألم يأتكم نبؤ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم فى أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفى شك مما تدعوننا إليه مريب .
قالت رسلهم أفى الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى .
قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين .
قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون * وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبربن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون *
وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن فى ملتنا .
فأوحى إليهم ربهم لنهلكم الظالمين * ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامى وخاف وعيد *
واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد * من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد * يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ)(1) [إبراهيم 9-17] .



ثامناً : هدف السورة
تهدف هذه السورة إلى ما تهدف إليه السور المكية مما يتصل بترسيخ العقيدة وأصول الدين.
بيد أن هذه السورة تهتم فوق ذلك بإبراز حقائق ثلاث هامة ، فتسلط الأضواء عليها ، ونفلت الأنظار إليها بتركيز شديد ، وهى :
1) وحدة الرسالة التى أرسل بها جميع رسل الله تعالى ، وحدة دعوتهم إلى البشر ، ووقفتهم وقفة واحدة فى مواجهة الجاهلية المكذبة بدين الله على اختلاف الأمكنة والأزمان .
ويبرز سياق السورة هذا الهدف فى معرض فريد فى طريقة الأداء القرآنى.
إذ بعد أن كانت السور السابقة تعرض لصورة توحيد الدعوة والرسالة على لسان كل رسول حينما يقول كلمته لقومه ويمضى 00 !!
تأتى هذه السورة : وتتجمع فيها الأجيال من لدن نوح عليه السلام ، وتتجمع الرسل ، ويتلاشى الزمان والمكان .
وتبرز فيها : الحقيقة الكبرى .
حقيقة الرسالة ؛ وهى واحدة .
واعتراضات الجاهلين عليها ، وهى واحدة .
وحقيقة نصر الله للمؤمنين ، وهى واحدة .
وحقيقة استحلاف الله للصالحين ؛ وهى واحدة .
وحقيقة الخيبة والخذلان للمتجبرين ؛ وهى واحدة .
وحقيقة العذاب الذى ينتظرهم هناك ؛ وهى واحدة .
اقرأ معى قوله تعالى فى السورة لتوضيح هذا الهدف
(ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم
قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله
جاءتهم رسلهم بالبينات
فردوا أيديهم فى أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفى شك مما تدعوننا إليه مريب .
قالت رسلهم أفى الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى .
قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين .
قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون .
وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن فى ملتنا
فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامى وخاف وعيد
واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ [إبراهيم 9-17] .
2) بيان نعم الله تعالى على البشر ، .... بادئهاعليهم بالشكر منهم ، ومع ذلك فأكثر الناس يقابلها بالجحود والنكران .
حيث يعود الله تعالى فى السورة نعمه على البشر كافة : مؤمنهم وكافرهم ، صالحهم ، وطالحهم ، برهم وفاجرهم ، طائعهم وعاصيهم .
وإنها لرحمة من الله تعالى وسماحة وفضل : أن يتيح للكافر والفاجر والعاصى نعمه فى هذه الأرض ، كالمؤمن والبار والطائع ، لعلهم يشكرون.
ويعرض هذه النعمة فى :
أ- أضخم .... الكون وأبرزها :
فيقول تعالى (الله الذى خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزق لكم وسخر لكم الفلك لتجرى فى البحر بأمره وسخر لكم الأنهار * وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار * وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) [إبراهيم 32-34] .
ب- إرسال الرسل للناس .
إذ يقول تعالى (لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد) [إبراهيم 1] .
وإرسال الرسل للناس لهذا الغرض : نعمة تفوق ما ذكر من النعم .
جـ- غفران الله تعالى للذنوب بسبب إجابة دعوة الرسل .
يقول تعالى على السنة الرسل مجتمعين (يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم) [إبراهيم 10] .
والدعوة لأجل الغفران نعمة تعدل نعمة النور ، وهى قريب منه .
د- إلى غير ذلك
3) كشف الظلم والظالمين بالحديث عن عاقبة الظلم وسوء مآل الظالمين ومصيرهم .
فى أكثر من موضع : وبأكثر من أسلوب ، وبذكر العديد من أسماء الظلمة.
وذلك فى مثل قوله تعالى
(ويضل الله الظالمين) [إبراهيم 27] .
و(فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين) [إبراهيم 13] .
و(لا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون) [إبراهيم 42] .
و(وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل) [إبراهيم 44] .
و(ونرى المجرمين يومئذ مقرنين فى الأصفاد * سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار) [إبراهيم 49 ، 50] .
ويوضح ذلك جيداً : أننا نجد السورة تنقسم إلى مقاطع بالآية :
الأول : يتضمن بيان حقيقة الرسالة ، وحقيقة الرسول ، ووحدة دعوة الرسل ... الخ .
الثانى : يتحدث عن نعم الله على البشر ، ثم الإشارة إلى الذين كفروا بهذه النعمة وبطروا ، والذين آمنوا بها وشكروا .. الخ .
الثالث : يتحدث عن الظالمين ، وبيان أحوالهم وسوء مصيرهم ، وسواد عاقبتهم .. الخ .



تاسعاً : تقسيم آيات السورة موضوعيا
هذه السورة تتكون من مقدمة ، و(7) فقرات وخاتمة .
وهذه كلها : تفصل فى موضوع الإخراج من الظلمات إلى النور ، وتلفت النظر إلى كل ما يساعد عليها ، وتضرب مثلاً على أنواع من الخروج من الظلمات إلى النور ، ثم توجه الخارجين من الظلمات إلى النور إلى معان من ظلمات الحياة ، فتخرجهم منها إلى النور .
ويلاحظ : أن كل فقرة توصل إلى التى بعدها ، وكل فقرة لاحقة تتصل بما قبلها .
فالمقدمة : عبارة عن (4) آيات
من الآية الأولى إلى نهاية الآية (4) .
وفيها : بيان أسباب الخروج من الظلمات إلى النور بكل عام .
والفقرة الأولى : وهى عبارة عن (4) آيات
من الآية (5) إلى نهاية الآية (8)
وفيها : الحديث عن موسى عليه السلام ، وتكليفه من الله أن يخرج قومه من الظلمات إلى النور ، وكذلك : بعض السنن التى لها علاقة فى هذا الموضوع ؛ مما يفهم منه أن إخراج الناس من الظلمات إلى النور بواسطة الرسول : هو سنة الله فى كل زمان .
وأما الفقرة الثانية : فهى عبارة عن (10) آيات
من الآية (9) حتى نهاية الآية (18)
وفيها : الخطاب لهذه الأمة من أجل إخراجها من الظلمات إلى النور ، عن طريق تذكرها بأيام الله فى المخالفين .
والفقرة الثالثة : عبارة عن (5) آيات
من الآية (19) حتى نهاية الآية (23)
وفيها : عرض لعملية الإخراج من النور إلى الظلمات ، التى يقوم بها الشيطان ، كما عرضها هو وقبيله فى النار .
الفقرة الرابعة : عبارة عن (4) آيات
من الآية (24) حتى نهاية الآية (27)
وفيها : ذكر لطريق من طرق الخروج من الظلمات إلى النور .
والفقرة الخامسة : عبارة عن (14) آية
من الآية (28) إلى نهاية الآية (41)
وفيها : ذكر – كذلك – لوسائل الخروج من الظلمات إلى النور ، ولفظ النظر إلى فعل الكافرين بتبديل نعمة الله .
والفقرة السادسة : عبارة عن (5) آيات
من الآية (42) حتى نهاية الآية (46)
وفيها : نهى للدعاة عن ظن السوء بالله تعالى ، بأن يظنوا غفلة الله تعالى عن عمل الظالمين .
والمؤمن لا يقع فى مثل هذا 00 ولكن عليه أن يتذكر رقابة الله دائماً .
كما تأمر المجموعة بالإنذار باليوم الآخر ، وفى هذا لفت نظر للدعاة أن يكونوا يقظين منذرين .
والفقرة السابعة : عبارة عن (5) آيات من الآية (47) حتى نهاية الآية (51) .
وفيها : توجيه الداعية نحو الثقة المطلقة بوعد الله فى النصرة فى الآ*** وفى الدنيا ، حيث أن الثقة بوعد الله تعالى سمة رئيسية من سمات الداعية ليخرج الناس من الظلمات إلى النور .
وأخيراً الخاتمة : وهى آية واحدة رقم (52) وهى خاتمة آيات السورة ، وفيها : التذكير بأغراض السورة ومحتوياتها .



عاشراً : أبرز موضوعات السورة
تدور موضوعات السورة حول خدمة أهداف السورة المكية .
وتتعدد الموضوعات فيها لتعالج الأغراض المكية للقرآن الكريم .
يبد أننا نلاحظ : أنها تكون شديدة التركيز على بعض الموضوعات أكثر من شدتها على البعض الآخر .
ومن هذه الموضوعات :
1) وجود الله تعالى وتوحيده
فى مثل قوله تعالى (قالت رسلهم أفى الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى) [إبراهيم 10] .
وفى مثل قوله تعالى (وجعلوا لله أنداداً ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار) [إبراهيم 30] .
2) البعث والحساب والجزاء
فى مثل قوله تعالى (وويل للكافرين من عذاب شديد * الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآ*** ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً أولئك فى ضلال بعيد) [إبراهيم 34] .
وفى مثل قوله تعالى (ربنا اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب) [إبراهيم 41] .
وفى مثل قوله تعالى (إن الظالمين لهم عذاب أليم * وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام) [إبراهيم 22 ، 23] .
3) الوحى والرسالة
يقول تعالى (كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد) [إبراهيم 1] .
ويقول تعالى (فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين) [إبراهيم 13] .
4) إرسال الرسل بلغات أقوامهم
فى مثل قوله تعالى (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيض الله من يشاء ويهدى من يشاء وهو العزيز الحكيم) [إبراهيم 4] .
5) وظيفة الرسول
فى مثل قوله تعالى (ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد) [إبراهيم 1] .
(ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور) .
وفى مثل قوله تعالى (وذكرهم بأيام الله إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور) [إبراهيم 5] .
6) بيان بشرية الرسل
فى مثل قوله تعالى (قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده) وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله) [إبراهيم 11] .
7) صبر الرسل على الإيذاء فى سبيل الدعوة
يقول الرسل (ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون) [إبراهيم 2] .
اعتماد الرسل – وتوكلهم – على الله
يقول تعالى على ألسنتهم (وما لنا أن نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا)(3) .
9) تحقق وعد الله للرسل
فى مثل قوله تعالى (فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين * ولنسكننكم الأرض من بعدهم) [إبراهيم 14] .
وقوله تعالى (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد) [إبراهيم 15] .
10) بيان حجم ومنزلة أعمال الذين كفروا
يقول تعالى (مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح فى يوم عاصف لا يقدرون مما **بوا على شئ ذلك هو الضلال البعيد) [إبراهيم:1].
11) تخلى المستكبرين عن تابعيهم من الكفار يوم القيامة
(وبرزوا لله جميعاً فقال الضعفاء للذين استكبروا : إنا كنا لكم تبعاً فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شئ قالوا : لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص) [إبراهيم 21] .
12) موقف الشيطان من أتباعه يوم القيامة
(وقال الشيطان لما قضى الأمر : أن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى فلا تلومونى ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى إنى كفرت بما أشركتمونى من قبل) [إبراهيم 22] .
13) بيان مصير الكفار ومصير المؤمنين يوم القيامة
فى قوله تعالى (إن الظالمين لهم عذاب أليم) [إبراهيم 22] .
وفى قوله تعالى (وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام) [إبراهيم 23] .
14) الأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة
(قل لعبادى الذين آمنوا : يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خلال) [إبراهيم 31] .
15) بيان بعض نعم الله على الإنسان وأنها لا يمكن إحصاؤها
(الله الذى خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم وسخر لكم الفلك لتجرى فى البحر بأمره وسخر لكم الأنهار * وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الأنهار * وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) [إبراهيم 32-34] .
16) دعوات سيدنا إبراهيم
( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبنى وبنىّ أن نعبد الأصنام * رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعنى فإنه منى ومن عصانى فإنك غفور رحيم *ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون .ربنا إنك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله شئ فى الأرض ولا فى السماء .الحمد لله الذى وهب لى على الكبر إسماعيل وإسحق إن ربى لسميع الدعاء
رب اجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتىربنا وتقبل دعاء *ربنا اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب) [إبراهيم 35-41] .
17) بيان أحوال الظالمين
حيث يقول تعالى (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ..) [إبراهيم 42-51] .



حادى عشر : بعض الدروس المستفادة
لا ينبغى أن يظن القارئ الكريم أن ما يذكر وتحت هذا العنوان – هنا ، وفى غير هذه السورة كذلك – هو المفيد فقط ، وأن ما عداه ليس بمفيد .
فليس هذا – قصدى . وحاشا لله أن نفهم فى ساحة كلامه من العزيز هذا المعنى .
بل إن ما يذكر هنا هو بعض ما يستفاد من جهة ، ومن جهة أخرى : فهو بعض ما تصل إليه عقولنا القاصرة .
وبعد هذا التوضيح ندلف إلى بعض ما يعين ... على بيانه مما يستفاد من هذه السورة على النحو التالى :
1) خطأ علماء الدين المقارن(1)
ذلك أنهم يقولون : أن الإعتقاد والإيمان بالله ..تطور وترقى من تعدد الآلهية إلى التكنية ، إلى التوحيد ،ومن عبادة الطواطم والأرواح والنجوم والكواكب إلى عبادة الله الواحد
وأنه تطور وترقى كذلك بتطور التجربة البشرية والعلم البشرى وبتطور وترقى الأنظمة السياسية ، وانتهائها إلى الأوضاع الموحدة تحت سلطان واحد .
ويوضح خطأ هذا الفهم : ما تؤكده لنا هذه السورة ، من أن موكب الإيمان منذ فجر التاريخ الإنسانى : موكب واحد موصول ، يقوده رسل الله الكرام ، داعين بحقيقة واحدة ، جاهدين بدعوة واحدة ، سائرين على منهج واحد ... كلهم يدعو إلى ألوهية واحدة ، وربوية واحدة ، وكلهم لا يدعو مع الله أحداً ، ولا يتوكل على أحد غيره ، ولا يلجأ إلى ملجأ سواه ، ولا يعرف له سنداً إلا إياه .
قال تعالى (جاءتهم رسلهم بالبينات) [إبراهيم 9] .
وقال تعالى (قالت رسلهم أفى الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم) [إبراهيم 10] .
2) إجابة هذا السؤال : لماذا كانت مواجهة الجاهلية لدعوة الرسل الكرام واحدة .. ؟
وبيان الإجابة :
أنه لما كانت الجاهلية : تقوم إبتداءً على أساس من دينونة العباد للعباد ، ومن تأليه غير الله تعالى ، أو من ربوبية غير الله تعالى .. !!
ولما كانت دعوة الرسل الكرام : إنما تقوم على توحيد الله تعالى ، وتنحية الأرباب الزائفة ، وإخلاص الدين لله ، وإفراده سبجانه وتعالى بالحاكمية والسلطان ..!!
كان لابد أن يحدث الاصطدام بين الجاهلية ودعوة الرسل .
فدعوة الرسل : تصطدم اصطداماً مباشراً بالقاعدة التى تقوم عليها الجاهلية، وتصبح بذاتها خطراً على وجود الجاهلية .
وبخاصة حين تتمثل دعوة الإسلام فى تجمع خاص ، يأخذ أفراده من التجمع الجاهلى ، وينفصل بهم عن الجاهلية من ناحية الاعتقاد ، ومن ناحية القيادة، ومن ناحية الولاء ، الأمر الذى لابد منه للدعوة الإسلامية فى كل مكان وفى كل زمان .
ومن جهة ثانية : عندما يشعر التجمع الجاهلى بالخطر الذى يتهدد قاعدة وجوده من الناحية الإعتقادية .
ومن جهة ثالثة : عندما يشعر بالخطر يتهدد وجوده ذاته ، يتمثل الاعتقاد الإسلامى فى تجمع آخر منفصل عنه ، ومواجهة له .
عندئذ يسفر التجمع الجاهلى عن حقيقة موقفه تجاه دعوة الإسلام .
إذن فهى معركة بين وجودين لا يمكن أن يكون بينهما : تعايش أو سلام.
(وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن فى ملتنا) [إبراهيم 13] .
3) المستضعفون كثرة ، والطواغيت قلة ، فماذا الذى يخضع الكثرة للقلة ..؟
إن الذى يخضع الكثرة للقلة الطاغية التى تستعبدها :
ضعف الروح فيها ، وسقوط الهمة منها ، وقلة النخوة لديها ، والتنازل الداخلى عندها عن الكرامة التى وهبها له لبنى الإنسان .
ومن هنا : فإن الطغاة لا يملكون أن يستدلوا الجماهير إلا برغبة هذه الجماهير ، التى هى – دائماً – قادرة على الوقوف لهم لو أرادت .
كما أن الذل لا ينشأ إلا عن قابلية للذل فى نفوس الأذلاء ، وهذه القابلية هى – وحدها – التى يعتمد عليها الطغاة .
4) ثبوت سؤال الملكين فى القبر .
( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآ*** ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء) [إبراهيم 27] .
اقرأ ما يفيد ذلك من مجاورات الدار الآ*** .
(وبرزوا لله جميعاً
فقال الضعفاء للذين استكبروا : إنا كنا لكم تبعاً فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شئ) [إبراهيم 21] .
5) هل يحسب الرسول أن الله غافلاً عما يعمل الظالمون .. ؟
كلا ..
فلم هذا الأسلوب .. ؟
قال صاحب "مسائل الرازى" .
يجوز أن يكون هذا نهياً لغير النبى عليه الصلاة والسلام ، ممن يجوز أن يحسبه – تعالى – غافلاً ؛ لجهله بصفاته ، وبسبب ما يراه من تمتع الظالمين ، ثم يسمع بوعيد الله تعالى ، ثم لا يراه واقعاً بهم فى هذه الحياة الدنيا .
فهذه الصيغة : تكشف عن الأجل المضروب لأخذهم الآخذة الأخيرة – التى لا إمهال بعدها ، ولا فكاك منها .
(ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون..) [...إبراهيم 42 وما بعدها] .
6) لأهل النار خمس دعوات .
أخرج البيهقى عن محمد بن كعب القرطبى أنه قال :
لأهل النار خمس دعوات : يحببهم الله تعالى فى أربع منها ، فإذا كانت الخامسة : لم يتكلموا بعدها أبداً .
1- يقولون :
(ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا – فهل إلى خروج من سبيل) ؟ [غافر 11] .
(ذلكم بأنه إذا دعى الله وحده كفرتم وأن يشرك به تؤمنوا ، فالحكم لله العلى الكبير) [غافر 12] .
2- ثم يقولون :
(ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحاً إنا موقنون) [السجدة 12] .
فجيبهم جل شأنه قائلاً :
(فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون) [السجدة 14] .
3- ثم يقولون :
(ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل) [إبراهيم 44] .
فيجيبهم تبارك وتعالى قائلاً :
(أو لم تكونوا قسمتم من قبل ما لكم من زوال وسكنتم فى مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال) [45] .
4- ثم يقولون :
(ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذى كنا نعمل)
فيجيبهم رب العزة قائلاً :
(أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير) [فاطر 37]
5- ثم يقولون :
(ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوماً ضالين ربنا أخرجنا منها فإن دعونا إنا ظالمون)
فيجيبهم جل وعلا قائلاً :
(اخسئوا فيها ولا تكلمون) [المؤمنون 106-108] .
وحينئذ ينقطع رجاؤهم ويقبل بعضهم ينبح فى وجه بعض ، وتطبق عليهم، فلا يتكلمون بعدها أبداً ، ولا يكون إلا زفير وشهيق .
اللهم إنا نعوذ بك من غضبك ، ونلوذ بكنفك من عذابك ، ونسألك التوفيق للعمل الصالح فى يومنا هذا ، والتقرب إليك بما يرضيك عنا قبل أن يخرج الأمر من يدنا . يا رب العالمين .



ثانى عشر : مصادر المفاتيح و هوامش البحث
1- أنظر : السخاوى .. جمال القراء 1/36
الفيروزابادى .. بصائر ذوى التمييز 1/268
القاسمى .. محاسن التأويل (تفسير سورة إبراهيم)
2- أنظر : مكى بن أبى طالب.. التبصرة ص 236
السخاوى .. جمال القراء 1/2.5
الفيروزابادى .. بصائر ذوى التمييز 1/268
نثر المرجان 3/329
الآلوس روح المعانى (تفسير سورة إبراهيم)
3- القرطبى .. الجامع لأحكام القرآن (تفسير سورة إبراهيم)
4- الآلوس .. روح المعانى (تفسير سورة إبراهيم)
5-فى قول الحسن ومجاهد والضحاك .. أنظر : القرطبى (إبراهيم تفسير الآية 43) .
6-أنظر : سيد قطب .. فى ظلال القرآن (تفسير سورة إبراهيم)
7- سعيد حوى .. الأساس فى التفسير (تفسير سورة إبراهيم)
8- د. عبد الحى الفرماوى.. زاد الدعاة 2/33.
9- أنظر : الرازى .. مسائل الرازى وأجوبتهاص 166
سيد قطب فى ظلال القرآن (إبراهيم : تفسير الآية 42]
10- المراغى تفسير المراغى (تفسير سورة إبراهيم )


يتبع بإذن الله ......





من مواضيعي

  رد مع اقتباس

 

   

قديم 14th February 2012   #17
افتراضي

سورة الحجر

نبذة عن سورة الحجر : سورة مكية ، آياتها 99


هدف السورة: حفظ الله لدينه

السورة مكية ونزلت في وقت اشتد الأذى على الرسول والمسلمين في مكة وتعرضوا للإستهزاء والإتهام كحال المسلمين الآن فجاءت هذه السورة وكأنها رسالة قرآنية من الله تعالى ليطمئن رسوله والمسلمين أن هذا الدين محفوظ من الله تعالى وما على المسلمين إلا الإستمرار في الدعوة والتركيز عليها وعدم الإنبهار بقوة اعدائهم او الإستشعار بالضعف والوهن والإنهزامية أمام الأعداء.
الحجر هو مكان سكنت فيه ثمود الذين ابتعدوا عن منهج الله تعالى وكانوا قد نحتوه في الجبال ليختبئوا من الزلازل والصواعق بظنهم أنه مكان آمن لهم يقيهم ويحفظهم (وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ) آية 82 ، لكن الله تعالى أهلكهم بالصيحة التي دخلت آذانهم فتركتهم صرعى ولم ينفعهم كل ما احتاطوا له ومكثهم في الحجر ما منع قضاء الله وعذابه من أن يحلّ بهم (فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) آية 84. وفي هذا دلالة على أن الله تعالى هو الحافظ ولا يتم الحفظ او الحجر بالوسائل المادية وهذا حجر ثمود أكبر دليل على ذلك. ولقد سميت السورة بسورة الحفظ لأن كل آياتها تؤكد أن الله تعالى يحفظ كل شيء، ولذا جاءت فيها آية 9 (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) خاصة دون غيرها من سور القرآن.
بداية السورة ونهايتها تتحدث عن حفظ الله تعالى للكون
(الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ) آية 1 و(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) آية 97،98،99. وكأن الآيات الآخيرة هي الحل والتوجيه حتى يحفظنا الله تعالى.
يحفظ القرآن (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) آية 9
والسموات والأرض (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ) آية 16 و 17
والرزق (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ) آية 21
والمؤمنون وقد تحدثت الآيات عن الشيطان كيف واجه ربه بأنه سيغوي عباد الله إلا الذين حفظهم الله تعالى (إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) آية 40 وقال تعالى (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) آية 42
وقد جاءت جزئية قصة إبليس عندما قال لربه (قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) آية 39 في هذه السورة خاصة بمعنى أنه سيحاول أن يخدع المسلمين ويغويهم بالباطل لذا جاءت الآية بعدها (لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) آية 88. فالسورة كلها تؤكد للمسلمين أن الله حافظهم والمؤمنون حقاً هم الذين يحفظهم الله تعالى من الشيطان ونزغه (إلا عبادك منهم المخلصين)

يتبع ان شاء الله .....

من مواضيعي


التعديل الأخير تم بواسطة ديني يقيني ; 14th February 2012 الساعة 09:10 AM
  رد مع اقتباس

 

   

قديم 14th February 2012   #18
افتراضي

سورة الْنَّحْل


سبب التسمية :

سميت ‏هذه ‏السورة ‏الكريمة ‏‏" ‏سورة ‏النحل ‏‏"
‏لاشتمالها ‏على ‏تلك ‏العبرة ‏البليغة ‏التي ‏تشير ‏إلى
‏عجيب ‏صنع ‏الخالق ‏وتدل ‏على ‏الألوهية ‏بهذا ‏الصنع ‏العجيب‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مكية .ماعدا من الآية 126إلى الآية 128 " فمدنية .

2) من المئين .

3)آياتها 128 آية .

4) ترتيبها السادسة عشرة .

5) نزلت بعد سورة الكهف .

6) بدأت السورة بفعل ماضي " أتى " ، السورة بها سجدة في الآية رقم 50.

7) الجزء " 14 " ، الحزب " 27 ، 28 " ، الربع " 3،4،5،6،7،8 " .

محور مواضيع السورة :

سورة النحل من السور المكية التي تعالج موضوعات العقيدة الكبرى
الالوهية والوحي والبعث والنشور وإلى جانب ذلك تتحدث عن دلائل القدرة
والوحدانية في ذلك العالم الفسيح في السموات والارض والبحار والجبال
والسهول والوديان والماء الهاطل والنبات النامي والفلك التي تجري
في البحر والنجوم التي يهتدي بها السالكون في ظلمات الليل إلى
آخر تلك المشاهد التي يراها الانسان في حياته ويدركها بسمعه وبصره
وهي صور حية مشاهدة دالة على وحدانية الله جل وعلا
وناطقة بآثار قدرته التي أبدع بها الكائنات .

سبب نزول السورة :

1) قال ابن عباس : لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالى " اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ القَمَرُ "
قال الكفار : بعضهم لبعض إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت فأمسكو
ا عن بعض ما كنتم تعملون حتى ننظر ما هو كائن فلما رأوا أنه لا ينزل
شئ قالوا ما نرى شيئا فأنزل الله تعالى " اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ
وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ " فأشفقوا وانتظروا قرب الساعة فلما
امتدت الايام قالوا : يا محمد ما نرى شيئا مما تُخَوِّفنا به فأنزل الله تعالى
" أَتَى أمرُ اللهِ " فَوَثَبَ النبيُّ ورفع الناس رؤوسهم فنزل "فَلا تَسْتَعْجِلُوه "
فَاطْمَأنوا فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله : بعثت أنا والساعة كهاتين
وأشار بإصبعه إن كادت لتسبقني وقال الآخرون الأمر ها
هنا العذاب بالسيف وهذا جواب للنضر بن الحارث حين
قال اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة
من السماء يستعجل العذاب فأنزل الله تعالى هذه الآية .

2) نزلت الآية في أُبيّ بن خلف الجمحي حين جاء بعظم رميم
إلى رسول الله فقال يا محمد أترى الله يحيي هذا بعد ما قد رمم نظير
هذه الآية قوله تعالى في سورة "يس" أَو لَمْ يَرَ الإنسانُ أنَّا
خَلَقْنَاهُ مِن نُطْفَةٍ فَإذا هُوَ خَصيمٌ مُبين " إلى أخر السورة نازلة في هذه القصة " .

3) نزلت في اصحاب النبي بمكة بلال وصهيب وخباب
وعامر وجندل بن صهيب أخذهم المشركون بمكة فعذَّبوهم
وآذوهم فبوَّأهم الله تعالى بعد ذلك المدينة



يتبع بإذن الله .....

من مواضيعي

  رد مع اقتباس

 

   

قديم 14th February 2012   #19
افتراضي

سورة الإسْرَاء 17/114

سبب التسمية :

سميت ‏السورة ‏الكريمة ‏‏" ‏سورة ‏الإسراء ‏‏" ‏لتلك ‏المعجزة ‏الباهرة ‏معجزة

‏الإسراء ‏التي ‏خصَّ ‏الله ‏تعالى ‏بها ‏نبيه ‏الكريم‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

. 1) مكية .ماعدا الآيات " 26 ، 32 ، 33 ، 57 ، ومن الآية 73 : 80 " فمدنية .

2) من المئين .

3) آياتها 111 آية .

4) ترتيبها السابعة عشرة.

5)نزلت بعد سورة "القصص" .

6) تبدأ باسلوب ثناء ، تبدأ بالتسبيح ، بها سجدة في الآية " 109 " .

7)الجزء " 15 "، الحزب " 29 ، 30 " ، الربع " 1، 2، 3 ، 4، 5، " .

محور مواضيع السورة :

سورة الإسراء من السور المكية التي تهتم بشئون العقيدة شأنها

كشأن سائر السور المكية من العناية بأصول الدين الوحدانية والرسالة

والبعث ولكن العنصر البارز في هذه السورة الكريمة هو شخصية

الرسول وما أيَّدَهُ الله به من المعجزات الباهرة والحجج القاطعة الدَّالَّة

على صدقه عليه الصلاة والسلام .

سبب نزول السورة :

1) عن عبد الله قال :جاء غلام إلى رسول الله فقال إن أمي تسألك

كذا وكذا فقال :ما عندنا اليوم شئ قال :فتقول لك اكسني قميصك

قال :فخلع قميصه فدفعه إليه وجلس في البيت حاسرا فأنزل الله

سبحانه وتعالى (ولا تَجْعَل يَدَكَ مَغْلُولةً إِلى عُنُقِكَ ولاَ تَبْسُطْهَا كَلَّ البَسْط)ِ

الآية وقال جابر بن عبد الله : بينما رسول الله قاعدا فيما بين أصحابه أتاه

صبي فقال : يا رسول الله إن امي تستكسيك درعا ولم يكن عند رسول

الله إلا قميصه فقال للصبي :من ساعة إلى ساعة يظهر يعني وقتا آخر

فعاد إلى أمه فقالت :قل له إن أمي تستكسك القميص الذي عليك فدخل

رسول الله داره ونزع قميصه وأعطاه وقعد عريانا فاذن بلال للصلاة

فانتظروه فلم يخرج فشغل قلوب الصحابة فدخل عليه بعضهم فراه

عريانا فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية .

2) عن ابي جعفر محمد بن علي أنه قال لم كتمتم " بسم الله الرحمن الرحيم "

فنعم الاسم والله كتموا فإن رسول الله كان إذا دخل منزله اجتمعت عليه

قريش فيجهر بسم الله الرحمن الرحيم ويرفع صوته بها فتولي قريش فرارا

فأنزل الله هذه الآية .

3) نزلت في عمر بن الخطاب وذلك أن رجلا من العرب شتمه فأمره الله تعالى

بالعفو وقال الكلبي كان المشركون يؤذون أصحاب رسول الله بالقول والفعل

فشكوا ذلك إلى رسول الله فأنزل الله تعالى هذه الآية .

فضل السورة :

1) عن عائشة قالت كان رسول الله يقرأ كل ليلة ببني اسرائيل والزمر .

2) عن أبي عمرو الشيباني قال صلى بنا عبد الله الفجر فقرأ بسورتين

الآخرة منهما بني إسرائيل .

يتبع بإذن الله ......

من مواضيعي

  رد مع اقتباس

 

   

قديم 14th February 2012   #20
افتراضي

سورة الْكَهْف


سبب التسمية :

سميت ‏سورة ‏الكهف ‏لما ‏فيها ‏من ‏المعجزة ‏الربانية ‏في ‏تلك ‏القصة

‏العجيبة ‏الغريبة ‏قصة ‏أصحاب ‏الكهف‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مكية .عدا الآية 38 ، ومن الآية 86 إلى 151 فمدنية .

2)من المئين .

3) عدد آياتها .110 آية .

4) ترتيبها الثامنة عشرة .

5) نزلت بعد سورة " الغاشية " .

6) تبدأ باسلوب الثناء ، بدأت بالحمد لله ، تحدثت السورة

عن قصة ذي القرنين وسيدنا موسى والرجل الصالح .

7) الجزء " 16 " ، الحزب " 30،31 " ، الربع " 1 ، 2" .

محور مواضيع السورة :

سورة الكهف من السور المكية وهي إحدى سور خمس بُدِئت بـ " الحمد لله "

وهذه السور هي الفاتحة ، الأنعام ، الكهف ، سبأ ، فاطر " وكلها تبتدئ

بتمجيد الله جل وعلا وتقديسه والاعتراف له بالعظمة والكبرياء والجلال والكمال" .

سبب نزول السورة :

1) عن ابن عباس قال اجتمع عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام

والنضر بن الحارث وأمية بن خلف والعاص بن وائل والاسود بن المطلب وابو

البختري في نفر من قريش وكان رسول الله قد كَبُرَ عليه ما يرى من خلاف

قومه إياه وإنكارهم ما جاء به من النصيحة فأحزنه حزنا شديدا فأنزل الله

" فلعلك باخع نفسك ".

2) عن سلمان الفارسي قال جاءت المؤلفة القلوب إلى رسول الله عيينة

بن حصن والاقرع بن حابس وذووهم فقالوا يا رسول الله إنك لو جلست

في صدر المجلس ونحيت عنا هؤلاء وأرواح جبابهم يعنون سلمان وأبا ذر

وفقراء المسلمين وكانت عليهم جباب الصوف لم يكن عليهم غيرها جلسنا

اليك وحادثناك وأخذنا عنك ؛فأنزل الله تعالى( وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إليكَ مِن

كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَع الذِينَ

يَدْعُونَ رَبَّهمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِي يُرِيدُونَ وَجْهَهُ _حتى بلغ _إِنَّا اعْتَدْنَا لِلظَالِمِينَ

نَارًا )يتهددهم بالنار فقام النبي يلتمسهم حتى إذا أصابهم في مؤخر المسجد

يذكرون الله تعالى قال :الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي

مع رجال من أمتي معكم المحيا ومعكم الممات .

3) عن ابن عباس في قوله تعالى( ولاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا )قال

نزلت في امية بن خلف الجمحي وذلك أنه دعا النبي إلى أمر كرهه من تحرد

الفقراء عنه وتقريب صناديد أهل مكة فأنزل الله تعالى( ولاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا

قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا ) يعني من ختمنا على قلبه عن التوحيد واتبع هواه يعني الشرك .

4) قال قتادة :إن اليهود سألوا نبي الله عن ذي القرنين فأنزل الله تعالى هذه الآية .

فضل السورة :

1) عن أبي الدرداء عن النبي قال : من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف

عُصِمَ من فتنة الدجال .

2) عن أبي العالية قال قرأ رجل سورة الكهف وفي الدار دابة فجعلت تنفر

فينظر فإذا ضبابة أو سحابة قد غشيته فذكر للنبي قال : اقرأ فلان فإنها

السكينة نزلت للقرآن .

3) عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله " من قرأ من سورة الكهف

عشر آيات عند منامه عُصِمَ من فتنة الدجال ومن قرأ خاتمتها عند رقاده كان

له نورا من لَدُنْ قرنِهِ إلى قدمِهِ يومَ القيامة .


يتبع ان شاء الله .....
من مواضيعي


التعديل الأخير تم بواسطة ديني يقيني ; 15th February 2012 الساعة 01:42 AM
  رد مع اقتباس

 

   

إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أضواء, الله, كباب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها الطالبة لرضا الله تراجم أمهات المؤمنين والصحابيات 25 4th October 2014 04:23 PM
فكم مريد للخير لايدركة جميع لبعض الأحاديث الضعيفة الطالبة لرضا الله السيرة النبويه العطرة 7 27th September 2014 11:40 PM
كيف تدعو الله بخشوع و خضوع نسائم مكة أدعيه وأذكار 20 11th March 2014 07:06 PM
اعرف نبيك صلى الله عليه وسلم نسائم مكة السيرة النبويه العطرة 4 31st December 2013 01:59 PM
نشأة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله غسق الليل سيرة الأنبياء والسلف الصالح والأعلام 9 10th December 2013 01:45 PM

Loading...

هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا هي لكل مسلمة محبة لدينها وأمتها وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ، غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطاً بميزان الشرع المطهر
.
الساعة الآن 04:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. MTWER
 
         
sitemap
:: الإعلانات النصية ::
منتديات نور الإسلام ملتقى أحباب الله منتديات الدفاع عن الصحابة أحباب الله منتديات ربيع الفردوس الاعلى
منتديات فنزر الاسلامية