لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً
الآيتان : 96 {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ} ،
97 : {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}
فيه خمس مسائل : -
الأولى : - ثبت في صحيح مسلم عن أبي ذر قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع في الأرض قال : "المسجد الحرام". قلت : ثم أي ؟ قال : "المسجد الأقصى". قلت : كم بينهما ؟ قال : "أربعون عاما ثم الأرض لك مسجد فحيثما أدركتك الصلاة فصل" .
- : تفاخر المسلمون واليهود فقالت اليهود : بيت المقدس أفضل وأعظم من الكعبة ؛ لأنه مهاجر الأنبياء وفي الأرض المقدسة. وقال المسلمون : بل الكعبة أفضل ؛ فأنزل الله هذه الآية . وأما المسجد الأقصى فبناه سليمان عليه السلام ؛
كما خرجه النسائي بإسناد صحيح من حديث عبدالله بن عمرو. وعن النبي صلى الله عليه وسلم : "أن سليمان بن داود عليه السلام لما بنى بيت المقدس سأل الله خلالا ثلاثة سأل الله عز وجل حكما يصادف حكمه فأوتيه ، وسأل الله عز وجل ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه ، وسأل الله عز وجل حين فرغ من بناء المسجد ألا يأتيه أحد لا ينهزه (ينهضة ويحركة) إلا الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه فأوتيه" .
-فجاء إشكال بين الحديثين ؛ لأن بين إبراهيم وسليمان آمادا طويلة. قال أهل التواريخ : أكثر من ألف سنة. فقيل : إن إبراهيم وسليمان عليهما السلام إنما جددا ما كان أسسه غيرهما. وقد روي أن أول من بنى البيت آدم عليه السلام كما تقدم. فيجوز أن يكون غيره من ولده وضع بيت المقدس من بعده بأربعين عاما ، ويجوز أن تكون الملائكة أيضا بنته بعد بنائها البيت بإذن الله ؛ وكل محتمل. والله أعلم. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أمر الله تعالى الملائكة ببناء بيت في الأرض وأن يطوفوا به ؛ وكان هذا قبل خلق آدم ، ثم إن آدم بنى منه ما بنى وطاف به ، ثم الأنبياء بعده ، ثم استتم بناءه إبراهيم عليه السلام.
الثانية : -قوله تعالى : {لَلَّذِي بِبَكَّةَ} . و"بكة" موضع البيت ، ومكة سائر البلد ؛ عن مالك بن أنس. . ثم قيل : بكة مشتقة من البك وهو الازدحام. تباك القوم ازدحموا. وسميت بكة لازدحام الناس في موضع طوافهم.
اما حديث : الحجر الأسود يمين الله في الأرض ، كيف يفسر أو كيف يفهم هذا الحديث إن كان صحيحا؟؟؟
قال الالبانى : الحديث ضعيف السند ، فلنسترح منه.
: الافضل مَكَّةَ ام الْمَدِينَةِ ؟ أَمْ بِالْعَكْسِ ؟ .
1- مَكَّةُ أَفْضَلُ لِمَا ثَبَتَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ { عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِمَكَّةَ وَهُوَ وَاقِفٌ بِالْحَزْوَرَةِ : وَاَللَّهِ إنَّك لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلَى اللَّهِ وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْك مَا خَرَجْت } قَالَ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثٌ صَحِيحٌ . وَفِي رِوَايَةٍ :
{ إنَّك لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلَى اللَّهِ } فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهَا خَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ . وَهَذَا صَرِيحٌ فِي فَضْلِهَا .
ومن الاعجاز العلمى:
فضل مكة على سائر البقاع
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن مكة هي أحب بلاد الله إلى الله )
الاكتشاف العلمي الجديد الذي كان يشغل العلماء والذي أعلن في يناير 1977 يقول
: إن مكة المكرمة هي مركز اليابسة في العالم , وهذه الحقيقة الجديدة استغرقت سنوات عديدة من البحث العلمي للوصول إليها , واعتمدت على مجموعة من الجداول الرياضية المعقدة استعان فيها العلماء بالحاسب الآلي . ويروي العالم المصري الدكتور حسين كمال الدين قصة الاكتشاف الغريب فيذكر : أنه بدأ البحث وكان هدفه مختلفا تماما , حيث كان يجري بحثا ليعد وسيلة تساعد كل شخص في أي مكان من العالم , على معرفة وتحديد مكان القبلة , لأنه شعر في رحلاته العديدة للخارج أن هذه هي مشكلة كل مسلم عندما يكون في مكان ليست فيه مساجد تحدد مكان القبلة , أو يكون في بلاد غريبة , كما يحدث لمئات الآلاف من طلاب البعثات في الخارج ,
لذلك فكر الدكتور حسين كمال الدين في عمل خريطة جديدة للكرة الأرضية لتحديد اتجاهات القبلة عليها وبعد أن وضع الخطوط الأولى في البحث التمهيدي لإعداد هذه الخريطة ورسم عليها القارات الخمس , ظهر له فجأة هذا الاكتشاف الذي أثار دهشته .. فقد وجد العالم المصري أن موقع مكة المكرمة في وسط العالم ..
وأمسك بيده ( برجلا ) وضع طرفه على مدينة مكة , ومر بالطرف الآخر على أطراف جميع القارات فتأكد له أن اليابسة على سطح الكرة الأرضية موزعة حول مكة توزيعا منتظما .. ووجد مكة - في هذه الحالة - هي مركز الأرض اليابسة . وأعد خريطة العالم القديم قبل اكتشاف أمريكا وأستراليا - وكرر المحاولة فإذا به يكتشف أن مكة هي أيضا مركز الأرض اليابسة , حتى بالنسبة للعالم القديم يوم بدأت الدعوة للإسلام ..
ويضيف العالم الدكتور حسين كمال الدين : لقد بدأت بحثي برسم خريطة تحسب أبعاد كل الأماكن على الأرض , عن مدينة مكة , ثم وصلت بين خطوط الطول المتساوية لأعرف كيف يكون إسقاط خطوط الطول وخطوط العرض بالنسبة لمدينة مكة , وبعد ذلك رسمت حدود القارات وباقي التفاصيل على هذه الشبكة من الخطوط , واحتاج الأمر إلى إجراء عدد من المحاولات والعمليات الرياضية المعقدة , بالاستعانة بالحاسب الآلي لتحديد المسافات والانحرافات المطلوبة , وكذلك احتاج الأمر إلى برنامج للحاسب الآلي لرسم خطوط الطول وخطوط العرض , لهذا لإسقاط الجديد ..
وبالصدفة وحدها اكتشفت أنني أستطيع أن أرسم دائرة يكون مركزها مدينة مكة وحدودها خارج القارات الأرضية الست , ويكون محيط هذه الدائرة يدور مع حدود القارات الخارجية . مكة إذن - بتقدير الله - هي قلب الأرض , وهي بعض ما عبر عنه العلم في اكتشاف العلماء بأنه مركز التجمع الإشعاعي للتجاذب المغناطيسي , يوائمه ظاهرة عجيبة قد تذوقها كل من زار مكة حاجا أم معتمرا بقلب منيب , فهو يحس أنه ينجذب فطريا إلى كل ما فيها .. أرضها ..
وجبالها وكل ركن فيها .. حتى ليكاد لو استطاع أن يذوب في كيانها مندمجا بقلبه وقالبه .. وهذا إحساس مستمر منذ بدء الوجود الأرضي .. والأرض شأنها شأن أي كوكب آخر تتبادل مع الكواكب والنجوم قوة جذب تصدر من باطنها .. وهذا الباطن يتركز في مركزها و يصدر منه ما يمكن أن نسمية إشعاعا .. ونقطة الالتقاء الباطنية هي التي وصل إليها عالم أمريكي في علم الطوبوغرافيا بتحقيق وجودها وموقعها جغرافيا , وهو غير مدفوع لذلك بعقيدة دينية , فقد قام في معمله بنشاط كبير مواصلا ليله بنهاره وأمامه خرائط الأرض وغيرها من الآت وأدوات فإذا به يكتشف - عن غير قصد - مركز تلاقي الإشعاعات الكونية هو مكة .. ومن هنا تظهر حكمة الحديث الشريف المبنية على قول الله تعالى :
( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ )
ومن ثم يمكن التعرف على الحكمة الإلهية في اختيار مكة بالذات ليكون فيها بيت الله الحرام , واختيار مكة بالذات لتكون نواة لنشر رسالة الإسلام للعالم كله .. وفي ذلك من الإعجاز العلمي في الحديث الذي أظهر أفضلية مكانها عن سائر البقاع
1-من الناس يعلمون بأنه ما من نبي إلا وحج إلى البيت الحرام، وما من قوم عذبهم الله إلا وهاجر نبيهم بمن آمن إلى مكة.
وأن قبور أكثر من سبعين نبياً في منى، وأن بعضهم مدفون بجانب الكعبة، مثل نوح وصالح وشعيب عليهم السلام، أي حيث نطوف؟
2-كم من الناس يعرفون أن الطيور لا تحلق فوق الكعبة تحديدا، بل تطوف حولها، وذلك من كرامات الكعبة؟
وأن مكة تقع في وسط اليابسة تماما، وبذلك يفترض أن يكون توقيتها (لا توقيت جرينيتش الذي فرضته بريطانيا على العالم بالقوة) هو التوقيت العالمي!.
وأن اتجاهات أركان الكعبة، هي الاتجاهات الحقيقية للجهات الأصلية تماما، أي الشمال شمال، والجنوب جنوب بلا أ ي ميل أو انحراف! والدليل أن الحجر الأسود كان أول نقطة تستقبل شروق الشمس، قبل أن تطاول المباني العالية المسجد الحرام، أي في الشرق تماما.
وحركة الطواف تتوافق مع فطرة الكون والإنسان، وهو نفس اتجاه دوران الكواكب حول الشمس، والإلكترونات في الذرة!
وأن تركيبة المدينة الجيولوجية، معجزة في حد ذاتها، وقصة انطباع أقدام الخليل إبراهيم على المقام على حجر أصم صلد، معجزة أخرى، وأنه حجر خاص يحتاج إلى تحليل علنا نفك بعض رموزه!.
3-وكم من الناس يعرفون معجزات زمزم، وبعض حقائق تكوينه العجيبة، والتي جعلته يستحق أن يكون خير ماء على الأرض؟
كم من غربي يقدس العقل والعلم، قبل الغيبيات بطبعه، كان سيؤمن لو أننا نعرض عليه، معجزات مكة والمقدسات، بالعلم والعقل والمنطق؟!
وهل يا ترى لو عرف الناس هذه المعلومات واستشعروها، سنجد من يبصق (أجلكم الله) في المسجد الحرام،
أو يدخن في ساحاته أو قريبا منه، أو في مكة أصلا؟!
هل كنا سنجد الناس يدفعون بعضهم، يتشاجرون، يبتدعون، وينصحون بخشونة وعنف، يفترشون الأراضي ويؤذون المسلمين، في المسجد الحرام، لو أنهم استوعبوا معنى أن يجلسوا، داخل حرم، وطأته أقدام الأنبياء ـ عليهم السلام ـ وبعضهم مدفون تحته؟!
هل كنا سنجد أناسا، يهملون نظافة أنفسهم، أو نظافة المكان الذي يجلسون فيه في الحرم، لو استشعروا روحانية الزمان والمكان بحق؟! وهل كنا سنحتاج إلى هذا العدد الكبير من عمال النظافة _جزاهم الله ألف خير_ عندئذ؟!
: -قوله تعالى : {مُبَارَكاً} جعله مباركا لتضاعف العمل فيه ؛ فالبركة كثرة الخير . {وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ} بمعنى وهو هدى للعالمين. ويجوز في غير القرآن "مبارك" بالخفض يكون نعتا للبيت.
: -قوله تعالى : {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} . قالوا : أثر قدميه في المقام آية بينة. وفسر مجاهد مقام إبراهيم بالحرم كله ؛ فذهب إلى أن من آياته الصفا والمروة والركن والمقام. والباقون بالجمع. أرادوا مقام إبراهيم والحجر الأسود والحطيم وزمزم والمشاعر كلها .
: -قوله تعالى : {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} : ذلك أيضا من آيات الحرم. : وهو قول حسن ؛ لأن الناس كانوا يتخطفون من حواليه ، ولا يصل إليه جبار ، وقد وصل إلى بيت المقدس وخرب ، ولم يوصل إلى الحرم. قال الله تعالى : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} [الفيل : 1].
قال ابن العربي :
"وكل من قال هذا فقد وهم من جهتين : إحداهما أنه لم يفهم من الآية أنها خبر عما مضى ، ولم يقصد بها إثبات حكم مستقبل ، الثاني أنه لم يعلم أن ذلك الأمن قد ذهب وأن القتل والقتال قد وقع بعد ذلك فيها ، وخبر الله لا يقع بخلاف مخبره ؛ فدل ذلك على أنه كان في الماضي هذا. وقد ناقض أبو حنيفة فقال ، إذا لجأ إلى الحرم لا يُطعم ولا يُسقى ولا يعامل ولا يُكلَّم حتى يخرج ، فاضطراره إلى الخروج ليس يصح معه أمن. وروي عنه أنه قال : يقع القصاص في الأطراف في الحرم ولا أمن أيضا مع هذا".
والجمهور من العلماء
على أن الحدود تقام في الحرم ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة.
قلت :
وروى عن ابن عباس : من أصاب حدا في الحرم أقيم عليه فيه ، وإن أصابه في الحِلّ ولجأ إلى الحرم لم يكلم ولم يبايع حتى يخرج من الحرم فيقام عليه الحد ؛ ، وقد فهم ابن عباس ذلك من معنى الآية ، وهو حبر الأمة وعالمها.
والصحيح أنه قصد بذلك تعديد النعم على كل من كان بها جاهلا ولها منكرا من العرب ] فكانوا في الجاهلية من دخله ولجأ إليه أمن من الغارة والقتل ؛
واخر دعوانا ان الحمد للة رب العالمين
اعمل لله
الداعى للخير كفاعلة
لاتنسى
جنة عرضها السموات والارض
لاتنسى
سؤال رب العالمين
ماذا قدمت لدين الله
انشرها فى كل موقع ولكل من تحب
واغتنمها فرصة اجر حسنات
كالجبال يوم القيامة